الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد موضوع الهوية من الموضوعات التي تتجاذبها علوم شتى، والأدب ليس بمعزل عن هذا، فكان للأدب دور كبير في إذكاء الهوية في كل المجتمعات، والمجتمع المصري من المجتمعات التي أعطت للهوية مكانة كبيرة وخاصة في العصر الحديث، فقام الأدباء بمختلف اتجاهاتهم بالتعبير عن هذه الهوية المصرية الخاصة والفريدة من نوعها، والتي تستحق الدراسة، ويعتبر الأديب (يحيى حقي) بما تركه من ميراث أدبي من قصص ومقالات خير معبر عن الهوية المصرية بكل أنواعها، مثل الهوية الفرعونية والمسيحية والإسلامية والوطنية، فقد عبّر عنها هذا الأديب في مقالاته تعبيرا ينم عن أديب مفتون بهذه الهوية ، أضف إلى ذلك أنه أصلا ليس من أصول مصرية خالصة، وهذا يوضح خصيصة من أهم خصائص الهوية المصرية، وهي انصهار الشخصيات المختلفة فيها حتى لا نفرق بينهم وبين المصريين الاصليين؛ لذا عندما عدت مصر عام (2021م) عام الهوية المصرية، لم تجد غير (يحيى حقي ) خير معبر عنها فاتخذته شخصية معرض الكتاب لعام (2021م) ، ويتميز أسوب هذا الكاتب بعدة خصائص أسلوبية تميزه عن غيره منها، الاستطراد، واستخدام الأسلوب القصصي ، واستخدامه للمفارقة في مقالاته، وكثرة التشبيهات الملائمة لموضعه، وكثرة الجمل الاعتراضية، هذه الخصائص الأسلوبية التي تميز بها أسلوب الكاتب نراها منتشرة في مقالاته المختلفة، والتي تحتاج من النقاد المزيد من البحث والدراسة، من أجل استخراج ما بها من خصائص، وابراز مثل هذه النماذج الوطنية المثقفة وإخراجها للنور حتى تكون أسوة حسنة للأجيال القادمة، وخاصة ونحن نعيش في عصر نرى فيه كثير من الشباب يعاني من انعدام القدوة، فاتخذوا قدوات أودت بهم إلى المهالك، فلا بد للنقاد من إلقاء الضوء على مثل هذه النماذج التي لم تأخذ حقها من البحث والدراسة ،والباحث يتساءل أين دور الإعلام بكل فروعه في توعية الشباب بموضوع الهوية في عصر العولمة التي تحاول فيه الدول الغربية جاهدة نشر ثقافتها بين شبابنا؟!فهذا الأديب موضع الدراسة أصله تركي وعمل في أكثر من دولة أوربية ولكنه كان دائما محب لمصر، مفتون بها وكتبه ومقالاته أكبر دليل على ذلك، فيجب علينا أن نلقي الضوء على مثل هذه الشخصيات وابرازها للعلن حتى يقتدي بها شبابنا، فمصر نفسها في موضوع الهوية تستحق العديد من الدراسات المختلفة، لتكون مثلا يقتدى به في العالم كله. |