Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية التدريب على تأجيل الإشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد /
المؤلف
جمعة، فاطمة نادي سيد
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة نادي سيد جمعة
مشرف / ولاء ربيع مصطفى
مشرف / منار فتحي عبد اللطيف
الموضوع
الصحة النفسية الاطفال
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
161 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
18/8/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 176

from 176

المستخلص

تمثل الانفعالات التي تصدر عن الأطفال أحد المكونات الأساسية لشخصيته، ولها دور كبير في بناء خبارته، والتأثير في وجدانه بما فيه من مشاعر الأمل والحب والحزن، وتتباين طبيعة وأسباب الانفعالات لدى الأطفال في مرحلة الروضة عن الآخرين؛ ذلك لعدم اكتمال النمو العاطفي لديه، وعدم امتلاكه قدرًا كافيًا من الخبرات مثل التي لدى الأشخاص الكبار، وعليه يجب على الطفل تنظيم انفعاله لينعم بحياة مستقرة ومتزنة؛ حيث يُعرف تنظيم الانفعال بأنه مجموعة من العمليات المعرفية، والسلوكية، والاجتماعية التي من خلالها يمكن ضبط الحالة الانفعالية الناتجة عن المواقف الصعبة التي تقابل الفرد (نورة دخيل الله الحارثي، وخديجة ضيف الله القرشي، 2021).
خاصة أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب النشاط الزائد وتشتت الانتباه يكونون غير قادرين على الاستقرار أو التركز لفترة طويلة من الزمن، وغر قادرين على إنجاز ما يُطلب منهم، ويتصفون بالاندفاعية في تصرفاتهم، ويقومون بحركات مفرطة دون هدف واضح مما يزيد من المشكلات السلوكية التي يسببونها، وقد يقوم الوالدان بتدخلات خاطئة فد تزيد من حدة المشكلة (فطين زهير حسنين، 2013).
ويُعد اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد من أكثر الاضطرابات العصبية المنشأ التي تصيب الأطفال وتشغل بال كثير من الآباء والمعلمين وعلماء النفس والاجتماع؛ حيث تتفاوت مظاهر هذا الاضطراب وقد تكون أكثر وضوحًا في مرحلة معينة من مراحل النمو المختلفة دون غيرها، ولا يتوقف تأثير الآثار السلبية لهذا الاضطراب على فترة الطفولة فقط، بل يتعداه في كثير من الحالات حتى سن الرشد مسببًا اختلالًا في الحياة الشخصية والمهنية للفرد. إضافة إلى ذلك، فإن تكلفة العلاج الطبي والنفسي السلوكي لهذا الاضطراب مكلفة بالنسبة للمرضى وأسرهم.
وقد ازداد الاهتمام بالأطفال ذوي اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد؛ نظرًا لانتشاره بين الأطفال في عمر المرحلة الابتدائية؛ حيث تراوحت نسبته ما بين (3%) إلى (20%)، ومعظمهم من الذكور، وأن انتشاره يقع في مختلف الطبقات الاجتماعية بالنسبة لعوائل هؤلاء الأطفال، كما أن المشكلات المتعلقة به لا تنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة، وغالبًا ما تمتد إلى مرحلة المراهقة، وقد أظهرت العديد من الدراسات والبحوث مثل دراسة هبة محمد مؤيد (2014) أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم صعوبات تعلم، لا يحسنون التعامل مع زملائهم، وغير متعاونين، ويتجنبون العمل الذي يتطلب ذكاءً، كما أن حديثهم يكون بصورة مزعجة، ويصحبه عدم الانتباه للمثيرات ذات الأهمية في مواقف التعلم، والنشاط الزائد وتشتت الانتباه هو الزيادة في الحركة عن الحد الطبيعي المقبول وبشكل مستمر، بالإضافة إلى ذلك، لا تتناسب كمية وأنماط الحركة مع العمر الزمني للطفل، وهذا بالطبع يؤثر في مستوى أدائه الأكاديمي، وفي طبيعة علاقاته مع الأقران والمعلمين.
ويوثر هذا الاضطراب على كل نواحي حياة الطفل، وفي الواقع لا يقع أثره على الطفل وحده، بل يمتد هذا الأثر ليشمل الوالدين مسببًا اضطرابات في العلاقات الأسرية، مما يهدد تماسكها على المدى البعيد، وقد تؤثر على السلوك الاندفاعي للطفل.
وقد توصل Hechtman, & Weiss (1986) إلى أن هناك علامات من الاندفاعية وعدم الكفاءة الاجتماعية، وتقدير الذات المنخفض يستمر ربما طوال الحياة بالنسبة لهؤلاء الأطفال ذوي اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد. ويُعرف قصور الانتباه بأنه اضطراب مزمن يتصف بأنماط مستمرة من عدم الانتباه، وكثرة الحركة، والاندفاعية بصورة أكثر من السلوكيات المتوقعة من الطفل مقارنة مع أقرانه في نفس العمر، وهذه الأعراض تظهر على الطفل قبل عمر (7) سنوات، وتؤثر بشكل سلبي على توافق الطفل في مجالات الحياة المختلفة، ويشمل ذلك مشكلات المهارات الاجتماعية وصعوبات التعلم، بالإضافة إلى توتر العلاقة الوالدية مع الطفل المصاب بهذا الاضطراب (Dupaul, et al, 2001).
وهناك علاقة قوية بين السلوك الاندفاعي لدى الأطفال والإشباع الأكاديمي لديهم؛ حيث تؤثر الاندفاعية على الإشباع الأكاديمي، وقد حدد Bembenutty & Karabenick 2004)) تأجيل الإشباع بأنه إرجاء الطلاب لفرص الإشباع الفوري المتاحة السعي وتحقيق أهداف أكاديمية هامة، كما أشار Presley 1983)) إلى أهمية تضمينات تأجيل الإشباع للأداء التربوي والأكاديمي؛ حيث ييسر تأجيل الإشباع من عملية التعلم وتجهيز المعلومات بين المتعلمين؛ ولذا تبدو أهمية تدريب المتعلمين ذوي الاضطراب على كيفية تأجيل الإشباع وضبط الذات.
وفقًا لما سبق فإن عدم قدرة الطفل في بداية حياته على القيام بعمليات ضبط سلوكه الانفعالي، يمكن أن يتولد عنه استمرارية المشكلات وتفاقم ردود أفعاله السيئة، بجانب أنه يمكن أن يشكل تهديدًا خطرًا على صحة الطفل، مما يؤدي به إلى القلق والانطواء وحدة الاندفاع، بخلاف الطفل الطبيعي الذي يتسم بالهدوء والتروي والتفكير الإيجابي، وعدم الاندفاع؛ لذلك سعت الدراسة الحالية إلى الكشف عن فاعلية التدريب على تأجيل الإشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد.
ثانيًا: مشكلة الدراسة وأسئلتها:
من خلال عمل الباحثة كمعلمة في مدرسة صلاح الدين فيوتشر ستارز لغات لاحظت أن عددًا لا بأس به من الآباء والمربين يشكون من السلوك الاندفاعي لدى أولادهم الذي يتميز بالمبالغة بالنشاط الحركي والاندفاعية والتهور وصعوبة الاستمرار في وضعية جسمية معينة أكثر من دقيقة، وصعوبة الانتظار لتلبية حاجة أو رغبة ما، كما يتميز هؤلاء الأطفال بالتدخل في شؤون غيرهم، ويكررون الثرثرة، ولا يبدون حالة إصغاء عند التحدث معهم، وأيضًا يتسمون بضعف الثقة بالنفس وهم أكثر صلابة، ويبدو أنهم غير قادرين على حجز استجاباتهم بسبب شدة القلق.
لذلك تمثلت مشكلة الدراسة في أن الأطفال يمتلكون سلوكًا اندفاعيًا، وذلك من خلال تعاملها واحتكاكها مع هذه الفئة التي تعاني من مشكلة السلوك المندفع.
وتحددت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي الآتي: ما فاعلية التدريب على تأجيل الإشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد؟
وتفرَّع من هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية الآتية:
1. ما الفروق بين القياسيين القبلي والبعدي في المجموعة التجريبية للبرنامج القائم على تأجيل الإشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد؟
2. هل يمكن التحقق من استمرارية فاعلية التدريب على تأجيل الاشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الاطفال ذوي قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد خلال فترة المتابعة؟
ثالثًا: أهداف الدراسة:
1. بيان الفروق بين القياسيين القبلي والبعدي في المجموعة التجريبية للبرنامج القائم على تأجيل الإشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد.
2. التحقق من استمرارية فاعلية التدريب على تأجيل الاشباع الأكاديمي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الاطفال ذوي قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد خلال فترة المتابعة.
رابعًا: أهمية الدراسة:
أ‌) الأهمية النظرية، تتمثل في:
1- الاهتمام بفئة الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه، تلك الفئة التي تحتاج إلى المزيد من الجهود من أجل مساعدتهم على مواكبة الأقران في تعلمهم وتطورهم الشخصي، وتتمثل في كونها إضافة جديدة لأبحاث المهارات الاجتماعية في دراسة علاقتها باضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لدى الأطفال.
2- وضع إطار نظري متكامل يتناول متغيرات تأجيل الإشباع والسلوك الاندفاعي لدى أطفال المرحلة الابتدائية.
3- مراعاة المرحلة العمرية التي أُجريت عليها الدراسة، والتي يتعرض خلالها الطفل للعديد من العقبات والأمور التي من الممكن أن تؤثر على أدائه الأكاديمي، والتي تتطلب أن يكون لدى الطفل قدر كبير من القدرة على تأجيل الإشباع الأكاديمي.
ب‌) الأهمية التطبيقية، وتتمثل في:
1- يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية من خلال تطبيق البرنامج القائم على تأجيل الإشباع في خفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال.
2- أهمية الكشف عن مستوى خفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال، والعمل على الوقاية منه والحد من استمراره، وكذلك العمل على تهيئة بيئة تعليمية وأسرية داعمة لهم.
3- تُعد الصحة النفسية لمختلف الطلبة أحد أهم أولويات القائمين على عملية التعلم واستمرار معاناة الطلاب من مستويات مرتفعة من تأجيل الإشباع الذي يحد من قدراتهم على التعلم ويُضعف أدائهم الأكاديمي؛ لذا من الأهمية الكشف عن مستوى خفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد والعمل الوقاية منه والحد من استمراره، وكذلك والعمل على تهيئة بيئة تعليمية وأسرية داعمة لهم.
4- ممارسة تأجيل الإشباع الأكاديمي له أهمية كبيرة في المجال التربوي؛ ذلك لأنه يعتبر مهارة أساسية للتعلم الناجح، ويساعد على مواجهة الأمور والعقبات غير الأكاديمية، كما أن له تأثيرًا إيجابيًا على التحصيل الدراسي.
خامسًا: مصطلحات الدراسة الإجرائية:
السلوك الاندفاعي:
الطفل المندفع هو الطفل الذي يستغرق وقتًا قصيرًا قبل تقديم أول استجابة للمواقف المختلفة، مما يؤدي إلى تعرضه لعدد كبير من الأخطاء قبل الوصول إلى الإجابات الصحيحة لهذه المواقف، وذلك بالمقارنة بالطفل المتأني الذي يستغرق وقتًا أطول قبل الاستجابة، وبالتالي يتعرض لعدد أقل من الأخطاء كي يصل إلى الإجابة الصحيحة للمهام المسندة إليه.
والسلوك الاندفاعي: هو ميل الفرد ونزعته إلى الاستجابة بسرعة بدون تفكير أو تأنٍ (سميرة علي جعفر أبو غزالة، 2014).
عرفه عبد الرقيب البحيري، ومصطفى الحديبي (2021) بأنه: اختبار يقيس مشكلات كبح السلوك وتأجيل عمل الاستجابة.
ويقاس إجرائيًا بالدرجة التي يحصل عليها الطفل في اختبار السلوك الاندفاعي لـ(عبد الرقيب البحيري ومصطفى الحديبي، 2021).
تأجيل الإشباع الأكاديمي Postponing academic gratification:
عرفه صبري محمود عبد الفتاح ومارك ماكللاند (2017) بأنه: قدرة الطالب على تأجيل الفرص أو الإشباعات الفورية المتاحة؛ وذلك تلبية لدوافع الحصول على جوائز أكاديمية مهمة.
التدريب على تأجيل الإشباع الأكاديمي: تعرِّفه الباحثة بأنه برنامج تدريبي لتدريب الأطفال ذوي قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لخفض السلوك الاندفاعي، ويتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة والمهارات التي تساهم في خفض السلوك الاندفاعي للأطفال ذوي قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد والتي تشمل آليات وفنيات وأنشطة مثل: النشاط الحركي والنشاط القصصي والنشاط الموسيقي والفني الذي يعمل على تطوير الأطفال.
اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد:
تبنى عبد الرقيب البحيري ومصطفي الحديبي (2021) تعريف الاضطراب للجمعية الأمريكية للطب النفسي، أن النشاط الزائد يقيس الحركة المفرطة، وقصور الانتباه يقيس مشكلات الفرد في تركيز وتوجيه الانتباه نحو المعالم الرئيسية للمهمة، والسمة الأساسية لاضطراب نقص الانتباه مفرط الحركة هي النمط الدائم لنقص الانتباه، الاندفاع و/أو الحركة المفرطة- اندفاع بشكل أكثر تكرارًا وشدة مما نلاحظه نمطيًا في الأفراد على مستوى مشابه من النمو، ومن أبرز أعراضه: فرط الحركة (النشاط الزائد)، والاندفاع، أو نقص الانتباه تكون موجودة قبل عمر السابعة، إن الأشخاص ذوي اضطراب نقص الانتباه مفرط الحركة يظهرون عمومًا ضعفًا أو خللًا في المجالات الثلاثة للمشكلة ولكن بدرجات متفاوتة، وأن حالات الضعف هذه لا بد أن تكون قائمة في اثنين على الأقل من المواقف البيئية، على سبيل المثال: المنزل، المدرسة أو العمل، ولا بد أن يكون هناك دليل واضح عن وجود تداخل (تعارض) مع الأداء المهني، الأكاديمي أو الاجتماعي الملائم من ناحية النمو؛ حيث إن اختبار النشاط الزائد يقيس الحركة المفرطة عند الأطفال ذوي قصور الانتباه / مفرط الحركة.
وعرفته الباحثة إجرائيًا بأنه الدرجة التي يحصل عليها الطفل في اختبار النشاط الزائد.
سادسًا: محددات الدراسة:
1- المحددات المكانية: تم تطبيق أدوات البحث والبرنامج التدريبي بمدرسة صلاح الدين فيوتشر ستارز لغات بمحافظة بني سويف شرق النيل.
2- المحددات الزمانية: استغرق تطبيق البرنامج (26) جلسة بواقع جلستين أسبوعيًا، وتراوحت مدة الجلسة من (60-90) دقيقة خلال الفصل الدراسي الثاني من السنة الدراسية 2023/2024م.
3- المحددات المنهجية: اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج التجريبي، لملائمته لطبيعتها وأهدافها، والتي هدفت إلى التحقق من فاعلية برنامج تدريبي لخفض السلوك الاندفاعي لدى الأطفال ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد.
4- المحددات البشرية: أجريت الدراسة لعينة (7) أطفال تتراوح أعمارهم الزمنية من (7-9) سنوات.