Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحجاج بن يوسف الثقفي بين الرواية الأدبية والتاريخ :
المؤلف
عبد القادر، تامر عبد القادر جاب الله.
هيئة الاعداد
باحث / تامر عبد القادر جاب الله عبد القادر
مشرف / إبراهيم محمد على مرجونة
مشرف / محمد محمود أبو علي
مناقش / عبد الجواد شعبان الفحام
الموضوع
التاريخ والوصف والنقد
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
210 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/12/2022
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 232

from 232

المستخلص

قامت الدراسة بتسليط الضوء على كل الجوانب المتعلقة بموضوع البحث وبعد تناول هذه الجوانب يمكن تلخيص هذه الرسالة فيما يأتي:
إن الحجاج قد نال شهرة واسعة في التاريخ ، ومكانة عظيمة بين ولاة الدولة الأموية، فقد ذاع صيته في مؤلفات التاريخ والأدب بصورة ملفتة، وتحدثت عنه هذه المؤلفات مابين مدح وذم على حد سواء، وبين من يحاول إنصاف الحجاج، ومن يصب سيل غضبه عليه، فهو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف، ولد بالطائف عام( 41هـ/661 م )، وكان والده يوسف الثقفي من سادات ثقيف، وكان مشهود ًا له بالصلاح والتقوي، وقدم نال بعض المناصب في الدولة الأموية، وأمه: الفارعة بنت همام بن عروة، كانت من سيدات ثقيف، وقد تزوج الحجاج عددًا من النساء، وأنجب عددًا من الأولاد، نشأ الحجاج في مدينة الطائف، التي تتميز بتنوع طبيعتها أراضيها الزراعية وتضاريسها الجبلية الوعرة، التي بدورها انعكست علي التركيب الجسماني له، كما انعكست أيضًا علي شخصيته، فنشأ قاسي القلب؛ نتيجة البيئة الجبلية التي نشأ فيها، والتي أكسبته قوة الشخصية، والصبر، والخداع العسكري.
كما إن طبيعة إقليم العراق - باعتبارها موطنًا للفتن والثورات وملجأ للعديد من الخارجين علي الدولة ونظامها - فرضت عليه الطريقة القاسية التي تعامل بها معهم، حتي يستطيع القضاء علي الفتن والحركات التي قامت خلا حكمه، فكانت العراق موطنًا خصبًا لكي للثورات والفتن، ولكن بسياسة الحجاج وعبقريته استطاع القضاء عليها وإعادتهم لسيطرة الدولة الأموية وإعادة الأمن و الاستقرار للبلاد وبذكائه وقدرته علي حل المنازعات، كان الحجاج فصيحًا بليغًا، وخطيبًا جبارًا، وكان سياسيًا محنكًا، ومحبًا ومخلصًا للدولة الأموية، وقائدًا مدبرًا، استخدام المكر والخداع، لكي ينتصر في حروبه، وقد كان محبًا للشعر، كثير الاستشهاد به, فقد نشأ الحجاج على حب القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، فكان من أهم أعماله تنقيط المصحف، فبهذا العمل استطاع الحجاج أن يصون القرآن الكريم من التحريف.
ومن أهم الأعمال التي حققت للدولة شخصيتها وسيادتها بين دول العالم تعريب الدواوين, فحلت اللغة العربية محل اللغات الأخرى, إذ أصبحت لغة الدين الإسلامي، لغة السياسة والدين والعلم، وأصبحت مادة التفاهم اليومي في كل أنحاء الدولة، فانتشرت الثقافة العربية التي طغت على الثقافات الأخرى، وتفاعلت معها وأذابتها وحلت محلها.
الاهتمام بالشئون الزراعية: اهتم الحجاج بالشئون الزراعية فأحيا الأرض الموات فحفر الأنهار وشق الترع واستصلح الأرض البوار وجفف المستنقعات واهتم بالثروة الحيوانية، وقام بسك العملة العربية وأنشأ دارًا لها.
صورة الحجاج عند المؤرخين: من المعروف أن تاريخ الأمويين, دُوِّنَ وكُتِبَ في عصر الدولة العباسية, فمن الطبيعي أن يحاول العباسيون طمس كل مايخص الدولة الأموية, بالإضافة إلى تبديد وإحراق الكتب القديمة التي تتحدث عنهم, ومعظم المؤرخين الذين دونوا التاريخ عاشوا في كنف الدولة العباسية, بالغوا في إظهار سوءة الدولة الأموية, ومن الولاة الذين نالوا الحظ الأوفر الحجاج فانهالت عليه التهم والروايات الكاذبة, وبالغوا في وصفه ووصف شدته, ودلسوا عليه تشويهًا لتاريخه بصفة خاصة والدولة الأموية بصفة عامة.
فمن أهم الجوانب التي تناولها المؤرخون ، والطعن في نسبه، والحط من شأنه وشأن أسرته، وتصوير بشاعة ولادة الحجاج 41ه|661م، والحط من مهنته، صورة حياة الحجاج الخاصة، وبهادم الكعبة ومنتهك حرمتها,72ه| 691م، وإساءته معاملة أهل المدينة و إهانة الصحابة، وتصوير صفات الحجاج الخِلقية والخُلقية، وأيضًاهناك جوانب إيجابية وأخلاقية تعمد الرواة السكوت عنها، وغلظة الحجاج وإسرافه في القتل، وتصوير نهايته في نظر المؤرخين ( 95ه | 713م):
فإن الكثير من المؤرخين قد تناولوا الحجاج, بذكر اسمه وصفاته الخِلقية والخُلُقية, وأسرته, وقبيلته, وأعماله, ومرضه ووفاته وقد تعددت الروايات بالغوا في ذلك إلى حد يفوق الخيال, فاختلطت الحقيقة بالخيال والصدق بالكذب, فهو شخصية قد جمعت المتناقضات من وجهة نظرهم, تارة تجده الهادئ الوقور يفعل الخيرات ويعظم القرآن الكريم ويهتم به ويكرم أهله, وتارة أخرى سفاحًا متعطشًا للدماء, نزعت من قلبه الرحمة, قد أفرط في استخدام القوة, إلا أن هناك عددًا من المؤرخين المنصفين قد توقفوا عند هذه الروايات وتناولوها بالتحليل والنقد وردوا الكثير منها.
توقف الشعراء عند شخصية الحجاج وركزوا عليها وتناولوها من جميع الجوانب, فوقفوا عند أيامه بالتفصيل الكامل وحللوا الأسباب والنتائج, فمدحوا الحجاج وجنده, وذموا أعداءه وقَادَتِهم, تولى الحجاج زمام الحكم في منطقة من أخطر مناطق الدولة الأموية, مما جعله يقف أمام أعداء الدولة, ويخوض المعارك الواحدة تلو الأخرى, فكانت تلك الأحداث إلهامًا للشعراء
ومن خلال تتبع تلك الأشعار نجد أنه قد غلبت ورجحت كِفَةُ الصورة الإيجابية, فالفرق بين الصورتين الإيجابية والسلبية شاشع جدًا, مع الأخذ في الاعتبار أن معظم هذا الشعر قيل في زمن الحجاج, وجاءت الصورة التاريخية مختلفة تمامًا عن الصورة الشعرية الإيجابية ولم تتأثر بها.
فكان النصيب والحظ الأوفر للأبيات التي رسمت صورة إيجابية عن الحجاج أكثر من الصورة السلبية, هكذا صوره الشعراء إيجابًا وسلبًا.
صورة الحجاج عند الأدباء:
جاءت صورة الحجاج عند زيدان في روايته موافقة لأراء المؤرخين القدماء, حيث اعتمد على بعض المصادر الأدبية وتأثر إلى حد كبير بآراء المستشرقين, تناول زيدان الحجاج لكنه تناول فترة حصار مكة وقتل ابن الزبير فقط, وقد أهمل بقية الجوانب الخاصة بالحجاج, فجاءت صورته مبتورة ومشوهة, وكان اهتمامه بسرد أحداث القصة الغرامية.
اختيار زيدان للفترات التي مثلت صراعاً بين طائفتين من تاريخ المسلمين, وركز على ذلك بشدة، فجاءت الصورة مشوهة ومبتورة، وقد انقسم النقاد إلى فريقين، الأول وقف إعجابًا بتلك التجربة الفريدة، والثاني وقف محذرًا من التدليس والتزييف.
الحجاج فارس الكلمة: ﻓﺎﻟﺣﺟﺎج ﺑن ﯾوﺳف اﻟﺛﻘﻔﻲ قائد سياسي ورمز من رموز الخطباء الكبار في اﻟﻌﺻر الأموي، لقد اﻧﻔرد اﻟﺣﺟﺎج ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﺧطﺑﺎء ﺑﺷﻛل خاص ﯾﻧم ﻋن المقدرة البلاغية الرﻫﯾﺑﺔ, ﻓظواﻫر اﻟﺗﻘدﯾم و اﻟﺗﺄﺧﯾر، و اﻟﺣذف و اﻹﻧزﯾﺎح ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹﻧﺷﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺧﺑرﯾﺔ ﻟﻌﺑت دورًا ﻓﻲ إﻋطﺎء القوة و اﻟﺻﻼﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر و اﻹﺣﻛﺎم ﻓﻲ اﻟﺗراﻛﯾب، لقد قال فأسمع وخطب فأبدع فاستطاع اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ, ﻣﺗﺄثرًا ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم, مع استخدام الأسلوب المنطقي اﻹﻗﻧﺎعي, حيث اعتمد الحجاج على التمثيل وبناء المقدمات لكي يصل إلى النتائج.