Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأوانى الفخارية ذات الأشكال الآدمية فى العصرين اليونانى والرومانى /
المؤلف
يوسف، ريڤــت كـمـــال شــاكر.
هيئة الاعداد
باحث / ريفت كمال شاكر يوسف
مشرف / إبراهيم سعد إبراهيم
مشرف / عبير عبد المحسن قاسم
مناقش / نشوى محمد سليمان
الموضوع
اثار يونانية و رومانية.
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
258 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
20/1/2022
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم الآثار والدراسات اليونانية والرومانية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

تأتى أهمية هذه الدراسة فى كونها محاولة لرصد السمات الفنية والتقنية لهذا النوع من الأوانى . و التركيزعليها لمعرفة ماهيتها واستخداماتها واشكالها والمشاهد المصورة عليها ، و معرفة ما هى الشخصيات المنفذة على الأوانى أسطورية أو بشرية أو حيوانية أو غيرها .
فى البداية استخدمت الأوانى الآدمية لأغراض جنائزية ترتبط بعادة حرق الجثث فقد عثر على الكثير منها فى المقابر حيث يوضع بها رماد المتوفى منذ حوالي القرن الخامس ق. م وعثر على تلك الأوانى الجنائزية فى مصر وعرفت باسم الأوانى الكانوبية ، ثم انتشرت الأوانى الفخارية ذات الأشكال الآدمية و بلغت أوج ازدهارها خلال القرنين السادس والخامس ق.م فظهرت الأشكال الملونة باللون الأسود والأحمر ، وأخذت الأشكال الآدمية تظهر بشكل واضح على الفخار اليونانى فكعس صوراً لأشخاص بطريقة مبتكرة و حية أكثر من الصور السابقة كما اكتشفوا طرقاً جديدة للحفر والتلوين، وابتكروا كثيراً من الأشكال الجديدة . كما اختلفت الطينة المصنوعة منها الأوانى بهيئة آدمية من مكان لآخر مما يدل على تعدد مراكز وورش إنتاجها حول البحر المتوسط وانتشارها وملائمتها للذوق اليونانى والرومانى . و ظهرت ورش خاصة بإنتاج الفخار الآدمى فى إيطاليا حيث عثر بهما على العديد من الأوانى التى أتسمت بدقة الصناعة . مما يدل على أنتشار ورش صناعتها وميل الفنان الإيطالى لعمل الأوانى بالهيئة الآدمية التى لاقت استحسان الذوق العام ، عثر فى أثينا أيضاَ على عدد كبير من الأوانى بهيئة آدمية ثم شمال إفريقيا التى تأثرت بطرق التجارة الواقعة بين أيطاليا وأثينا وبين مدن شمال إفريقيا وأيضاّ يدل على أمتزاج الحضارات بين الشرق والغرب ، كما عثر على عدة أمثلة فى بلاد الغال وأتيكا وإتروريا وكورنث ورودس وتركيا . و انتشر استخدام الأوانى بهيئة آدمية فى الطقوس الجنائزية ، لذلك كانت تصنع فى الغالب من طراز الهيدرا وكانت سدادة اللإناء على هيئة رأس رجل يحمل ملامح الشخص الحقيقية . و كان لكل إناء شكل وملامح خاصة بحيث لا يوجد إناءان متشابهان فى ملامح الوجه مما يدل على أن هذه الأوانى كانت تظهر الملامح الحقيقية والسمات الشخصية للشخص الموضوع عليه . و أهتم الفنان بملابس الأشخاص المصورون وطياتها المتنوعة ، وكان أغلبها من عباءة الخيتون والهيماتيون كثيرة الثنايا . كما أهتم الفنان بإظهار الحلى الخاص بالشخصيات المصورة على الإناء من تيجان و أقراط أو قلائد العنق و الأساور و غيرها ، مما يدل على أرتفاع شأن تلك الشخصيات وانتمائها إلى الطبقات العليا من المجتمع وإزدهار الحالة الإقتصادية فى ذلك الوقت ، كما ظهرت بعض الشخصيات لا تتحلى بالحلى مما يدل على انتمائها إلى الطبقات المتوسطة فى المجتمع . لذلك دلت الأوانى الآدمية على أختلاف الطبقات المجتمعية فى ذلك الوقت . و كان الإتجاه نحو الواقعية فى تشكيل الإناء بصورة وبهيئة الشخص نفسه . فاهتم الفنان بالتفاصيل الدقيقة لكل إناء على حدة مما يدل على مهارة الفنان الإغريقى وإتقانه لعمله.
كان الفنان اليونانى واعيًا بالأساطير المختلفة حيث أهتم بكبار الآلهة ، وكذلك بالآلهة الصغار . ولم يكن الأمر مجرد تصوير لآله أو إلهة بل أمتد ليشمل دراسة متأنية لكل إله أختاره ، فصوره ومعه رموزه وخصائصة ودوره فى حياة البشر اللذين آمنو به . مما يعكس عمق الفكر الديني في ذلك العصر ، فيقومون بتصوير الآلهة التى عبدوها على أوانى لتوضع في المعابد أو تقدم كقرابين للآلهة . فأحب الفنان تصوير زيوس كبير الآلهة على الأوانى الفخارية . و كانت أسطورة ميلاد إفروديت من قوقعة البحر من الموضوعات المحببة لدى الفنان الإغريقى فظهرت على الأوانى الآدمية بكثرة فى القرن الرابع ق.م . وكذلك أوانى تحمل وجه الإله ديونيسوس أو الساتير و الماينديس أتباعه ليقدمها فى الأحتفالات الديونيسية أو كنذور فى المعابد الخاصة بديونيسوس . مما يدل على انتشار عبادته وشده تعلق الشعب اليونانى بهذا الإله . و انتشرت الأوانى بهيئة الإله هيليوس فى القرن الثالث ق.م وكان دائماً مصاحب لسيدتين هما (سلينى) القمر و(إيوس) الفجر ، كما كان يصور بتاجه المشع . ظهرت أثينا على الأوانى الآدمية بكامل ملابسها الحربية حوالى القرن الرابع ق.م.
ظهرت الأوانى التى تحمل موضوعات بحرية نتيجة لوقوع بلاد اليونان وإيطاليا على البحر المتوسط فتأثرت بأساطير الآلهة البحرية وما أرتبط بالبحر ، فظهرت على الأوانى الإلهة تيثيس وتريتون وآلهة المسطحات المائية ، وغيرهم من الموضوعات البحرية التى تدل على ثقافة هذه الشعوب وتعمقها الدينى.
عمل الفنان على توظيف اللون المناسب لكل إناء فكانت أوانى على هيئة رجال يصورون غالباً باللون الأحمر أو الداكن أما النساء فكانوا يصورون باللون الأبيض ليرمز إلى جمالهن ، و ظهرت أوانى تحمل الملامح الإفريقية فلونت وجوه الرجال والنساء باللون الداكن .
ظهرت أوانى مزدوجة لوجهين واحد ملون باللون الأبيض والآخر باللون الداكن تسمى أوانى (Janiform) وهو نوع من الأوانى المزدوجة على شكل رأسين متقابلين من الخلف و متداخلة بالتناقض أنتجت تلك الأوانى فى نهاية القرن السادس ق.م.
تعددت طزر الأوانى الآدمية بين أوانى الصب والتخزين كاليكيثيوس والهيدرا والأمفورا وكذلك الأوانى التى تقدم كهدايا فى الأحتفالات الدينية وغيرها ، أو لتقدم كنذوز لتوضع فى المعابد . كما ظهرت بعض الأوانى التى تحمل وجوه مسرحية فأحب الفنان الإغريقى المسرح وتأثر به فصنع تلك الأوانى تخليداً للمسرحيات الشهيرة أو ربما لتقدم كجوائز فى نهاية العرض المسرحي . و اتسمت ملامح وجوه الأوانى على هيئة سيدات بملامح شعوب البحر المتوسط فالعينان واسعتان والأنف الطويل والشفتان مكتنزتان بإبتسامة خفيفة .
كان أغلب الأوانى الآدمية على هيئة رجال ذات الطابع الجنائزى ، والأمفورا والكراتير والليكيثيوس ، كما ظهرت أوانى من طراز الأريبالوس على شكل رأس محارب ، حيث شهدت أثينا وبلاد اليونان عامة مجموعة من الحروب ، فتعلق الفنان الأثينى بالجندى الذى يدافع عن بلده وأراد أن يكرمه ويصنع له أوانى خاصة به تخليداً لمهنته كمحارب أو لتقدم كجوائز للمحاربين القادمين من ساحات الحرب، وكان بعضها يزين بالأحجار الكريمة ، وبعض منها مزين بالرسومات والألوان . و تنوعت الطرز الخاصة بأوانى على هيئة رجال فى الفترة من القرن الأول م. وحتى القرن السادس م. بين عدة طرز مختلفة ( جنائزية ، وألباسترون و ليكيثيوس وأمفورا وسكيفوس وبليكى ، وكراتير وأوينوخوى ) ، بينما أقتصرت أوانى بهيئة سيدات على أربعة طرز فقط ( الليكيثيوس و الأمفورا ، وأريبالوس و الأوينوخوى ) .