Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ماهية الإنسان وحقيقته بين عقيدة التوحيد والتطوريين ومصادره اليونانية /
المؤلف
يوسف، احمد محمد احمد عبدالغنى.
هيئة الاعداد
باحث / احمد محمد احمد عبدالغنى يوسف
مشرف / عبدالعال عبدالرحمن عبدالعال
مشرف / هشام أحمد محمد إبراهيم
مناقش / هـدي محمــود درويــش
مناقش / عبدالغني الغريب طـه راجـح
الموضوع
الوحدانية. العقيدة. التوحيد وأقسامه. الفلسفة الإسلامية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني (138 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 198

from 198

المستخلص

يتناول الباحث في هذه الدراسة ماهية الإنسان من خلال فكرة التطور Evolution التي تعد واحدة من أهم وأخطر الأفكار التي أفرزها العقل الإنساني عبر سنوات طوال من تأمله لظواهر الكون وتنوع ما يحفل به من أحياء، وبعبارة أخرى هي إحدى تلك الأفكار الكبار التي أدت دوراً كبيراً في توجيه السلوك الإنساني وتحديد ماهيته، لاسيما منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا. حيث يموج عالمنا بتغييرات سريعة ومتلاحقة في شتى أوجه النشاط الإنساني، تغییرات تعكس في ظاهرها ملامح الرقى الحضاري للإنسان، وسعيه الحثيث نحو إقامة مجتمع مثالي، ينعم فيه برفاهيات تكنولوجية هائلة، وبنظم علمية وإدارية قادرة على مواجهة المشكلات وحلها، ومن ثم استثمارها كخبرات تحول دون مواجهة مثيلاتها في المستقبل، إنه الحلم الذي كان – ولم يزل - يداعب خيال الفلاسفة، فأقاموه عالما مأمولاً في يوتوبياتهم Utopias عبر العصور المختلفة، ومن الخيال إلى الواقع بسط العلم طريقا تقترب مرحلته الأخيرة رويداً رويداً، أو هكذا يتراءى لنا في غمرة أضواء القرن الجديد . لكن هذه التغييرات - رغم دلالالتها الحضارية – تحمل في باطنها فكراً داروينياً تطورياً مختبئاً، محوره عبارة «البقاء للأصلح» Survival of the fittest، ولا مانع من أن تطبق مـقـولة التطور علي العـبـارة ذاتها، فنقـول بمصطلحات عصرنا: «البقاء للأعلم»، أو «للأقـوى اقـتـصـادياً»، أو «للأقـدر تكنولوجيا ومعلوماتيا،، .... إلى غير ذلك من تعبيرات ألفتها آذاننا وامتلأت بها أوراقنا البحثية، كدلائل على السلوك الإنساني المحكوم بالمبدأ الدارويني ذاته: البقاء للأصلح، والذي تعد العولمة Globalization - بأبعادها المختلفة- واحدة من أحدث وسائل تحقيقه، بل لعلها أشد تلك الوسائل قسوة وفعالية.وبهذا الباطن المستتر، تفقد التغييرات التي ندعوها «حضارية» أهم سماتها الإنسانية، أعنى سمة الرقي الروحي والأخلاقي للإنسان، وما يرتبط بها من مفاهيم العدالة والحرية والمساواة، لتغدو في جوهرها مجرد ملمح من ملامح الصراع من أجل البقاء: صراع الإنسان ضد الإنسان في عصر جديد، فيه المباح بلا حدود، وعلى أرض جديدة، بدأت تضيق بقاطنيها وتعاني وطأة سلوكياتهم البيئية المدمرة، تلك التي ترتدي ثوباً قشيباً نحسبه الإنسان،وما هو بإنسان، نحسبه الحق، وهو الباطل بعينه، نحسبه الخير الجميل داخله نفثات شرر قبيح لا ندرى مداه. وهكذا يبدو التطور سلاحا ذو حدين، أو طريقاً مزدوجاً يحوى فرعين متقابلين: تقدماً مادياً متسارعاً يعكس قدرات العقل الإنساني وإمكاناته التكيفية الهائلة، وتدهوراً روحياً وأخلاقيا مبعثه الصراع الداخلي للبشر وتنافسية مجتمعاتهم، أو بالأحرى عدوانيتها . فلقد بنى الكثير من دعاة الإلحاد وأعداء الإيمان ادعاءاتهم على هذه النظرية، وانطلقوا منها في إنكار الخلق وتبرير عدم الإيمان. وإن مسعاهم سينتهي بالفشل المحتوم، فما بني على باطل فهو باطل، إذ أنهم يحاولون نقض الحق الواضح الظاهر اعتماداً على نظرية هشة وفكرة منقوضة، وغير مثبتة، لا عن طريق المنطق بالتفكير المحض، ولا عن طريق العلم والبحث بأساليبه وقواعده المعاصرة. وقد تولى الله عز وجل عرض قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم، وبيّن لنا في قصته أنه هو الإنسان الأول الذي بث الله منه هذه السلالة من البشر على وجه الأرض، كما حدد لنا الله في كتابه كيفية خلق آدم بشكل صريح واضح لا يحتمل التأويل، فلا مجال لإيراد تكهنات وتخيلات وفرضيات حول كيفية بدء وجود الإنسان على هذه الأرض، ولا مجال لفرضيات دارون وغيره بعد أن ورد إلينا يقين لا شبهة فيه على الذي خلق وصوّر وهو بكل شيء عليم. ونحن نعلم أن كل اعتقاد يخالف ما تضمنه القرآن الكريم بشكل قاطع هو اعتقاد مخالف للحقيقة. وجاءت السنة النبوية مؤكدة لما جاء في القرآن الكريم؛ إذ إن آدم عندما خلقه الله، خلقه على صورته، كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم على صورته. فقد خُلق آدم على صورته ذاتها التي استمر عليها وعُرف بها، أيّ أنه لم ينشأ متنقلاً من شكل إلى آخر خلال تاريخه كله أو من فصيلة لأخرى، بل إن آدم كما هو على صورته منذ خلقه الله عز وجل. ثم إن كلام دارون نظريا وليست حقيقة أو قانوناً، فهي تحتمل التصديق والتكذيب، ومع ذلك فلا يؤيدها الواقع المشاهد إذ لو كانت حقاً لشاهدنا كثيراً من الحيوانات والناس تأتي إلى الوجود عن طريق التطور لا عن طريق التناسل فقط, كما أن القدرة على التكيف التي نشاهدها في المخلوقات ـ كالحرباء ـ مثلاً، (تتلون بحسب المكان) هي مقدرة كائنة في تكون المخلوقات تولد معها، وهي عند بعضها وافرة، وعند البعض الآخر تكاد تكون معدومة، وهي عند جميع المخلوقات محدودة لا تتجاوز حدودها. فالقدرة على التكيّف صفة كامنة، لا صفة متطورة تكوّنها البيئة كما يزعم أصحاب النظرية، وإلا لفرضت البيئة التكيف على الأحجار والأتربة وغيرهما من الجمادات. أثبت العلم الحديث أن لكل نوع من الأحياء خارطة وراثية ثابتة لا تتغير مهما تطاول الزمن، وبذلك يحافظ كل صنف على استقلاليته وخصائصه، فلا ينشأ من تكاثره مع صنفه أو صنف مغاير له في خارطة المورثات صنف جديد فلا تلد القرود إنساناً ولا يلد الإنسان قرداً أبداً. فعلم الوراثة الحديث قد هدم كل أساس لهذه النظرية، فقد أصبح من الثابت أن الأصول تورث الفروع المتفرعة عنها كل ما تحمله من خصائص بواسطة الكروموسومات. ولا نجد بين أجناس الكروموسومات وعددها توافقاً، فمثلاً في الإنسان 46 وفي القرود 48 وفي الغنم 54 وفي الحصان 66 وفي الكلب 78، ولهذا فقد أعلن القرار العلمي بطلان النظرية الداروينية. إن المكتشفات التي عثر عليها الجيولوجيون تنقض نظرية دارون من أساسها، فقد زعم دارون أن الأحياء البسيطة التي تطور منها الإنسان يُعثر عليها في الطبقات السفلى من الأرض دائماً بينما أثبتت الحفريات عكس ذلك فقد وجدت من الهياكل والصور الحية المستخرجة من باطن الأرض أحياء أعقد تركيباً وأرقى مما فوقها من الأحياء. زعم دارون أن الإنسان متسلسل من سلالات حيوانية، وأنه أخذ صورته الإنسانية منذ مليون سنة، ولكن علم المستحاثات هنا لا يثبت ذلك الزعم، إذ لم يعثر على السلاسل المزعومة التي تسلسل منها الإنسان، فهناك حلقات كثيرة مفقودة بين الإنسان والغوريلا أو الشمبانزي الذي يتوهم أن أصل الإنسان منها. فالحكم بانحدار الإنسان من القرود تعسف لا تحتمله نتائج البحث العلمي، علاوة على وجود اختلافات بين الإنسان والقرد في المظهر والشكل والقامة والملامح والاستعدادات الروحية والعقلية والعاطفية واللغوية.