الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 487 |  |  |
| | | from | 487 | | |
المستخلص
إن علم أصول الفقه هو القواعد الموصلة الى التعرف على حكم الله - تعالى - فيما يجد و يحدث من قضايا و نوازل: باستنباط أحكامها من أدلتها التفصيلية: و بذل العلماء من كل المذاهب الجهد و الوسع فى خدمة هذا العلم عبر مراحله المختلفة: و كان للإمام أبى زكريا يحيى الرهونى دور كبير و بارز فى ضبط المسائل الأصولية عموما و تحرير أصول المذهب المالكى خصوصا. مَنْ تتبع تاريخ تدوين علم أصول الفقه تبيّن له جليّاً دور علماء المالكية فى تدوين أصول الفقه و تأسيس قواعده و ضبطها: و أنّهم سلكوا فى تدوينهم طريقة الجمهور: و مِن أهم مَن صنف مِن المالكية فى أصول الفقه ابن الحاجب المتوفى سنة (646هـ): حيث يظهر دوره واضحاً فى رسم أصول المذهب المالكى: و تقرير قواعده الأصولية و ضبطها و الاحتجاج لها: و من أهم مؤلفاته فى ذلك كتابه (منتهى السول و الأمل فى علمى الأصول و الجدل فى أصول الفقه) و الذى اختصره فى مختصر لاقى من قبول الأصوليين و الإقبال عليه ما لم يكن لغيره: فأقبلوا عليه تعلماً و تعليماً: و اشتغلوا به دراسة و تحليلاً: كما اعتنوا بشرحه و تدوين الحواشى عليه: و هو الذى اشتهر بـ(مختصر منتهى السول لابن الحاجب): و كان من أهم هذه الشروح: شرح الإمام أبى زكريا يحيى الرُّهونى المتوفى سنة (773هـ) المسمى: (تحفة المسؤول فى شرح مختصر منتهى السول) و ذلك لما كان لهذا العالِم من دقة فى الفهم و براعة فى الاستنباط: و لما توفر له من علوم و فنون: و لما انتهج من منهج فى هذا الشرح؛ حيث اعتنى بالنظر و التحليل و مقابلة الآراء و مقارنة النقول: و تحرير محل النزاع فى المسائل التى تناولها فى شرحه: و ترجيح ما رآه راجحاً من مذاهب الأصوليين مع ذكر سبب الترجيح: و بيان مواطن الخلل فى المرجوح