الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الرجل على مر تاريخ الثقافات الإنسانية هو محور للجدل والاختلاف في وضعه بالنسبة للمرأة، فالذكر قد يكون مفضلًا على الأنثى في كثير من المجتمعات، وربما يرجع ذلك للموروث الثقافي وأساليب التنشئة الاجتماعية أو الفهم الخاطئ للدين....إلخ، لذا نحن أمام صورة ذات معالم غير عادلة نجم عنها وضعًا سيئًا. فلقد ساد الرجل وتدنت المرأة، فهو لا يستطيع أن يظهر قوته وسيطرته إلا من خلال ضعف المرأة، وأصبحنا نعيش في مجتمع ذي هيمنة ذكورية، ويلاحظ أن ديمومة هذه الهيمنة لم تأتِ من فراغ؛ إذ إن هناك آليات بناء قد ترسخ للهيمنة الذكورية في المجتمعات العربية مثل التنشئة الاجتماعية وغيرها من الآليات التي ستكشف عنها الدراسة الحالية. وتتلخص إشكالية الدراسة في مكمن المأساة الوحيد ليس في أن يشكل الذكر عاملًا أساسيًا لاستمداد القوة، إذًا لكان الأمر أهون، لكن المأساة الأكبر تكمن في عملية الإيحاء للأنثى بأنها لا تمتلك من عناصر القوة شيئًا، وأن عليه دائمًا استمداد هذه العناصر من أطراف خارجية، لذا تركز هذه الدراسة على رصد صورة الرجل لا بصفته المهيمنة أو الخاضعة بل بصفته المجردة أي المنطبقة على اسمه فحسب أو بكل ما تشغله الكلمة من معانٍ حقيقية في حالة الزوج على سبيل المثال، وبكل ما تحويه الكلمة من أمان وحماية وما تتضمنه هذه الصحبة من احتمالات منافسة، وصراع...إلخ. وتحدد أهداف الدراسة في الكشف عن الأسباب الكامنة وراء سيادة طابع الهيمنة الذكورية داخل المجتمع المصري، ومعرفة مفهوم الرجولة والفرق بين النمط الذي ينبغي أن يكون وما هو قائم بالفعل، والكشف عن أشكال الرجولة واختلافها من شريحة اجتماعية إلى أخرى، وأيضًا رصد الصورة النمطية عن الرجل ومصادر تشكلها، وأخيرًا معرفة موقف الرجال من قضايا المرأة في المجتمع كالدخل، اتخاذ القرارات، العمل، تربية الأبناء واعتمدت على عدة مفاهيم هي: الهيمنة الذكورية، الرجولة، الأنوثة، النوع الاجتماعي، وأخيرًا العلاقات الأسرية، وتضمنت الدراسة إطارًا نظريًا من منظور النسوية الراديكالية ومقولات لبيار بورديو عن الهيمنة الذكورية، مقولات عن دور الثقافة الذكورية في تشكيل رؤية المرأة لذاتها، وأخيرًا عرض لنموذج ر.و كونيل عن النوع الاجتماعي. أما عن منهج الدراسة فقد استخدمت المنهج الوصفي التحليلي كأحد المناهج الملائمة للدراسة. وبالنسبة لأدوات الدراسة فاعتمدت الدراسة بوجه أساس على دليل المقابلة المتعمقة، وقد طُبق على 20 مفردة مقسمين بالتساوي 10 من الذكور و10 من الإناث. انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والاستخلاصات لعل أهمها: - إن آليات ترسيخ الهيمنة الذكورية تتمثل في طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في ضوء البناء الثقافي للمجتمع، والتنشئة الاجتماعية، ورسم الرجل صورة محددة لنفسه والموروث الثقافي الذي تتناقله الأجيال فيما يتعلق بمكانة كلٍّ من الرجل والمرأة. - إن الرجل هو صاحب السلطة في المنزل ودائمًا يعلن أنه صاحب القرار الأخير في أسرته دليلًا على رجولته وأن زوجته دائمًا تابع له، ولم يختلف ذلك في أي من الشرائح الاجتماعية. - غلبة الرجولة المهيمنة عندما أكدت عينة الدراسة أن حقوق الرجل داخل الأسرة تدور حول السلطة المتوفرة للرجل بصفته رب الأسرة المتكفل بسد احتياجات أعضائها، فهي السلطة التي أعطاها الرجل لنفسه ودعمتها ثقافة المجتمع، وأعطتها له القوة الاقتصادية بصفته المعيل للأسرة حتى وإن لم يكن المعيل الحصري للأسرة من الناحية المادية والمالية فهو متخذ القرارات الهامة والمصيرية داخل الأسرة. وقد قسمت فصول الدراسة إلى ستة فصول: الفصل الأول : مقدمة نظرية ومنهجية للدراسة. الفصل الثانى : التراث البحثي في دراسة الهيمنة الذكورية. الفصل الثالث : الثقافة وصناعة الإطار . الفصل الرابع : قراءة تحليلية للواقع الميداني . الفصل الخامس : الدراسة التحليلية لمظاهر الهيمنة الذكورية في النسق الأسري . الفصل السادس : مناقشة النتائج . |