الفهرس 
التمهيديوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 551 |  |  |
| | | from | 551 | | |
المستخلص
هذه الدراسة تحاول وضع تصورٍ جديدٍ أو رؤية جديدة لقضية الترابط النصي في القرآن الكريم، وهذا التصور يختلف عن التصورات والنظريات التي اعتمدها القدماء والمعاصرون في النظر إلى هذه القضية، إذ يعطى النص القرآني خصوصيته المتميزة المتفردة والتي لا يوجد لها مثيل ولا نظير في أي نص آخر، ألا وهى أنه كلام الله سبحانه وتعالى ولا يمكن أن يكون كلام الخالق سبحانه مثل كلام البشر المخلوقين، بل لا بد أن يتميز كلامه عن كلامهم.
ومن أهم ما يميز النص القرآني أن لفظ الجلالة - أو ما يدل عليه في هذا النص الكريم - يمثل الرابط الرئيس بين جميع الجمل النحوية التي يتألف منها هذا النص الكريم، فهو الرابط بين جميع الآيات داخل السورة الواحدة، وهو كذلك الرابط بين جميع السور بعضها ببعض في القرآن الكريم من أوله إلى آخره، ليكون القرآن كله كأنه جملة واحدة، المسند فيها هو النص القرآني، والمسند إليه فيها هو لفظ الجلالة، فـ(الله) أنزل القرآن ليكون الله هو الغاية من إنزاله، فكانت كل جملة فيه مشيرة إليه ودالةً عليه سبحانه.
ولكي يُحققَ البحثٌ الغرضَ الذي إليه يصبو، فقد قسمتُه إلى مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وثلاثة أبواب، وخاتمة، وثبت بالفهارس، وهذا بيانُها: أما المقدمة، فتشتمل على أهمية الموضوع، ومنهج البحث، وخطته، والدراسات السابقة.
وأما التمهيد، ففيه تعريف بالمصطلحات الواردة بعنوان الرسالة وهي: لفظ الجلالة، ومفهوم الربط في النحو العربي، وتعريف الجملة وأقسامِها، والتمددِ النحوي للجملة وأشكاله.
وقد جاء الباب الأول بعنوان: لفظُ الجلالة رابطًا بين الجملِ النحوية وتمددها في الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم.
كما جاء الباب الثاني بعنوان: لفظ الجلالة رابطًا بين الجمل النحوية وتمددها في الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم.
وجاء الباب الثالث بعنوان: لفظ الجلالة رابطًا بين الجمل النحوية وتمددها في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وقد اشتمل كلُ بابِ منهم على ثلاثةِ فصول جاء تفصيلها في مقدمة الدراسة.
ثم جاءت الخاتمة لتتضمن أبرزَ النتائجِ ِالتي توصل إليها البحثُ، ومن أهمها ما يأتي:
أولًا: تُعد كلُ سورةِ من سورِ القرآن الكريم بمثابةِ جملةِ نحويةِ كبرى أساسية تشتملُ على عدد من الجمل الكبرى الداخلية التي تشتملُ كل واحدة منها على عدد من الجمل النحوية الصغرى.
ثانياً: لا تخلو جملةُ نحوية كبرى -موضع الدراسة- من ذكر لفظ الجلالة بأحد الأشكال التعبيرية.
ثالثًا: لفظ الجلالة هو الرابط الموضوعي الرئيس الذي يربط بين الجمل النحوية الكبرى داخل السورة القرآنية وهو كذلك الرابط بين جميع السور القرآنية؛ ليجعل منه جملة نحوية كبرى واحدة المسند فيها هو القرآن الكريم والمسند إليه فيها هو لفظ الجلالة سبحانه وتعالى، وصدق الله إذ يقول (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).