Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التجربة الجمالية في فلسفة نؤول كارول /
المؤلف
مهدلي، عزه أمين أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / عزه أمين أحمد مهدلي
مشرف / صبري عبدالله شندي
مشرف / شريف مصطفي أحمد
مشرف / شريف مصطفي أحمد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
375 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تاريخ وفلسفة العلوم
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 373

from 373

المستخلص

يقول كارول في مؤلفه : ” الفن في ثلاثة أبعاد Art In Three Dimensions” تعد الخبرة الجمالية حجر الزاوية لدى العديد من الفلاسفة الجماليين لاعتقادهم أن الفن يكون محدداً في حدود الخبرة الجمالية، ويتضح ذلك في تعريفهم الخاص بالعمل الفني أنه شيء يتم إبداعه عن طريق الانتباه؛ لكي يثير الخبرة الجمالية، التي تعد معياراً لتقييم العمل الفني( ).
هكذا، يفسر القول السابق كيف أن كارول – يمثل أحد الاتجاهات الفلسفية الجمالية المعاصرة، حيث يقدم كارول تحليل لبنية الخبرة الجمالية من خلال أربعة مفاهيم خاصة بتحديدها ووصفها الخبرة وهي: مفهوم الخبرة الجمالية موجهة – العاطفة، مفهوم الخبرة الجمالية المعرفية، مفهوم الخبرة الجمالية التقييمية، مفهوم الخبرة الجمالية موجهة -المحتوي. الأمر الذي أدي إلى تنوع نظريات أو حالات الخبرة الجمالية والتي لا يمكن جمعها في نظرية اندماجية. ومن جانب، يشير كارول إلى الاضطرابات الخاصة بتحليل بنية الخبرة الجمالية في تاريخ الفن، حيث يوضح الحالات أو النظريات الخاصة بها عبر تاريخ الفن وأيهما يكون مفيداً للنقدية المعاصرة، وذلك من خلال تحرر مفاهيم الفن والخبرة الجمالية من السيطرة السياسية والاجتماعية على عالم الفن. وبناءً عليه، يعرض كارول أفضل النظريات أو الحالات الخاصة بالخبرة الجمالية وهي: الحالة التقليدية، الحالة البرجماتية، الحالة المجازية، الحالة التجردية. وتعد الحالة التجردية هي الحالة المعرفية عند الفيلسوف.
ومن ثم، ترتبط إشكالية الدراسة بكيفية تناوله للتجربة الجمالية، وكشف علاقة التجربة الجمالية بالعمل الفني ونتائجها، وتحديد طبيعة التجربة الجمالية لدي كارول، الأمر الذي يحدد رؤيته الفلسفية عامة وفلسفته الإبداعية خاصة، وأيضا إمكانية التعرف علي جذور نظريته الجمالية وأصالتها وأهم محاورها النقدية المعاصرة.
وفي هذا المقام، يقدم كارول مفهوماً جمالياً خاصاً بالفن بوصفه نظرية مناهضة لنظريات الفن؛ لأن هذا المفهوم يكون مقدماً كنظرية معرفية لكل فن، الأمر الذي يفسر تقديمه في رؤيتين مختلفتين للخبرة الجمالية. بناء علي ذلك يتناول الفيلسوف عملية تحديد الفن وماهيته عن طريق ثلاثة مستويات وهي: المستوي الأول - ارتباط البحث عن المفهوم بالطريقة الخاصة التي تمكن الشخص من إدراك شيء ما بوصفه عملاً فنياً. المستوي الثاني- هو تحديد خصائص الأعمال الفنية التي تكون نافعة في تحديد الأعمال الفنية، إلا أنها خصائص تمتد إلى الأعمال الفنية وغيرها من الموضوعات. المستوي الثالث- وهو أن عملية تحديد المفهوم مطلب من أجل المفهوم الواقعي في حدود خاصة بالشروط الضرورية والكافية من أجل وجود عمل فني.
ومن ثم، تعني الخبرة الجمالية موقف الإنسان عند تذوقه للعمل الفني أو إبداعه له أو نقده الموجَّه إليه، وهو موضوع يهتم به العلماء والفلاسفة والنقاد على السواء، ودراسة الخبرة الجمالية تحتاج لبحث وكثير من العناصر التي تتدخل فيها ولتحديد أنواعها؛ لأنها تختلف بحسب الفنون وبحسب الأفراد وبحسب مناهج الدارسين لها وبحسب الطابع الغالب فيها إن كان تذوقاً أو إبداعاً أو نقداً. فيكون الإبداع الفني هو عملية عقلية تعتمد علي مجموعة من القدرات التي تتميز بالعديد من الخصائص فتشكل إضافة جديدة للمعرفة الإنسانية في مجال الفن. كما ترتبط أسطورة الإبداع الحديثة بأفكار خاصة بالأصالة، والتلقائية، والحرية، والمطالبات المفرطة الخاصة بالفردية، بجانب مفهوم العبقرية الفنية باعتبارها ذاتية التحديد تمامًا، فلم يكون لديه سوء القليل من الصبر لفكرة التقليد الفني. ومن جانب، يوضح الفيلسوف أن تفسير العمل الفني يساعد على فهمه، وإدراكه، وما يحتويه العمل من قيم جمالية، والوصول إلى معناه عن طريق التفسير القصدي الذي يجذب فلاسفة الفن.
وفي هذا المقام، تعد أنطولوجيا الفن عند كارول هي الحالة الوجودية المتحققة للعمل الفني، ويمكن رؤيتها من خلال العروض السينمائية والصور المتحركة. كما يتضح دور أنطولوجيا الفن السينمائي عند كارول من خلال معرفة طبيعة أنطولوجيا الفن الصناعي ومبادئه، إذ يعد ظاهرة تخضع للتحليل، ويكون مميزا للثقافة المعاصرة؛ لكونه يحتوي على أغراض المجتمعات الحديثة والمعاصرة.
هكذا، يتناول كارول العلاقة بين الفن والأخلاق من خلال حوار يوضح فيه الفيلسوف وجود فجوة بين النظرية والخبرة المرتبطة بالنقد الأخلاقى للفنون طوال القرن العشرين، وهذه الفجوة زادها صمت الفلسفة حول العلاقة بين الأخلاق والفن. ومن جانب، ظهرت فلسفة الفن في البداية كجزء لا يتجزأ من نقد أفلاطون الخاص للفن ذى الدوافع الأخلاقية، ولكن العديد من فلاسفة الفن وبخاصة التحليليين في القرن العشرين لم يهتموا بموضوع النقد الأخلاقي للفن متأثرين بنظرية كنت الجمالية. بالطبع، على الرغم من التوقف الفعال للنقد الأخلاقي في النظريات الفلسفية في الفن، لكي يزدهر التقييم الأخلاقي للفن في الحالة النقدية.
وبناءً علي ما سبق، يعد ما وراء النقد فرعاً من فلسفة الفن والجماليات؛ حيث إنه يفسر نقد الفنون وموضوعها وتعد أسباب ازدهار فلسفة النقد أو ما يطلق عليه ما وراء النقد في الخمسينات والستينات محاولة تحديد مفهوم الفن، الأمر الذي يؤدي إلى التأمل في تطوير فلسفة الفن أيضاً؛ لكن فلاسفة الفن لكى يقوموا بذلك كان من اللازم عليهم بناء فلسفة النقد.
يعرض كارول نظريات الفن المختلفة مثل: النظريات التقليدية للفن، النظريات التمثيلية والتعبيرية، الشكلية البنائية، وهي النظريات التى يقوم بتحليلها وبيان المفاهيم الأساسية لها. ومن خلال ذلك يقدم كارول نظريته الجمالية في الفن عن طريق تناول الفيلسوف للوصف السائد للخبرة الجمالية بين الفلاسفة الجماليين بغرض استبدالها؛ لتحقيق غرضه في نظرية كلية للفن، وتوضيح دور الخبرة الجمالية واستمرارها في فلسفة الفن، ومحاولة تقديم أوجه القصور في مفاهيم الخبرة السائدة.
وفي هذا المقام، يمكن تحديد أهمية الموضوع بوصفه الدراسة الأولى في الوطن العربي التي تتناول بالشرح والتحليل التجربة الجمالية في فلسفة نؤول كارول، علماً بأنه يُوجد الكثير من الدراسات الغربية في جماليات كارول. ومن ناحية آخري ترجع أهمية الموضوع في تقديم دراسة نقدية مقارنة تكشف عن أوجه الاختلاف والاتفاق بين كارول مع بعض فلاسفة الجمال المحدثين والمعاصرين، كما تتحدد أهمية الموضوع في إمكانية تقديم تفسيرات على الكثير من تساؤلات البحث، ومنها: ما طبيعة التوجه الفلسفي عند كارول؟ هل تتوافق فلسفته العامة مع موقفه الفني والجمالي؟ كيف يمكن تحديد معنى الفن لدى كارول؟ ماذا عن طبيعة الخبرة الجمالية؟ ماهي طبيعة الإبداع الفني؟ هل يمكن تحديد القصدية الفنية عند الفيلسوف؟ ما أنطولوجيا الفن السينمائي؟ كيف يمكن تحديد طبيعة الفن الصناعي؟ ما العلاقة بين الفن والقيم الأخلاقية؟ أين موقع النظرية الجمالية في الفن من الواقع المعاصر؟ ماذا عن التوجه النقدي لدى الفيلسوف؟
وبناءً على ما سبق من بيان موضوع البحث وإشكالياته، فإن الباحثة تتناول موضوع التجربة الجمالية في فلسفة نؤول كارول من خلال الالتزام بمنهج تاريخي تحليلي نقدي مقارن. حيث إنه تاريخي على أساس تتبع الباحثة عن طريق المنهج التاريخي تطور الظاهرة الفنية ونمو الوعي الجمالي، وهي محاولة تكشف جذور الفن المعاصر. والباحثة من خلال هذا المنهج تتجاوز الوقائع التاريخية، إلى المفاهيم والأصول التي تقوم عليها حركة الفن على مدى عصور التاريخ؛ لكي يتبين كيف أن التجربة الجمالية اتخذت مفاهيم ودلالات متغيرة وفقاً لمتغيرات الواقع الإنساني.
وأما كونه منهجاً تحليلياً فعلى أساس تحليل الباحثة مفهوم الفن وبنيته الوظيفية الافتراضية، حيث يعكس هذا المنهج رؤية كارول في فلسفة الفن. وأيضا تحليل مختلف الاتجاهات الجمالية من أجل تحديد موقف كارول الجمالي، وتحليل العديد من المفاهيم الفنية والجمالية التي تمثل الإطار النظري لرؤيته الجمالية، فإذا كان المنهج التاريخي يعبر عن السكون فإن المنهج التحليلي هو بمثابة الحركة الديالكتية التي ينطلق منها الفيلسوف في تحليل التجربة الجمالية في فلسفته، حيث تحاول الباحثة تحليل أهم آراء واتجاهات كارول في فلسفة الفن، وذلك من خلال تحليل أهم المصادر الفلسفية التي تركها هذا الفيلسوف.
أما كونه منهجاً نقدياً فهو يشير إلي موقف الباحثة من تفسير الموقف النقدي للفيلسوف من النظريات الفنية عبر تاريخ الفن، وهي محاولة خاصة بتحديد المنهج النقدي الفني لديه وتبريراته، حيث لا تكتفي الباحثة بالمنهج التحليلي فحسب، ولكنها تعتمد على خصائص المنهج النقدي أيضا وهو نقد رأسي تحاول الباحثة عن طريقه توضيح فلسفة كارول، والكشف عن أهم نقاط القوة والضعف في فلسفته مدعماً رأيه بالأدلة المستقبلية من دراسة تاريخ فلسفة الفن والنظريات الجمالية السابقة، وفي نفس الوقت تعتمد الباحثة علي توجيه ألوان مختلفة من النقد إلى التجربة الجمالية والنظريات الجمالية ذاتها من أجل الوقوف على نقاط الضعف والقوة.
وأما كونه منهجاً مقارناً فإنه يشير إلى المقارنة بين الموقف الجمالي للفيلسوف بمختلفة المواقف الفلسفية، مقارنة بنائية – تؤول إلى تحديد ملامح نظريته الجمالية وأبعادها المختلفة. تاريخية معرفية، أخلاقية.
وعلي ضوء المنهج التحليلي تقوم الباحثة بتقسيم هذا البحث إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة مزيلة بأهم نتائج البحث وأهم المصادر والمراجع الأجنبية والعربية.
ففي المقدمة تتناول الباحثة أهمية الموضوع، وتساؤلاته، والمنهج المستخدم.
وأما الفصل الأول وعنوانه: ” التوجه الفلسفي عند نؤول كارول” ففيه تحاول الباحثة إبراز أهم المراحل الفلسفية والعلمية في حياة كارول وتطوره الفكري، وأيضاً تحليل أهم مؤلفاته الجمالية إلى جانب تحديد الأسس النظرية في فلسفته، والتي تمثل الإطار النظري في نظريته الجمالية، وتحديد معنى الفن عند كارول في ضوء ارتباطه بالطبيعة الإنسانية، وذلك من خلال منهج السرد التاريخي الذي يكشف عن تطور عالم الفن بنظرياته المختلفة، مما يفسر المدخل المعرفي للخبرة الجمالية في فهم النظرية الجمالية لديه، وفي الوقت نفسه يحاول الفيلسوف تحديد العلاقة بين المفهوم الجمالي للفن والخبرة الجمالية، إلى جانب تحديد موقف كارول الفلسفي، وطبيعة فلسفته، ومدى توافق اتجاهه الفلسفي مع رؤيته الجمالية، مقارناً بين مفاهيم الفن عند فلاسفة الجمالية.
أما الفصل الثاني وعنوانه: ” الخبرة الجمالية عند كارول” ففيه تحاول الباحثة تحديد طبيعة الخبرة الجمالية، وعلاقة الجمالية بالفنية، حيث يكشف الفيلسوف عن بنية الخبرة الجمالية، ومن جانب تحليل حالات الخبرة الجمالية؛ لكي ينتهي إلى الحالة التجردية الخاصة بالخبرة الجمالية، موضحاً الرؤية الفينومينولوجية للخصائص الجمالية، وكيفية إنتاج الخبرة الجمالية من الخصائص الجمالية التي تتصف بها الأعمال الفنية.
أما الفصل الثالث وعنوانه: ” الإبداع الفني عند كارول ” فإن الباحثة تحاول في هذا الفصل توضيح طبيعة الإبداع الفني، من خلال تحديد مفهوم الإبداع الفني والعمليات الإبداعية ودور التقليد فيه، والتأكيد على بيان دور الفنان والعبقرية والموهبة لديه، حيث يكشف الفيلسوف عن مفهوم القصد الفني وبخاصة القصد الجمالي ودوره في الخبرة الجمالية بجانب موقف الفيلسوف من القصدية الفنية ودورها في تفسير الأعمال الفنية. ومن ثم يمكن تحديد تشكيل بنية العمل الفني
أما الفصل الرابع وعنوانه: ” أنطولوجيا الفن السينمائي” فإن الباحثة تحاول في هذا الفصل تحديد طبيعة الفن الصناعي، موضحة الرؤية النقدية للفن الصناعي مقارنة بموقفه الفلسفي لتحديد الطبيعة الانطولوجية له، بجانب تحديد فن الصور المتحركة عند كارول لينتهي إلي نظرية الأفلام التقريرية لديه، ومن جانب آخر، توضح الباحثة العلاقة بين الفن والقيم الأخلاقية عند الفيلسوف، من خلال تحديد جدل الواقعية الأخلاقية لديه، وتحليل رؤية الفلاسفة المعاصرين في علاقة القيمة الأخلاقية بالفنية، وهو ما يوضح النقدية الأخلاقية عند كارول، الأمر الذي يفسر أن الخبرة الجمالية ترتبط بالقيم الأخلاقية بشكل لا يتعارض مع الجمال الموضوعي المتجرد عند كارول الأمر الذي يعد تمهيداً لنظريته الجمالية.
أما الفصل الخامس فعنوانه: ” النقدية الجمالية عند كارول” ؛ حيث تتناول الباحثة في هذا الفصل تحديد الطبيعة النقدية الفنية عند كارول، كما توضح موقف الفيلسوف النقدي من النظريات الفنية، بجانب تقديم النقدية الجمالية عند كارول، والذي تكشف فيه عن أسس النقدي الموضوعي الجمالي عنده، من خلال نقد بعض النظريات الجمالية المختلفة، إلى جانب نقده للعديد من فلاسفة الفن والجمال المحدثين المعاصرين، وبالتالي يعد النقد الجمالي عند كارول تتويجاً لنظريته الجمالية.
وفي الخاتمة، تذكر الباحثة أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث