Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثير برنامج تعليمي باستخدام اسلوب الدمج علي التفاعلات الاجتماعية وبعض المهارات الحركية برياضة الجمباز لذوي الاحتياجات الخاصة /
المؤلف
سليمان، محمد سليمان حسن.
هيئة الاعداد
باحث / محمد سليمان حسن سليمان
مشرف / محسن حسيب السيد
مناقش / هبة عبدالعزيز عبد العزيز
مناقش / محسن حسيب السيد
الموضوع
الجمباز.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
322ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
مناهج وطرق تدريس
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية الرياضية - المناهج وطرق التدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 321

from 321

المستخلص

يواجه الإنسان على مر التاريخ مشكلة الإعاقة العقلية ، وتشري الدلائل الي أن هذه الظاهرة ترجع الي القدم ، كما وجدت آثار معالجتها منذ زمن الفراعنة في مصر عام 1500 قبل الميلاد و خاصة فيما يتعلق بالتلف الدماغي، لذا فإن الإعاقات بشكل عام والإعاقة العقلية بشكل خاص ظاهرة لا تعترف بالحدود الاجتماعية ويمكن ان يتعرض لها على حد سواء الأسرة الغنية والفقيرة معا، ولهذا أقرت مواثيق حقوق الإنسان بالمساواة وتكافؤ الفرص وحق كل إنسان في أن ينال نصيبه من التربية والتعليم ؛ في حدود ما تسمح به قدراته واستعداداته ، لذلك يحظى المعاقون بصفة عامة والمعاقون عقليا علي وجه التخصيص بالرعاية والاهتمام في كثير من دول العالم، حيث تبذل لهم الجهود التربوية ، وتسخر لهم الإمكانات المختلفة، بهدف مساعدتهم على التكيف مع مطالب الحياة ، وشق طريقهم فيها و لعل منح شرف افتتاح كأس العامل لكرة القدم بالبرازيل عام (2014م) لفرد معاق اكبر دليل على اهتمام العالم بهذه الشريحة ، وكذلك منح شرف رفع الشعلة لشخص من ذوى الاحتياجات الخاصة في افتاح اولمبياد طوكيو في اليابان عام (2021م) والذي تم رؤيته عبرا الشاشات التلفزيونية وهو يحمل الشعلة الاولمبية المضيئة وهو على الكرسي المتحرك والتي كانت من ضمن فقرات حفل الافتتاح في المحفل الرياضي العالمي الذي يقام كل اربع سنوات وامام (206) دولة مشاركة في جميع الالعاب اكبر دليل على اهتمام العالم بهذه الشريحة ومشاركتهم في المحافل الرياضية الدولية والعالمية .
وتشير المعايير الإحصائية و توزيع السمات حسب المنحنى الطبيعي الى تقدير نسبه المعاقين عقليا بحوالي 3 % تقريبا من نسبه السكان كما يشير تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الى ان عدد المعاقين من الاطفال من يقع نسبهم دون ال 24 سنه يبلغ عشرة ملايين طفل من جمله (16) مليون من المعاقين بالوطن العربي وان مثل هذا العدد الكبير من المعاقين يعد طاقه بشريه ينبغي استثمارها ضمن استراتيجية التنمية الشاملة ، حيث يمكن الإفادة من بعض فئات التخلف العقلي في الكثير من الأعمال غير الماهرة والتي تتطلب قدرات عقليه عالية ، او مهارات يدويه دقيقه وعادة ما تتمثل هذه الاعمال في نشاطات روتينية بسيطة ومتكررة وسهلة الاداء ، وبالتالي فان هؤلاء الاطفال يشكلون نسبه لا يستهان بها وبقائهم دون تربيه وتعليم وتدريب يمثل خطر كبير على انفسهم اولا وعلى مجتمعهم ثانيا من اجل ذلك كان اهتمام الدولة في العقود الأربعة الأخيرة بعامه ، والعقد الذي تنتهي بعام 1999م بخاصه ، عندما اعلن انه عقد الاهتمام بالطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة ، ثم تم الاعلان عن عقد ثاني بعد عام 2000م .(22 : 132)
ويشير ” عادل عبدالله ” (2004م) أن الإعاقة الذهنية هي ظاهرة اجتماعية خطيرة يتضح أثرها في كل المجتمعات ، فهم ليسوا قله يمكن تجاهلها فثمة (3 : 4%) من الأطفال ينتمون لهذه الفئة ، لذلك فهم بحاجه إلى تقديم خدمات وبرامج خاصة بهم كي تمكنهم من التعايش والتواصل مع الآخرين وتحقيق التكيف مع البيئة المحيطة .(41: 297)
ويذكر ”عبدالمطلب القريطي”(2005م) أن نسبة استيعاب المؤسسات الخاصة للمعاقين في معظم بلدان العالم لا تتجاوز (5%) ، وهذا يعنى أن نسبة (95%) منهم مفتقدون للرعاية المنظمة بفرض العزلة عليهم في مؤسسات مستقله ومازالت هذه المؤسسات قاصرة عن الوفاء باستيعابهم وتأمين حقوقهم في التعليم والإعداد للحياة.(55: 54)
وتعد برامج التربية الرياضية من الجوانب الرئيسية في برامج تدريب وتأهيل الأطفال المعاقين ذهنياً ، فمن خلالها يمكن التغلب على مشكلاتهم الحركية وتطور قدراتهم البدنية والعقلية ، فهي وسيط فعال نستطيع من خلاله تحسين الكفاءة الحركية والاجتماعية لديهم، مع استخدام وتنوع الأدوات والتدريبات الشيقة والبسيطة والوسائل التعليمية المختلفة التي من شأنها مساعدة الطفل على تأدية المهارة المطلوبة وتشجيعه على الاندماج (12: 132) (47 : 68)
ويؤكد محمد فتحي مباشر (2004م) ، محمد عبدالرحيم عدس وعدنان عارف مصلح (1999م) ، حسن السيد أبو عبده (2002م) أن محاولات التقدم والتطوير لمناهج وبرامج التربية الرياضية عبر التاريخ تعد انعكاساً للتقدم التكنولوجي السائد وهي بذلك تستهدف الخروج بالتعليم المدرسي من الصيغة التقليدية إلى صيغة أكثر إيجابية وفاعلية ، وتلعب التربية الرياضية المدرسية دوراً هاماً في توفير فرص النمو المناسب لإعداد الطفل بدنياً وعقلياً ونفسياً واجتماعيا فهي عنصر هام في عمليتي النمو والتطوير وبذلك تعكس إحدى نتائج النهضة العلمية في المجال التربوي التي تهدف لتنشئة الأجيال للمستقبل .(77: 7:18)
ويعتبر اختلاط الاطفال المعاقين مع الاسوياء ” الدمج ” Mainstreaming)) من أهم الاتجاهات والأساليب الحديثة لتربية ذوى الاحتياجات الخاصة ، فهي خدمة مقدمة للأطفال المعاقين داخل البرنامج الدراسي العادي بحيث تحل المدرسة العادية المكونة من فصول مشتركة من الأطفال الأسوياء والأطفال المعاقين محل المدارس الخاصة بالمعاقين فقط ، ويرى بعض الباحثين المؤيدين لهذه الفلسفة أن الدمج يقلل من الأثار المدمرة والخطيرة التي تقترن بالطفل المعاق وتحقق أهداف كثيرة منها التغير الواضح في الاتجاهات الاجتماعية نحو المعاقين من السلبية إلى الإيجابية ، وتوفر الفرص الطبيعية للمعاقين للنمو الاجتماعي والتربوي مع أقرانهم من الاطفال العاديين (153،152:69) (124-75: 79)
وتشير بعض الدراسات مثل ”ساليند”(2003م) أن الأطفال التلاميذ المعاقين ذهنيا والمشتركين في برامج الدمج بالمدارس العادية يكتسبون مهارات أكاديمية ووظيفية أسرع بكثير من تعليمهم في أماكن معزولة مع توفير الفرص الطبيعية للنمو الاجتماعي والتربوي مع أقرانهم من الأطفال الأسوياء بالإضافة الى تحسن السلوك ودافعية التعلم .(22:125)
وتشير بعض الدراسات للباحثين المهتمين بالفئات الخاصة مثل ” كوفمان Kauffman” (2002م) ” كيرك Kirk ” (2004م) أن فكرة الدمج في التعليم ترتكز على قاعدة جديدة وهى تنمية القدرات التي يتصف بها المعاق ذهنيا وليس ما يتصف به من عجز فهي الأساس للاستفادة من البرامج التربوية المقدمة لهم في هذه المدارس ، وليس العزل والتجاهل، فالمعاق يحتاج إلى توجيه الرعاية والاهتمام من خلال منظور الدمج حتى يتسنى له الحصول على الاحترام والتقدير داخل المجتم(115 : 52)،(114 : 10
وتعتبر التفاعلات الاجتماعية هي تنمية واكتساب الطفل المعاق مهارات اجتماعية تساعده على الاندماج بفاعلية مناسبة مع أفراد المجتمع الذى ينتمى إليه ، وزيادة حجم التعاون والتواصل بالآخرين ، بحيث تصبح علاقاتهم بالرفاق جيدة ونشطه حتي يتم تكوين علاقات اجتماعية وعاطفية مع المحيطين به من خلال الاهتمام بأعمالهم وأنشطتهم ومشاركتهم وبذلك يصبح لديه إدراك بأهمية العلاقات الاجتماعية التي تساعده على التوافق مع الآخرين .(40 : 271)
وكما يشير ” مارتن هنلى وآخرون Marten H. & et al ” (2004) إلى أن الأطفال المعاقين ذهنياً بسيطي الإعاقة (القابلين للتعلم) إذا تم دمجهم وتعليمهم بشكل جيد فهم متشابهون مع أقرانهم الأسوياء أكثر من اختلافهم عنهم ، فحاجاتهم الأساسية للعب والكفاية الحركية ليست مختلفة كثيرا فهم لا يظهرون تأخراً كبيرا في الحركات الطبيعية.(130 : 272)
ويتسم المعاقين ذهنياً بشكل عام بانخفاض اللياقة البدنية والقدرات الحركية وهما من المكونات الأساسية للمهارات الحركية وهذا الضعف والانخفاض يرجع للإعاقة في المقام الأول وافتقادهم لإيجاد الفرص المناسبة للاشتراك في الأنشطة والمهارات الحركية المنظمة والمعدة من قبل متخصصين على أسس علمية بشكل جيد يراعى قدراتهم وخصائصهم ، وتدريبهم وتأهيلهم من خلالها لتحسين المهارات الحركية والمهارات الأساسية للقيام بواجباتهم اليومية على أكمل وجه والتعايش مع الآخرين والتفاعل معهم.
(49 : 65) ، (135)
ويعتبر الجمباز إحدى الأنشطة الرياضية المليئة بالحركة والتدريبات والألعاب والمسابقات المتنوعة والمتدرجة في الصعوبة ، والمستخدمة لأدوات وأجهزة مساعدة وموانع مشوقة في إعداد تلك المنافسات التي تربى لدى الأطفال صفات كثيرة مثل الشجاعة والصبر والثقة بالنفس والإقدام والعزيمة في محاولتهم لتخطى الموانع وممارسة تدريباته الشيقة والممتعة وألعابه ومسابقاته ومنافساته .(51 : 12) (88 : 46)
وقد أشارت نتائج دراسات كل من ” إيمان الجبيلى ” (1998م) ، ” سعودية رشدي ” (2002م) ، و ” ليلى عباس ” (2007م) إلى التأثير الإيجابي لبعض مهارات الجمباز وما يشتمل عليه من تدريبات متنوعة ومشوقة ساهمت في تنمية القدرات البدنية والحركية والتوافقية لدى المعاقين ذهنياً ، وبذلك يعد الجمباز له جاذبيته الخاصة للأطفال المعاقين ذهنياً لما يمنحه لهم من شعور بالمشاركة والفاعلية والمنافسة في جو ممتع ومحبب إلى النفس ، كما أن تدريباته تستخدم بصورة مرنه بحيث يمكن للطفل التحرك من نقطة إلى أخرى مستخدما المهارات الحركية الأساسية مثل (القفز ، الوثب ، الجري ، الحجل ، التسلق ، الزحف ، الرمي، المشي، التوازن ، الدوران وبعض من المهارات الحركية الأخرى كالرشاقة والمرونة والتحمل ) وغيرها من المهارات الأساسية للجمباز المحببة إلى نفوس هؤلاء الأطفال مثل الدحرجات والشقلبات ، والتي من شأنها تنمية التفاعلات الاجتماعية والمهارات الحركية والجسمانية لديهم. (15)،(31)،(72)
ويرى الباحث أن الأنشطة الرياضية عامة ورياضة الجمباز بصفة خاصة يوفر المناخ المناسب للأطفال المعاقين ذهنيا في بيئة مليئة بالمرح والسعادة لتنمية واكتساب التواصل والتفاعل الاجتماعي للاندماج بشكل صحيح مع المجتمع .
وايمانا من الباحث بأن اتجاهات التلاميذ الأسوياء نحو أقرانهم المعاقين واحدة من أهم المتغيرات الاجتماعية في تعزيز سلوكهم وأساليب معاملتهم ، ومن ثم تؤثر على شخصية المعاق ومستوى توافقه الشخصي والاجتماعي ، حيث يترتب على الإعاقة شعور بالعجز والقصور ربما تزيد كلما اتسمت اتجاهات المحيطين بالمعاق بالإهمال والتجنب والإنكار ، وهو ما يؤدى إلى مزيد من الشعور بالفشل والإحباط ، ويؤدى ذلك لوجود الاضطرابات الانفعالية والسلوكية لديهم ، وربما تخف حدته إذا ما اتسمت اتجاهات الآخرين نحوهم بالإيجابية والتقبل والمساندة والمشاركة والاجتماعية، لذا يأمل الباحث في بناء العديد من البرامج التعليمية المدمجة في التربية البدنية لأن لها تأثير كبير يتم استخدامها ضمن أساليب العلاج النفسي والاجتماعي والحركي وأن لها تأثير كبير علي تنمية التفاعلات الاجتماعية وكثير من المهارات الحركية عند الأطفال المعاقين ذهنيا (القابلين للتعلم) .