Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السُّخْرِيَةُ فِي عَصْرِ دَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ الْبَحْرِيَّةِ
(648 – 784هــ/1250– 1382م) /
المؤلف
محمود, اسامه حسين علي حسن.
هيئة الاعداد
باحث / أُسَامَة حُسَيْن علِي حسَن محمُود
مشرف / إبراهيم محمد على مرجونة
مشرف / تَيْسِير مُحَمّد مُحَمّد شَادِي
مشرف / إبراهيم محمد على مرجونة
مشرف / تَيْسِير مُحَمّد مُحَمّد شَادِي
الموضوع
التاريخ الاسلامي.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
213 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
2/3/2021
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم التاريخ والاثار الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 232

from 232

المستخلص

ولدت الدولة المملوكية من رحم الدولة الأيوبية, فكان مولدها انقاذاً للعالم الإسلامي بأكمله سيطرت دولة المماليك التي حكمت من عام (648-923ه/1250-1517م) على الحكم في كل من مصر وبلاد الشام والحجاز وغيرها من المناطق, بعد ضعف وتفكك الدولة الأيوبية التي استمرت تحكم من عام (567-648هـ /1171-1250م) ثم عجزت عن مواجهة الأخطار التي تهدد الدولة الإسلامية، خاصة المغول الذين اجتاحوا العراق ومناطق من بلاد الشام ودمروا الكثير من الإنجازات الحضارية الإسلامية وقتلوا الآلاف من المسلمين, والصليبيين الذين مازالوا يسيطرون على كثير من مدن الشام وتهديدهم للمسلمين لم ينته بتحرير القدس؛ بل استمر إلى أن طردهم المماليك نهائيًا من بلاد الشام.
ورغم أن عصر المماليك البحرية في مصر كان يحمل بين طياته كثيرًا من الإيجابيات إلا أنه كان في بعض الفترات يتخلله بعض السلبيات والتناقضات التي ساهمت بشكل أو بآخر في الضغط على المجتمع المصري بكافة طبقاته, فأوجد ذلك نوعًا من المقاومة غير مباشرة التي لجأ إليها المصريون, وقد تمثلت هذه المقاومة في أشكال وأساليب ساخرة متنوعة منها؛ جاء في شكل ألقاب ساخرة أطلقتها العامة على سلاطين المماليك وأمرائهم دلت تلك الألقاب على طبيعة سلوكهم, ومنها السخرية التي جاءت في شكل صور وأغاني جسدت واقعًا للحياة التي عاشها المصريون, وفي المقابل تنوعت أساليب ووسائل سلاطين المماليك للسيطرة على سخرية المصريين, فقد اتبع المماليك وأمراؤهم مع كل سخرية أساليب ووسائل مناسبة للقضاء عليها, منها؛ اللين, الترغيب, الترهيب, وضرب الخصوم بها.
لذا اقتضت طبيعة موضوع الدراسة أن يتم تقسمه إلى مقدمة وتمهيد يعقبه ثلاثة فصول تنتهي بخاتمة تتضمن أهم النتائج التي تواصل إليها الباحث, ثم مجموعة من الملاحق والخرائط, ثم تذيل الدراسة بقائمة المصادر والمراجع.
وقد احتوت المقدمة على عدة نقاط منها: أهمية الموضوع ودوافع اختياره, المنهج المتبع في البحث, ثم الصعوبات التي واجهت الباحث, ثم عرض مبسط لفصول الدراسة, مع عرض تحليل لأهم مصادر ومراجع البحث في نهايتها.
أما عن التَّمْهِيد فقد خُصص للحديث عن عِدةَ مفاهيمَ ومصطلحاتٍ كمفهومِ السخرية لغوياً واصطلاحياً, كما تناول أيضًا التأصيل التاريخي للسخرية, وفية تحدثت عن أصل السخرية ونشأتها التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ, ثم تتبعت تطورها عبر الزمان بدءًا من العصور التاريخية القديمة وصولًا إلى مرحلة الحدود الزمنية للدراسة.
ثم نبذة تاريخية عن قيام دولة المماليك, واستهل الباحث هذا العنصر بالحديث عن أصل المماليك وطرق ومناطق جلبهم إلى الدولة الإسلامية, ثم تطرق الباحث إلى الحديث عن كيفية تربيتهم وتعليمهم, ثم كيفية ظهورهم على مسرح الأحداث السياسية, وتمكنهم من الحكم من خلال عرض الأحوال السياسية التي أدت لذلك.
وجاء الفصل الأول من الدراسة بعنوان «السُّخْرِيَة السِّيَاسِية فِي دَوْلَةِ المَمَالِيكِ البَحَريةِ» وقد اشتمل هذا الفصل علي العديد من أشكال السخرية التي واجهت سلاطين المماليك وأمراءهم, وقد استعرضت فيه السخرية التي وَجهتها العامة إلى سلاطين المماليك, والتي تعتبر وصفًا للأوضاع السياسية خلال فترة حكم سلطان المماليك, منها المقطوعات والابيات الشعرية البسيطة جاءت في شكل بلاليق, ثم جاء الحديث عن السخرية في شكل ألقاب ساخرة, حيث استخدم العامة أشكالًا عديدة ومتنوعة للسخرية من أمراء المماليك لتعبر عن طبيعة سلوكهم, ثم يتوالى الحديث عن نوع آخر من السخرية وهو السخرية في شكل صور وأغاني وقد جاءت أولى تلك الصور على هيئة تمثال للأمير قوصون في شكل حلاوة العلائق, واختتم الفصل بالأغنية المصرية التي وصفت الحياة السياسية في أواخر دولة المماليك البحرية, حيث سيطر الأميران برقوق وبركة الجوباني علي الأمور في المملكة وهي :« برقوق وبركة, نصبا على الدنيا شبكة».
أما الفصل الثاني من البحث فقد جاء بعنوان «السُّخْرِيَة الإجْتِمَاعِية والإقْتِصَادِية فِي دَوْلَةِ المَمَالِيكِ البَحَريةِ» وفيه تطرق الباحث إلى دراسة فئات المجتمع المصري في عصر دولة المماليك البحرية والتي أوضحت أن المجتمع المصري كان يعاني من الفوارق الاجتماعية, التي كان لها الاثر الكبير في إسالة لعاب السخرية عند المصريين, ودور تلك الفوارق في تكوين الشخصية المصرية والبناء الحضاري والتكوين الفكري, ثم يأتي الحديث بعد ذلك عن بعض الأزمات والاوبئة التي واجهت تلك الفئات وخاصة طبقة العامة التي كانت دائمًا طعام الأوبئة والمجاعات, لهذا جسدت العامة حالها في شكل سخرية سلبية أو بالأحرى استسلام للواقع, خاصة بعد وضوح التخاذل في موقف السلاطين والأمراء المماليك, ثم يتوالى الحديث عن السخرية من بعض المهن التي كان يمْتهنها بعض العوام وهي طائفة المغاني, ثم الحديث عن السخرية من بعض معتقدات العامة من مراحل وفاء النيل, , أما عن آخر عناصر الفصل فهو السخرية الاقتصادية, وهي السخرية من زغل العملة والتي تُعد عصب الحياة الاقتصادية, والتلاعب في وزنها يعرض من يفعل ذلك للإصابة بسهام العامة وهي السخرية.
أما عن الفصل الثالث فهو بعنوان «السُّخْرِيَة والنَّوَاحِي الدِّينِية والإدَارِية فِي دَوْلَةِ المَمَالِيكِ البَحَريةِ» حيث تدور أحداثه حول السخرية من النواحي الدينية والإدارية, فنجد ان اول عناصره يتحدث عن السخرية من تعدد القضاة الذين جاءوا نتيجة قرار من السلطان الظاهر بيبرس عام (663ه/1265م) وقد نص هذا القرار علي وضع قاضً على كل مذهب من المذاهب الأربعة ورغم هذا إلا أن النتيجة لم تكن مرضية في كل الاوقات ومن ثم جاءت السخرية, ثم السخرية من المحتسب, ثم يستكمل الباحث الحديث عن السخرية من أصحاب الوظائف الدينية الذين استغلوا مناصبهم في الجور على العامة, فنالوا حظهم من سهام سخريتهم, واختتم الحديث في هذا الفصل عن السخرية من استحواذ أهل الذمة على الوظائف الإدارية في الدولة المملوكية ولا سيما العصر الأول, حيث نجد أهل الذمة قد نالوا حظًا كبيرًا من السيطرة على الوظائف الإدارية حتى تمنى بعض الناس أن يكونوا من أهل الذمة كي يصل إلى هذه المكانة, ما جُعل لهم نصيب من سخرية المصريين.
ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها هي.....
* رسمت السخرية في عصر دولة المماليك البحرية لنفسها خطًا بيانيًا يتأرجح وفقًا للعلاقة التي تربط بين قرارات الحاكم المملوكي وبين رد فعل العامة من تلك القرارات سواء بالقبول أو الرفض.
* حوت السخرية بداخلها أنماطًا متعددة ومتنوعة تطورت عبر العصور التاريخية فبدأت في شكل نقوش ورسومات علي الجدران, ثم تبلورت فأصبحت عبارة عن ألقاب لأشخاص تعبر عن طبيعة سلوكهم, ثم اتخذت شكل مقطوعات شعرية ساخرة يسهل حفظها وتداولها بين العامة, ثم تبلورت في شكل أغاني من اللهجة العامية تميزت بالفكاهة والمداعبة, ولم تقتصر علي فئة واحدة في المجتمع بل شملت كافة فئات المجتمع المصري.
* لم تكن السخرية دائمًا متنفسًا ضد الظلم والحرمان الواقع علي العامة من حكام المماليك وأمرائهم, لكن وجدت سخرية من نوعًا آخر وهي السخرية السلبية التي تعبر عن قلة حيلة العامة أو بالأحرى استسلام للواقع, وقد ظهرت تلك السخرية جليًا أثناء الاوبئة والازمات التي يصعب تحملها وخاصة بعد تخاذل الأمراء والسلاطين المماليك, وكانت تلك السخرية ممزوجة بالمرارة والآلم.