Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادي قائم علي تنمية الذكاء الوجداني لخفض
مستوي التنمر بالبيئة المدرسية لدي عينة من الأطفال المتنمرين:
المؤلف
السيد، ولاء عبد السلام محمد العبسي
هيئة الاعداد
باحث / ولاء عبد السلام محمد العبسي السيد
مشرف / جمال شفيق أحمد
مشرف / محمود رامز يوسف
مناقش / وفاء محمد فتحي
مناقش / أحمد فخري هاني
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
ا-ل، 226
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس الاجتماعي
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الانسانية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 254

from 254

المستخلص

التنمُّر ظاهرة خطيرة جدًا تتفشى في المُجتمع بشكلٍ كبير، وهي ظاهر تتمثل بالكثير من الممارسات المؤذية بحقّ الآخرين، وتتّسم بتكرار العنف اللفظيّ والمعنويّ والماديّ، حتى يشعر الطرف الاخر بالمضايقة والاستفزاز بأنّه تحت ركام من الألفاظ غير اللائقة، ممّا يترك في أعماقه شرخًا كبيرًا، حتّى أنّ الكثير ممّن يتعرضون للتنمُر يُصابون بعُزلة اجتماعية كبيرة خوفاً من التعرض للتنمر.
لم يعد الاهتمام بالمشكلات الطلابية ترفًا تربويا، إنما حاجة ملحـــة وماسة لدراســـة المشكلات الطلابيـــة والتكيف النفســـي والإجتماعـــي لديهـــم، وبشكل خاص في مرحلة الطفولة، فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التربوية والتكنولوجية المتغيرة، إضافة إلى الأحداث الأخرى المتسارعـــة أدت إلى زيادة صعوبة الحيـــاة وتعقيداتها، وظهور العديد من المشكلات على جميع الأصعدة، ومنها المشكلات المتعلقة بسلوكيات الطلاب غير المرغوبة، التي تحدث عادة في غيـــاب الرقابـــة المدرسية والأسرية، ومن المشكلات التي تحدث في الخفاء وتؤثرً سلبا على أبنائنا الأطفال ما يسمى بسلوك التنمر(الاستقواء)، الذي يؤثر على الطالب نفسه في جميـــع المجالات، ومن ثم على النظام المدرسي بشكل عام، وقد أصبحت هذه الظاهرة أكثر شيوعاً في ظل عصر العولمة، والإنفجار المعرفي وثورة الاتصالات والمعلومات، الأمر الذي يحتم علينا كمختصين وباحثين، ومعلمين ومربين وأولياء أمور أن نهتم بهذه الظاهرة. (على موسي الصبحين، محمد فرحان القضاة، 2020، 355)
يعتبر التنمر المدرسي من أسوأ أنواع التنمر الذي يتعرض له الإنسان، حيث أن المدرسة من أهم الأماكن التي تشغل وقتا طويلا من حياة الأطفال والطلاب لتلقي العلم. كما أنه من الممكن أن يبتعد الإنسان عن بعض الأماكن التي يتعرض فيها للتنمر، دون أن يؤثر هذا سلباً عليه، ولكن في حال أن يتعرض الطالب داخل المدرسة إلى التنمر، فهذا يعد سببا كافيا جداً حتى يهرب الطالب من المدرسة بل ينبذها وينبذ الأفراد الموجودين بها، ولا يرغب في التواجد في هذا المكان لما يمارس عليه من تنمر سواء كان بالعنف والتهديد، أو تنمر لفظي، ففي كل الأحوال فإن التنمر أكثر الأشياء التي تدمر نفسية الطالب، وتؤثر سلباً على مستقبله الدراسي، بل تؤدى إلى مشكلات واضطرابات فى الشخصية تؤثر على نظرته إلى مجتمعه وعلاقته بهذا المجتمع فيما بعد.
وتعد البيئة المدرسية من أهم عوامل انتشار التنمر حيث ينتشر التنمر بصورة أكبر في المدارس البسيطة التى يمكن للمدارس نفسها « تعليم» الأطفال أن يكونوا عنيفين تقل بها الإمكانيات والأنشطة، وتشيع فيها قلة خبرة المختصين سواء من الأخصائي الإجتماعي، أو المسئول عن المدرسة بشكل عام، فلا توجد مراقبة للطلاب أو السلوك ويسير اليوم داخل المدرسة بشكل عشوائي. المدرسة لها عامل كبير جداً في انتشار التنمر داخلها، فأول سؤال ممكن أن نبحث عنه أين المعلمين والمختصين بسلوك الطلاب عندما يجدون الطلاب يمارسون فعل التنمر على طلاب آخرين سواء بالتنمر اللفظي أو التهديد أو العنف. أين المختصين لإخبار الأهالي بذلك والاستعانة بهم في تهذيب سلوك أبنائهم، وهذا من أكثر الأسباب التي تجعل التنمر ينمو وينتشر بين الطلاب منذ صغرهم، وهم في مرحلة صعبة جداً وهي مرحلة الطفولة دون أي معاقبة أو معالجة ذلك الأمر.
اولًا : مشكلة الدراسة
تتمثل مشكلة الدراسة في أن التنمر المدرسي من الظواهر المنتشرة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ذات أبعادٍ نفسية واجتماعية. كما أن علاجه يتطرق إلى أبعاد الدين والقيم، والأخلاق، والتربية، والتعليم. فالتنمر آفة قاتلة ومدمرة من آفات العصر، تسعى الأمم الواعية إلى علاجه والتخلص منه ومن آثاره المؤلمة في الفرد والمجتمع.
حيث يمثل علم النفس أهمية بالغة خاصة عند تطبيقه في مجال الحياة الاجتماعية وتفاعلاتها، فمشكلة التنمر المدرسي تحدث كثيرا فى المدارس بين الأطفال بكل الأشكال، وربما أكثر من نصف التلاميذ في المدارس يتعرضون لشكل من أشكال التنمر، لكنه لا يؤثر كثيرا عليهم كلهم ولكن بعض منهم مما لا يسبب لهم سوء توافق نفسى وإجتماعى.
من هنا كانت دراسة الباحثة التي تدور حول إستخدام برنامج إرشادي يعتمد على نظريات العلاج النفسي ومن أهمها العلاج المعرفي السلوكي في علاج مشكلة اجتماعية وهي ظاهرة التنمر من خلال محاولة تنمية مستوى الذكاء الوجداني
لذا تتحدد إشكالية الدراسة الحالية في: تعديل الأفكار المشوهة وتنمية الذكاء الوجداني لدى عينة من الطلاب المتنمرين باعتبارها سبباً رئيسياً تتحدد على أساسها سلوكياتهم من خلال عدم قدرتهم على تكوين صورة واضحة لواقعهم الإجتماعي والتفاعل معه بطريقة إيجابية وسليمة. وهذا ما دعا الباحثة للقيام بهذا البحث لتقديم برنامج إرشادي لتعديل سلوكيات التنمر لدى عينة من الطلاب من خلال تعديل الأفكار المشوهة وتنمية الذكاء الوجداني لديهم.
ثانيًا : تساؤلات الدراسة
1. هل ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد عينة الدراسة التجريبية في الذكاء الوجداني عند استجاباتهم لبرنامج ارشادي ﻓـﻲ اﻷداء اﻟﻘﺑﻠﻲ والبعدي.
2. هل ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد عينة الدراسة التجريبية في التنمر عند استجاباتهم لبرنامج ارشادي ﻓـﻲ اﻷداء اﻟﻘﺑﻠﻲ والبعدي.
3. هل ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية والضابطة في الذكاء الوجدانى في اتجاه المجموعة التجريبية ﻋﻧد اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬم لبرنامج ارشادي فى القياس البعدي
ثالثًا: أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق هدف رئيسي هو: قياس فاعلية البرنامج الإرشادى القائم على تنمية الذكاء الوجدانى في فاعلية برنامج إرشادي قائم على تنمية الذكاء الوجداني لخفض مستوى التنمر بالبيئة المدرسية لدى عينة من الأطفال المتنمرين والتعرف على استمرار فاعليته.
التعرف على الخصائص الدينامية المشتركة للأطفال المتنمرين في البيئة المدرسية.
وينبثق من الهدف الرئيسي عدة أهداف فرعية كالتالي:
1. القياس القبلي لكل من التنمر والذكاء الوجداني.
2. تطبيق برنامج إرشادي لتنمية الذكاء الوجداني والتدريب على المهارات الإجتماعية.
3. القياس البعدي والتتبعي لكل من التنمر والذكاء الوجداني (للتأكد من نجاح وفاعلية البرنامج).
رابعًا : فروض الدراسة
1. اﻟﻔــرض اﻷول: ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد عينة الدراسة التجريية في الذكاء الوجداني عند استجاباتهم لبرنامج إرشادي ﻓـﻲ اﻷداء اﻟﻘﺑﻠﻲ والبعدي.
2. اﻟﻔــرض الثانى : ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد عينة الدراسة التجريية في التنمر عند استجاباتهم لبرنامج إرشادي ﻓـﻲ اﻷداء اﻟﻘﺑﻠﻲ والبعدي.
3. اﻟﻔــرض الثالث: ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية والضابطة في الذكاء الوجدانى في اتجاه المجموعة التجريبية ﻋﻧد اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬم لبرنامج إرشادي فى القياس البعدي.
4. اﻟﻔــرض الرابع: ﺗوﺟــد ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية والضابطة في سلوك التنمر في اتجاه المجموعة التجريبية ﻋﻧد إﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬم لبرنامج إرشادي فى القياس البعدي.
5. الفرض الخامس: عدم وجود ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد عينة الدراسة التجرييية في الذكاء الوجداني ﻋﻧد اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬم لبرنامج إرشادي فى القياس البعدي والتتبعي.
6. اﻟﻔــرض السادس: عدم وجود ﻓــروق داﻟــﺔ إﺣﺻــﺎﺋًﯾﺎ بين متوسطى رتب درجات أفراد عينة الدراسة التجريبية في التنمر ﻋﻧد إﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬم لبرنامج إرشادي ﻓـﻲ القياس البعدي والتتبعي.
7. الفرض السابع : هناك فروق فى الخصائص الدينامية المشتركة للأطفال المتنمرين في البيئة المدرسية عينة الدراسة بعد تطبيق البرنامج الارشادي عليهم.
خامسا : أهمية الدراسة
ترجع أهمية الدراسة إلى مدى خطورة مشكلة التنمر فى البيئة المدرسية والتى تؤثر سلباً على الفرد وعلى المجتمع والبيئة المحيطة به، وتنقسم أهمية الدراسة الحالية إلى:
أولاً: الأهمية النظرية:
1. محاولة الاضافة للإطار النظرى عن التنمر وعلاقته بالذكاء الوجداني وبالتالى تقديم إفادة للمكتبة العربية.
2. محاولة توجيه الأنظار إلى أهمية العلاقة بين التنمر فى البيئة المدرسية والذكاء الوجداني لدي الأطفال.
3. محاولة توجيه الاهتمام بأهمية التدخل الإرشادي فى تعديل سلوكيات التنمر خلال تنمية الذكاء الوجدانى لدى الأطفال في البيئة المدرسية.
4. تناول الدراسة ظاهرة على درجة كبيرة من الأهمية لما تحتوى عليه من آثار سلبية على فئة الطلاب من الأطفال من ناحية، وعلى أداء المؤسسات التعليمية من ناحية أخرى .
ثانياً: الأهمية التطبيقية:
1. يمكن الاستفادة من نتائج وتوصيات هذه الدراسة فى تقديم المقترحات اللازمة لتوجيه المؤسسات الحكومية والأهلية التي تعمل فى المجال التعليمي والتربوي لوضع الخطط والبرامج التى تساعد على تعديل سلوكيات التنمر لدي الأطفال والحد من خطورته.
2. يمكن توجيه نتائج الدراسة للمؤسسات الحكومية والأهلية التي تعمل على مكافحة التنمر للاستعانة بالأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتنفيذ برامجهم بشكل أكثر وعياً وشمولاً مما قد يساعد في تحسين نتائج البرامج التنموية بشكل أكثر فاعلية.
سادسًا: مفاهيم الدراسة
1. فاعلية (Effectiveness):
تعرف الفاعلية ﺑﺄﻧﻬﺎ ”ﻣدى اﻷﺛر اﻟذى ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣدﺛﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾـﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـﺎ ﻣﺗﻐﯾـرًا ﻣﺳـــﺗﻘﻼً ﻓـــﻰ أﺣـــد اﻟﻣﺗﻐﯾـــرات اﻟﺗﺎﺑﻌـــﺔ. (ﺳﺎﻟم وﻣﺻطﻔﻰ ،2006 :94)
2. البرنامج الإرشادي:
ﯾﻌــــرف اﻟﺑرﻧــــﺎﻣﺞ الإرشادى ﻋﻠــــﻰ أﻧــــﻪ ﻧﻣــــوذج ﺗﻌﻠﯾﻣــــﻲ مخطط ومنظم فى ضوء أسس علمية لتقديم الخدمات الإرشادية المباشرة فردياً وجماعياً لمجموعة من الأفراد ليكتسبوا من ﺧﻼﻟــــه اﻟﻣﻌرﻓــــﺔ والتفكير العقلانى واﻟﻣﻬﺎرات من اﻟــﺗﻌﻠم اﻟــذاﺗﻰ – اﻟﺿــﺑط اﻟــذاﺗﻰ – إﻋــﺎدة اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻌرﻓﻰ – اﻟﺗﺣﺻﯾن ﺿد اﻟﺗوﺗر والإﺿطراﺑﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻌرﻓﺗﻬم وﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻬم واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬم لتنمية الذكاء الوجداني وتعديل سلوكيات التنمر لديهم
وﯾﻌرف اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ الإرشادي على إنه أسلوب إرشادي اﻟـذى ﺳـﯾﺗم ﺗطﺑﯾﻘﺔ ﺑﻬدف ﺗﻧﻣﯾﺔ مهارات التفكير العقلاني ﻟـدى عينة من الأطفال، وﻓــق الأساﻟﯾب اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ: اﻟــﺗﻌﻠم اﻟــذاﺗﻰ – اﻟﺿــﺑط اﻟــذاﺗﻰ – إﻋــﺎدة اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻌرﻓﻰ – اﻟﺗﺣﺻﯾن ﺿد اﻟﺗوﺗر واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. (ﺣﺎزم ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ: 2007)
3. التنمر:
ویعرف إجرائیا بأنه سلوك سالب متعمد ومتكرر ضد تلمیذ أو أكثر یتضمن الإیذاء الجسمي أو اللّفظي أو إتلاف الممتلكات. ویقاس في هذه الدراسة بالدرجة التي یتحصل علیها التلمیذ في مقیاس التنمر المدرسي الذي أعدتّه الباحثة.
4. الذكاء الوجداني:
ويُعرف مصطفى أبوسعد (2005: 2) الذكاء الوجداني بأنه: ” قدرة الفرد على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين، بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله”.
ويضيف له تعريفا آخر على أنه: ”عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر و إنفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات”.
ويعرف الذكاء الوجداني فى الدراسة الحالية بأنه ” الدرجات التى يحصل عليها أفراد عينة الدراسة على المقياس المستخدم فى الدراسة”.