Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اثر برامج التنمية البشرية في تغيير إتجاهات الشباب نحو المواد الإدمانية بالقاهرة وتونس العاصمة :
المؤلف
محمد شافعي عبد الحميد مصطفى ,
هيئة الاعداد
باحث / حمد شافعي عبد الحميد مصطفى
مشرف / نانسي أحمد فخري خطاب
مشرف / امر محمود أحمد.
مشرف / تامر جاد رشاد
الموضوع
الانثروبولوجيا
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
150 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأنثروبولوجيا - علم الإنسان
تاريخ الإجازة
13/5/2022
مكان الإجازة
جامعة القاهرة - كلية الدراسات الإفريقية العليا - الانثربولوجيا
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 174

from 174

المستخلص

يمثل الشباب في كل أمة عمودها الفقري، وقلبها النابض ، ويدها القوية التي تبني وتحمي ، فهو مخزون طاقتها المتدفق الذي يملأها حيوية ونشاطاً ، وهمزة الوصل التي تربط بين الحاضر والمستقبل ، ومن ، ومن هنا وجبت العناية بهم، والحرص على حسن تربيتهم وإعدادهم . ويعتبر الشباب وقوداً لحركات التغيير في كل المجتمعات، لما يتمتعون به من حماسة القلـ وذكاء العقل ، وحب المغامرة والتجديد ، والتطلع دائماً إلى كل جديد ، والثورة على التبعية والتقاليد، إلا ما كان ديناً قويماً ، أو تراثاً صحيحاً ) الجعب ، ۲۰۱۲ ، ص ۳ ) ونظراً لما تشهده الحياة من حالة التغيير التي تسير في حركة دائرية مستمرة ، فكل شئ يتحرك ويتداخل ويتفاعل مع ما حوله ليكون الجديد الذي لم يكن موجوداً من قبل ، فالتغيير عملية قديمة قدم الحياة وهو التحول من حالة إلى إخرى، فإزدهار المجتمعات وسعيها المستمر لتحقيق التقدم والتطور والذي يتم في إطار ثقافة المجتمع يبرز حاجتها إلى تغيير الإتجاهات ، إلا أنه يعني تطورها في أشكال جديدة .
والجدير بالذكر بأن هناك العديد من التجارب المحلية والأفريقية والعالمية التي تناولت الوقاية من مشكلة الإدمان والمخدرات والتي تهدف إلى تغيير الإتجاهات وتغيير الإدراك وتصحيح المفاهيم وتطوير الذات وبناء القدرات التي من خلالها نستثمر الشباب بها من أجل الوقاية من مشكلة الإدمان وتعاطي المخدرات ، وتحاول تلك الدراسة العمل على تقديم نماذج مختلفة البرامج التي تسعى إلى تغيير الإتجاهات نحو المواد الإدمانية . ونظراً لانتشار تجارة المخدرات بشكل خطير وواسع في الوطن العربي الذي يتمتع بموقع إستراتيجي لمثل هذه التجارة السوداء ، حيث أن نسبة المدمنين على المخدرات في العالم العربي تتراوح ما بين ٧-١٠% وفقا لتقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات وأن معظم المدمنين من فئة الشباب ، وأن رواج هذه السموم خاصة بين الشباب يعود في المقام الأول إلى المتغيرات التـ حصلت في السنوات الأخيرة خاصة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي ، وقد نتج عن هذه التغيرات تحولات كثيرة طالت مقومات المجتمع العربي ، وأصبحت الأسرة منشغلة لتوفير لقمة العيش والمال ، ولم تعد تصب جل اهتمامها بالأبناء، الذين انغمسوا في عالم الانترنت والفضائيات دون رقیب في مصر وفقا لتقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات بلغت نسبة تعاطى المخدرات ۳۳% مجموع السكان ، وأن عدد السيدات المدمنات في مصر يصل إلى ٤٥٠ ألفا ، ونسبة المترددات منهن على العلاج قليلة جدًا ، حيث أكد تقرير المخدرات العالمي الذي تصدره الأمم المتحدة سنويا عن أوضاع المخدرات في العالم إلى وجود مصر في المرتبة الـ ١٢ بين أكثر الدول المصدرة للحشيش
الجدير بالذكر أن تقرير منظمة الصحة العالمية بين عدد متعاطي المخدرات يزيد على ۲۱۰ مليون شخص في كل عام، وأن ١٥,٣ مليون شخص يصابون بالأمراض بسبب التعاطي، ويلاقي ما يقارب ۲۰۰ ألف منهم حتفهم سنويا، مما يهدد الاستقرار والتنمية في العالم .
ووفقاً لإنتشار ظاهرة إدمان المواد الإدمانية في الوطن العربي وبما أن الشباب هم أكثر الفئات عرضه لتلك الظاهرة ، المتخصصين إلى تصميم العديد من البرامج التدريبية في ، وهو ما دعي التنمية البشرية والمعنية بتطوير الإنسان وتغيير الإدراك والبرمجه العقلية ، الأمر الذي قد يؤدي لإحداث تغيير في إتجاهات الشباب في التعامل مع المواد الإدمانية والحد من إنتشارها في المستقبل.
ومن هذا المنطلق يسعى البحث الكشف عن أثر برامج التنمية البشرية فيالبرامج الوقائية في إحداث تغيير في إتجاهات لدى الملتحقين من الشبابلتلك البرامج مستعيناً بمجموعتين من متدربي برامج التنمية البشرية مجموعة طبق عليهم البرنامج الوقائي إختار حياتك بالقاهرة ومن الجانب الأخر مستعيناً ببرنامج الدائرة البيضاء بتونس العاصمة كأحد المدن العربية الكبرى ، مستعيناً بالمنهج الأنثربولوجي والمنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن من أجل إحداث تغيير المفاهيم الثقافية وتغيير الإتجاهات المرتبطة بتعاطي الشباب للمواد الإدمانية والوصول لرؤيه إيجاد حل جذري فاعل لمشكلة الإدمان والتعاطي بكافة أنواعه المختلفة وخاصة الشباب لأنهم الأكثر عرضة لتلك الشائعات والثقافة المغلوطة وبناء ثقافة جديدة تناهض الإدمان والمخدرات ويستعرض هذا البحث برنامجين في التنمية البشرية للوقاية من من تلك الظاهرة يهدفا إلى المساهمة في تغيير بعض الثقافات المنتشرة حول تعاطي وإدمان المخدرات بين الشباب المصري والتونسي لذلك تسعى تلك الدراسة إلى الكشف عن الدور الهام لبرامج التنمية البشرية ومساهمتها في تغيير ثقافة الشباب نحو تعاطي المواد الإدمانية، من خلال مقارنة ميدانية لبرنامج وقائي لمجموعة بحثية بالقاهرة وبرنامج وقائي لمجموعة بحثية أخرى بتونس العاصمة كأحد أهم البرامج التنموية التي تستهدف الوقاية من مشكلة التعاطي والإدمان بالمدينتين بهدف التعرف على مدى تأثير برامج التنمية البشرية على أتجاهات الشباب نحو المواد الإدمانية ، والأسباب الثقافية التي تدفع الشباب نحو إدمان المواد المخدرة ، والتعرف على أكثر المواد الإدمانية المنتشرة التي يلجا إليها الشباب والكشف عن الدور الهام لتلك البرامج ومساهمتها في تغيير ثقافة الشباب نحو تعاطي المواد الإدمانية ، والوصول لبرامج مستحدثه تقوم على أساس أنثربولوجي ثقافي تساهم بشكل ملموس في جهود الوقاية المجتمعية والثقافية نحو الحد من تلك الظاهرة، من أجل إثراء البحوث والدراسات الإنثربولوجية في مجال الوقاية من الإدمان والمخدرات المختلفة هناك دراسات متعددة تسعى للتعرف على ظاهرة الإدمان على مستوى المراحل العمرية سواء في مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة أو مرحلة الشباب بصفة خاصة ، وحيث أن معظم تلك الدراسات والبحوث تعطي اهتماما لدور الأصدقاء و الأسرة و المجتمع في التأثير على الشباب و التوجه نحو التعاطي ثم الإدمان . ) العامري ، ۲۰۱٦ ، ص ۲ ) . حيث يؤكد سويف (۱۹۹۱) أن الطلبة يتعاطون المخدرات بتأثير من الأصدقاء والأقارب والزملاء ، كما أن هناك العديد من البحوث التي اتجهت نحو دراسة الآثار الناتجة عن تعاطي المخدرات سواء من حيث الجوانب النفسية و الاجتماعية والاقتصادية .
كما يؤكد ) ثابت ، ۱۹۹۸ ، ص (۱۱۵ بأن تعاطي الطلبة المخدرات يؤثر على تحصيلهم الدراسي ، وتسبب الرسوب ، والتخلف في الدراسة ، وتؤدي إلى الهروب من المدرسة وكثرة الغياب ، والإحساس المستمر بالكسل والنعاس وعدم الانتباه أثناء سرح الدرس، والإحساس بالخوف والقلق.
وقد أوضح ( تقرير منظمة الأمم المتحدة ، ۲۰۱۵ ، ص ٤٦ ) أن من الأسباب الرئيسة لوصول تعاطي المخدرات للمستوى الوبائي اليوم هو فشل المصالح الحكومية و المؤسسات التربوية في الماضي في دول العالم المختلفة إيصال المعلومات الصحيحة حول خطر استخدام المخدرات على الناس و الشباب والكبار ولقد بدأت كثير من الدول والمؤسسات اليوم تعى أهمية إعطاء معلومات صحيحة و دقيقة وذلك لمساعدة الشباب في التعرف على القيم الإيجابية من عدم تعاطي المخدرات ومن ثم التعرف على أساس هذه القيم.
فعلى الرغم من الجهود الإعلامية التي بذلت وتبذل في مجال التوعية بأضرار المخدرات ، فإنه لا يزال هناك من يعتقد في فوائد المخدرات ويتعامل معها من هذا المنطلق، ولقد أكدت الدراسة التي أجريت في المركز القومي للبحوث بالقاهرة أن أحد أسباب تعاطي الطلاب المخدرات هو الاعتقاد بفائدتها وقلة الضرر منها ( سويف ۱۹۹۱ ، ص ۲۱۰ ) . (
كما إن البرامج التي يتم إعدادها للوقاية من الإدمان لابد من أن تقوم على دراسة علمية موضحة لطبيعة اتجاهات الشباب نحو مشكلة الإدمان وكيفية الوقاية منها ، لذلك نجد أن من المهام الأساسية عند دراسة مشكلة تعاطي المخدرات لدى الشباب والعوامل المؤثرة فيها والعمل على الوقاية منها ، لابد أن تعمل على تحديد اتجاهات الشباب المرتبطة بهذه المشكلة و التعرف على طبيعتها ، هل هي اتجاهات إيجابية أم سلبية نحو الإدمان والمشاركة في برامج الوقاية ؟ وما هو الشكل الذي تتميز به تلك الاتجاهات ؟ ، وكيفية تمكين العمل على توجيه وتغيير الاتجاهات السلبية نحو المشاركة في برامج الوقاية من الإدمان إلى اتجاهات إيجابية مما يدعم فاعلية البرامج و تأثيرها في الشباب للوقاية من الإدمان . ) العامري ، ٢٠١٦ ، ص ٣ ) . ومن خلال هذا المدخل لظاهرة تعاطي الشباب للمواد المخدرة وأهمية الدراسات الأنثربولوجية الثقافية من دراسة ثقافة الإنسان من جونبها المختلفة ، يقوم الباحث بتقديم تلك الدراسة كمحاوله لدراسة ظاهرة تعاطي الشباب للمواد الإدمانية من مدخل أنثربولوجي ثقافي بدراسة (١٠٢) من الشباب المتدربين والحاضرين لبرامج في التنمية البشرية المتخصصة في الوقاية من مشكلة إدمان المواد المخدرة مقسمة إلى (٥١) مبحوث من الشباب الجامعي بمدينة القاهرة ملحقين بالبرنامج ”إختر حياتك” بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ، وتمثل المجموعة الثانية (٥١) مبحوث من الشباب الجامعي بمدينة تونس العاصمة ملحقين بالبرنامج التدريبي ”الدائرة البيضاء” بمركز إبداع للإستشارات التدريبية بتونس العاصمة وصولاً لأفضل برامج التنمية البشرية و تساهم في حل ملموس لتنمية الإنسان وتطويره الإيجابي وتغيير الثقافة السائدة المشجعه على التعاطي وبناء ثقافة لوقائية مناهضه لمشكلة الإدمان والتعاطي التدريبي