الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف الدراسة ”هجمات القرامطة على مصر وبلاد الشام وعلاقتها بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين/ التاسع والعاشر الميلاديين” إلى إلقاء الضوء على الهجمات التي قام بها القرامطة على مصر وبلاد الشام، ومدى تأثيرها على الأوضاع المختلفة داخل البلدين، حيث كان أول ظهور للقرامطة على الأراضي الشامية عام 289هـ/902م، حين أرسل زكرويه بن مهرويه ”زعيم قرامطة الشام” أبناءه، ثم دعاته إلى بلاد الشام للدعوة له، وذلك بعد أن انشق عن قرامطة العراق، وحاول التخلص من زعمائهم (حمدان قرمط، وعبدان)، لحساب القيادة الإسماعيلية بسلمية، ثم بعد ذلك انقلب زكرويه على القيادة الإسماعيلية، وأخذ يدعو لنفسه بالمهدية، وعمل على التخلص من القيادة الإسماعيلية في بلاد الشام، فكانت ذلك أحد الأسباب التى دفعتهم للفرار إلى بلاد المغرب. فشلت هجمات آل زكرويه بعد أن قضت عليهم الخلافة العباسية، لكن تعرضت بلاد الشام لهجمات القرامطة مرة أخرى بقيادة ”الحسن الأعصم القرمطي” من قرامطة البحرين ”آل جنابي”، بحثًا عن مصدر مالي جديد ولتوسيع ممتلكاتهم، ولم يكتفِ ”آل جنابي” بذلك؛ بل تطلعوا إلى مصر، خاصّةً بعد دخول الفاطميين إليها، فقد خشي القرامطة من أن يمتد نفوذ الفاطميين إلى بلاد الشام؛ لذا قرروا الدخول في حرب ضد الفاطميين على الأراضي المصرية، فكان أول هجوم من قِبل القرامطة على مصر أوائل عام 361هـ/971م. ساد كلا البلدين – مصر والشام- آنذاك حالة من الفوضى والاضطراب السياسي، والثورات، وحركات التمرد والصراعات، بالإضافة إلى الاضطراب في الأوضاع الاجتماعية، بسبب التنافس على المكانة والمكاسب السياسية، ورغم ذلك؛ فإن مصر وبلاد الشام تمتعا بازدهار اقتصادي، كان سببًا في أن يطمع القرامطة –-خاصة قرامطة البحرين- في الاستيلاء عليهما عن طريق استغلالهم للاضطرابات السياسية والاجتماعية، وقد تبين من خلال تتبعنا لهجمات القرامطة على مصر وبلاد الشام، أن نتج عنها العديد من الآثار السلبية على أوضاع البلدين، تنوعت ما بين آثار: سياسية، واجتماعية، واقتصادية، ودينية. |