الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الأطروحة الأطر المثالية والأطر الواقعية لدولة المدينة بين أفلاطون وأرسطو، وكما نعلم يعتبر مفهوم الدولة من أبرز المفاهيم التي شغلت حيزًا واسعًا من النقاش الفلسفي والسياسي على مد العصور، منذ فكر الإنسان في الطريقة المثلى لتجاوز حالة الحيوانية التي ابتدأ بها وجوده في الأرض، وحالة التوحش التي دفعت لاحقا ””بتوماس هوبز”” لوصف الإنسان بكونه ذئبا لإنسان آخر. لذا كان لا بد من المرور إلى مرحلة العيش معا في ظل أطر قانونية واجتماعية تكفل للجميع حقوقهم وتحدد لهم واجباتهم تجاه أوطانهم، وكذا تجاه بعضهم البعض، مما يكفل للجميع العيش معا في ظل كنف العدالة والقانون. ولعل من أبرز النظريات الفلسفية المؤسسة لمفهوم الدولة، النظرة الأفلاطونية والأرسطية اللتان حاولتا أن تجعلا من تصورهما لهما كونيًا يمكن أن ينطبق على جميع التجمعات البشرية أينما كانت جغرافيتهم، ومهما اختلفت عقائدهم ونحلهم. اشتُهرت دولة أفلاطون المثاليّة في تاريخ الفلسفة كثيرًا، فقد توافر لها من حظّ ذيوع الصيت ما لم يتوافر لكتَّاب اليوتوبيات الأخرى سواء من الفلاسفة المسلمين كـ (أبى نصر الفارابي) أو من الغربيين كـ (توماس مور)، وفى حين استُقبلت جمهورية أفلاطون بهذا الترحاب فإنّ جمهوريّة أخرى لم تجد لها كثير حظ من ذاك الاستقبال، إنّها جمهورية أرسطو. لقد شهد العصر اليونانى في مرحلته الذهبيّة فترة اضطراب سياسي؛ حيث عاصر أفلاطون دعاة التطرّف السياسي من السوفسطائيين وأتباعهم الذين اعتلوا مناصب سياسيّة آنذاك، وحيث وصول الغوغاء إلى الحكم تحت عباءة الديموقراطيّة وإعدامهم لأستاذه سقراط، وهو ما كان له أبلغ الأثر في تناول المشكلات السياسيّة عبر محاوراته أو في دروسه الشفهيّة داخل أكاديميّته التي أسّسها؛ لتكون مركزًا لإعداد دولته وإعداد القادة والسياسيين. |