الفهرس 
الفصل الأول: الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 150 |  |  |
| | | from | 150 | | |
المستخلص
مع التطور الكبير الذي شهده العالم والتحول الذي عرفته العديد من الدول ، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي ، أفرزت ظروفا جديدة انعكست بشكل أو بآخر على أفراد المجتمع ، كما أفرزت مصاعب حياتية أصبح يعاني منها كثير من الناس وخاصة الفئة العاملة من خلال زيادة العبء الوظيفي ، والمجتمع المدرسي صورة مصغرة من المجتمع الإنساني وأفراده ليسوا بمأمن عما يعانيه الآخرون ، فبالإضافة إلى مشكلاتهم الخاصة فهم يعانون من مشكلات تتعلق بطبيعة مهنتهم ، بسبب الضغوط التي يتعرضوا لها ، حيث يعد المعلم حجر الزاوية في العملية التربوية ، لما لدوره من أثر بارز في تعليم التلاميذ ، وإكسابهم المهارات والسلوكيات ، ونموهم معرفيا وبدنيا ونفسيا واجتماعيا .
وفي ظل العصر الحالي نتوقع مكانة جديدة للمعلم واهتماماً بارزاً لمسئولياته التربوية والاجتماعية ، حيث لا يمكن لأي نظام تعليمي أن يثمر ويرتقي إلى مستوى مسئوليات التطور الحاصل في هذه الألفية دون الاهتمام بأوضاع المعلم وكفاياته ، حيث أن هذه الألفية تفرض على الإنسان تحديات كبيرة من حيث الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الضخمة ، وهذا يتطلب الاستعداد للتعلم الدائم والتدريب والتأهيل المستمرين .
أن معلمو التربية البدنية يسهموا في الآونة الأخيرة لهذا العصر بالعديد من الأدوار الحيوية في داخل المدرسة ويمكن تقسيم الأدوار التي باستطاعتهم القيام بها إلى خمسة مجالات أساسية ( التخطيط ، التدريس ، التقييم ، الإدارة ، غيرها من المهام ) ، ومن ثم فإن مثل هذه الأدوار المتنوعة قد ألفت على معلم التربية الرياضية العديد من المسئوليات باعتبار أنه قائد مسئول .
ويرتبط مقدار ما يبذله المعلم وتنفيذ لأدواره تحقيق الأهداف التعليمية بالعديد من المتغيرات ، وجاء أهمها المتغيرات الخارجية وهو البيئة المدرسية أو المناخ المدرسي والذي له أثر على الحالة النفسية للمعلم وبالتالي يتأثر الأداء الوظيفي ، فكلما توافرت بيئة خارجية متميزة ازدادت قدرات المعلم وازداد معها الجهد المبذول وتحسن الأداء .
يعد المناخ المدرسي أحد مكونات العملية التعليمية ، وله أثر على درجة التماسك للمعلمين والتحصيل الدراسي للطلاب ، ويتوقف نجاح إدارة المدرسة في تحقيق أهدافها على قدرتها على تهيئة مناخ إيجابي داخل المدرسة ، و يتضمن العديد من الأبعاد من أهمها القدرة على الاستجابة والتأقلم مع الظروف الداخلية والخارجية ، ومتطلبات العمل من حيث كونها روتينية أو إبداعية ، التركيز على الانجاز كأساس للترقية أو المكافأة ومدى اهتمام الإدارة بتدريب وتطوير العنصر البشري بالمؤسسة ، وأنماط السلطة من حيث كونها مركزية توحي بالتصلب وعدم المرونة ، أم لا مركزية تتيح الفرصة للعاملين باتخاذ القرار واقتراح الحلول ، وأسلوب التعامل بين العاملين والإدارة ، وأنماط الثواب والعقاب ، والضمانات والمنافع الوظيفية التي تؤدي إلى الاستقرار النفسي للعاملين ورفع الروح المعنوية لهم .
ويعد التوافق من المفاهيم المركزية وهو المفهوم الأكثر شيوعاً في علم النفس والصحة النفسية وقد تكمن أهمية هذا المصطلح في عصرنا هذا في الحاجة إلى الأمن والاستقرار النفسي وقد اتفقت العديد من الدراسات على مفهوم التوافق النفسي ، كما أن الرضا بالواقع المستحيل على التغير ، وهذا جمود وسلبية واستسلام وهذا مرونة إيجابية وابتكار ، وأنه عملية التوافق تتضمن إما التضحية الفرد بذاتيته أو تتضمن تثبيت وفرضها على العالم الخارجي فإذا فشل أصبح عصبياً وإذا نجح كان عبقرياً .
يعتبر التوافق النفسي الركيزة الهامة للتقدم في مختلف الأنشطة الرياضية لذا يتطلب أي نشاط رياضي ضرورة تحلى اللاعب ببعض السمات النفسية المحددة لطبيعة النشاط الممارس حتى يستطيع التحكم في سلوكه وإخضاعه لسيطرته ويظهر ذلك بوضوح في تصرفاته في مختلف مواقف اللعب .
ويتحقق الأداء الوظيفي من خلال القيام بالأدوار التي هي أطر النشاط المطلوب من كل فرد ، وأن إنجاز الفرد وما يستند إليه من مهمات بكفاءة وفاعلية من أجل تحقيق هدف المنظمة ، كما انه لا يتحدد الأداء الوظيفي بناءً على توافر أو نقص بعض المحددات ، بل هو نتيجة لمحصلة التفاعل بين ثلاثة محددات رئيسية هي : الدافعية الفردية ، مناخ أو بيئة العمل ، القدرة على إنجاز العمل .
وتتضح مشكلة الدراسة من خلال عملي كمعلمة للتربية الرياضية أن المناخ المدرسي سلاح ذو حدين ، فإنه يتيح لمعلم التربية الرياضية القدرة على الأداء الوظيفي على أكمل وجه وبالرغم من الأعباء المهنية الواقعة عليه إلا أن المناخ المدرسي الإيجابي يشعر المعلم بالرضا والرغبة في العمل دون تقصير أو تذمر ، كما تذكر الباحثة الدور الذي يمنحه المناخ المدرسي في تحقيق التوافق النفسي لدى معلمي التربية الرياضية ، وهذا ما يحفز المعلم على استغلال جميع إمكاناته الرمزية والاجتماعية من أجل إشباع حاجاته وحاجات غيره ، وترى البـاحثة أن معلم التربية الرياضية يواجه العديد من الأعباء المهنية تجاه الطلاب والإدارة المدرسية والزملاء وأيضاً العديد من الحاجات والرغبات النفسية والداخلية التي يسعى إلى إشباعها وأن المناخ المدرسي له دور رئيسي في تحقيق التوافق النفسي لمعلمي التربية الرياضية وأيضاً يعمل على تحسين الأداء الوظيفي لهم .يهدف الدراسة الحالي إلى التعرف على :
1- العلاقة بين المناخ المدرسي والتوافق النفسي لدى معلمين التربية الرياضية بمدينة المنيا .
2- العلاقة بين المناخ المدرسي والتوافق النفسي لدى معلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا .
3- العلاقة بين المناخ المدرسي والأداء الوظيفي لدى معلمين التربية الرياضية بمدينة المنيا .
4- العلاقة بين المناخ المدرسي والأداء الوظيفي لدى معلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا .
5- الفروق بين معلمين ومعلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا في ( المناخ المدرسي ، التوافق النفسي ، الأداء الوظيفي ) .
في ضوء نتائج الدراسة تستنتج الباحثة ما يلي :
- المناخ المدرسي له دور ايجابي ومؤثر بجميع أبعاده ( الإدارة المدرسية , العوامل الشخصية , المهارات التدريسية للمعلم , التعامل من قبل الزملاء والطلاب , الجانب المادي أو الحافز , دور الإدارة المدرسية في التمكين النفسي للمعلمين ) في عمليات التوافق النفسي ( التوافق الشخصي والانفعالي , التوافق الصحي والجسمي , التوافق الأسري , التوافق الاجتماعي ) , لدى معلمين ومعلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا على حد السواء .
- يؤثر المناخ المدرسي ايجابياً بجميع أبعاده ( الإدارة المدرسية , العوامل الشخصية , المهارات التدريسية للمعلم , التعامل من قبل الزملاء والطلاب , الجانب المادي أو الحافز , دور الإدارة المدرسية في التمكين النفسي للمعلمين ) على الأداء الوظيفي لدى معلمين ومعلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا على حد السواء .
- يتساوى معلمين ومعلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا في إدراكهم للبيئة المدرسية وعواملها المؤثرة فيها وهذا يعكس أهمية هذا المناخ بالنسبة للجميع ومدى تأثيره على الأداء الوظيفي ودرجة التوافق النفسي للجميع .
- يتميز معلمين التربية الرياضية بمدينة المنيا بقدرتهم على التوافق الشخصي والانفعالي وكذا التوافق صحياً وجسمياً عن المعلمات .
- تتميز معلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا باستقرار وتوافق اسري اكبر من المعلمين مما يعكس بشكل كبير الاعتماد الأسري على الزوجات أكثر من الأزواج في كثير من الأحيان .
- لا يختلف معلمين ومعلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا في قدرتهم على التوافق الاجتماعي كأحد أبعاد التوافق النفسي مع الآخرين .
- تتميز معلمات التربية الرياضية بمدينة المنيا بقدرة اكبر على الأداء الوظيفي المميز أكثر من المعلمين .
ثانياً : التوصيات
في ضوء نتائج الدراسة توصى الباحثة بما يلي :
1. استخدام وتطبيق مقياس المناخ المدرسي الذي تم تصميمه بهذه الدراسة الحالية في أبحاث علمية ترتبط بمعلمي التربية الرياضية .
2. الاهتمام بالإعداد النفسي لمعـلمين ومعـلمات الـتربية الرياضية في مختلف مراحـل التعليم الثلاثة الابتدائية من خلال ورش عمل وندوات ودورات تثقيفية .
3. إبراز الدور التربوي لمعلمي التربية الرياضية في البيئة المجتمعية حيث أنه يقوم بدور تواصل مع التلاميذ وأولياء أمورهم خارج المدرسة .
4. اهتمام مديريات التربية والتعليم بالتوجيه التربوي وعقد ورش عمل تستخدم التعليم التعاون بين معلمي التربية الرياضية في حل المشكلات .
5. وضع البرامج المناسبة من قبل المتخصصين بوزارة التربية التعليم لتدريب المعلمين لتحسين الأداء الوظيفي.