Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إدارة الأزمات في الدولة الأموية
خلال ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي
(73- 95 هـ = 683 - 714 م)/
المؤلف
الحلاج, دعاء سعد عبد الغني.
هيئة الاعداد
باحث / دعاء سعد عبد الغنى الحلاج
مشرف / عفيفي محمود إبراهيم
مشرف / إبراهيم محمد مرجونة
مشرف / تيسيرمحمد شادي
مناقش / أحمد عبدالسلام ناصف
الموضوع
التاريخ الاسلامي.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
256 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
13/6/2021
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 186

from 186

المستخلص

قد قامت الدراسة بتسليط الضوء على كل الجوانب المتعلقة بموضوع البحث وبعد تناول هذه الجوانب يمكن تلخيص هذه الرسالة فيما يأتي:
أن إدارة الأزمات هي كيفية التغلب على الأزمات بالأدوات العلمية والإدارية ) التخطيط- التنظيم- التوجيه- المتابعة والتقييم ( من خلال قائد وفريق عمل متكافئ, وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية لذلك؛ للاستفادة من الإيجابيات، وتجنب السلبيات للوصول للأهداف المرجوة.
ومن المعايير المهمة الواجب توافرها لنجاح الإدارة في شتى المستويات كفاءة وشجاعة وقوة القائد وحسن اختياره لفريق العمل, والهيكل الإداري, والذى يتصف بحسن التوقع, وصواب الرأي من القراءة الرشيدة للأحداث والتنبؤ, ووضع الحلول البديلة, وحسن التصرف مع المباغتات, والتفكير في الحل بعيدا عن الاستغراق في المشكلة, ويجب أن يمتاز بالحنكة, والذكاء, والمهارة, والقدرات الحربية, والدبلوماسية, وغيرها من الضوابط التي يقاس بها مؤشرات الأداء ما بين النجاح والفشل.
ولقد شهد الفكر الإداري لدى الحجاج بن يوسف حالة من التنوع والتعدد ولاسيما أنه امتلك السمات الإدارية لصناعة القائد فعرف عنه الذكاء والدهاء واللين والحلم والقوة والطموح وسرعة رد الفعل والإدارة الحربية والعسكرية الفائقة وأيضا القدرة على الخطابة والإقناع والتأثير في الرعية والاعتماد على فريق إداري ساعد على استقرار الدولة, ونجاحه في إدارة الأزمات السياسية التي مرت بها وتحقيق الأمن والاستقرار للدولة على الجانب السياسي والعسكري خلال فترة ولايته على الحجاز والعراق.
والجدير بالذكر أنه إن كانت العلوم الإدارية تشير إلى أن نجاح الإدارة يتوقف على اتخاذ الاحتياطات والبدائل للظروف الطارئة والغير متوقعة, وهو ما يجب توافره في متخذ القرار برؤيته وحسن توقعه للأزمات حتى يتمكن من وضع حلول ومقترحات لكي لا تتفاقم الأزمة إلى كارثة فهي الأمور التي توفرت في الحجاج, ومكنته من تحقيق النجاح لمواجهة هذه الأزمة.
والناظر في حياة الحجاج يجد أنه تدرج في الظهور؛ حيث بدأ في الشرطة كجندي إلى أن أثبت حنكة ومهارة وقوة بأس، مما أوصل خبره إلى الخليفة عبد الملك حتى ولي الجيش، وأثبت شدة وقدرة، مما جعل عبد الملك يوليه أمر العراق؛ لما فيها من اضطراب وقلاقل لا يقيم أمرها إلا رجل كالحجاج. ومما اشتهر عن الحجاج استخدامه للعنف ضد المعارضين, بل ـ أحياناً ـ مع بعض المؤيدين.
وقد تعرض الحجاج بن يوسف الثقفي لعدد من الأزمات السياسية والادارية والاقتصادية، وقد بينت الدراسة كيفية مواجهتها والتعامل معها والنتائج التي وصل اليها والتطرق إلى أساليب إدارة الأزمات وأوجه الإخفاق والنجاح فى إدارتها ومردودها وآثارها على الدولة.
وتجلت الحنكة والخبرة والذكاء لدى الحجاج حينما قدم الحجاج العراق فبدأ بتلك الوقفة المسرحية التي وقفها من أهل الكوفة.
ولقد حكم الحجاج العراق في عهد كثرت فيه الاضطرابات والثورات، ولم يكن أمامه من سبيل إلا استعمال الحزم والشدة، فقضى على كل تلك الثورات والفتن، وضرب القائمين بها.
وكان الحجاج يهدف بسياسته الصارمة القضاء على الفتن والثورات التي قوبل بها . أما في الظروف الطبيعية، فقد كان الاعتماد على العقل لا العاطفة، وتقليد الوظائف للأكفاء، هو الطابع المميز لسياسته بصورة عامة. وتتضح سياسة الحجاج من خلال الخطب التي كان يلقيها، والتصريحات التي يدلى بها, ويبدو أن الحزم والشدة، كانا من المقومات الأساسية التي اعتمدها في سياسته مع المخالفين
- وكان الحجاج يحسن استغلال الفرص فقد أفاد الحجاج في توطيد مركزه وسلطته.
- ولم يكن يتهاون مع أي أحد يرتكب جريمة, حتى ولو كان من أقرب المقربين إليه، ومن جهة أخرى , فقد كان الحجاج يقدر ويكافئ من يقدم أية خدمة للدولة .
- وكانت عند الحجاج مزايا لها قيمتها ولا شك هي التي جعلت عبد الملك يتشبث به، ففي مقدمتها شدة إخلاصه لحاكمه عبد الملك، وتفانيه في خدمة الدولة الأموية، وأداء واجبه، وقوة شخصيته.
- ومن أجلّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بالفتوحات وبنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف، ومع هذا فقد كانت له بعض السلبيات، ومنها: المغالاة في العقاب، والمبالغة في إرهاب الناس، وعدم توقير أهل الفضل ـ أحيانًا ـ كما كان موقفه مع سيدنا أنس ـ رضي الله عنه.
- ويبدو أن الحجاج كان في داخله يخاف الله، وكان لديه في قناعاته الشخصية بعض المبررات لشدة بطشه بالمخالف، ومنها: لزوم طاعة الخليفة وعدم الخروج على الدولة، ومن ثم كان يستبيح أي فعل مع من لا يراه مطيعا أو خارجًا.
- كما يجب التعامل بحذر مع الروايات المغالية في تشويه في صورة الحجاج؛ وذلك لاحتمال صدورها من أعدائه، والمناهضين له، والخارجين عليه.
وقد عنى الحجاج بإحياء موات الأرض بأن شق القنوات وحفر الأنهار وأصلح الأرض البور وجفف المستنقعات وأكثر من الثروة الحيوانية وبذل فى كل ذلك جهد الجبابرة.
- وقام بدور هام من أجل إنقاذ خزينة الدولة الأموية من الانهيار، تمثلت بإجراءاته الإدارية الحازمة في معالجة انكسار الخراج.
مما سبق يتأكد لنا كفاءة الحجاج الإدارية التي مكنته في نهج سبل إدارة الأزمات من حيث البحث عن أسباب الأزمات وتحديدها من أجل محاولة تخفيف حدتها واحتوائها مما يؤهله لمرحلة التحضير والاستعداد للمواجهة من خلال قرارات واجراءات تمكنه من معالجتها وتخطيها؛ وتلك أهم عناصر إدارة الأزمات:)تخفيف الحدة-الاستعداد والتحضير-المواجهة( وكان إتمام ذلك من خلال قائد كفء, وفريق عمل متعاون جيد التفكير, ملتزم بتنفيذ الخطط والأفكار الموكلة إليه، كما سلك في تنفيذ تلك المراسيم الإدارية بقوة وحزم, وخاصة أنه اعتمد في ذلك على الإصلاح والرقابة والمتابعة, والثواب والعقاب.
ومما لاشك فيه أن في تاريخ كل دولة ارتباط الحياة السياسية بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية والدينية بسلسلة من الترابط والتكامل بينهم وبين بعضهم البعض, فالنجاح في مواجهة الأزمات السياسية والتي تحتاج أحيانا إلى عدة وعتاد قد تتمثل في الجيش أو فريق عمل لا يتأتى له النجاح في القيام بمهامه بالكفاءة المطلوبة إلا إذا توافر الاستقرار والأمان الاقتصادي من مأكل ومشرب وأموال وأيضا الاستقرار الاجتماعي بين فئات المجتمع من حيث الحياة المعيشية والمعتقدات الدينية ؛ فهي عملية ترابطية طردية لابد منها لتحقيق النتائج المرجوة من مجابهة الأزمات، وهو ما تجسد في أثناء ولاية الحجاج؛ حيث حرص على تأمين الحياة فى العراق؛ لتحقيق الاستقرار السياسي لإرساء الأمن الداخلي, وإحداث النهضة الاقتصادية بما يوفر الأمن, والهدوء, والاستقرار للدولة.
وعلى كل حال فإن الحجاج كان في مجمل ما قام به من شؤون في الحجاز والعراق وغيرهما، رجلاً فذاً جريئاً مقداماً يعجبه الصدق ويطمئن للكلمة الحسنة، وقد أقدم على أعمال لها شأنها وأثرها في ادارة الأمور التي تتطلبها سياسة الشعوب بما يتفق مع العقائد والتقاليد التي كانت متأصلة في النفوس، وهو أول من وضع لبنة في توحيد البلاد العربية وإخضاعها إلى سلطان واحد وهو إلى جانب هذا خطيب بليغ قل أن يجود الزمن بمثله .