الفهرس 
مشكلة البحث وخطة دراستهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 319 |  |  |
| | | from | 319 | | |
المستخلص
يعد علم التاريخ من أهم العلوم، حيث ترجع أهميته إلى كونه يتناول أعمال وأحدا أسمى المخلوقات على وجه الأر ض، وهو الإنسان ، ولا تقتصر فوائد وأهداف تدريس التاريخ على تفسير ما حد فقط، ولكن يتعد ى ذلك إلى دراسة الوقائع والخبرات السابقة ليستفيد منها الإنسان ويأخذ منها العبرة والعظة في حياته، ويتسم العصر الحالي بما يسمى بالثورة المعلوماتية حيث لم تعد المعرفة ثابتة أو محدودة، بل متطورة ولا نهائية؛ مما أدى لتتضاعف حجم المعرفة وتدفق المعلومات عبر شبكات إلكترونية لا تعرف حدود الزمان والمكان؛ الأمر الذي يتطلب من الفرد ضرورة امتلاك قد ا رت العقلية ومها ا رت تساعده على توظيف ما يكتسبه من معلومات ومعارف لمواجهة تلك الثورة المعلوماتية، والذي أصبح الهدف الأساسي من عملية التربية في الوقت الحالي، ومن المواد الدراسية التي تسعى لتحقيق هذا الهدف. فالتاريخ لم يعد مجرد تسجيل الأحداث ، بل تجاوز ذلك إلى تفسيرها وتحليلها وربطها وتوضيح العلاقة والسبب بينها وتفسير التطور الذي طرأ على الأمم والمجتمعات المختلفة، وبيان كيف ولماذا حد هذا التطور، وبهذا يدرك المعلمون والتلاميذ أن هذه الجهود منظمة لجعل الماضي ذي معنى )محمد الخوالدة، 2014 ، 18 .) وهذا لن يتحقق إلا إذا تم تنمية المهارات التاريخية لدى التلاميذ لا سيما تنمية مهارات التحليل التاريخي ؛ حتى تصبح لديهم القدرة على التفكير في الأحداث التاريخية وتحليها وتفسريها ووجود العلاقات التي تربط بين أجزائها . ويعد التحليل التاريخي من المهارات التي تساعد المتعلم للتوصل إلى الأسباب الحنينية وراء الأحداث التاريخية، حيث يتطلب التحليل التاريخي أن يكون لدى المتعلم القدرة على أن يقارن بين الأفكار والسلوكيات المختلفة، وأن يكون قادرا على تحليل العلاقة بين الأسباب والنتائج )تامر عبد العليم، 2017 ، 19 . ) فالتحليل التاريخي لا يقف عند تصوير حقيقة الحياة وصيرورتها، بل يلتمس العوامل الفاعلة فيها ويصنفها ويبين أثر كل منها، أي استجلاء العوامل التي أدت إلى تقدم الإنسان ورقيه وأيضا التي عملت على تأخره 136 137 شأن أي فكر إنساني ينبغي أن يسهم في رقي الإنسان، فهو يكشف عن العوامل الباعثة على التطور وما أدى إلى التأخر، كما يسعى إلى تفهم الحاضر والماضي، ويمهد السبيل للمستقبل ) Hilary , 2000 ,3 ) وبالتالي أصبح من الضروري استخدام استراتيجيا ت تعليمية مناسبة في تدريس التاريخ تستهدف تعليم التلميذ كيف يتعلم، وكيف يفكر، وكيف يشارك بفاعلية من خلال استراتيجيا ت التعلم النشط التي تجعله أكثر فاعلية وتنم ي لديه مهارات تساعده على التكيف مع المستجدات والمستحدثات، ومن خلالها يتحولون من الحالة السلبية إلى الحركة، والنشاط، والتحدث ، والقراءة، والكتابة، وطرح الأسئلة، وممارسة الأنشطة وعمليات التفكير، واستخلاص الأفكار وعرضها، والتعبير عن وجهات النظر؛ م ما يساعد على اكتساب الخبرات التعليمية بطريقة فعالة وتكوين الشخصية المتكاملة وتنمية مهارات التفكير التاريخي لديهم والتي تتضمن التحليل التاريخي ) زيد الهويدي، 2005 ، 196 - 199 .) فاليوم نشهد تطورا في توظيف استراتيجيا ت التعليم والتعلم الفعالة داخل الفصول وقد أثبتت النظريات التربوية قدرتها على تعديل أدوار كل من المعلم والمتعلم على حد سواء، فالمعلم هو الركيزة الأساسية لأي نظام تعليمي وعليه تبنى جميع الآمال المستقبلية التي تهدف إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية، بقدر الاهتمام والتطوير الذي يليق بمستوى المعلم بقدر ما يؤدي ذلك إلى تحسين وتطوير مستوى التلاميذ؛ وذلك لأن المعلم كقائد يؤثر تأثيرا كبيرا في مستقبل طلابه وفي تقدمهم العلمي، فالمدارس هي المؤسسات التي تشكل عصب العملية التربوية . )محمود عساف، 9 ، 2016 .) ويعتبر التفكير المتشعب نمطا من أنماط التفكير التي تعتمد على الدماغ في التعلم، حيث ينتج عند التدريب والممارسة هذا النوع من التفكير، وصلات جديدة من ملايين الخلايا العصبية، مكونة أنسجة عصبية جديدة في الدماغ . فالتفكير المتشعب هو قدرة التلميذ على الممارسة والتدريب على الربط بين أكبر قدر من الأفكار والعلاقات والمفاهيم والمعلومات، والحقائق والنظريات، والمعارف المرتبطة بموضوع معين؛ مما ينتج عنه اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية المكونة للتفكير في شبكة الأعصاب بالدماغ )تغريد عمران، 11 ، 2005 ) و ت عد مادة التاريخ من المواد الدراسية التي تسهم في إكساب التلاميذ مهارات التفكير؛ لأنها تتماشى مع طبيعته، فالتاريخ علم نقد وتحقيق يقوم على التحليل والتعليل ووزن قيمة الأدلة والربط بين الأسباب والنتائج، وإرجاع 137 138 الأمور إلى أسبابها الحقيقية، واكتشاف التعليلات والقدرة على المقارنة، ولهذه المهارات قيمتها في تربية التلاميذ وتربية عقلية سليمة )أحمد السيد، 2000 ، 253 . ) ولذلك توجه الاهتمام نحو استعمال أساليب أكثر فاعلية تواكب العصر الرقمي وتتطلب إيجابية التلاميذ ونشاطهم، ويعد التعلم الإلكتروني أسلوبا للتبادل المعرفي وخاصة بعد ظهور الجيل الثاني للويب Web2.0 حيث اشتمل على أدوات وتقنيات جديدة تسهل المشاركة والتفاعل في التعلم عبر الويب، حيث تستطيع التلاميذ إجراءات مقابلات حية وتحرير وترتيب البيانات والمعلومات والمشاركة داخل مجتمع الويب، من هذه التقنيات ”تقنية الويكي، واليوتيوب، المدونات، الفسيبوك” )مروة الكفراوي ، 2018 ، 651 .) لذا جاء البحث الحالي لتوظيف تطبيقات الويب 2,0 مع استراتيجيا ت التفكير المتشعب لتنمية مهارات التحليل التاريخي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية . مشكلة البحث : تتمثل مشكلة البحث في ضعف تلاميذ الصف الأول الإعدادي في مهارات التحليل التاريخي ويمكن صياغة المشكلة في السؤال الرئيس التالي: كيف يمكن تنمية مهارات التحليل التاريخي لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي باستخدام استراتيجيات التفكير المتشعب المدعمة ببعض تطبيقات الويب 2.0 ؟ ويتفرع منه الأسئلة الآتية: ➢ ما مها ا رت التحليل التاريخ ي الواجب تنميتها لدى تلامي ذ الصف الأول الإعدادي؟ ➢ ما مواصفات الوحدة التدريسية )مصربين حكم البطالمة والرومان( المعاد صياغتيها وفق استراتيجيا ت التفكير المتشعب المدعمة ببعض تطبيقات 2.0 ؟ ➢ ما تأثير استخدام استرتيجيات التفكير المتشعب المدعمة ببعض تطبيقات الويب 2.0 لتنمية مهارات التحليل التاريخي ككل لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي ؟ ➢ ما تأثير استخدام استراتيجيات التفكير المتشعب المدعمة ببعض تطبيقات الوي ب 2.0 لتنمية مهارات التحليل التاريخي كل مهارة على حدة لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي؟ 138 139 - فروض البحث: في ضوء مشكلة البحث ونتائج بعض الدراسات السابقة ؛ أمكن صياغة الفروض كالتالي: • لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى ) 0.05 ≥ α( بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار مهارات التحليل التاريخي ككل. • لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى ) 0.05 ≥ α( بين متوسطات درجات تلاميذ المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار التحليل التاريخي كل مهارة على حدة”. - أهداف البحث: هدف البحث الحالي إلى: 1 . إعداد قائمة بمهارات التحليل التاريخي اللازمة لتلاميذ الصف الأول الإعدادي. 2 . الكشف عن أثر استخدام استرتيجيات التفكير المتشعب المدعمة ببعض تطبيقات الويب 2.0 لتنمية بعض مهارات التحليل التاريخي لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي. -أهمية البحث: قد يفيد نتائج البحث الحالي كلا من: )أ( بالنسبة للمتعلم: حيث ▪ يعد هذا البحث استجابة لما تنادي به الاتجاهات الحديثة في تدريس التاريخ في جعل المتعلم عنصرا مشاركا إيجابيا في العملية التعليمية؛ وبالتالي نقل عملية التعلم من المعلم إلى المتعلم باعتباره محورا للعملية التعليمية. ▪ تنمية بعض مهارات التحليل التاريخي لدى المتعلم. )ب ( بالنسبة للمعلم من حيث: ▪ تزويده بنموذج إجرائي لدروس وحدة )مصر بين حكم البطالمة والرومان( والتي توضح خطوات استخدام استراتيجيات التفكير المتشعب المدعمة ببعض تطبيقات الويب 2.0 في التدريس . ▪ تقديم اختبارات لمهارات التحليل التاريخي من الممكن الاستفادة منه في تقييم أداء التلاميذ. 139 140 )ج( بالنسبة لمخططي مناهج التاريخ: ▪ تزويد مخططي مناهج التاريخ بقائمة لمهارات التحليل التاريخي يمكنهم الاسترشاد بها أثناء تطوير المناهج. ▪ تزويدهم بمجموعة من الأنشطة التي يمكن إدراجها في المناهج لتزيد من إعمال تفكير التلاميذ. ) د( بالنسبة للباحثين: - تقديم مجموعة من المقترحات للبحوث المتعلقة باستراتيجيات التفكير المتشعب ومهارات التحليل التاريخي في مجال طرق تدريس التاريخ. - فتح آفاق جديدة في مجال تنمية مهارات التحليل التاريخي.