Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شعر حسان بن ثابت في ضوء نظرية التلقي /
المؤلف
دسوقى، هايدى محمود عطية محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هايدى محمود عطية محمد دسوقى
مشرف / عثمان محمد عثمان الغزالي
مشرف / عثمان محمد عثمان الغزالي
مشرف / عثمان محمد عثمان الغزالي
الموضوع
اللغة العربية.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
343ص.:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 343

from 343

المستخلص

فقد ظهرت نظرية التلقي كفرع هامٍ من فروع الدراسات النقدية الحديثة التي اهتمّت بكيفية استقبال النص الأدبي من قِبَل المتلقّين , فضلاً عن الاهتمام بالنص الأدبي نفسه وجمالياته،واستطاعت أن تتفوق وتفرض نفسها في مجال النقد الأدبي وسط الكمّ الهائل من المناهج النقدية،ولقد قامت هذه النظرية وفق أُسس ومرجعيات فكرية وفلسفية ركزت على العلاقة القائمة بين القارئ والنص.
بادئ الأمر بدأت الدراسات الأدبية تركز على الاهتمام بشخصية المؤلف حتى عُدّ المؤلف أو الكاتب هو المركز الرئيسي في العملية الإبداعية والنقدية، فكان المؤلف مركز التأويل والمرشد للقراءة ومن ثم التفسير.
لهذا ظهرت الدراسات التي كانت هدفها جميعاً هو المؤلف: حياته، وأحواله النفسية والتاريخية ، وهكذا التقت عنده المناهج التاريخية والنفسية والاجتماعية والثقافية والدراسات البيوغرافية، حتى ترسخ في الأذهان ما يمكن أن نسميه ”سلطة المؤلف” في الدراسات الأدبية.
ثم تطور الفكر وبدأ بزوغ عنصر آخر في العملية النقدية هو ”سلطة النص” حيث أُعَلِن عن طريق موت المؤلف، والذي يعنى تجاهل دوره في قراءة وتفسير وتأويل النص.
فبدأ الاهتمام بالنص وأُبعد المؤلف , وأصبح النص هو بؤرة الاهتمام في الدراسات الأدبية والنقدية، وعلى أثر ذلك ظهرت النظريات الجديدة في الأدب والتي أعطت أقل الاهتمام لحياة الكاتب أو المؤلف، وبذلك أصبح المؤلف خارج دائرة الاهتمام، والبديل هو الاهتمام بالنص أو الكتابة( ).
ولعل التركيز على النص هو ما سيؤدى إلى افتراضات أولية حول القراءة، ومن ثَم دراسة العلاقة بين القارئ والنص، بعد ذلك يأتي دور نظرية التلقي التي اهتمت بقطب القراءة والقارئ ودور القارئ في العملية الإبداعية، ففتحت مجالاً كبيراً لدور المتلقي في إثراء العملية الإبداعية من خلال الاستفادة من آراء المتلقي وتجاربه وفكره.
اختلاف كيفية التلقي بين المتلقين جعل النص مفتوحاً أمام احتمالات كثيرة ومتنوعة ومتطورة بتطور الحياة وتطور درجات الوعى لدى المتلقي.
ويمكن إجمال المبادئ التي قامت عليها النظرية كما يلي:
1- ظهور مبدأ اللا معدود من التفسيرات التي يقدمها المتلقي.
2- تعدُّد القراءات الداخلية للنص وفقاً للذات القارئة ومرجعياتها الفكرية.
3- الاهتمام البالغ بالمتلقي ودوره الفعال في العمل الأدبي.
4- الاهتمام بمبدأ التعددية للمعنى الواحد ؛ فنجدها_أي نظرية التلقي_ تؤيد كثرة التفاسير حول العمل الأدبي, بل انها أيضاً قد فتحت باب التأويل , وجعلت غاية دراسة الأدب هي معرفة طرائق المعرفة، وإمكانياتها وممكناتها( ).
5- النص الأدبي يجب أن يحمل مبدأين: مبدأ أفق التجربة الذى يلح على المستقبل , ومبدأ أفق الانتظار الذى يستدعيه النص.
6- جعلت المتلقي أهم محور في العملية الابداعية.
فلقد اتكأت هذه النظرية فى تفسيرها على التأويل الصادر من القارئ ، فالتأويل يُعدُّ عنصراً حيوياً فى نظـــــــرية التلقــــــــى ، ويجب الإشارة فى حديثنا عن علاقة نظرية التلقى بالتأويل الذى تقوم عليه هذه النظرية ، وتجعله جزءاً هاماً فى علاقة القارئ بنصه يختلف بذلك عن التأويل القديم للنصوص الذى برأيها تأويلٌ أحادىُّ الجانب يكتفى بالمعنى الوحيد للنص ، وهو على النقيض من هذا التفسير الذى يحاول استخراج المعنى الواحد الخبئ فى النص ، معتمدةً على التأويل الذى يرى المعنى بوصفه نتيجةً للتفاعل بين النص والقارئ , أى بوصفه أثراً يمكن ممارسته , وليس موضوعا يمكن تحديده ، وهذا يُبرز لنا التحوّل الذى حدث بين النظرة التقليدية للتأويل وبين النظرة التى تتحكم فى نظرية التلقى ، فالمتلقى أصبح _هنا_ طرفاً معتمداً فى إنتاج المعنى من خلال التأويل. ”
مما سبق يتضح لنا أهمية هذه النظرية حيث إنها تفتح باباً جديداً للتعامل مع النص الأدبي من حيث إعادة بنائه وتشكيله، وإضفاء معانٍ جديدةٍ له من خلال التصادم الذى يحدث بين النص والمتلقي عند نقطة الخلاف، فيأتي من هنا دور المتلقي الذى يكمُن في إعادة إنتاج النصوص الأدبية والحُكْم على شاعرية الشعراء، فالقارئ هو الحاكم على النصوص المختلفة إما بالجودة أو الرداءة , وذلك بتحليل نصوصها , وفكّ رموزها , وملئ فراغاتها.
فكما يجتهد المبدع في إنتاج نصوصه فيأتي بصورة معقّدة تحتاج لإعمال فكر المتلقي، يجتهد المتلقي أيضا أثناء معاينته للشعر ليصل للمغزى البعيد الذى يرمى إليه المبدع ؛ ومن هنا تتم المشاركة لإتمام العملية الإبداعية , ونوضح هذه المشاركة كما يلي:
فالمبدع - المؤلف يهتم بـ النص - العمل الإبداعي , فينتقى من اللغة ما يجعل العمل الأدبي متميزاً ، كما يهتم بالمتلقي أثناء كتابته للعمل الأدبي , فيترك له فراغات ليملأها المتلقي بنفسه حتى تتحقق المشاركة بين أطراف العملية الإبداعية ، وملأ هذه الفراغات هو ما يسبب تعدد القراءات الداخلية للنص ، وذلك لاختلاف المرجعية الفكرية للذات القارئة.
ولقد آثَرْتُ في دراستي اختيار ”ديوان حسان بن ثابت” كنموذج للإبداع ومادة جيدة ومثيرة للقراءة ، بما يتيحه من إمكانات للفكر والتأويل ، وبما فيه من تشكيلات لًغوية تفاجئ المتلقي وتستفزّ فضوله ، وبانفتاحه على احتمالات متعددة القراءة؛ فتوكلت على الله وأنا أحاول جاهدةً الدخول في تجربة التلقي في دراستي لهذا الديوان.
كما اعتمدت في بحثى على مصادر ومراجع كثيرة لعل أهمها : الكتب النقدية القديمة وهى ”البيان والتبيين، طبقات فحول الشعراء، الشعر والشعراء، الأغاني ، أسرار البلاغة، كما لا يفوتنا المصدر الرئيسي وهو ديوان حسان بن ثابت”.
أما المراجع الحديثة فهي كثيرة , سواء العربية منها أو المترجمة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: فعل القراءة – نظرية التلقي – قراءة النص وجماليات التلقي – جماليات الشعر العربي – نظرية التلقي بين ياوس وإيزر. كما اعتمدت على بعض المراجع الأجنبية وبعض المقالات المبثوثة في الدوريات العربية.