الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص وبعد، فقد حاولت تلك الأطروحة ف صفحاتها السابقة الإحاطة بتأويلية جادامر ف إطارين محددين سلفا هما : التنظير والتوظيف، فكان الحديث ف جانبها الأول بداية يدور في فلك البحث عن الأصول المعرفية التي انطلقت منها تأويلية جادامر، وقد كشفت الدراسة عن أن تأويلية جادامر بوصفها قراءة طامحة لفض مغاليق النصوص وسبر أغوارها : قراءة ضاربة في الأعماق من تراث الفلسفة اليونانية، تستعير منه آليات الحوار الجدلي، بوصفها قراءة ثانية، تنطلق من النص وتحترم ذاتيته ولغته، وتستفيدة من التجارب السابقة عنه، تحاول أن تكاشفه أو تبحث فيه عما يعدل أو يغير السائد، أوتحاول فهم الوجود على نحو أفضل من قبل، كما أنها بارتكازها على تنمية فاعلية السؤال والجواب ما يجعل من سعي نحو ضرب من ضروب المعرفة المتنامية. تساهم تأويلية جادامر ف تحقيق معرفة بالعالم، معرفة قوامها الاحتكاك بالآخر عن طريق الحوار، والدخول ف تجارب لا تنتهي، على نحو تتحول فيه ذاكرة المثقف من ذاكرة تخزينية للمعلومات إلى ذاكرة واعية مستعدة لخوض التجارب والإصغاء إلى الآخرين والنصوص، بقدر من التشكك أحيانا والتعاطف أحيانا، رغبة في الفهم، فالتأويل وفقا لجادامر هو الحوار الجدلي مع الآخرين بغية فهم إنساني لا ينتهي، يتحرك نحو المضمون أو الموضوع الكامن في النص، على أنحاء متعددة وأزمان متغيرة. |