الفهرس 
مدخل الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 38 |  |  |
| | | from | 38 | | |
المستخلص
تُعد الزراعة في العديد من الدول النامية، هي أكبر قطاع من حيث حصتها في الناتج المحلي الإجمالي والتوظف، والأهم من ذلك أن غالبية فقراء العالم يعيشون في المناطق الريفية ويعتمدون على الزراعة في معيشتهم. فالزراعة هي القطاع الداعم للنمو الاقتصادي والحد من الفقر، لذا تعتبر الزراعة من القطاعات المهمة بالنسبة للتنمية الاقتصادية. وتعتبر أنشطة الإنتاج الحيواني من أهم الأنشطة الرئيسية لقطاع الزراعة إذ أنها تسهم في رفع مستوى الأمن الغذائي وفي تحسين نوعية الغذاء لكونها من أهم مصادر البروتين الحيواني الضروري للإنسان، كما يعد إنتاج الدجاج من أهم الأنشطة داخل قطاع الإنتاج الحيواني، حيث يبلغ الدخل الذي حققه هذا القطاع عام 2017 حوالي 32.56 مليار جنيه تمثل نحو 8.07% من إجمالي الدخل الزراعي ونحو 21.7% من قيمة الدخل المتولد من قطاع الإنتاج الحيواني في نفس العام، مما يجعل هذا القطاع يؤدي دوراً اقتصادياً هاماً في الاقتصاد الزراعي الأمر الذي يتطلب ضرورة تطوير وتنمية قطاع الإنتاج الحيواني بصفة عامة وقطاع إنتاج الدواجن بصفة خاصة سواءً على مستوى الجمهورية أو على مستوى المحافظات.
وتُعد صناعة الدجاج وخاصة دجاج التسمين أحد الأنشطة الإنتاجية الزراعية الهامة في مصر، نظراً لدورها الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي فهي المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني اللازم لتغذية الإنسان في مصر، إذ بلغ متوسط نصيب الفرد من لحوم الدجاج عام 2017 حوالي 14.23 كجم بما يعادل 38.99 جراماً في اليوم، وتحتل الدواجن كسلعة غذائية المرتبة الثالثة من حيث القيمة الغذائية بعد كل من اللحوم الحمراء والألبان ومنتجاتها، كما أنها تمثل مصدراً من المصادر الهامة للدخل الزراعي، ويعمل بصناعة الدواجن حوالي مليون عامل، وتتجه صناعة الدواجن نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل من لحوم الدجاج وبيض المائدة مقارنةً ببعض السلع الغذائية الأخرى، وقد تزايدت كمية الاستهلاك المحلي من لحوم الدجاج من حوالي 464 ألف طن عام 1995 إلى حوالي 1311 ألف طن عام 2017، بنسبة بلغت نحو 182.5%، أما كمية إنتاج مصر من لحوم الدجاج فقد ازدادت من حوالي 472 ألف طن عام 1995 إلى حوالي 1357 ألف طن عام 2017 بنسبة بلغت نحو 181.1%.
وتتمثل مشكلة الدراسة في أنه على الرغم من أن مشروعات دجاج التسمين تعد مصدراً جيداً لتوفير البروتين الحيواني لسد الفجوة من اللحوم الحمراء، إلا أن صناعة الدواجن في مصر خاصةً قطاع تسمين دجاج اللحم تتعرض للعديد من المخاطر الإنتاجية والمشاكل المتداخلة مع بعضها البعض؛ وهو الأمر الذي ينعكس بدوره على كفاءة استخدام الموارد المستخدمة في هذا القطاع ومن ثم على أرباح المنتجين، كما وتؤدي إلى إقبال بعض من المستهلكين على الواردات من الدجاج بسبب انخفاض أسعارها وهذا يؤدي مرة أخرى إلى انخفاض كفاءة تشغيل منشآت صناعة الدواجن المحلية لقطاع التسمين بسبب عدم التشغيل الكامل بالطاقة الإنتاجية الكاملة. كما يواجه نمو وتطور مشروعات الدواجن في مصر العديد من المشاكل، ومن أهم المشاكل التي تتعرض لها تلك المشروعات في مصر عدم تحديد ووضوح الدور الذي تلعبه السياسة الزراعية في تنمية تلك المشروعات وبالتالي في تحقيق التنمية الاقتصادية الزراعية، وعدم تحديد الدور الفعال الذي تلعبه مشروعات تسمين الدجاج في توفير فرص عمل للسكان في ضوء العديد من المخاطر التي يتعرض لها أصحاب تلك المشروعات والتي تؤثر على دخولهم.
ويتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على الدور الذي يمكن أن تسهم به مشروعات تسمين الدجاج في زيادة دخل أصحاب مشروعات تسمين الدجاج بالقطاع الزراعي وذلك من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية: دراسة الملامح والمؤشرات الإنتاجية والاقتصادية لمشروعات تسمين الدجاج في مصر، دراسة دور مشروعات تسمين الدجاج في توفير فرص عمل بالقطاع الزراعي، وتخفيف حدة الفقر بالريف المصري، التعرف على أهم المشاكل التي تواجه مشروعات تسمين الدجاج بمحافظة البحيرة.
واستندت الدراسة على البيانات الثانوية المنشورة والتي تغطي الفترة الزمنية 1995-2017، وغير المنشورة والتي تم الحصول عليها من مصادرها الأصلية مثل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة، وسجلات مديرية الزراعة بالبحيرة. بالإضافة إلى البيانات الأولية التي تم تجميعها عن طريق استبيان صمم لهذا الغرض من عينة عشوائية بسيطة من مزارع تسمين الدجاج الأقل من 20 ألف طائر موزعة على مراكز محافظة البحيرة، وبلغ إجمالي عدد مفردات عينة الدراسة 262 مزرعة. وتم تجميع بيانات استمارات الاستبيان بواسطة الباحث من خلال المقابلة الشخصية مع أصحاب المزارع خلال الفترة من أغسطس وحتى نوفمبر 2018.
واعتمدت الدراسة على كل من التحليل الاقتصادي الوصفي والاستدلالي، وذلك باستخدام الأساليب الإحصائية الوصفية كالمتوسطات الحسابية ومعامل الاختلاف والأشكال البيانية لإبراز الأهمية النسبية للمتغيرات الاقتصادية موضوع الدراسة بالإضافة إلى معدلات النمو ومعادلات الاتجاه الزمني وبعض أساليب التحليل الإحصائي المتمثلة في أسلوب الانحدار البسيط، وأسلوب الانحدار المتعدد. كما تم تقدير معدلات النمو للمتغيرات موضع الدراسة باستخدام نموذج الدالة الدالة الآسية. كما استخدام أسلوب الانحدار المتعدد لتقدير الدالات الإنتاجية بمزارع العينة في الصورة اللوغاريتمية المزدوجة (للوغاريتم الطبيعي Ln). هذا وقد تم تقدير مصفوفة الارتباط البسيطة بين كل من الإنتاج لمختلف مربي عينة الدراسة، والعناصر الإنتاجية المختلفة للتعرف على العلاقة بين كل من هذه العناصر الإنتاجية.