الفهرس 
مشكلة البحث والدراسات السابقةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 169 |  |  |
| | | from | 169 | | |
المستخلص
تنتهج وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان في تحديث وتطوير المناهج الموسيقية التعليمية لمختلف المراحل إضافة كل ما هو جديد ومفيد للعملية التعليمية تشمل جميع المجالات الموسيقية، وخاصة فيما يخص مجال الإنشاد التربوي، حيث أن الأغاني والأناشيد إلى جانب أنها ذات فوائد عظيمة للتربية وارتقاء الحس والذوق، فإن لها فوائد كبيرة على النفس البشرية، خاصة في الترويح عن النفس، أو حتى في تغيير حالة الإنسان النفسية من حالة إلى أخرى، فقد يكون الإنسان حزينًا مبتئسًا فيسمع نوعًا من الأغاني والأناشيد فيخفف عنه ويريحه، ”وقد تنقله الأغاني والأناشيد إلى وضع فيه حيوية وفرح ينسيه ما كان فيه من حزن وبؤس، وفي الجانب الترفيهي هناك أغانٍ وأناشيد ممتعة للنفس مريحة لها دون الخوض في أهدافٍ بعينها ، ومثل هذه الأغاني والأناشيد يبتكرها الأطفال بأنفسهم أحيانًا وبعضها موضوع ومؤلف حسب نظرة تربوية محددة (أميمة أمين : دراسات وبحوث عن الطفل المصري 1982)، ومن أهداف الأناشيد أيضاً تجدد نشاط الطالب، وتثير شوقه وحماسته إلى كثير من الدروس، وتبعد عنه الملل والضجر، وبخاصة إذا استخدمت في بدايات الحصص، كما تساعد في التدريب على حسن الاستماع، وجودة النطق وإخراج الحروف من مخارجها السليمة، وتعودهم على حسن الإلقاء، وتعود آذان الطالب على سماع النغم الجميل، وترديده والاستمتاع بأدائه، كما توجه الطالب نحو الممارسات السلوكية الحميدة، بما تحتوي من مضامين أخلاقية أو وطنية أو اجتماعية ... الخ .
تساهم الأناشيد في إتاحة المجال للتلاميذ الخجولين للمشاركة في الأنشطة الصفية ، مما يعودهم حب العمل الجماعي ، والذي من شأنه أن يخلصهم تدريجياً من الخجل أو يقود إلى تخفيف آثاره . ومما لا شك فيه أن طريقة تقديم المعلم للنشيد هامة جداً ولها أثر كبير في التعلم الموسيقي،
ويسعى هذا البحث للكشف عن آليات تدريس الأناشيد بالمدرسة العُمانية، مع التركيز على معلم المهارات الموسيقية بمرحلة التعليم ما بعد الأساسي للحلقة الثانية من الصف الخامس حتى الصف التاسع، إذ لكل نشيد منهجي نمطه وتشكيلته الخاصة، وطرائق تدريس هذه الأناشيد تختلف بحسب مستوياتها، وبحسب الاتجاهين النظري والتطبيقي وفق ما هو منصوص عليه في كتب أدلة المعلم. ويحتاج ذلك إلى تزويد المعلم بطرق التدريس اليسيرة والمثلى بشكل سهل وبسيط.
الفصل الأول ويتكون من: المبحث الأول:
مشكلة البحث (Research problem) :
من خلال وجود الباحث في سلطنة عُمان لفترة تزيد عن عشرين عاماً، لاحظ الباحث من خلال عمل الباحث في سلطنة عُمان كمعلم ثم مشرف لمادة المهارات الموسيقية لفترة تزيد عن ثمانية عشر عاماً، لاحظ الباحث وجود بعض الصعوبات التي تواجه بعض المعلمين عند تدريس الأناشيد المنهجية، من حيث اتباع الأسلوب الصحيح في عزف هذه الأناشيد، بالرغم من دراستهم لمادة مصاحبة الأناشيد، وخاصة أن بعض الأناشيد بالحلقة الثانية من التعليم الأساسي غير مهرمنة ويجد المعلم صعوبة في وضع تصور هارموني لها خاصة وأن معظمها تحتوي على ثلاثة أرباع التون، كما أنه يقتصر أداء معظم المعلمين على عزف الأناشيد بشكل لحني فقط باستخدام اليد اليمنى على آلة البيانو، متجاهلين تماماً ما سبق دراسته بالمرحلة الجامعية من هارموني وارتجال موسيقي لمصاحبة الأناشيد بشكل صحيح، وكذلك الاستفادة من الحصيلة النظرية من قواعد هارمونية وأسس وضع المصاحبة التي يمتلكها المعلمين من خلال دراستهم في الكليات المتخصصة وكيفية توظيف ما تم دراسته بالفعل في الحياة العملية في المجتمع المدرسي، مما يجعل المعلم يلجأ لأداء هذه الأناشيد بشكل غير صحيح، ذلك ما دعا الباحث للقيام بهذه الدراسة.
ويمكن صياغة مشكلة البحث في الأسئلة التالية:
أسئلة البحث (Research questions):
ما المشكلات التي تواجه معلمي المهارات الموسيقية في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في تدريس الأناشيد المنهجية؟
ما الخطوات المنهجية الواجب اتباعها لأداء الأناشيد بالطريقة المثلى؟
كيف يمكن وضع مصاحبة هارمونية للأناشيد المنهجية عينة الدراسة؟
أهداف البحث (Research targets):
تهدف هذه الدراسة إلى:
تحديد المشكلات التي تواجه معلمي المهارات الموسيقية في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في تدريس الأناشيد المنهجية.
وضع تصور مقترح قائم على منهجية محددة للتدريب على كيفية وضع المصاحبة للأناشيد المنهجية بصفة عامة لأدائها بالطريقة المُثلى.
وضع مصاحبة هارمونية لبعض الأناشيد المنهجية العُمانية للحلقة الثانية من التعليم الأساسي(عينة الدراسة) كنماذج مُرشدة لمُعلمي المهارات الموسيقية بوزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان.
أهمية البحث ( Research importance):
تكمن أهمية الدراسة في المردود الإيجابي المُتمثل في إعداد نماذج مرشدة لأداء الأناشيد المدرسية بالطريقة المثلى متضمنة أشكال المصاحبة الهارمونية بطرق متنوعة، تساعد على زيادة كفاءة المعلم واكتسابه المهارة التي تزيد من ثقته بنفسه وتجعله أكثر إيجابية وفاعلية في موقعه، وكذلك زيادة دافعية الطلاب للاهتمام بدراسة الأناشيد التربوية المنهجية والذي يُعد من الأهمية بمكان، وذلك ما يزيد إقبالهم على دراسة الموسيقى وحضور حصص التربية الموسيقية التي أصبحت تُلبي رغباتهم، وما يترتب على ذلك من تكوين الشخصية الموسيقية المتكاملة للطالب العُماني، وإثراءه موسيقيا.