الفهرس 
الإطار العام للدراسة:يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 132 |  |  |
| | | from | 132 | | |
المستخلص
تعتبر التغيرات المتسارعة في عالمنا اليوم من القواعد الرئيسية التي تحتم ضرورة التغيير وتبني وسائل مبتكرة، خصوصًا في ظل الثورة التكنولوجية المتطورة التي جعلت من تبادل المعلومات والتراكم المعرفي أمرًا ليس صعبًا بل يعتبرها البعض سهل جدًا؛ مما عزز من دخول شركات جديدة ومنافسة إلى السوق (الحوراني، 2017). وتساهم المنافسة في بيئة خالية من المنافسين منظمات الأعمال على تحسين قدرتها في اکتشاف واستغلال الفرص وخلق القيمة في بيئة تتصف بالتعقيد الشديد والمتسارع؛ حيث إنها من الاستراتيجيات الحديثة التي تم اكتشافها وتطبيقها من قبل العديد من المنظمات التي تبحث عن التطوير والتجديد والتغيير وفرصة للإبحار إلى المحيطات الزرقاء التي لم يتم اكتشافها بعد، ولم تدخل إلى سوق المنافسة الشرسة فهي بمثابة خيار أمام منظمات الأعمال للذهاب بعيدًا عن المنافسة الدموية التي تميز المحيطات الحمراء عبر تكوين مساحة من السوق لا منازع لها فيها بحيث تصبح المنافسة أمر غير وارد (البدراني، 2017).
أولًا: الدراسة الاستطلاعية:
قـام البــاحث بإجراء دراســـة استطلاعية بهدف:
قياس أثر تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق على المشاركة الأهلية.
تحديد الجوانب المختلفة لمشكلة الدراســة من الناحية الميدانية.
صياغة أهداف الدراسة والفروض.
وقام بعمل استمارة استبيان مبدئية مباشرة لمسؤولي المؤسسات الخيرية بالقاهرة باختلاف مستوياتهم الإدارية، وتم توزيع عدد 30 استمارة على مسؤولي المؤسسات الخيرية بالقاهرة محل الدراسة، وذلك من خلال عينة ميسرة للباحث، وكانت نتائج الدراسة الاستطلاعية كما يلي:
أ- عند توجيه أسئلة لمسؤولي المؤسسات الخيرية للتعرف على العناصر غير الضرورية التي يمكن استبعادها أو إخفاؤها نجد أن الغالبية العظمى من مسؤولي المؤسسات الخيرية موافقون على أن المؤسسة يمكن أن تقوم باستبعاد بعض العناصر غير الضرورية، مثل: استبعاد التجهيزات القديمة لتوفير نفقات الصيانة، واستبعاد بعض التكاليف التشغيلية التي تضخم التكلفة النهائية.
ب- كذلك عند توجيه أسئلة لمسؤولي المؤسسات الخيرية للتعرف على بعض إجراءات العمل غير الضرورية التي يمكن تقليصها أو إخفاؤها نجد أن الغالبية العظمي من مسؤولي المؤسسات الخيرية وافق على أن المؤسسة يمكن أن تقوم بتخفيض بعض إجراءات العمل غير الضرورية، كما تمكنت هذه المؤسسات الخيرية من تحقيق تخفيض في حجم النفقات والمصروفات لديها مع ثبات التبرعات المحققة من خلال قيامها بتخفيض بعض إجراءات العمل غير الضرورية، وتقليص العمل على العمليات مع المحافظة على جودة الخدمات.
ت- كما أن الغالبية العظمي لمسؤولي المؤسسات الخيرية موافقون على أن زيادة تحسين مستوى جودة الخدمات يحقق نمواً سريعًا ويساهم في وجود توسع ملحوظ في بعض أهدافها وأدائها، مثل: تعزيز البنية التقنية لتقديم خدمات متميزة، زيادة جودة الخدمات؛ مما يزيد من ثقة المتبرعين، والتوسع في تقديم الخدمات في محافظات مختلفة.
ث- كذلك عند توجيه أسئلة لمسؤولي المؤسسات الخيرية للتعرف على إحدى الصفات المميزة للجمعيات نجد أن الغالبية موافقون على تواجد بعض الصفات المميزة لدى الجمعية، وبالتالي يمكن أن يكون لدى هذه الجمعيات القدرة على تطور طرق جديدة للمستفيدين بدلًا من استخدام الأساليب التقليدية بشكل مستمر، وتقديم خدمات مبتكرة.
ج- كما تساهم المشاركة الأهلية في الجوانب الاقتصادية للتنمية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال أنشطتها بمساعدة الفقراء على تعدد مصادر دخلهم، وتحسين نوعية الحياة وتوفير بيئة صحية، ونظرًا لقدرتها على الانتشار فقد تصل الخدمة في بعض الأحيان إلى المناطق البعيدة والنائية عن طريق توفير الكشف الطبي بأجور رمزية والمساعدة في الحصول على علاج على نفقة الدولة، بالإضافة لخدمات متكاملة خاصة برعاية الطفولة والأمومة، وكذلك رفع مستوى التعليم.
ح- كما كان لدى الغالبية العظمي من مسؤولي المؤسسات الخيرية توجه عام للموافقة على المشاركة في الأعمال التطوعية بين عينة الدراسة.
ثانيًا: تساؤلات الدراسة
إن التحديات التي تواجه المؤسسات الخيرية سواء كانت فرصة أو تهديدات تعد من السمات المميزة لاستمرارية تلك المؤسسات، وأن مدى تكيفها معها يحدد الموقع الذي ستختاره في ظل التطور السريع في الوقت الحالي؛ حيث تسعى المؤسسات الخيرية كغيرها من المؤسسات إلى البقاء والنمو، فتعمل على تطوير استراتيجياتها وتنفيذها لتضمن تحقيق أهدافها. وبالتالي، تتلخص تساؤلات الدراسة في كيفية إيجاد مساحة سوق جديدة بلا منازع كاستراتيجية المحيط الأزرق التي يمكن من خلالها ابتكار قيمة لدى تلك المؤسسات الخيرية، ومن ثم تحقق ميزة تنافسية تنفرد بها كل مؤسسة من المؤسسات الخيرية عن غيرها من المنافسين لها في نفس المجال، وهذا ما دفع الباحث لدراسة أثر تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق في دعم المشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية بالقاهرة.
ومما سبق يمكن صياغة التساؤل الرئيسي للدراسة في: إلى أي مدى تؤثر استراتيجية المحيط الأزرق في دعم المشاركة الأهلية؟
ثالثًا: أهداف الدراسة:
يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على قياس أثر تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق في دعم أبعاد المشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية بالقاهرة.
رابعًا: فروض الدراسة:
بناء على مراجعة الدراسات السابقة وأهداف الدراسة، صيغت الفروض التالية:
الفرض الأول: توجد علاقة جوهرية ذات دلالة إحصائية بين أبعاد استراتيجية المحيط الأزرق والمشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية بالقاهرة.
خامسًا: مناقشة النتائج:
أ- هناك ارتباط طردي بين الاستبعاد والمشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية (أي كلما ارتفع الاستبعاد ارتفع الاتجاه الخاص بالمشاركة الأهلية)؛ حيث بلغ معامل الارتباط R=0.769، كما تظهر النتائج أن قيمة معامل التحديد R2= 0.592، أي أن نسبة ما يفسره الاستبعاد 59.2% من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع (المشاركة الأهلية).
ب- هناك ارتباط طردي بين التقليص والمشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية (أي كلما ارتفع التقليص ارتفع الاتجاه الخاص بالمشاركة الأهلية)؛ حيث بلغ معامل الارتباط R=0.764، كما تظهر النتائج أن قيمة معامل التحديد R2= 0. 583، أي أن نسبة ما يفسره التقليص 58.3% من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع (المشاركة الأهلية).
ج- هناك ارتباط طردي بين الزيادة والمشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية (أي كلما ارتفعت الزيادة ارتفع الاتجاه الخاص بالمشاركة الأهلية)؛ حيث بلغ معامل الارتباط R=0.706، كما تظهر النتائج أن قيمة معامل التحديد R2= 0.499، أي أن نسبة ما تفسره الزيادة 49.9% من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع (المشاركة الأهلية).
د- هناك ارتباط طردي بين الابتكار والمشاركة الأهلية في المؤسسات الخيرية (أي كلما زاد الاتجاه نحو الابتكار ارتفع الاتجاه الخاص بالمشاركة الأهلية)؛ حيث بلغ معامل الارتباط R=0.635، كما أظهرت النتائج أن قيمة معامل التحديد R2= 0.403، أي أن نسبة ما يفسره الابتكار40.3% من التغيرات التي تحدث في المتغير التابع (المشاركة الأهلية).
ه- لا توجد اختلافات جوهرية ذات دلالة إحصائية في استراتيجية المحيط الأزرق باختلاف العوامل الديموجرافية.
و- لا توجد اختلافات جوهرية ذات دلالة إحصائية في المشاركة الأهلية باختلاف العوامل الديموجرافية.
سادسًا: التوصيات
- العمل على تكوين مجموعات عمل من جميع الأقسام داخل المؤسسات الأهلية تعمل هذه المجموعات على وضع تقارير دورية لاستطلاع آراء المتبرعين والمستفيدين، والتعرف على كل ما يمكن أن تقدمة أو تضيفه المؤسسة للمستفيدين منها، كما تكون هذه المجموعات حلقة الوصل بين الأفكار الابتكارية للعاملين والجهات المسئولة عن تنفيذ هذه الابتكارات داخل المؤسسات الأهلية
- الاهتمام بعملية التنسيق بين المؤسسات الأهلية وبعضها البعض وذلك لضمان الاستفادة من الخبرات والمهارات والإمكانيات المتوافرة لديهم للاستفادة من طاقات الشباب التطوعي المختلفة.
- استخدام وسائل الإعلام المختلفة لتنمية وعي المواطنين بأهمية المؤسسات الأهلية ودورها في العمل التطوعي وفي خدمة المواطنين.
- القيام بتنظيم دورات تدريبية لممارسين العمل التطوعي في تلك المؤسسات وذلك لمسـاعدتهم علـى إدارة العملية التطوعية بكفاءة وفاعلية