الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعتبر التواصل بين الأمة الإسلامية من أهم العوامل التي ساعدة على انتشار الثقافة والمعرفة، وخاصة بين المشرق الإسلامي، والمغرب والأندلس، وذلك من خلال علماء حملوا على عاتقهم أمانة نشر الحضارة الإسلامية بين المشرق والمغرب الإسلامي. فقد أجمع الباحثون على أن الحضارة الإسلامية كانت أعظم حضارة شهدها العالم طوال العصور الوسطي، وعلى أن فضل العرب واضحًا بارزًا لا على أوروبا وحدها بل على البشرية جمعاء، وذلك أن العرب أقاموا دولة مترامية الأطراف امتدت من المحيط إلى الخليج لم يكونوا كغيرهم من الشعوب التي انسابت من جوف آسيا في العصور الوسطي لتهدم، وتخرب، وإنما صاحب العرب الأمن، والاستقرار أينما حلو إذ أنهم نشروا مبادئ، ومثل عليا من التسامح، والإخاء، والمساواة، فتحولت أقطار العالم الإسلامي في ظل رعايتهم إلى مراكز علمية تشع منها نور العلم، والمعرفة . حيث كانت إسهامات العلماء الحضارية في بلاد المغرب والأندلس في تطور مستمر، وما لبثت هاتان المنطقتان أن شهدتا إسهامات عظيمة خاصة على يد علماء المشرق الإسلامي، حيث تزامنت إسهاماتهم منذ بداية انتشار الإسلام، ومع ظاهرة حركة الدول المستقلة في القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي مما أدي إلى بروز مراكز حضارية، ومؤسسات علمية، ومنظمات اقتصادية عظيمة كانت محط أنظار عدد كبير من علماء المشرق لكونها موقع خصب يسمح بالرحلة، والسفر على الرغم من اختلاف البيئة، والثقافة، والتكوين العلمي، وحتى الانتماء السياسي، والمذهبي. |