Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور الحيوانات في مصر والشرق الأدنى القديم حتى القرن الرابع قبل الميلاد: دراسة مقارنة /
المؤلف
الجوهري، السيد خيري أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / السيد خيري أحمد الجوهري
مشرف / علاء الدين عبد المحســن شاهيــن
مشرف / حنان محمد ربيع حافظ
مناقش / حنان محمد ربيع حافظ
الموضوع
qrmak القرن الرابع
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
516 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم المتاحف
تاريخ الإجازة
11/2/2024
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الآثار - الاثار المصرية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 505

from 505

المستخلص

تناولت الرسالة موضوع ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور الحيوانات في مصر والشرق الأدنى القديم حتى القرن الرابع قبل الميلاد: دراسة مقارنة”، حيث احتلت الحيوانات أهمية كبيرة لدى الإنسان في مصر وبعض المراكز الحضارية في الشرق الأدنى القديم. وقسّم الباحث موضوع الدراسة إلى مقدمة، تمهيد، بابين يشتمل كل منهما على ثلاثة فصول، وخاتمة. تناول الباحث في المقدمة أهمية الموضوع، أسباب اختياره، الهدف من الدراسة، الدراسات السابقة ذات الصلة بالموضوع، في حين اشتمل التمهيد للموضوع على أثر البيئة والمعتقدات الدينية ودور الحيوانات في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم.
ناقش الباحث في الباب الأول المعنون ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور الحيوانات البرّية”، دلالات الوقوف على ظهور العديد من الحيوانات البرية، حيث ناقش من خلال الفصل الأول المعنون ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهر الأسد”، دلالات الوقوف على ظهر الأسد في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم. وتناول الباحث في الفصل الثاني المعنون ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور حيوانات برية مقرنة وغير مقرنة” دلالات الوقوف على ظهور حيوانات برية مقرنة كالغزال، الوعل، الظبي، الزرافة، الماعز البري، الأيل، وحيوانات برية أخرى غير مقرنة كالفهد، فرس النهر، الحمار الوحشي. وناقش الباحث في الفصل الثالث والأخير من هذا الباب والمعنون ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور الزواحف والحشرات”، دلالات الوقوف على ظهور الزواحف كالثعبان والتمساح، والحشرات كالعقرب.
وتناول الباحث في الباب الثاني ”الدلالة الرمزية للوقوف على ظهور الحيوانات المستأنسة والهيئات المركبة”؛ حيث ناقش في الفصل الأول المعنون ”الدلالة الرمزية للوقوف على ظهر الثور”، دلالات الوقوف على ظهر الثور في فنون حضارة مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم. وتناول في الفصل الثاني المعنون ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور حيوانات مستأنسة أخرى”، دلالات الوقوف على ظهور حيوانات مستأنسة كالحصان، الحمار، الخنزير، الكلب والكبش. وتناول الباحث في الفصل الثالث والأخير من الباب الثاني المعنون ”الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور الهيئات المركبة”، دلالات الوقوف على ظهر الثعبان المركب، أبي الهول، التنين الأسد، التنين الأفعى، الرجل السمكة والسمكة الماعز، النسر مزدوج الرأس، والثور المجنح. واشتملت الخاتمة على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ويليها الملاحق وقائمة بالمراجع العربية والمراجع المترجمة إلى العربية والمراجع الأجنبية وأخيرًا فهرس المفردات.
لعبت الحيوانات دورًا مهمًا في حياة الإنسان في مصر والشرق الأدنى القديم (العراق القديم، بلاد الشام، بلاد الأناضول ”آسيا الصغرى”، وبلاد فارس ”إيران”)( )، حيث شاركته دنياه ولقيت منه رعاية كبيرة واهتمامًا خاصًا. وارتبطت الحيوانات بالعديد من المعبودات حيث اعتُبرت صورة حيّة لها وتجسيدًا لصفات البأس والقوة والأمومة والعطاء والحماية، وتُؤكّد الشواهد الأثرية الدور الكبير الذي لعبته الحيوانات في الحياة اليومية والدينية باعتبارها قنوات للتواصل بين البشر والمعبودات؛ حيث كانت تُقدّم كقرابين تعبيرًا عن الإخلاص لها، وترتّب على هذا الدور المهم الذي لعبته الحيوانات استخدامها على نطاق واسع ضمن الرموز المعبرة عن الهيمنة والحماية والخصوبة والتي انتشرت بين العديد من المراكز الحضارية من خلال الاتصال عن طريق العلاقات التجارية أو السياسية، أو حتى عن طريق الحروب.
ظهرت وضعية ”الوقوف على ظهور الحيوانات” في حضارة مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم ضمن فنون النحت والنقش والتصوير على حد سواء؛ حيث عُثر على العديد من التماثيل والتمائم والعناصر المعمارية التي تجسد هيئات إلهية وغير إلهية واقفة على ظهور حيوانات، وكذلك ضمن النقوش الجدارية، اللوحات الحجرية والخشبية، الألواح الطينية والقوالب الفخارية، طبعات الأختام الأسطوانية، النقوش الصخرية Orthostat، الحلي (الدلايات المصنوعة من الذهب، الفضة، والقاشاني)، الجعارين، التمائم، والأواني المعدنية. ويُقصد بعبارة ”الوقوف على ظهور الحيوانات” وطء أي جزء من أعلى جسم الحيوان (الظهر – الرأس – القرنان) بقدم واحدة أو بالقدمين سواء في وضعية الثبات أو الحركة أو العدو على ظهر الحيوان.
وتتلخص إشكالية البحث في تحديد تلك الحيوانات والهيئات الواقفة عليها وأسباب ارتباطها بها، وتحديد مظاهر التشابه والاختلاف في تجسيد الهيئات الواقفة على ظهور الحيوانات، دلالاتها الرمزية وأثر البيئة والمعتقدات الدينية في تباين تلك الدلالات في فنون مصر وبعض المراكز الحضارية المجاورة في الشرق الأدنى القديم.
أسباب اختيار موضوع البحث
يرجع اختيار الباحث لهذا الموضوع إلى الأسباب التالية:
أولا: قلة الدراسات العلمية ذات الصلة الوثيقة به وعدم وجود دراسة مكتملة تغطي موضوع ”الوقوف على ظهور الحيوانات” من كافة جوانبه.
ثانيًا: الوضع الغريب لامتطاء ظهر الحيوان مقارنة بالوضع العادي وظهوره كقاسم مشترك (مع اختلاف الدلالات الرمزية) في فنون حضارة مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم.
ثالثًا: ثراء موضوع ”الوقوف على ظهور الحيوانات في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم” من حيث:
- تعدد الموضوعات المرتبطة به (دينية، جنائزية، ودنيوية).
- تنوع الحيوانات المستخدمة كمطية أو قاعدة للهيئات الواقفة عليها (حيوانات برية، حيوانات مستأنسة وكائنات مركبة أو خرافية).
- تعدد الهيئات الواقفة على ظهور الحيوانات (معبودات – ملوك – هيئات مركبة – كهنة – متعبدون)، وتنوع طرق تصويرها (منظورة من الأمام، الجانب، أو تجمع بين الوضعين)، وارتباط تلك الهيئات بحيوان واحد بعينه وارتباط البعض الآخر بأكثر من حيوان، وظهور بعضها واقفًا على ظهر حيوان واحد، والبعض الآخر على ظهري حيوانين (كل قدم على ظهر حيوان)، وأحيانًا كان الحيوان مطية أو قاعدة لهيئة واحدة وأحيانًا أخرى لهيئتين.
- تنوع أوضاع الحيوانات المستخدمة كمطية أو قاعدة لتلك الهيئات؛ حيث ظهرت الحيوانات في وضع حركة (سير عدو – قفز - وضع النهوض) والوضع الرابض).
- تعدد الدلالات الرمزية كنتيجة طبيعية لاختلاف الحيوانات والهيئات الواقفة على ظهورها والسياقات المستخدمة فيها، فضلا عن اختلاف البيئات والمعتقدات الدينية، وقد جاءت تلك الدلالات معبرة عن القوة والسرعة، السيطرة على الأعداء وترويض قوى الفوضى، تجديد الميلاد والانتصار على الموت والجدب والجفاف، الحماية من الحيوانات السامة والوقاية من شرها، وبطبيعة الحال كرموز وحيوانات مقدسة للمعبودات، وتعبيرًا عن تأليه بعض الملوك ومساوتها بالمعبودات.
رابعًا: يلقي موضوع الدراسة الضوء على أحد جوانب التشابه في الأفكار والتواصل والتبادل الحضاري بين مصر وبعض المراكز الحضارية في الشرق الأدنى القديم.
خامسًا: الدور المحوري الذي لعبته الحيوانات في فنون حضارة مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم من حيث ظهورها على قدم المساواة مع الهيئات الآدمية وشغلها مكانة بارزة ضمن الهيئات المقدسة.
وجاءت مصادر الدراسة الرئيسية على النحو التالي:
- مناظر الوقوف على ظهور الحيوانات في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم.
- التماثيل الحجرية والمعدنية والعناصر المعمارية التي تجسد هيئات واقفة على ظهور حيوانات.
- المصادر النصية المصرية (نقوش المقابر والمعابد) وما تضمنته من معلومات قيمة عن أسماء الحيوانات والكائنات المركبة.
- الحوليات الآشورية المسجلة على جدران القصور والمعابد وغيرها من المباني، أو تلك المدونة على الألواح ”الرقْم” والتي تفرّقت على العديد من المتاحف العالمية.
- نتائج تنقيبات البعثات الوطنية والأجنبية في مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم؛ حيث قامت تلك البعثات الآثارية بنشر نتائج حفائرها، وهو ما ألقى الضوء على كثير من التأثيرات المتبادلة بين فنون مصر وفنون تلك الحضارات.

الهدف من الدراسة
أولا: دراسة موضوع ”الوقوف على ظهور الحيوانات في حضارة مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم حتى القرن الرابع قبل الميلاد” دراسة فنية مقارنة وتصنيفه وفقًا للحيوانات والهيئات الواقفة على ظهورها.
ثانيًا: إبراز أهم مظاهر التشابه (التأثير والتأثر) أو الاختلاف بين مناظر الوقوف على ظهور الحيوانات في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم بما يؤكد التفاعل والاحتكاك أو التجديد الفني.
ثالثًا: إبراز الدلالات الرمزية للوقوف على ظهور الحيوانات في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم بما يفسر أسباب ارتباط الحيوان بالهيئة الواقفة على ظهره، وأثر البيئة والمعتقدات الدينية في تباين تلك الدلالات الرمزية.
الدراسات السابقة
لم ترد دراسة مكتملة تخص موضوع ”الوقوف على ظهور الحيوانات في فنون مصر وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم” إلا أن بعض الجوانب المرتبطة به قد وردت ضمن بعض الدراسات المختلفة الأجنبية والعربية ومنها:
- Cornelius, I., ”Anat and Qudshu as the Mistress of Animals”: Aspects of the Iconography of the Canaanite Goddesses”, SEL 10 (1993), pp. 21-45.
- , The Iconography of the Canaanite Gods Reshef and Ba’al: Late Bronze and Iron Age I Periods (c 1500 – 1000 BCE), University Press, Fribourg, 1994.
- ,The Many Faces of the Goddess: The Iconography of the Syro-Palestinian Goddesses, Anat, Astarte, Qedeshet, and Asherah c. 1500-1000 BCE, Academic Press, Fribourg, 2004.
اقتصرت هذه الدرسات على هيئات وأوضاع بعض المعبودات الكنعانية منذ العصر البرونزي وحتى العصر الحديدي، وتضمنت بعض المناظر لمعبودات واقفة على ظهور حيوانات.
- Strawn, Brent A., What is Stronger than a Lion? Leonine Image and Metaphor in the Hebrew Bible and the Ancient Near East, Academic Press, Fribourg, 2005.
تتناول الدراسة تحليلا لهيئة الأسد في الكتاب المقدس وما يقابلها في فنون فلسطين، واستخدامها في الفن والأدب في بعض حضارات الشرق الأدنى القديم.
- Blakolmer, F., ”Gottheiten auf Tieren. Zur Transformation orientalischer Bildmotive in der Minoisch-Mykenischen Ikonographie”, Ägypten & Levante 24 (2014), pp. 191–209.
تناولت هذه الدراسة المختصرة بعض مناظر امتطاء المعبودات للحيوان في أوضاع مختلفة (الجلوس، الجلوس على مقعد فوق ظهر الحيوان، ووضع الوقوف وتأثير ذلك على الفنون المينوية الميسينية أو بمعنى آخر الحضارة الإيجية أو الكريتية في بلاد الإغريق.
- إبراهيم، إلهام أحمد محمد، السيطرة على رموز الشر في مصر والعراق منذ منتصف الألف الثاني ق.م حتى 332 ق.م: دراسة فنية مقارنة، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، كلية الآثار، جامعة القاهرة، 2017.
تناولت الدراسة مفهوم ورموز الشر في مصر والعراق بصفة عامة وفي فترة محددة، وإن كانت الدراسة قد تناولت بعض مناظر الوقوف على ظهر الفيل والثعبان والتمساح من خلال تناولها موضوع السيطرة على رموز الشر، إلا إنها أهملت حيوانات أخرى مرتبطة بالشر كالأسد، الثور، الغزال، الظبي، الزرافة، فرس النهر، كما أن موضوع الدراسة الحالية يتناول الدلالات الرمزية المتعددة للوقوف على ظهور الحيوانات كالقوة والحماية والخصوبة وليس ما يتعلق بالشر فقط، فضلا على أنه يغطي مناطق جغرافية أوسع وفترات زمنية أكبر.
- خالد، أسامة على حسن محمد، رموز الشر الحيوانية في مصر، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، كلية السياحة والفنادق، جامعة الإسكندرية، 2006.
تناولت الدراسة مفهوم الشر في الفكر الديني والحيوانات المرتبطة به في مصر حتى العصر اليوناني الروماني وطرق الوقاية منه، وكيفية توظيف الموضوع سياحيًا.
- راغب، أشرف عبد الرؤوف، الأسد في الفن المصري القديم، رسالة ماجستير (غير منشورة) كلية الآداب، جامعة طنطا، 1996.
ركزت الدراسة بصفة عامة على المفردات اللغوية الدالة على الأسد والأماكن المرتبطة به وهيئاته المتعددة في الفن المصري القديم، ولكنها لم تتعرض لموضوع الوقوف على ظهر الحيوان .
- محمد، داليا محمد السيد، الهيئات المركبة (إلهية – غير إلهية) في العراق القديم، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآثار، جامعة القاهرة، 2005.
ركّزت الدراسة بصفة عامة على تصنيف الأشكال الخرافية حسب الأجزاء الآدمية والحيوانية المكونة لها ولم تتطرق إلى وضعية الوقوف على ظهر تلك الهيئات المركبة أو دلالاتها الرمزية.
- النادي، منى أبو المعاطي، الآلهة المصورة على لوحات دير المدينة في الدولة الحديثة، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآثار، جامعة القاهرة، 1999.
تناولت الدراسة بصفة عامة المعبودات المصورة على لوحات دير المدينة ومن بينها بطبيعة الحال بعض اللوحات التي تصور مناظرها المعبودة عشتار واقفة على ظهر أسد.
صعوبات البحث
أولا: صعوبة التمييز أحيانًا بين هيئات بعض الحيوانات نتيجة لتمثيلها بدون تفاصيل فنية كبيرة تساعد في تحديد أنواعها.
ثانيًا: ارتباط بعض الحيوانات بأكثر من معبود مع عدم وجود أدلة نصية قد يؤدي أحيانًا إلى الخلط بينها.
ثالثًا: تعد دراسة صورة أيقونية واحدة من الأمور الصعبة حتى لو أعطت الباحث نوعًا من التركيز على موضوع واحد، حيث إنها لا تسمح بقدر من الحرية والسهولة التي يمكن أن يلقاها من خلال دراسة الحيوانات بصفة عامة.
الإطار الزمني والمكاني
تمتد فترة الدراسة إلى القرن الرابع قبل الميلاد، مما سمح بتتبع ظهور وضعية الوقوف على ظهر الحيوان وتطورها في فنون مصر، العراق القديم، بلاد الشام (سوريا القديمة أو سوريا الكبرى والتي تضم كلا من الممالك السورية ومدن الساحل الفينيقي وفلسطين)، بلاد الأناضول (آسيا الصغرى)، وبلاد فارس (إيران). وعلى الرغم من تحديد نهاية الفترة الزمنية لموضوع الدراسة بالقرن الرابع قبل الميلاد، إلا أن الباحث لم يحدد بداية زمنية لموضوعه؛ وذلك بسبب اختلاف بداية ظهور ذلك الموضوع في فنون مصر وبعض المراكز الحضارية المجاورة في الشرق الأدنى القديم، ورغبة منه في تتبع موضوع الدراسة منذ بدايته في فنون تلك الحضارات سالفة الذكر.