Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأمل والصمود النفسى كمُنبئينِ بالانتكاس لدى المُعتمدِينَ على المواد ذات التأثير النفسي /
المؤلف
سعيد، إبراهيم رضوان تمساح.
هيئة الاعداد
باحث / إبراهيم رضوان تمساح سعيد
باحث / إبراهيم رضوان تمساح سعيد
مشرف / محمد حسن غانم
مشرف / محمد حسن غانم
مشرف / وفاء مسعود محمد
الموضوع
علم النفس.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
148 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التطبيقي
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الاداب - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 147

from 147

المستخلص

مُقدِّمَةُ:
تعاطِي المُخدِّرات موضوع ذي ماضي، وحاضر، ومستقبل: أمَّا الماضي فبعيدُ، ويصلُ إلى فجر الحياة الاجتماعيَّة الإنسانيَّة، وأمَّا الحاضر فمتسعُ، ويشملُ العَالَم بأسرِهِ، وأمَّا المستقبل فأبعادُهُ مُتجدِّدة، وليست مُحدَّدة.
فما مِنْ مجتمع ترامت إلينا سيرته عبر القرون أو عبر مستويات التغير الحضارى المُتعدِّدة إلَّا وجدنا بين سطور هذه السيرة ما ينبىء بشكل مباشر أو غير مباشر عن التعامل مع مادة أو مواد مُحدِثَة لتغيُّرات بعينِها فى الحالة النفسيَّة بوجه عام أو العقليَّة بوجه خاص لدى المُتعَامِل، وتترامى إلينا هذه السيرة عن الصين، والهند، ومصر، وفارس، واليونان القديمة.
غير أنَّ هذا الموضوع برز على هيئة مشكلة عصيبة، تحتلُّ مكان الصدارة بين المشكلات الاجتماعيَّة والصحيَّة، على الصعيد العالمى فى تاريخ قريب (منذ منتصف الستينيات)، وتبلور الاهتمام بها فى عدد مِن المجتمعات العربيَّة، وبدأ مِنْ منتصف السبعينيات، واستمرتْ قوة الدفع على الصعيد العَالَمِي على ما هى عليه حتى وقتنا هذا”. (مصطفى سويف،1996: 13-14)
تعادل التكاليف البشريَّة والاقتصاديَّة المرتبطة بالمرضى و الوفيات الناجمة عن إدمان العقاقير والكحول أية مكاسب مادية قد تَجْنِيها الحكومات، مِنْ خلال فرض الضرائب أو غيرها مِن الإجراءات الاقتصاديَّة ، ويلقي إدمان المُخدِّرات بحملِهِ، مِنْ خلال العدد المحتمل مِنْ سنوات الحياة البشريَّة المفقودة نتيجة للوفيات؛ بسبب العنف أو الحوادث ، ومِنْ خلال تخدير الشباب، والذين يصبحون نتيجة لذلك غير قادرِينَ على العملِ المُنتِجِ، ومِنْ خلال إلقاء أعباء إضافيَّة على كاهل جهاز الرعاية الصحية -المُصَاب بالقصور بالفعل-، ومِنْ خلال تيسير انهيار المجتمع ، ويفوقُ تأثير استنزاف المواد البشريَّة والاقتصاديَّة على المدى الطويل كثيرًا أية مكاسب قصيرة الأجل. (إيهاب عبد الرحيم ،180:2004)
تعاني مصر مثلما تعاني معظم دول العَالَم مِنْ تنامي وتعاظم مشكلة استخدام المُخدِّرات والحكوليات، وتُعَدُّ مشكلة الاعتماد على المواد المُخدِّرة مِنْ أخطر المشاكل التى تواجه المجتمع؛ حيثُ تؤثِّر على الشباب فى مرحلة حرجة مِنْ حياتهم، كما تؤثِّر على البالغِينَ بشكلٍ يؤدِّي لخفض الإنتاج،
وغياب الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى ازدياد الجريمة، والانحلال الأخلاقي في شريحة كبيرة مِنْ شرائح المجتمع. (أحمد عكاشة، طارق عكاشة،542:2018)
وبعد اطلاع الباحث على بعض الدراسات، تبيَّن أنَّ: هناك علاقة بين الأمل، والاعتماد على المواد ذات التأثير النفسي؛ حيثُ أوضحت دراسة ”ألكسندر” (Alexander, 2014) أنَّ: المُعتمدِينَ كانوا أقلَّ أملًا مِنْ غير المُعتمدِينَ، وكشفت الدراسة أنَّ: عدد مرات العلاج ترتبط بمستويات أعلى من الأمل.
الأمل هو أداة بالغة الأهمية عند محاولة التعافي مِن الاعتماد على المواد ذات التأثير النفسي؛ فالأملُ يوفِّر للعملاء توجيه أهدافهم نحو التعافي. وتمَّ إجراءُ دراسة لكُلٍّ مِنْ: ”ماثيس”، و”فيراري”، و”جروه” و ”جيسون” (Mathis, Ferrari, Groh& Jason ,2009) . وأسفرت النتائج عن: أنَّ قوة الأمل كانت تتنبَّأ بالانتكاس على المواد (الكحوليات) بشكلٍ دالٍ، وليس المسارات. كما اتضح أنَّ كُلًّا مِنْ: ”قُوَّة الأمل” و”مساراته” ينبئانِ بالانتكاس على المواد ذات التأثير النفسي باستثناء الكحوليات، بعد انتهاء فترة العلاج، وأثناء فترة المتابعة؛ ولذا أكَّدت الدراسة على أهمية الأمل في مراحل التعافي مِن الاعتماد على المواد ذات التأثير النفسي، وعدم الانتكاس إليها مرة أخرى، وأنَّ انخفاض مستويات الأمل في بداية فترة العلاج، وأثناء تلقِّي برامج العلاج مِن الاعتماد على المواد، يجعل المُعتمِد أكثر عرضةً للانتكاس.
وفي القرن العشرين بدأ العلماء يكتبون حول ما يبدو أنَّهُ رغبة إنسانية عَالَمِيَّة للسعي نحو أهداف ترتبط بالأمل ، وكانت التيمة المشتركة في هذه الأدبيات،هي: أنَّ الأمل يتضمَّنُ إدراك الفرد أنَّ أهدافه يمكن أن تتحقَّق. وفي عام (1987م) أمضى ”سنايدر” عامًا أكاديميًا؛ للتفرُّغ، بأنْ يكلِّم الناس عن الأمل، وأهدافهم. واكتشف أنَّ الأفراد حين يناقشون أهدافهم، فإنَّهم يذكرون مُكوِّنينِ: الطرق التى توصِّلُ إلى أهدافهم، والدافعية لاستخدام هذه الطرق.
أعطى ”سنايدر” هذين المُكوِّنينِ مُسمَّى ”المسارات” و ”العزيمة”، وهنا كان ميلاد نظرية جديدة في الأمل. (صفاء الأعسر، 171:2018)
تقعُ بحوث الأمل في قلب عِلْم النفس الإيجابي، وقد بدأ تقديم المفاهيم المرتبطة بالأمل في الدراسات النفسيَّة، والطبيَّة النفسيَّة في خمسينيات القرن الماضي، وقد ألقى تيار مبكر مِن البحوث الضوء على دور الأمل في تحقيق التكيف الإنساني، فضلًا عن أهمية الأمل في البدءِ بالتغيُّر نتيجة العلاج، والرغبة في التعلُّم، والشعور بالسعادة.
وعلى العكس مِنْ ذلك، فقد لُوحِظَ أنَّ اليأس أو نقص الأمل يُعَدُّ عامل خطورة؛ لأنَّهُ لا يمهِّد للإصابة بالاضطرابات العقلية بوجه عام فقط ، بل يمهِّدُ أيضًا للإصابة بالاكتئاب، والسيكوباتيَّة، والسلوك الانتحاري بوجه خاص ، والأمل عبارة عن عملية التفكير التي تسمح للأفراد الوصول إلى الأهداف بواسطة المقدرة والسبل. (شيماء عزت، رشا عبد الستار،105:2015).