Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أنماط التصور العقلي كمنبئات بفاعلية الذات الإبداعية
لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية
/
المؤلف
محمد، آية أشرف حسين
هيئة الاعداد
باحث / آية أشرف حسين محمد
ayaashraf2060@gmail.com
مشرف / محمد حسين سعيد
مشرف / مروة مختار بغدادي
الموضوع
التصور الغقلي المرحلة الاعدادية
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
118 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التربوى
الناشر
تاريخ الإجازة
28/7/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم نفس تربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 117

from 117

المستخلص

نال الإبداع اهتماما متزايداً في الآونة الأخيرة خصوصاً في جميع المراحل التعليمية، فتساهم نظم التعليم والمناهج والأنشطة إلى أن تقود التلاميذ إلى الإبداع، وذلك من خلال التركيز على المناهج الحديثة التي تجعل التلميذ ينتقل من مرحلة اكتساب المعلومات إلى مرحلة معالجة المعلومات، والتي تجعله يفكر تفكيراً إبداعياً، وينتج أكبر عدد من الحلول للمشكلات التي تواجهه، بالإضافة إلى وجود بيئة مهيئة وفاعلة تشجع التلميذ على الإبداع ويشعر فيها بأمان سيكولوجي، والعمل على تدعيم التصور الفعال عند التلاميذ، وهذا التصور يجعل عقل التلميذ يعمل بحرية لإيجاد تفاعلات جديدة تكون غير موجودة قبل ذلك؛ لأن التصور هو الشريك الأساسي لعملية الإبداع.
ويعتمد تقدم الأمم وارتقائها على تنمية شخصية تلاميذها وإمكانياتهم العقلية، ولعل المشكلة الرئيسية في البلاد النامية ليست الفقر في مواردها الطبيعية، بقدر ما هو التخلف في مصادرها البشرية، ولكي تتقدم الدول لابد من تنمية عقول أبنائها، عن طريق إعداد المبدعين القادرين على مواجهة مشكلات العصر، فمساعدة التلاميذ على أن يبدعوا ويبتكروا، أصبح من متطلبات القرن الحادي والعشرين، ولا يكون هذا بتزويدهم بأكبر كمية من المعلومات والمعارف، بل يكون بإطلاق إمكانياتهم وقدراتهم الإبداعية، مما يساعدهم على مواجهة تحديات المستقبل، وهذا يستلزم إعداد المعلمين القادرين على تحقيق ذلك (محمد حسين سعيد، 2012، 2).
وتعد عملية التصور العقلي إحدى العمليات النفسية الأساسية التي يلجأ إليها التلميذ في سعيه نحو الأفكار والتصورات، بحيث تتشكل لدينا علامة مشتركة بين حب الاستطلاع والإبداع ،حيث مهدت عملية التصور العقلي للتلميذ الوصول إلي حقائق لم يكن من الممكن إدراكها عن طريق الحواس، فلولا التصور العقلي ما استطاع التلميذ أن يستوعب وقائع التاريخ، أو يفهم الفنون والعلوم والآداب، وأن يكسب عناصر الثقافة، ولولا التصور العقلي لما أصبح التلميذ بوسعه أن يتأمل ويرسم الخطط والتصاميم الجيدة لمختلف جوانب الحياة، ويرجع له الفضل الكبير في بلورة الافكار وظهور الاكتشافات والمخترعات، إذ إن عملية التصور العقلي توفر للتلميذ اختيار غايات ووضع احتمالات لتحقيقها (فؤاد طه طالب، ربيع غالب أحمد، 2014، 151).
ويساهم التصور العقلي بدور مهم في الإبداع، وفي الأحلام والصور بأنواعها المختلفة، وكذلك عناصر الخبرات الإدراكية التي يتم تذكرها قد تستخدم كمادة لتطوير مواد أخرى جديدة يتم استخدامها في الأعمال الإبداعية. فالنشاط العقلي الخاص بتنشيط كل إمكانيات التصور، هو نشاط شديد الأهمية في إثراء عملية الإبداع (Thompson, 1971, 196). يستخدم التصور العقلي لغرض تحسين الأداء عن طريق مراجعة المهارة عقلياً، ويتضمن ذلك التخلص من الأخطاء بتصور الأسلوب الصحيح للأداء الإبداعي، وأن التحكم في الصور العقلية أصبح أحد المهارات المهمة في تطوير الأداء، وهذا التصور يساعد على استعادة قدرات التلميذ المهارية (جاسم عباس على، 2009، 138).
فاعلية الذات الإبداعية ” تعبر عن السلوك الذي يبديه التلميذ عند تحفيزه لعمل ما، معتمداً على معتقداته حول قدرته على التفكير بشكل غير تقليدي، وتتمثل في اعتقاده بأنه لديه ما يكفي من قدرات لحل المشكلات بطريقة إبداعية، وأنه قادراً على إيجاد طرق جديدة لتطوير أفكاره، ومدى ثقته في إنجازه للمهام بطريقة غير مألوفة تجعله يتميز عن غيره من التلاميذ، وأيضاً امتلاكه لموهبة وقدرات تجعل جهوده الإبداعية ممكنة” (علاء الدين السعيد النجار وآخرون، 2020، 558).
تتطلب العملية التربوية مدخلاً إبداعياً في هيكلة وتنظيم وتنفيذ والتحقق من البرامج التي تؤثر على المعلمين والمديرين والموظفين والتلاميذ وأولياء الأمور في بيئة تشجع العمل الإبداعي، ويتعدد دور المعلم في هذا المجال، فالمعلم المبدع يعلم وينشئ تلاميذ مبدعين، فيزيد المعلمون الذين يتمتعون بفاعلية ذات إبداعية من احتمالية ظهور الإبداع لدى التلاميذ (Kompirovic & Zivkovic, 2012, 6). لذا من الواجب الاهتمام بإعداد تلاميذ ليكونوا قادرين على التعامل بفاعلية ويقظة مع الأدوار المستقبلية؛ مما يتطلب الكشف عن تصوراتهم ومعتقداتهم الذاتية عما يمتلكون من قدرات ومهارات وما يستطيعون القيام به من أفعال وإنجازات، حيث يطالب التلميذ اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يكون أكثر فاعلية ونشاطاً في مختلف المهمات التي توكل إليه بكل إيجابية، وأن يكون قادراً علي تحمل المسؤولية ومنظما ومدفوعا ذاتياً لإنتاج المعرفة وتطبيقها؛ مما يؤثر على استعدادهم وجاهزيتهم للتعامل مع كل ما هو قائم وجديد بشكل مسبق، فإن الذين يمتلكون حس مرتفع من فاعلية الذات الإبداعية يضعون خطط لأهدافهم بشكل ناجح ويشعرون بالثقة والانفتاح بصورة تكيفية (Goddavd &Hoy,2004, 10).
مشكلة الدراسة:
تشير الكثير من البحوث والدراسات القديمة والحديثة بشكل عام إلى أهمية استخدام التصور العقلي في العملية التعليمية والتربوية كتدريس الفنون والعلوم والآداب وغيرها من المجالات التعليمية، وباستخدام التصور العقلي في العملية التربوية نحفز التلاميذ على السلوك الاستكشافي ، والعمل على استثارة قدراتهم الإبداعية (أسماء محمد نصر، يعقوب موسى صمامه، 2011، 75). على الرغم من أهمية فاعلية الذات الإبداعية، وتناولها في العديد من البحوث والدراسات الأجنبية، إلا أنها على المستوى العربي لم تكن هناك دراسة عربية واحدة تتناول هذا الموضوع من حيث مفهومه وأبعاده، أو من خلال طرق قياسه، ولذلك تحتل الدراسة الحالية أهمية في مجال علم النفس التربوي من حيث تناولها لموضوع حديث نسبيا في البيئة الأجنبية، وحديث كليا في البيئة العربية، فهذا الموضوع من الموضوعات التي يجب أن تنال الاهتمام الكافي من قبل الباحثين والتربويين علي مختلف تخصصاتهم لارتباطه بالإبداع الذي هو مطلب عصري لكل مجتمع، فقبل أن نكون مبدعين يجب أولاً أن ندرك أننا نمتلك القدرة على الإبداع، وهو ما يعرف بفاعلية الذات الإبداعية (محمد حسين سعيد، 2011، 251). مما سبق يتبين أن فاعلية الذات الإبداعية تعد من المداخل الحديثة في دراسة الإبداع، كما يوجد العديد من العوامل المرتبطة بها مثل التصور العقلي، والذى يعد أحد العمليات العقلية التي تساعد في تنمية القدرات الإبداعية لدى التلاميذ، وعلى الرغم من ذلك لم تصل البحوث التي تمت في هذا المجال إلى نتائج محددة توضح العلاقة بين كل من التصور العقلي وفاعلية الذات الإبداعية.
ويمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في الأسئلة التالية:
-ما الفرق بين الذكور والإناث في أنماط التصور العقلي لدى عينة الدراسة؟
- ما الفرق بين الذكور والإناث في فاعلية الذات الإبداعية لدى عينة الدراسة؟
- ما العلاقة بين فاعلية الذات الإبداعية وبين أنماط التصور العقلي لدى عينة الدراسة؟
-ما أنماط التصور العقلي المنبئة بفاعلية الذات الإبداعية لدى عينة الدراسة؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلي:
تهدف الدراسة الحالية إلي:
-تحديد الفرق بين الذكور والإناث في أنماط التصور العقلي لدى عينة الدراسة.
- تحديد الفرق بين الذكور والإناث في فاعلية الذات الإبداعية لدى عينة الدراسة.
- معرفة العلاقة بين فاعلية الذات الإبداعية وأنماط التصور العقلي لدى عينة الدراسة.
- معرفة أنماط التصور العقلي المنبئة بفاعلية الذات الإبداعية لدى عينة الدراسة.
أهمية الدراسة:
تقسم أهمية الدراسة إلي أهمية نظرية وأهمية تطبيقية:
أولاً: الأهمية النظرية:
تستمد الدراسة الحالية أهميتها من:
1-تلقى الدراسة الضوء على متغير التصور العقلي وقدرته التنبؤية بفاعلية الذات الإبداعية.
2-أهمية دراسة المرحلة العمرية للعينة محل الدراسة.
3-التعرف على السمات والخصائص المميزة لهذه المرحلة، وذلك من أجل تقديم الرعاية والخدمات اللازمة لهم.
4-تساعد نتائج الدراسة في توجيه نظر القائمين على العملية التعليمية إلى ضرورة الاهتمام بالتصور العقلي وفاعلية الذات الإبداعية ضمن خططهم التدريبية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؛ مما يدعم الإبداع لديهم.
ثانياً: الأهمية التطبيقية:
1-من المتوقع الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في رفع مستوي التفكير الإبداعي والأداء الإبداعي لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية وتنمية مهاراتهم وقدرتهم علي ابتكار أفكار جديدة من خلال تصور أشياء أو مظاهر أو أحداث مستقبلية أو قد يكون إبداعاً أو أفكاراً جديدة لها معني.
2- إلقاء المزيد من الضوء علي السمات الشخصية وفاعلية الذات الإبداعية لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية، من نتائج تساعد المربيين في المؤسسات التربوية والعاملين في منظمات المجتمع المدني علي وضع برامج واتخاذ إجراءات معينة من أجل تدعيم التلاميذ علي أن يكونوا قادرين علي التعامل بفاعلية ويقظة مع الأدوار المستقبلية مما يتطلب الكشف عن تصوراتهم ومعتقداتهم الذاتية عما يمتلكون من قدرات ومهارات وما يستطيعون القيام به من أفعال وإنجازات.
3- التصور العقلي عامل أساسي في تنمية التربية الإبداعية لدى التلاميذ، وإن أية محاولة لتنمية القدرات الإبداعية لدى التلاميذ، لابد أن يكون الاهتمام الأول فيها تنمية قدرة التلاميذ على التصور، ولذلك يمكن القول إن من واجبنا التركيز على تنمية القدرات التصورية والإبداعية للتلاميذ من أجل مجتمع أفضل، وذلك عن طريق استخدام التصور في تزويد تلاميذ المرحلة الإعدادية بمجموعة من المعارف في مختلف المواد كالرياضيات والفيزياء والأخلاق والفن وغيرها، والتي تساعدهم على التفكير الجيد وبناء أفكار جديدة ومبدعة.
عينة الدراسة:
وتشمل عينة الدراسة علي (199) تلميذاً وتلميذة من تلاميذ المرحلة الإعدادية للعام الدراسي (2023- 2024م) بمدرسة الدوية الإعدادية المشتركة.
أدوات الدراسة:
تم استخدام الأدوات التالية:
• مقياس التصور العقلي: إعداد (Sheveland, 1992)، وتعريب (عبد الله محمد عبد اللطيف، عدنان يوسف العتوم، 2018).
• مقياس فاعلية الذات الإبداعية: إعداد ( Abbott, 2010)، وتعريب (محمد حسين سعيد، 2011)
الأساليب الاحصائية:
تم استخدام اختبار ”ت” للعينات غير المرتبطة بالإضافة إلى معامل ارتباط بيرسون وتحليل الانحدار المتعدد التدريجي باستخدام البرنامج الاحصائي SPSS V19.
نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة أن لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث في التصور العقلي، ولا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث في فاعلية الذات الإبداعية، ووضحت أن توجد علاقة موجبة وذات دلالة احصائية بين أنماط التصور العقلي وبين فاعلية الذات الإبداعية، كما وضحت أن أنماط التصور العقلي تسهم في التنبؤ بفاعلية الذات الإبداعية.
وقد تم مناقشة وتفسير النتائج في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة، كما تم تقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة، في إطار نتائج الدراسة الحالية.