Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اعتراضات ناظر الجيش على أبي حيان الأندلسي
في المرفوعات والمنصوبات في كتاب” تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد /
المؤلف
عبد اللطيف، هشام عبد السلام محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هشام عبد السلام محمد عبد اللطيف
مشرف / محمد عيد سعيد
مشرف / أكرم محمد عقاب
مناقش / أكرم محمد عقاب
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
431 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 423

from 423

المستخلص

أما بعد
للاعتراضات النحوية أثر كبير في إثراء الدرس النحوي، لا سيما عندما تكون بين علماء في قدر: ابن مالك(672هـ )، وأبي حيان الأندلسي ( 745هـ)، وناظر الجيش ( 778هـ) .
و يعد كتاب ( تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ) لجمال الدين محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي الجياني الأندلسي من أعظم المختصرات النحوية في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وذلك لدقة ترتيب أبوابه، واشتماله على وجوه الخلاف، ومذاهب النحاة، والترجيح فيما بينها، واستغراقه جميع أبواب النحو والصرف، رغم كونه ليس من المطولات في النحو، فنال الكتاب لذلك استحسان العلماء، فهذا أبو حيان، أحد أبرز شراح التسهيل المعارضين لابن مالك في كثير من آرائه، لم يمنعه ذلك أن ينصف الكِتابَ، فيقول في خطبة (البحر المحيط): ” أحسنُ كتابٍ موضوعٍ في علم النحو، وأجله: كتاب أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه رحمه الله تعالى، وأحسن ما وضعه المتأخرون من المختصرات، وأجمعه للأحكام: كتاب تسهيل الفوائد لأبي عبد الله محمد بن مالك الجياني الطائي مقيم دمشق.”( ) وقد نال الكتاب حظا وافرا من التحقيق، والتنقيح، والشرح( )، وهو- كما يبدو من عنوانه- تيسير لكتابين آخرين لابن مالك هما: ( الفوائد النحوية )، و( المقاصد النحوية )، فقد ارتأى ابن مالك الحاجة إلى إيضاحهما، و تيسيرهما، فكان كتاب (تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد )، ثم طَلَبَ إليه بعضُ الفضلاء - كما يقول في مقدمة شرحه( )- أن يشفع كتابه بما يفسر غامضه ويحل معقده، فكان كتابُ ( شرح التسهيل ) لابن مالك.
وقد تصدى كثير من العلماء لشرح كتاب ( التسهيل )، فهب جمع من النحاة يتسابقون لشرحه، وفك معقده، وكشف غموضه، إذ بلغ إيجازه حد الغموض؛ ما حدا بابن مالك أن يصنف (شرح التسهيل )، وفيه قام بشرح وتفصيل ما أجمله في كتاب التسهيل، ثم تتابعت الشروح لكتاب التسهيل، مثل: أبي حيان (745هـ), والسمين الحلبي (756هـ)، وابن هشام الأنصاري(761هـ)، وابن عقيل ( 769هـ)، والسلسيلي (770 هـ )، ومحب الدين محمد بن يوسف بن أحمد المعروف بـ(ناظر الجيش778هـ)، والدماميني (828هـ)، وغيرهم كثير.
وقد جعل ناظر الجيش كتابه للاعتناء بالأجوبة الجيدة على اعتراضات أبي حيان في كتابه (التذييل والتكميل )على ابن مالك.( )
يقول ناظر الجيش في شرحه لكتاب التسهيل لابن مالك الذي أسماه ( تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفرائد ): ( إن ابن مالك لم يساعده القدر على إكمال الكتاب وإتمامه، وعاقه عن ذلك المقضي من محتوم حمامه... إلى أن أتاح الله تعالى إكمال ذلك على يدي إمام زمانه شيخنا أثير الدين أبي حيان: محمد بن يوسف الجياني الغرناطي... وأكمل ما شَرَحَ شَرْحَ بقية الكتاب ليكون مصنفا مستقلا.( )
فقد رأى ناظر الجيش أن أبا حيان قد تحامل على ابن مالك في الرد والمؤاخذات تحاملا بينا، فأراد بكتابه ( تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد ) الانتصار لابن مالك، والرد على مؤاخذات أبي حيان، يقول ناظر الجيش:” وتحامل- يعني أبا حيان - في الرد والمؤاخذات تحاملا بيّنا، وبالغ حتى صار المناضلة عن المصنف لازمة والانتصار له متعينا. ” ( ) كما رأى أن شرح المصنف قد مال إلى الاختصار، والإيجاز، والنفس تتشوق إلى زيادات الشرح الكبير؛ فكان الكتاب جامعا لمقاصد الشرحين:( شرح المصنف، وشرح أبي حيان ) متوخيا الرد على مؤاخذات أبي حيان على ابن مالك، ومتفردا بزيادات، و تنقيحات يرغب فيها طلاب العلم بعد شرح متن ابن مالك تحت عناوين فرعية، مثل: ( ثم ها هنا تنبيهات )( ) أو ( ثم ها هنا أبحاث)( ) أو ( ثم ها هنا أمور ننبه عليها ) ( )... إلخ، في أثناء ذلك يعرض مناقشات أبي حيان لابن مالك في المسألة مناط البحث مصدرا كلام أبي حيان بـ: ( قال الشيخ ) ( )، أو( انتقد الشيخ على المصنف)( )، ونحو ذلك كثير.
الأسباب الداعية لاختيار الموضوع:
محاولة التأصيل لفن من فنون النحو العربي يمكن أن يُصطلح على تسميته بـ ( نقد النحو)، ذلك الفن القائم على الحجاج النحوي، والمعارضات بين العلماء، كتلك الموجودة في كتاب (تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد) لناظر الجيش، وهذا الفن له مصطلحات عديدة تشير إليه مثل: ( الرد – الخلاف – الاستدراك – المناقشات – الاعتراضات- المعارضات- المؤاخذات... إلخ )، وقد بدأ هذا الفن عندما ألف المبرد(286هـ) كتابه ( مسائل الغلط) وكان يتتبع فيه كلام سيبويه، فأراد ابن ولاد ( 332هـ) الرد عليه؛ فصنّف كتابَ ( الانتصار لسيبويه من المبرد)( )، وقد حكى ابن جني أن أبا العباس المبرد تراجع عن آرائه في مسائل الغلط، يقول ابن جني:” ومن الشائع في الرجوع عنه من المذاهب أبو العباس المبرد، كان يتتبع كلام سيبويه في ( مسائل الغلط )، فحدثني أبو علي عن أبي بكر أن أبا العباس المبرد كان يعتذر منه ويقول: ” هذا شيء كنا رأيناه أيام الحداثة، أما الآن، فلا. ”( )، وقد كان الخلاف اللغوي بين المبرد ( 286هـ) وثعلب ( 291هـ) في (مجالس ثعلب) مثالا لهذا الفن، ثم كان المصنف الذي يعد رمزا لهذا الفن وهو كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين) لأبي البركات كمال الدين الأنباري ( 577هـ)، وتبعه ابن مضاء ( 592هـ) بكتابه المهم ( الرد على النحاة ) ( )، كما كان هذا الفن مبثوثا في ثنايا المصنفات النحوية الأخرى، مثل مراجعات أبي حيان اللغوية لآراء الزمخشري( 538هـ) في (الكشاف)، ولآراء ابن عطية(542هـ) في (المحرر الوجيز) من خلال مصنفه الكبير البحر المحيط، وكذلك مناقشات أبي حيان لابن مالك (672هـ) في (التذييل والتكميل)، واعتراضات ناظر الجيش (778ه) على أبي حيان في (تمهيد القواعد)، وهو موضوع دراستنا.
1- الحاجة إلى عقد موازنة علمية بين آراء ابن مالك وناظر الجيش من ناحية، وآراء أبي حيان من ناحية أخرى؛ لإجلاء وجه الصواب، ما أمكن ذلك، من خلال التعرف على آراء النحاة السابقين في المسألة محل البحث، مثل: سيبويه، والكسائي، والفراء، والأخفش، والمبرد، والزجاج، وابن عصفور، وابن يعيش، والسيوطي... وغيرهم، وكذلك آراء النحاة المحدثين، ومنهم الأستاذ عباس حسن، والدكتور شوقي ضيف، والدكتور محمد عيد... وغيرهم؛ بهدف الترجيح بين الآراء المختلفة، سواء ما ذهب إليه أبو حيان، أو ما ذهب إليه ناظر الجيش تأييدا لابن مالك، أم ما تفرد به ناظر الجيش من آراء.
2- الاهتمام الحاصل من كون هذا المصنف الضخم ( حُقق في أحد عشر مجلدا عام 2007م )، قد صُنع خصيصا للرد على مؤاخذات أبي حيان على كلام ابن مالك في التسهيل وشرحه، كما صرح بذلك ناظر الجيش في مقدمة الكتاب ( )، وكما ذكر صاحب كتاب ( كشف الظنون ) الحاجي خليفة وهو من علماء القرن الحادي عشر الهجري من أن هذا الشرح لناظر الجيش قد اعتنى فيه بالأجوبة الجيدة عن اعتراضات أبي حيان على ابن مالك ( )؛ فأراد الباحث الوقوف على تلك الأجوبة، والاستفادة منها، وبيان وجه الصواب فيها ما أمكن.
3- الرغبة في تقديم الرأي النحوي الميسر – من وجهة نظري– للناشئة، لذا سوف يجد القارئ لهذا البحث آراء صاحبه الخاصة، المعارضة أحيانا لآراء النحاة الكبار، مبثوثة في أثناء البحث ( )، مع كامل الاحتفاظ لهؤلاء الأجلاء بكل الود والاحترام والتقدير.
4- احتواء هذا المصنف – تمهيد القواعد - على جميع الآراء النحوية في مسائل البحث، فهو يعد مرجعا شاملا، ووافيا لمسائل الخلاف الموجودة في كتب النحو كلها، مع ترجيح صاحبه بين تلك الآراء، ما يجعل دراسة هذا السفر العظيم فيها غناء- بدرجة ما - عما سواها من مصنفات النحو، لاسيما كونه يحمل بداخله مصنفات ثلاثة، وهي: شرح التسهيل لابن مالك، والتذييل والتكميل في شرح التسهيل لأبي حيان، وشرح ناظر الجيش نفسه لكتاب التسهيل لابن مالك الموسوم بـ( تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد).
الصعوبات التي واجهت الباحث:
طريق البحث العلمي دائما مليئة بالعقبات، بِدْءًا من صعوبة اختيار موضوع لم يسبق إليه أحد في خصوصية البحث، ومحاوره الأصلية، مع ضرورة البحث والتقصي للوصول إلى بكارة الموضوع، وعدم قيام دراسات سابقة عنه بالعنوان عينه، والمحتوى ذاته، وانتهاء بالوصول إلى نتائج البحث التي تمثل الثمرة المرجوة منه، وقد واجهتني بعض الصعوبات التي يمكن سردها في النقاط التالية:
- صعوبة وضع عنوان للمسألة الخلافية محل الدراسة: فبعد الظفر بمسألة ما، من مسائل الخلاف بين ناظر الجيش وأبي حيان، تقابلني صعوبة وضع عنوان للمسألة وتسميتها، وبخاصة كونها مستلة من الشروح دون عنونة، فكنت حريصا على توخي الدقة – قدر المستطاع – في وضع عنوان مناسب للمسألة، يعبر عنها أصدق تعبير، ويكون ترجمة صادقة لمحتواها، ولا غرو في ذلك، فقد كان القدماء يطلقون على العنوان في مصنفاتهم ( الترجمة )، فترجمة الباب هي عنوانه ( )، وقد اجتهدت في اختيار العنوان المناسب لكل مسألة من واقع الخلاف الدائر بين الرجلين حولها، فأحيانا أسمي المسألة بأسماء الفصول الواردة في نطاقها مثل: مسألة في حذف الخبر بعد لولا الامتناعية، أو مسألة في حذف الخبر بعد إذا الفجائية، أو مسألة التنازع، أو مسألة نيابة غير المفعول به مع وجوده... إلخ، وأحيانا أسمي المسألة بأمثلتها المشهورة في كتب النحاة مثل مسألة: ( علمت زيدا أبو من هو)، ومسألة: (ضربي زيدا شديد)، وهكذا.
- أحيانا أجد صعوبة في فهم كتب التراث لاسيما(الكتاب)، فكنت أعمد إلى الشروح، أو المراجع الوسيطة لفهم عبارة سيبويه، وهذا أمر طبيعي؛ لصعوبة عبارات الكتاب، وتداخل تراكيبه، وأحيانا اضطراب مرجوع الضمائر في الكلمات، وخصوصية مصطلحاته.
- أحيانا أجد صعوبة في تفسير أسماء أصحاب الكنى، والألقاب في مصنفات القدماء، إذ كانوا يكتفون عادة بذكر الكنية أو اللقب دون اسم صاحبها؛ اعتمادا على كثرة دورانها في الكتاب مثل: ( أبو العباس( ) - أبو الحسن( ) – أبو الفتح( ) – أبو زكريا( ) – أبو الخطاب( ) – أبو المحاسن ( )- أبو سعيد( )
أبو اسحاق( ) – أبو القاسم( )... إلخ )، لكن بفضل الله، ثم بالدربة، وطول مصاحبة الكتب، تغلبت على ذلك بحفظ الأسماء، والكنى، ومعرفة الشيوخ لكل مؤلف، فمثلا إذا قال أبو حيان: حدثني أبو الحسن فهو غالبا ابن عصفور أو ابن أبي الربيع... وهكذا.
وجميعها عقبات محببة إلى النفس، يجد الباحث متعة حين التغلب عليها، لا يدرك مقدارها إلا من خبرها وعالجها.