Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أنماط التعلق واتخاذ القرار كمنبئين بالسلوك الاكتنازي لدى عينة من الشباب الجامعي/
المؤلف
براده، دينا كمال الدين حسين محمد
هيئة الاعداد
باحث / دينا كمال الدين حسين محمد براده
مشرف / حسام إسماعيل هيبة
مشرف / أميرة محمد إمام
مناقش / محمد سعد حامد
مناقش / سارة عاصم رياض
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
ب-ش، 168ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الصحة النفسية والارشاد النفسي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 139

from 139

المستخلص

إن أكبر مخاوف الإنسان في حياته أن يبقى وحيدًا؛ فالحاجة إلى التعلق جزء من تكوين الإنسان” (Bowlby, 1973: 84)، يُعد سلوك التعلق سلوكًا فطريًا لدى الكائنات الحية بصفة عامة ولدى البشر بصفة خاصة، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه لايمكنه أن يحيا وحيدًا؛ فالطفل منذ ميلاده يسعى للتعلق بأمه فهو يحتاج إلى رعايتها وتلبيتها لاحتياجاته الجسدية والنفسية ولأجل هذا فهو يقوم ببعض السلوكيات التي تجعل من حوله يتعلق به ومن ثم يضمن بقاءها إلى جواره ورعايته وبذلك تنشأ بينهما رابطة تعلق، وتحدد طريقة استجابة الأم لاحتياجات الطفل نمط التعلق الخاص به والذي يتكون لديه؛ فإذا جاءت استجابة الأم مناسبة وملائمة لاحتياجات طفلها تكون لديه نمط تعلق آمن يصير الطفل معه محبًا لذاته ولمن حوله واثقًا وقادرًا على الاستكشاف، أمَّا إذا كانت استجابة الأم لاحتياجات الطفل غير ملائمة فيتكون لدى الطفل نمط تعلق غير آمن مهما اختلفت صوره فإنه سيظل غير آمنه الطفل لن يستطيع معه الطفل الثقة أو الاستكشاف، وسيلازم الفرد هذا النمط التعلقي الذي تكون لديه في طفولته بقية مراحل حياته المختلفة مشكلاً دورًا جوهريًا في سلوكياته وتعاملاته وملقيًا بظلاله على تفضيلاته واختياراته وقراراته في الحياة.
ولما كانت حياة الإنسان ما هي إلا محصلة لما يتخذه من قرارات بدءًا من أبسط القرارات في حياته اليومية وحتى كبرى القرارات التي تتعلق بمستقبله ومصيره؛ لذا تُعد قدرة الإنسان على اتخاذ القرارات من العوامل الجوهرية في حسم أموره وبدونها تتعطل حياته، إلا أن قدرة الإنسان على اتخاذ القرار قد يعتريها بعض العطب أحيانًا أو تصاب بالخلل ويصبح لدى الفرد صعوبة في اتخاذ القرار وتردد في اتخاذه مما يؤثر على سير حياته في مسارها السليم ولعل السبب في ذلك يرجع لبعض الأفكار والمعتقدات التي تتحول لسلوكيات تجنبية فتعيقه عن اتخاذ القرارات بشكل عام.
ويُعد السلوك الاكتنازي من السلوكيات الشائكة لدى الإنسان؛ فهو يتوسط المسافة بين سلوك التجميع الفطري لدى الكائنات الحية وعلى رأسهم للإنسان والذي تضمن به بقاءها وبين الاضطراب، كما أنه لا يمكن معرفة الحد الفاصل ومتى يتحول من سلوك طبيعي سوي إلى سلوك غير سوي، ويتطور السلوك الاكتنازي تدريجيًا بفعل العديد من العوامل وتأتي الصدمات وافتقاد الدعم ووجود نمط تعلق غير آمن لدى الفرد في مقدمتها؛ فيلجأ الفرد إلى تعويض الأمان المفقود لديه عن طريق السلوك الاكتنازي وتشبثه بممتلكاته وامتلاك أكبر قدر من الأشياء كنوع من التعويض عن البشر فيضفي عليهم صفات البشر ويشعر بمسؤليته تجاههم بل ويعتبرهم امتدادًا لذاته وجزء من كيانه ومن ثم يتحول تدريجيًا إلى اضطراب، وتعد خطورة السلوك الاكتنازي كونه مؤشرًا للعديد من الاضطرابات النفسية والعقلية.
ويُعد الشباب هم عدة المجتمعات وعتادها والفئة التي يجب أن نوليها الاهتمام فهم اليد الضاربة في المجتمع ولابد من دعمهم وتوعيتهم والاهتمام بهم كي لا تصيبهم آفة من سلوكيات غير سوية أو مشكلات ومساعدتهم في تجنب الوقوع فيها وحلها قبل أن يتطور الأمر لأن يصبح اضطراب يعرقل حياتهم عن مسارها الطبيعي.
ثانيًا: مشكلة الدراسة
يُعد السلوك الاكتنازي ظاهرة قديمة قِدم وجود الإنسان على الأرض؛ فهو سلوك فطري لدى الكائنات الحية كلها ووسيلة من وسائل التكيف إلا أنه كغيره من السلوكيات التي إذا ما تخطت الحد الطبيعي لها وتسببت في إعاقة ممارسة الفرد لحياته الطبيعية تحولت إلى اضطراب (نجوي إبراهيم ،2022: 151؛ عبد العظيم رجيعه، 2016).
ويبدو السلوك الاكتنازي كقاسمًا مشتركًا في تشخيص العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية مثل: الفصام، الخرف، فرط الحركة وتشتت الانتباه، إدمان الكحول، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب ثنائي القطب، الرهاب الاجتماعي، واضطراب الاكتناز القهري وغيرها من الاضطرابات (Larkin, 2022: 13).
وتتعدد مظاهر الاكتناز ولعل أبرزها؛ الاستحواذ المفرط وصعوبة التخلص من الممتلكات إلا أنهما لا يُعدان كافيان لاعتباره اكتنازًا حتى تحدث الفوضى فهي توضح مدى صعوبة وضعف التنظيم، وغالبًا ما تعيق الأنشطة الأساسية وهو ما يعرض حياة الأشخاص للمخاطر المختلفة والمشاكل الصحية (Steketee& Frost, 2006: 4؛ Stein et al., 2016: 19)، ويتسم الاكتنازيون بالتردد، الكمالية، التجنب، التسويف، صعوبة في التخطيط والتنظيم، وتشتت الانتباه (Bertelli et al., 2022: 528; APA, 2022: 279).
كما يصيب الاكتناز الذكور والإناث على حدٍ سواء (آن كارين وآخرون ترجمة هناء شويخ وآخرون, 2014: 400)، وقد أظهرت دراسات أُجريت في عدة دول منها: الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، البرازيل، فرنسا، بولندا، ألمانيا، اليابان، جنوب أفريقيا، مصر، تركيا، سنغافوره أن الاكتناز لا يرتبط ببلد معين ولايتعلق بثقافة معينة (الشهابي والمبرقع، 2018: 4؛ Rodriguez& Frost, 2022: 20).
وتظهر أعراض الاكتناز لأول مرة في سن 15-19 عامًا تقريبًا، وتبدأ في التدخل في الحياة اليومية للفرد في منتصف العشرينيات، وتسبب ضعفًا ملحوظًا في منتصف الثلاثينيات، وتزداد شدة الاكتناز مع كل عقد من الحياة، خاصة بعد سن الثلاثين (APA, 2022: 279).
ويؤثر الاكتناز على الجميع؛ الأزواج والزوجات والعائلة والأصدقاء والوالدين والجيران والحيوانات (Paxton& Hise,2011:1)، وتواجه أسر المكتنزين والمحيطين بهم تحديدًا نفس مخاطر الصحة والسلامة التي يواجهها المكتنزون مثل: الصداع المزمن ومشكلات الجهاز التنفسي وخطر الانزلاق والسقوط، كما يواجهون صعوبة في إنقاذهم في حالة حدوث مكروه إذ يَصعُب على المنقذين من رجال الإسعاف والإطفاء وغيرهم الدخول لإنقاذهمLinarez, 2012:1; Tompkins, 2011: 2) ). لذلك وجدت الباحثة من الضرورة بما كان تناول السلوك الاكتنازي بالدراسة والتوضيح لخطورته وتأثيره القوي على الفرد والمحيطين به ومن ثم المجتمع.
وبناءً على ما سبق وجدت الباحثة أنه من الضرورة بما كان تناول السلوك الاكتنازي بالدراسة والتوضيح لخطورته وتأثيره القوي على الفرد والمحيطين به ومن ثم المجتمع لا سيما فئة الشباب حيث إنها تعُد عدة المجتمع وعتاده ومن ثم تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس:
ما مدى إمكانية التنبؤ بالسلوك الاكتنازي من خلال كلٍّ من أنماط التعلق واتخاذ القرار؟
ثالثًا: أهداف الدراسة
1. التعرف على طبیعة العلاقة بین السلوك الاكتنازي وأنماط التعلق لدى عینة الدراسة.
2. التعرف على طبیعة العلاقة بین السلوك الاكتنازي و اتخاذ القرار لدى عینة الدراسة.
3. التعرف على مدى إمكانیة التنبؤ بالسلوك الاكتنازي لدى عینة الدراسة عن طریق كل من أنماط التعلق واتخاذ القرار.
رابعًا: أهمیة الدراسة
1. الأهمیة النظریة
أ. الحاجة لمثل هذه النوعیة من الدراسات والتي تساعد على التنبؤ بسلوك الاكتناز لدى الشباب عن طریق تلك المتغیرات وذلك لندرة الدراسات العربیة -في حدود علم الباحثة- التي تناولت هذا الموضوع.
ب. توفیر إطار نظري یثري الدراسات النفسیة بوجه عام ویثري هذا الموضوع بوجه خاص.
2. الأهمیة التطبیقیة
أ. تساعد مثل هذه الدراسة وما تحتویه من مقترحات وتوصیات على توضیح العلاقة بین هذه المتغیرات والسلوك الاكتنازي القهري مما یساعد في وضع البرامج بأنواعها المختلفة؛ وقائیة وعلاجیة للحد من هذا السلوك وتقلیل آثاره.
ب. تصمیم مقاییس خاصة بكل من سلوك الاكتناز واتخاذ القرار وأنماط التعلق ربما یسهم ولو بالقدر القلیل في إثراء هذا الموضوع والذي لم یحظَ ٍباهتمام ٍكاف في الدراسات العربیة.
خامسًا: فروض الدراسة
1. توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين درجات أفراد العينة على الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس أنماط التعلق ودرجاتهم على الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس السلوك الاكتنازي.
2. توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين درجات أفراد العينة على الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس اتخاذ القرار ودرجاتهم على الأبعاد والدرجة الكلية لمقياس السلوك الاكتنازي.
3. يمكن التنبؤ بدرجات أفراد العينة على مقياس السلوك الاكتنازي من خلال درجاتهم الكلية على مقياسي أنماط التعلق واتخاذ القرار.
سادسًا: التحديد الإجرائي للمصطلحات
1. أنماط التعلق
عرفته الباحثة بأنه علاقة انفعالية نابعة من احتياج فطري يلازم الفرد طوال حياته يتمثل في رغبة الفرد بالحصول على احتياجاته الأساسية متضمنة الرعاية والأمان، وتشكل طريقة الاستجابة لهذا الاحتياج دور جوهري في نمو الفرد وتطوره في كافة جوانب حياته عبر مراحلها المختلفة وأيضًا في مستقبل علاقاته الاجتماعية واختياراته في الحياة ونظرته لذاته وللآخرين وفي نمط التعلق الخاص به؛ فإذا تمت الاستجابة بصورة سليمة نتج عنها نمط تعلق آمن وإذا تمت الاستجابة بصورة غير سليمة نتج عنها أنماط تعلق غير آمنة متباينة وهذه الأنماط هي: نمط التعلق الطارد، نمط التعلق المشغول، نمط التعلق الخائف.
وعبَّرت عنه الدرجة الكلية التي يحصل المفحوص عليها في المقياس المستخدم في هذه الدراسة والذي تم إعداده بناءً على هذا التعريف.
2. اتخاذ القرار
عرفته الباحثة بأنه ”عملية عقلية معقدة تهدف إلى حل موقف أو مواجهة أزمة عن طريق اختيار أفضل وأنسب البدائل المتاحة التي تحقق أعلى فائدة أو ينتج عنها أقل ضرر ويكون لعامل الوقت فيها دور مهم؛ ويتم ذلك عن طريق مجموعة متتابعة من الخطوات التي تبدأ بتحديد الهدف من القرار، ثم تحديد المشكلة وتحليل أبعادها بدقة، يليهما جمع وتنظيم المعلومات وحسن استخدامها في الخطوات المختلفة وهو ما يساعد في توليد البدائل والحلول وتحديد المعايير التي يتم على أساسها اختيار البديل المناسب وتُتَوَّج هذه الخطوات باتخاذ القرار عن طريق اختيار البديل المناسب وتنتهي العملية بتنفيذ القرار ومتابعته وتقييمه”.
وعبَّرت عنه الدرجة الكلية التي يحصل المفحوص عليها في المقياس المستخدم في هذه الدراسة والذي تم إعداده بناءً على هذا التعريف.
3. السلوك الاكتنازي
عرَّفت الباحثة السلوك الاكتنازي بأنه ”سلوك غير سوي ناتج عن عدة عوامل وهي: وجود بعض المعتقدات الخاطئة لدى الفرد حول طبيعة ممتلكاته مع وجود قصور في بعض العمليات المعرفية لديه كعدم القدرة على التنظيم والتصنيف يصاحبهما حالة من التعلق العاطفي الشديد لدى الفرد بممتلكاته مما يدفع الفرد إلى القيام ببعض السلوكيات التجنبية في قراراته وعلاقاته الاجتماعية؛ وتتضح مظاهر هذا السلوك في الاقتناء المفرط الذي يقوم به الفرد لكل ما يمكنه الحصول عليه مما يتسبب في الفوضى الشديد من حوله”.
وعبَّرت عنه الدرجة الكلية التي يحصل المفحوص عليها في المقياس المستخدم في هذه الدراسة والذي تم إعداده بناءً على هذا التعريف.

سابعًا: مُحددات الدراسة
1. المُحدد المنهجي
استخدمت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي التنبؤي لملائمته لطبيعة الدراسة من حيث التعرف على طبيعة العلاقة بين المتغيرات والسلوك الاكتنازي ومدى إمكانية التنبؤ بالسلوك الاكتنازي من خلال هذه المتغيرات فكان الأنسب لطبيعة الدراسة.
2. المُحدد الموضوعي
تحدد موضوع الدراسة بالتنبؤ بالسلوك الاكتنازي عن طريق أنماط التعلق واتخاذ القرار لدى عينة من الشباب الجامعي.
3. المُحدد البشري
أ.عينة إعداد الأدوات
تكونت عينة إعداد الأدوات من (105) من الشباب الجامعي من جامعة عين شمس من الجنسين.
ب. عينة التطبيق
تكونت عينة التطبيق من (335) من الشباب الجامعي من جامعة عين شمس من الجنسين يتراوح أعمارهم بين 20 و40 عام.
4. المحددات الأدائية
أ. مقياس أنماط التعلق (إعداد/ الباحثة).
ب. مقياس اتخاذ القرار (إعداد/ الباحثة).
ج. مقياس السلوك الاكتنازي (إعداد/ الباحثة).
5. المُحدد المكاني
تم تطبيق المقاييس إلكترونيًا عن طريق Google Form
6. المُحدد الزماني
تم تطبيق المقاييس على عدد من الشباب الجامعي بجامعة عين شمس الفصل الدراسي الثاني 2022/ 2023.
7. المُحددات الإحصائية
أ. معامل الارتباط بیرســــــــون.
ب. معامل التجزئة النصـــــــــفیة.
ج. معامل ألفا كرونبــــــــــــــــــــــــاخ.
د. أسلوب التحلیل العاملـــــــي.
ه. معامل الإنحدار المتعــــدد.
ثامنًا: نتائج الدراسة
أسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًا بين أنماط التعلق غير الآمنة والسلوك الاكتنازي، ووجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين نمط التعلق الآمن والسلوك الاكتنازي، كما أوضحت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين القدرة على اتخاذ القرار والسلوك الاكتنازي، كما أكَّدت النتائج إمكانية التنبؤ بالسلوك اكتنازي من خلال كل من: أنماط التعلق واتخاذ القرار.