الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن تاريخ العالم العربي المعاصر حافل بالصراعات والنزاعات، حيث تزاحمت فيه الأطماع الأجنبية وتشابكت فيه الأزمات والتي أدت إلى معاناة المنطقة من ويلات الحروب، وتعتبر حرب الخليج الثانية من أبرزها، واستعرضت هذه الدراسة، الجذور التاريخية للنزاعات العراقية الكويتية منذ ظهورها على الساحة السياسية، ومدى اسهام هذه الأزمات في تأجيج الخلاف في بين البلدين؛ حيث ظهرت دعاوي الملك غازي ورئيس الوزراء نوري السعيد، وعبدالكريم قاسم في أحقية العراق في الكويت، وأنها جزء لا يتجزأ من الأراضي العراقية، وساق العراق المبررات التي تؤكد أحقيته التاريخية في أراض الكويت من وجهة نظرة، حتى استيقظ العالم في صباح يوم 2 أغسطس 1990م على عزو العراق للكويت.وحاولت مصر كثيرًا حل الخلافات بين العراق والكويت منذ 24 يوليو 1990م، من خلال رحلة دبلوماسية قام بها الرئيس مبارك؛ فقام بزيارة العراق ثم الكويت، واتفق مع البلدين على الاجتماع الثنائي في مدينة جدة السعودية، لبحث سبل الخلاف بينهما، للتوصل إلى آلية محددة لحل النزاع بينهما، ولكن لم يمنع ذلك الرئيس العراقي من اتخاذه قرارٍ بغزو الكويت، ضاربًا بكل المحاولات المصرية والعربية عرض الحائط.وناشدت مصر الدول العربية لاجتماع طارئ لعقد قمة عربية في القاهرة 10 أغسطس 1990م، وحاولت مصر تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وإقناع الساسة العراقيين بالانسحاب من الكويت مع ضمان حفظ ماء الوجه للعراق، ولكن رفض العراق ذلك، مما دعا مصر إلى تبني قرارًا عربيا يدين الغزو العراقي، ويحمل العراق المسئولية الكاملة عن تخليه عن وحدة الصف العربي، ودعم المطلب السعودي بإرسال قوات عربية لحماية الأراضي السعودية من أي اعتداء عراقي محتمل.وقامت مصر بجهودٍ كبيرة على كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية مع القيادة العراقية لمحاولة اقناع القيادة العراقية الانسحاب من الكويت وعودة الحكومة الشرعية والجلوس على مائدة المفاوضات مرة أخرى لحل القضايا العالقة بين البلدين، وكان ذلك من خلال إرسال الرسائل المباشرة للرئيس العراقي سواء كانت مكتوبة أو منقول عبر الدبلوماسيين المصريين أو السفير العراقي بالقاهرة، أو من خلال النداءات التلفزيونية والإعلامية. |