Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القوة العسكرية الروسية وأثرها على السياسة الخارجية الروسية:
المؤلف
محمد ، إبراهيم كمال عبدالحليم.
هيئة الاعداد
باحث / إبراهيم كمال عبدالحليم محمد
مشرف / أحمد نادي
مشرف / هشام بشير
مشرف / أحمد نادي
الموضوع
النظم السياسية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
268ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم النظم السياسية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 268

from 268

المستخلص

تمتد الأراضى الروسية فى آسيا من أقصى شرق القارة الآسيوية إلى أقصى غربها، مواصلة امتدادها فى أوروبا، وهي بهذا الامتداد تمثل ما يمكن تسميته بسقف القارة الآسيوية، إذ إنها تحتل أقصى الجزء الشمالى منها. ويقابل هذا الامتداد الروسى امتدادًا وتنوعًا وتباينًا كبيرًا بين دول وأقاليم القارة الآسيوية. فآسيا ليست كُلًّا متماثلاً، وبالتالى فليس لروسيا سياسة واحدة تجاهها، بل إن لها رؤى وأهدافاً متعددة، كما أنها تتبنى أدوات مختلفة.
إن روسيا بامتدادها الإقليمى المترامى تجاور الكثير من الدول الآسيوية، منها– مثل دول جمهوريات آسيا الوسطى– ما كان إلى عهد قريب جزءاً من الدولة السوفيتية، التى كانت روسيا مركزها. كما تجاور روسيا الصين التى ظلت لعقود على علاقة متوترة معها، قبل أن تبدأ الخطوات التقاربية منذ أواخر العهد السوفيتي، وقد استمرت هذه العلاقات فى التحسن إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من حديث عن شراكة استراتيجية، بعدما تم حل معظم القضايا الخلافية. وتوجد فئة ثالثة من دول الجوار لا تزال لروسيا معها خلافات إقليمية، كما هو الحال بالنسبة لليابان، حيث لم يتم توقيع اتفاقية سلام بين الدولتين حتى الآن بسبب نزاعهما حول جزر الكوريل. من ناحية أخرى هناك دول كانت تعتمد بشكل مكثف على المساعدات السوفيتية زمن الحرب الباردة، وفيما بعد تعرضت لإهمال روسي على مدى نحو عقد من الزمان، قبل أن تعاود روسيا مد جسور التواصل معها، كما هو الحال بالنسبة لكوريا الشمالية. وعلى عكس الإهمال الذي لاقته كوريا الشمالية، فإن الاهتمام بمنغوليا ظل مستمراً، وربما يعود ذلك إلى أن الأخيرة سارت تقريبا فى الطريق نفسه الذى نهجته روسيا، بإنهاء الحقبة الشيوعية، بينما استمرت كوريا الشمالية مقترنة بالشيوعية.
أما دول الجوار غير المباشر لروسيا، فمنها دول ذات ثقل سياسى واقتصادى متصاعد، مثل الهند وكوريا الجنوبية، ودول جنوب شرق آسيا. وبحكم التطورات التى شهدتها هذه الدول، بالإضافة إلى الصين واليابان، فإن آسيا باتت تمثل مركز الثقل الاقتصادى فى النظام الدولى، وأصبحت محط اهتمام القوى العالمية. وروسيا تتابع كغيرها هذه التطورات فى القارة الآسيوية، وبينما تقر بثقل آسيا ككل، فهى تحدد سياساتها حسب قوة ومكانة الدولة التى تريد أن تتعامل معها.
وكان من أبرز نتائج انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي هو ظهور جمهوريات تنتمي من حيث البعد الديني إلى الإسلام في آسيا الوسطى وهي: (تركمانستان- كازاخستان- أوزبكستان – طاجيكستان- قرغيزستان)، كأدوات فاعلة في العلاقات الدولية، فهذه الدول وما تمتلكه من فاعلية ليس من فراغ، بل تمتلك هذه الجمهوريات إمكانات وقدرات اقتصادية وعسكرية كبيرة، إلى جانب الموقع الجيوستراتيجي المهم، مما جعل من هذه الجمهوريات محط أنظار القوى الكبرى في العالم، ومن أبرزها روسيا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتركيا وإيران، ودول الاتحاد الأوروبى.
وتعرف أقاليم آسيا الوسطى باسم بلاد ما وراء النهر، وهو نهر جيحون، وتعرف أيضاً باسـم تركستان الغربية، تمييزاً لها عن تركستان الشرقية التي صارت تحت السيطرة الصينية. وهذه الأقاليم تضم أحواض نهري سيحون وجيحون وبحر آرال.
وتكوِّن آسيا الوسطى إلى جانب الأقاليم الستة جزءاً كبيراً من خراسان، وهي الواقعـة في جمهورية تركمانستان، التي تحدها غربا إيـران وجنوبـاً أفغانستان، وشـرقاً أوزبكستان، وشمالاً الجزء الشمالي الغربي من كازاخستان وبحر الخزر (قزوين).
وتشكل آسيا الوسطى شبه منحرف تحده من الجنوب جبال الهيمالايـا، ومـن الجنـوب الغربي هضبة البامير، ومن الشمال جبال الألتارى ويابلوني وستاوفوري، ومـن الشرق جبال كنجان وكونور.
وتقع منطقة آسيا الوسطى في قلب آسيا، وبالقرب من روسيا والصين وإيران وتركيا وشبه القارة الهندية. وتتميز بكبر مساحتها التي تصل لحوالي 4 ملايين كم مربع، وهكذا تكون أكبر مساحةً من دول أوروبا، وتعيش بها شعوب متنوعة في الأعراق واللغات، لذا تتسم المنطقة بمكانة جيوستراتيجية كبرى، وهو ما عبر عنه العالم السياسي البريطانى جون ماكيندر، بأن من يُسيطر على آسيا الوسطى يُسيطر على العالم.
إن جمهوريات آسيا الوسطى التي تمثل قلب العالم الآسيوي، شكلت نقطة أساسية في الاستراتيجيات الكونية للقوى العظمى، فهي إطار تنافسي على المصالح والأهداف، ويمكن أن تكون منطلقا لإعادة النظر في شكل ومستقبل النظام الدولي والعلاقات الدولية، وذلك انطلاقا مما تمتلكه جمهوريات وسط آسيا من إمكانات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية يضاف لها الموقع الاستراتيجي.
ومن خلال استقراء الأحداث التي تلت إعلان هذه الجمهوريات استقلاها نجد اهتمام القوى الدولية الفاعلة بها، وقد بدأ ذلك الاهتمام بالاعتراف بهذه الجمهوريات، مرورا بتقديم المساعدات لها، وصولا إلى عقد الاتفاقيات معها. وتتناحر الدول العظمى، وخاصة أمريكا وروسيا، وكذلك الدول الإقليمية بالمنطقة؛ للاستفادة من المقدرات الاقتصادية لهذه الجمهوريات، مما زاد التنافس عليها.
أهمية الدراسة:
تتناول هذه الدراسة موضوع ”القوة العسكرية الروسية وأثرها على السياسة الخارجية الروسية لدول آسيا الوسطى”، حيث اهتمت روسيا باستخدام كل طاقتها الاقتصادية؛ لاستعادة وجودها العسكري في المنطقة المحيطة بها. وتُولِي روسيا اهتماما كبيرا بدول آسيا عامة، ودول آسيا الوسطى خاصة، لما تمتلكه هذه الدول من اليورانيوم المستخدم فى الطاقة النووية، وامتلاكها شتى أنواع المعادن والبترول في باطن أراضيها، بالإضافة إلى الأراضى المنتجة للمحاصيل بشتى أنواعها، بخلاف ذلك التخوف من تركيا وإيران وأمريكا والاتحاد الأوروبى من الطمع تجاه دول آسيا الوسطى، الذى يهدد العسكرية الروسية وهيمنتها على المنطقة.