Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النظرية السياسية الرابعة عند ألكسندر دوجين /
المؤلف
مــحــمــــد، عــــلاء حســــــين عـــــوض
هيئة الاعداد
باحث / عــــلاء حســــــين عـــــوض مــحــمــــد
مشرف / شــعــبان عبــد الله محــمــــد
مشرف / حمدي عبد الحميد محمد
مناقش / محمدمجدي الجزيري
مناقش / اشرف حسن منصور.
الموضوع
النظريات الفلسفية الكسندر دوجين
تاريخ النشر
2024 م.
عدد الصفحات
257 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/5/2024
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 275

from 275

المستخلص

موضوع الدراسة بعنوان ”النظرية السياسية الرابعة عند ألكسندر دوجين”، ويُعَدُّ البحث في النظريات السياسية وتأثيرها على ميدان السياسة العالمي من بين الأبحاث الحيوية المهمة في ميدان الفلسفة السياسية، كما أن النظرية السياسية الرابعة هي إحدى أهم النظريات المعاصرة التي تناولتها الفلسفة السياسية من حيث الجدة والأصالة، فإذا كانت النظريات السياسية السابقة للقرن العشرين فقدت قدرتها التفسيرية في حل مشكلات العالم المعاصر، فإن النظرية السياسية الرابعة تأتى برؤية وتصور جديد عن سابقيها، مما يفتح لنا المجال في فهم خريطة السياسة العالمية في وقتنا الراهن.
وفي الحقيقة إن النظرية السياسية الرابعة شَغَّلت اهتمام بعض صناع القرار من السياسيين المؤثرين على مستوى العالم، خاصة بعد الإقرار بضرورة تشكيل نظام عالمي جديد، وما ارتبط به من حروب وصراعات سياسية وعسكرية أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022م، ومن قبلها ضم جزيرة القرم 2014م، والحرب الروسية الجورجية 2008م، وغيرها من الصراعات الأخرى، التي تدفعنا إلى ضرورة معرفة أسباب هذه الصراعات وتأثيرها على الوجود الإنساني، واستشراف المستقبل لخريطة السياسة العالمية. ومن ثم ، فإنني أحاول في هذه الدراسة أن أكشف عن التصور الفلسفي الذي قدمه دوجين في تكوين النظرية السياسية الرابعة، وإسهاماته الأساسية في هذا المجال.
2 – أسباب اختيار الموضوع:
ومن أهم الأسباب التي دفعتني للقيام بهذا البحث :
أولًا: لأن عالمنا العربي والإسلامي يتعرض اليوم لأزمة سياسية كبيرة نتيجة فقدانه لرؤية سياسية واضحة نابعة من تكوينه الحضاري ذات الطابع الخاص، مما أدى الى التفكك والضعف وفقدان الهوية. ومن هنا كانت النظرية السياسية الرابعة كدعوة للإبداع السياسي والنضال ضد الوضع السياسي الراهن، وسيلة لاستعادة وبناء رؤيتنا الخاصة مرة أخرى.
ثانيًا: محاولة التعرف على التصور السياسي الفلسفي الذي قدمه دوجين من خلال النظرية السياسية الرابعة، وإسهاماته الأساسية في هذا المجال، وموقفه من النظريات السياسية لعصر الحداثة وما بعدها.
ثالثًا: محاولة الاستفادة من الطريقة التي عالج بها دوجين المشكلات التي تواجه العالم من خلال الوضع السياسي الراهن وعلى رأسها شكل النظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين.
ونتيجة لهذا، ولأسبابٍ أخرى كثيرة ستتضح في ثَنَايا هذه الدراسة، يصبح البحث في مفهوم النظرية السياسية الرابعة عند دوجين مطلبًا ضروريًا ومُجديًا إلى حدٍ كبير.
3 – مشكلة الدراسة:
أما بالنسبة لمشكلة البحث فيمكن أن تتضح من خلال العديد من التساؤلات التي أثرناها في بداية كل فصل من الفصول الستة للرسالة، ولكن التساؤل الرئيسي الذي نحاول الإجابة عنه في هذا البحث مفاده كالتالي: ما الأسس والأبعاد والركائز التي تنبني عليها النظرية السياسية الرابعة كما يؤسس لها دوجين؟
وتتفرع عن هذه الإشكالية عدة تساؤلات فرعية, منها:
- كيف نشأت النظرية السياسية الرابعة؟ وما خصائصها؟
- ما موقف النظرية الرابعة من أيديولوجيات القرن العشرين؟
- كيف كانت النظرية الرابعة ولا تزال في تحدي دائم مع اتجاهات ما بعد الحداثة الليبرالية؟
- ما هو مدى تأثير وجودية هيدجر على النظرية الرابعة؟
- ما شكل الدولة الكلية التي تدعو إليها النظرية الرابعة؟
- ما مفهوم الجيوبوليتيك في ضوء النظرية الرابعة؟
- ما طبيعة الصراع بين الجيوبوليتيك والعولمة ؟
- ما شكل الصراع الجيوبوليتيكي بين قوى البر وقوى البحر كما يراه دوجين؟
- ما مفهوم الأورآسية ومعالمها من خلال النظرية الرابعة؟
- ما المبادئ التي ترتكز عليها الرؤية الأورآسية في النظرية الرابعة؟
4 – منهج الدراسة:
ولقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج التحليلي في الكشف عن مفهوم النظرية السياسية الرابعة وكيف أنها تمثل دعوة للإبداع السياسي، ومعرفة موقفها من النظريات الثلاث السابقة عليها، وتحديد معاني المصطلحات السياسية التي تم استخدامها من قبل الفيلسوف في شرح تلك النظرية، كما اعتمدت على المنهج التاريخي في رد بعض المصطلحات والأفكار إلى أصولها الأولى، واستخدمت المنهج المقارن في المقارنة بين النظرية السياسية الرابعة وما بعد الليبرالية في نموذج ما بعد الحداثة، ثم استخدمت المنهج النقدي من أجل الوقوف على ما تنطوي علية النظرية الرابعة من إيجابيات وسلبيات ومدى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع السياسي.
5- الدراسات السابقة:
وبالنسبة للدراسات السابقة حول النظرية السياسية الرابعة عند ألكسندر دوجين، فلا توجد- حسب عِلْم الباحث- أي دراسة أو رسالة جامعية عربية تسبق دراستي هذه، هكذا يكون قد اتضح مدى افتقار المكتبة العربية لدراسة أكاديمية تفصيلية عن النظرية السياسية الرابعة عند دوجين الذي يأتي، كما ذكرت فيما سبق، من بين فلاسفة السياسة المعاصرين الذين اهتموا بالتنظير السياس للقرن الحادي والعشرين.
6- تقسيم الدراسة:
وقد اقتضت طبيعة هذه الدراسة أن تَرِد في: مقدمة، ومدخل، وستة فصول، وخاتمة، ويلحق ذلك كله ثَبْتٌ للمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في هذه الدراسة.
المقدمة: وتشتمل على أهمية النظرية السياسية الرابعة، وكيف أن دوجين كان مُمَثِّلًا لهذه النظرية بأفكاره، ثُمَّ توضيح المنهج المُتبَّع في الدراسة، والتساؤل الرئيس الذي تدور حوله هذه الدراسة وأهم الإشكاليات الأخرى المطروحة فيها، وأخيرًا محتويات الدراسة.
المدخل: ويشتمل على لمحة عن حياة دوجين، والمحاور الأساسية في فلسفته السياسية، وأهم المؤثرات التي ساعدت على تشكيل فكره.
الفصـل الأول: ”أزمة الأيديولوجيا بداية لتطوير النظرية الرابعة”، أوضح فيه الأسباب التي أدت إلى ضرورة وضع النظرية السياسية الرابعة عند دوجين.
والفصـل الثانـي: ”أبعاد النظرية السياسية الرابعة”، فيه أناقش الأسس والأبعاد الرئيسية للنظرية السياسية الرابعة وأسلط الضوء على الموضوع المركزي للنظرية وبيان بعديها الزمني والمكاني.
والفصـل الثالث: ”خصائص النظرية السياسية الرابعة وتعريفها كممارسة سياسية”، أتناول فيه أهم الخصائص المؤثرة على طبيعة النظرية السياسية الرابعة وما يجعلها مختلفة عن سابقيها من النظريات التقليدية لعصر الحداثة وعلاقتها بالممارسة السياسية.
والفصـل الرابـع: ”النظرية الرابعة نحو عالم متعدد الأقطاب”، أتناول فيه شكل النظام العالمي الذي تسعى إليه النظرية السياسية الرابعة.
والفصـل الخـامس: ”النظرية السياسية الرابعة كرؤية جيوبوليتيكية”، أوضح فيه دور المكان في الصراع القائم بين قوى البحر وقوى البر وتأثيره على تكوين الحضارات في ضوء دوجين.
والفصـل السـادس ”النموذج الأورآسي تطبيقًا عمليًا للنظرية الرابعة”، أعرض فيه الفكرة الأورآسية الجديدة عند دوجين في ضوء تطبيق مبادئ النظرية السياسية الرابعة.
وأخيرًا تأتى الخاتمة (وتشتمل على نتائج البحث).
7- نتائج الدراسة :
• يُعَدُّ دوجين من بين فلاسفة السياسة المعاصرين الذين اهتموا بمشكلة أزمة الأيديولوجيا، وقد اتضح ذلك من خلال محاولته صياغة مبادئ أساسية للنظرية السياسية داخل المجتمع الحضاري الروسي وبين المجتمعات الحضارية الأخرى، وقد ارتكز جوهر مفهومه للنظرية السياسية الرابعة على أساس حضاري قائم على المرتكز الوجودي الهايدجري.
• بعض العناصر التي استخدمها دوجين في بناءه للنظرية السياسية الرابعة، ليس جديدة كل الجدة، بل هو تقليد لما جاءت به بعض النظريات السياسية، وعلي رأسها النظرية السياسية الإسلامية مع اختلاف الموضوع المركزي القائم على علاقة الإنسان بالله بدلا من الوجود الإنساني كمركز للكون.
• إن رؤية دوجين للنظرية السياسية الرابعة بنسختها الأورآسية الروسية ترتكز على أسس وأرثوذوكسية وقومية واضحة، ولا تخلو من التأثر بالعهد القديم للمجد القيصري الروسي.
• إن الموضوع المركزي الذي بنى عليه دوجين نظريته الرابعة كأساس للحضارة الروسية هو الدازاين، والدازاين يمثل تعبيرًا عن الوجود الإنساني في ذاته وعلاقته بالعالم الخارجي باعتبار أن الموجود يتكون من الوجود الذي يتبدى في العالم الخارجي.
• تناول دوجين مفهوم الحضارة ودورها في صناعة عالم متعدد الأقطاب، وكانت النتيجة التي توصل إليها في تحديد مفهوم الحضارة متعلق بالفهم المتزامن للحضارات
• تناول دوجين الرؤية الجيوبوليتيكية للنظرية الرابعة وماهية الصراع بين قوى البر وقوى البحر مبينًا أنه ليس صراع جغرافي بحت، ولكنه صراع حضاري قائم على القيم والثقافة والدين وتلعب فيه الجغرافيا دور أساسي في الانتشار والتوسع.
• إن دوجين قدم فكرته الأورآسية الجديدة بعدما تم صياغتها وفقًا للنظرية الرابعة ليس كرؤية أوروبية أسيوية ولكن كرؤية عالمية أو عولمة إقليمية ترفض الأحادية القطبية ونموذج الحكم العالمي، وتنادى بعالم متعدد الأقطاب لا وجود فيه للدول القومية.
• ويتناول ”دوجين” الصراع الوجودي لروسيا في أن ”تكون أو لا تكون”، ويرى وفقًا للنظرية الرابعة أن روسيا في أزمة، وأن الأزمة والخطر ولحظات النقص هي الفترة التي ندرك فيها حقيقة وجودنا، ولكي ”تكون” روسيا يجب عليها أن تستعيد حضارتها. لذلك مثلت مرحلة ضم جزيرة القرم عام 2014م، والحرب الروسية الأوكرانية 2022م، بداية فعلية لمحاولة روسيا استعادة حضارتها المفقودة وعودة إمبراطوريتها.
• إن ”دوجين” كان منظرًا لـ”لأورآسية” على أسس ومبادئ النظرية السياسية الرابعة، وبوتين كان مطبقًا لها، وهنا يتبين مدى التكامل بين الرجل الأكاديمي الفيلسوف والمنظر، ورجل الميدان في السياسية.