الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص اتجه علم التخطيط والتصميم العمراني في العقود الأخيرة وتحديدا مع بدايات القرن الماضي إلي الاهتمام ببعض القضايا التي طرأت علي المدينة في ذلك الوقت مثل توفير أكبر قدر من الوحدات السكنية للعمال في ظل زيادة الإنتاج والانفجار السكاني بالمدن ، أيضا مع إنتشار السيارات بشكل واسع داخل الفراغ العمراني للمدينة ، تركز الاهتمام علي توفير فراغات عمرانية تستوعب حركة السيارات داخل المدينة وفي ظل هذه الأفكار تم إهمال الكثير من الأبعاد الإنسانية أثناء عمليات التخطيط والتصميم للمدينة ، وبدأ الإنسان يفقد مكانته تدريجيا لصالح المباني وطرق السيارات بعدما كانت له أولويات التواجد والحركة داخل الفراغ العمراني للمدينة ، وقد لاحظ المختصين هذا التحول الذي طرأ علي المدن حول العالم وتحديدا في الفترة ما بعد ستينيات القرن الماضي وتأثيره السلبي علي جودة الحياة بالمدن ، لذلك بدأت بعض المبادرات التي إهتمت بإعادة الإنسان مرة أخري إلى مكانته داخل الفراغ العمراني العام للمدينة وهو أطلق علية مبادرات أنسنة المدن . أما بالنسبة إلي مدينة القاهرة فمازالت هذه النظريات والأفكار التي لا تضع البعد الإنساني كأولوية أثناء عمليات تخطيط وتصميم الفراغ العمراني للمدينة في حيز التطبيق حتي الوقت الراهن ، ونتج عن هذه السياسات انخفاض في مستوي جودة حياة الإنسان بالمدينة وسيطرة حركة الأليات علي الفراغ العام. وبناء عليه ، كان لابد لنا من دراسة أهم الأبعاد ، الاحتياجات والأنشطة الإنسانية التي يجب أن تراعي داخل الفراغ العمراني العام وكذلك البحث في أهم المعايير التي تحقق أنسنة الفراغ العمراني العام واختبار صلاحية وملائمة هذه المعايير للتطبيق علي الحالة المصرية وخاصة مدينة القاهرة من خلال الدراسات الميدانية ، ثم عرض أهم النتائج والتوصيات . |