الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الدولة القوية تلجأ إلى استخدام القوة على أساس الحق في المحافظة على النفس على أوسع نطاق، الأمر الذي كان ينطوي على مخاطر جمة، وعليه فبظهور عصبة الأمم المتحدة وإبرام ميثاق ”بريان – كليوج” والاتجاه نحو تنظيم استخدام القوة في العلاقات الدولية تنظيماً قانونياً من خلال ميثاق الأمم المتحدة فقد تلاشى حق المحافظة على النفس بوصفه حقاً مقرراً بالقانون الدولي وبالتالي لم يعد له وجود في الوقت الحالي. أما حالة الضرورة، فهي الحالة التي تكون فيها الدولة مهددة بخطر جسيم يمكن أن يعرض بقاءها للخطر – كتهديد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدولة – ولا يكون لإرادتها دخل في ذلك ، ولا يمكن دفعه إلا بإهدار مصالح أو حقوق دولة أجنبية، ولعل تطبيقات حالة الضرورة كمبرر لاستخدام القوة سواء قبل أو بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية كحادثة كارولين وغيرها، فإنه يستفاد منه أن الدولة تمسكت بحق التدخل لمنع الإخلال بالحياد أو لإزالة الآثار المترتبة عليه في المواقف التي ظهر فيها أن الدول المحايدة غير قادرة أو غير راغبة في تصحيح الموقف، وعليه فتقدير حالة الضرورة كمبرر لاستخدام القوة يختلف من حيث التمسك بها وقت الحرب والتمسك بها وقت السلم، فإذا كان من الجائز التمسك بها وقت الحرب تأسيساً على أن قيام الحرب إنما يعدل بشكل جذري من النظام القانوني المتعلق باستخدام القوة، كما أن حقوق المحايدين تعتبر إلى حد ما ثانوية بجانب المتطلبات العصرية لمباشرة الحرب. |