الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بما يتوفر لها من تقنيات تفاعلية كبيرة، جزء رئيس من حياة معظم الأفراد اليومية، حتى أنهم باتوا يقضون عليها أوقات تفوق ما يقضونه مع أسرهم أو أقرانهم، وكان طبيعيًا أن تلتفت وسائل الإعلام والفضائيات الأجنبية المُوجهة منها على وجه الخصوص إلى ذلك، لتضمن الوصول إلى قطاع كبير جدًا من الجمهور قد يكون أغلبه هجر الإعلام التقليدي بوسائله الثلاثة، لذلك كان من المهم بمكان أن نرصد توظيف الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية متمثلة في القنوات الثلاثة ”BBC-CGTN-TRT” لمنصاتهم الرقمية على فيس بوك وتويتر في الترويج للصورة الإعلامية للدولة الباثة لكل قناة، للوقوف على طبيعة المضامين التي تصل إلى الجمهور وتفنيد عناصرها من جهة، وكذلك رصد طبيعة تفاعلات الجمهور الرقمي مع تلك المضامين ومدى قبوله لها من عدمه من جهةٍ أخرى. واعتمدت الدراسة في جمع البيانات على تحليل المضمون بشقيه الكمي والكيفي للمنشورات/التغريدات المٌتعلقة بالدولة الباثة، إلى جانب تفاعلات الجمهور الرقمي معها، كذلك تناولت الدراسة النتائج بالتفسير وذلك بالاستعانة بأداة تدوين المذكرات اليومية للباحثة، وتباينت النتائج بين القنوات الثلاثة والمنصتين في بعض العناصر، بينما اتفقت في عنصر رئيس وهو الغلبة لإيجابية صورة الدول الباثة وحكوماتها، وباختبار فروض الدراسة التي صيغت في إطار نظريات التحول الرقمي، وثراء الوسيلة، وبالاستعانة بنموذج Yaron Ariel لقياس التفاعلية، اتضح اهتمام القنوات الثلاثة بالترويج للمحتوى التقليدي، والإبراز التكراري لبعض الأخبار التي تخدم أهداف كل دولة وفق سياستها، والاستفادة من ثراء وسائل التواصل الاجتماعي، مع عدم التوظيف الكافِ لعنصر تفاعلية المنصات الرقمية، كذلك لم يؤثر الرواج الاجتماعي للمنصة الرقمية على حجم تفاعلات الجمهور الرقمي الذي تباينت ردود أفعاله من قناة لأخرى، كما أثبتت النتائج اهتمام الجمهور الرقمي بالتفاعل مع المضامين الرقمية المُقدمة في القنوات الثلاثة وبصفة خاصة TRT، وكانت الإيجابية هي الغالبة على تفاعلات الجمهور الرقمي في منصات كل من TRTوCGTN، بينما كانت السلبية هي السائدة على التفاعلات في منصات BBC. واقترحت الدراسة ثلاثة نماذج قد تساعد في إجراء الدراسات ذات الصلة، اثنين اختصا بمضمون المنصات الرقمية وهما ”السهام المتبادلة”، و”المراوغة الإعلامية”، بينما اختص الثالث بتفاعلات الجمهور الرقمي وهو ”إثراء التفاعلية”، ونوهت الدراسة إلى خطورة غياب الموضوعية عن نسبة كبيرة من المضامين الرقمية التي تقدمها القنوات المُوجهة، وضرورة أن يكون الجمهور الرقمي على درجة كافية من الوعي يتمكن بها من تفنيد المحتوى قبل قبوله، والتمييز بين الغَثِّ وَالسَّمِينِ. |