Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الآخر في قصص الأطفال المطبوعة :
المؤلف
عزت ، أماني عبد الخالق
هيئة الاعداد
باحث / أماني عبد الخالق عزت
مشرف / إعتماد خلف معبد
مشرف / إيناس محمود حامد
مناقش / جمال عبد الحى النجار
مناقش / زكريا ابراهيم الدسوقى
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
298ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - قسم الإعلام وثقافة الطفل
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 298

from 298

المستخلص

إن الأدب يعد ناقلا للأفكار، والآراء، والخبرات، وكذلك كثير من المهارات، وعاكسا –في كثير من الأحيان- للواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي، كما أنه يمنح -في الوقت ذاته- المتعة؛ ومن ثم فإننا نحتاج إلى تخصيص جزء من الأدب لتوجيهه للطفل؛ لأن الأطفال في أي أمة يمثلون المستقبل والرصيد الأساسي من الثروة البشرية الذي يجب تنميته، والحفاظ عليه؛ ذلك لأن أدب الطفل يعد آلية من آليات تربية الطفل.
يعد مصطلح ”أدب الطفل” مصطلحًا واسعًا؛ إذ إنه يشتمل على أجناس متعددة؛ مثل: الشعر والنثر والقصة والمسرحية وغير ذلك. وهذه الدراسة اهتمت بجنس واحد من بين هذه الأجناس الأدبية وهو القصة؛ لأنها أفضل طريقة يمكن من خلالها تقديم المعلومات المختلفة، وبث القيم والأفكار والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية؛ نظرا لما يحظى به الأسلوب القصصي من قبول لدى الطفل.
لقد بات -في الآونة الأخيرة- غياب ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف من أكثر عوامل الواقع الذي يعاني منه مجتمعنا، ومن ثَم يجب التركيز على فكرة التسامح وقبول الآخر، واللجوء إلى الحوار، وإلغاء فكرة نفي الآخر والثأر منه وإقصائه؛ وهو الأمر الذي يحتاج إلى إعادة تشكيل للوعي المجتمعي، وهذا أمر شديد الصعوبة؛ ومن ثم علينا أن نتدارك ذلك مع الأطفال؛ إذ إنهم مازالوا في طور التشكل والبناء.
لذا فنحن بحاجة إلى أن نتوجه إلى الفن القصصي المعني بالطفل، ونحاول أن نبث من خلاله تلك القيم الثقافية والإنسانية الغائبة عن مجتمعنا؛ مثل نشر ثقافة التسامح والتعايش، وقبول الآخر المختلف سواء على مستوى اللون، أو العرق، أو التكوين الجسدي (ذوي الاحتياجات الخاصة).
لذلك حاولت هذه الدراسة الكشف عن ماهية الآخر؛ وكيفية تقديمه عبر القصص الموجهة للطفل؛ من خلال رصد نماذج من قصص الأطفال التي تم إنتاجها في الفترة من بدايات القرن الواحد والعشرين حتى 2019.

أولا- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
لقد لاحظت في الآونة الأخيرة تلك الحالة التي وصلنا إليها من والفرقة، والاختلاف في الرأي والرؤية؛ وكذلك انتشار لغة التعصب؛ والافتقار إلى ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر؛ وهو الأمر الذي يلفتنا إلى ضرورة البحث عن جذور تلك المشكلة؛ وهي علاقة الذات بالآخر؛ وهذا للتعرف على ذاتنا، ومحاولة النهوض بها من خلال محاولة استكشاف نقاط القوة والضعف على حد سواء؛ وهذه المعرفة لن تتحقق إلا من خلال معرفة الآخر، ومدى وعينا به، وكيفية علاقتنا به؛ وذلك كله من خلال النظر والبحث في الفن القصصي؛ وذلك لإيمان الباحثة بأن الطفل هو طرف الخيط الذي يجب أن نبدأ منه؛ إذا أردنا التعامل مع مشكلات الثقافة والأخلاق والتربية على نحو جاد؛ وهو الأمر الذي أثار مجموعة من التساؤلات؛ على سبيل المثال:
1- كيف تم رسم شخصية ”الآخر” المختلف على مستوى اللون، أو العرق، أو التكوين الجسدي (ذوي الاحتياجات الخاصة) في قصص الأطفال؟
2- إلى أي مدى يقدم الكاتب سياقًا قصصيًا يطرح تعددية الآراء بعيدًا عن احتكار الحقيقة المطلقة لطرف من الأطراف؟
3- أي النصوص القصصية الموجهة للطفل التي تبنت تقديم صورة الآخر، وكيفية التعامل معه؛ على نحو إيجابي؟
4- كيف تم طرح فكرة ”الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” عبر أحداث القصص الموجه للطفل؟
ثانيًا- أهمية الدراسة:
1- إلقاء الضوء على بعض الكتابات الإبداعية القصصية الموجهة للطفل؛ بهدف الكشف عن كيفية إسهام هذه الكتابات في رسم صورة الآخر المختلف في اللون أو العرق أو ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن ثَم تشجيع الكتابة الأدبية الموجهة للطفل؛ التي تبرز مزايا تقبل الآخر.
2- توجه الدراسة أنظار القائمين على تنشئة الطفل وتربيته؛ نحو مفاهيم تقبل الآخر، وإشاعة ثقافة تقبل الآخر المختلف في اللون والعرق والتكوين الجسدي.
3- الكشف عن المنظومة الفكرية والأخلاقية التي يبثها كل كاتب؛ والتي تسهم على نحو كبير في رسم صورة ذهنية للآخر المختلف؛ عبر القصص الموجهة للطفل.
4- هذه الدراسة تعد من الدراسات القليلة التي اهتمت بتحليل بعض النصوص القصصية الموجهة للطفل على المستوى الفني، والقيمي؛ خاصة فيما يتعلق بقيمة احترام الآخر وتقبله، والقدرة على استيعابه ونبذ روح التعصب والعنف.
ثالثًا- نوع الدراسة ومنهجها:
تعد هذه الدراسة دراسة استطلاعية وصفية لمجموعة من قصص الأطفال؛ التي تناولت ”الآخر”، المختلف في اللون أو العرق أو التكوين الجسدي -ذوي الاحتياجات الخاصة- في مصر خلال الفترة من بدايات القرن العشرين حتى عام 2019م؛ إذ إنها تركز على وصف وتحليل مجموعة من الأعمال الأدبية الموجهة إلى الطفل، وقد تم ذلك عبر الاعتماد على المنهج البنيوي؛ بوصفه مدخلا لفهم النصوص الأدبية. هذا بالإضافة إلى محاولة الإفادة من ”التحليل التتبعي القيمي”؛ وهو اتجاه يقوم برصد القيم في الأعمال الأدبية الموجهة للطفل.
رابعًا- عينة الدراسة:
أولاً- أعمال كامل كيلاني:
1- الأمير الحادي والخمسون، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2017.
2- بنت الصباع، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2011.
3- مدينة النحاس (قصص من ألف ليلة)، ط3، دار المعارف، القاهرة، 1993.
4- الملك عجيب (قصص من ألف ليلة)، ط 21، دار المعارف، القاهرة، 1991.
5- صراع الأخوين، دار المعارف، القاهرة، 1991، ط6.
ثانيًا- أعمال عبد التواب يوسف:
1- الحسن بن الهيثم يقابل إسحاق نيوتن في علم الضوء، اللقاء الفريد بين علماء العرب وعلماء الغرب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 2007.
2- عباس بن فرناس يقابل الأخوين رايت ولندنبرج في علم الطيران، اللقاء الفريد بين علماء العرب وعلماء الغرب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط1، 2007.
3- نحو ثقافة جديدة، سلسلة هيا نتثقف، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني، ط1، 2008.
4- المقعد المتحرك، دار المعارف، القاهرة، 2000.
5- أذنان جميلتان، المقعد المتحرك، دار المعارف، القاهرة، 2000.
ثالثًا- يعقوب الشاروني:
1- مختلفين ومع بعض عايشين، كلنا أخوة، وزارة الإعلام الهيئة العامة للاستعلامات، سلسلة الثقافة لغة السلام للأطفال والنشء (8)، 2006.
2- الشمبانزي يضحك في أسف، كلنا أخوة، وزارة الإعلام الهيئة العامة للاستعلامات، سلسلة الثقافة لغة السلام للأطفال والنشء (8)، 2006.
3- سر اللحية البيضاء، دار المعارف، سلسلة المكتبة الخضراء، ط 6.
4- الأعمى وكنز الصحراء، سلسلة المكتبة الخضراء، دار المعارف، ط5، 2000.
5- شملول المهرج البهلول، دار المعارف، سلسلة المكتبة الخضراء، ط 1، القاهرة، 2019.
رابعًا- الكُتَّاب الجدد:
1- هشام الجبالي. الكرة البلورية، سلسلة أحلام سعيدة، دار الهدى للنشر والتوزيع، 2007.
2- عائشة رافع. أنا كما أنا جميلة ومبدعة، دار نهضة مصر، ط1، 2015.
3- مصطفى فتحي. مينو.. ابن القمر، دار نهضة مصر للنشر، يناير 2016.
4- إبراهيم شلبي. الخروج من الفقاعة، دار البلسم للنشر والتوزيع، ط3، 2017.
5- عبير محمد أنور. خطابات سرية، دار نهضة مصر، 2019.
خامسًا- أهم النتائج:
1- يمكننا القول إن كامل كيلاني قدَّم على المستوى الدلالي والقيمي الخاص بالآخر المختلف في اللون أو ذوي الاحتياجات الخاصة؛ قيمًا غير مستحدثة؛ فجاءت صورة الآخر سلبية؛ تعمق الفجوة بين الأنا والآخر لدى الطفل، نتيجة لأهمية القصة، وأثرها في تشكيل القيم، والسلوك السلبي، أو الإيجابي لدى المتلقي/ الطفل.
* ترى الباحثة أن الدلالات الخاصة بالآخر؛ ”المختلف في اللون” عند الكيلاني اتفقت مع ما تقدم من هذه الدراسة في الفصل الخاص بـ”الإطار المعرفي”، المبحث الأول: بعنوان ”الآخر المختلف في اللون”؛ حيث انتمت عينة القصص إلى ذلك الجزء من الوعي العربي؛ الذي مارس ذلك التمييز العنصري -ربما بدون وعي- ضد الأسود المختلف في اللون عن أغلب العناصر العربية، ومن انضموا لهم عبر الفتوحات الإسلامية؛ مكونين بعض الملامح الثقافة؛ التي لم تخرج عنها تلك النصوص الشعرية، وكثير من الكتابات التراثية المختلفة، وبعض الكتابات السردية؛ مثل السير الشعبية وغيرها. ثم امتد في الزمن؛ حتى ظهر جليا في الأعمال الروائية، وغير الروائية التي قدمتها السينما المصرية؛ حينما قدمت أصحاب البشرة السمراء عادة من خلال المهن والأعمال ذات الشأن المتواضع.
2- جاءت المنظومة القيمية الخاصة بعبد التواب يوسف في تناوله للآخر المختلف في العرق والثقافة؛ إيجابية ومليئة بروح التسامح والاعتراف والاحترام المتبادل إلى حد كبير؛ أما فيما يتعلق بالآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فقد جاءت قيمه مغايرة لما قدمه الجيل السابق له؛ متمثلا في كامل كيلاني؛ حيث تمرد على الصورة الذهنية المتوارثة التي تدعو للشفقة الممزوجة بالإهمال وعدم التقدير؛ إلى نظرة التقدير والإعجاب؛ لآخرٍ لديه القدرة على فعل الكثير عبر تحدي الظروف؛ على نحو مختلف وفي مجالات مختلفة.
4- لقد جاء يعقوب الشاروني؛ برؤية قريبة من رؤية الجيل الذي سبقه؛ متمثلا في عبد التواب يوسف، فلم يقدم جديدًا واضحًا من بعده على مستوى المضمون؛ فقد أكد على قيمة التعايش، والتسامح، واستيعاب الآخر المختلف؛ في اللون أو الشكل، أو العِرق، وأهمية التنوع والتعدد؛ لكنه تميز على عبد التواب يوسف بالمستوى الفني؛ حيث كان أقرب إلى الدلالات، بعيدًا عن التلقين المباشر.
5- جاء الكُتاب الجُدد؛ أكثر اهتمامًا بتقديم صورة ذهنية إيجابية ومخالفة لما سبق مما قُدِّم عن ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فلم نلحظ أية دلالات سلبية لذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث جاءت صورتهم أكثر إيجابية وتفاعلا؛ عن الأعمال السابقة؛ وإن ظل كل هذا غير كافٍ، حيث كانت هناك ندرة شديدة في عينة الدراسة؛ كما تم تجاهل التعرض للآخر المختلف في والعرق واللون.
6- جاءت عناصر الجذب الإخراجية والفنية في القصص محل الدراسة كما يأتي:
أ- لم يتم تحديد الفئة العمرية في القصص عينة الدراسة؛ بنسبة 95%، من إجمالي العينة، بينما جاءت فئة تم تحديدها بنسبة 5%، وهي نسبة ضعيفة جداً، وهذا يتفق مع الدراسة السابقة للباحثة في الماجستير( )؛ حيث ورد في نتائج الدراسة أن أعمال الكُتَّاب الثلاثة محل الدراسة، لم تهتم بتحديد الفئة العمرية المستهدفة من كتابة القصص؛ وهو الأمر الذي يصعب من عملية اختيار القصص المناسبة للأطفال.
ب- جاءت اللغة الفصحى المبسطة على رأس المستويات اللغوية الأخرى؛ في القصص عينة الدراسة؛ حيث مثلت نسبة 75% من إجمالي القصص محل الدراسة؛ بينما سجلت فصحى التراث 25%، ولم تسجل العامية أية نسبة؛ ويرجع ذلك إلى أن الفصحى المبسطة هي الأنسب لمرحلة الطفولة. وهذه النسب تتفق مع دراسة الدكتورة إيناس أحمد عبد العزيز( )؛ حيث جاءت الفصحى المبسطة على رأس المستويات اللغوية الأخرى.
ج- الصور التعبيرية جاءت في القصص عينة الدراسة متقدمة على الرسوم الشخصية؛ حيث جاءت الرسوم التعبيرية بنسبة 54.5%، أما الرسوم الشخصية جاءت بنسبة 45.5%، وذلك لأن قصص الأطفال تلجأ -عادة- إلى الرسوم التعبيرية لتوضيح المضمون. كما حصلت قصص عبد التواب يوسف والشاروني معًا على نسبة 60.4% من إجمالي النسبة الكلية للصور الشخصية والتعبيرية.
- وهذه النسبة المتقدمة للرسوم التعبيرية في القصص محل الدراسة تتفق مع دراسة الدكتورة إيناس عبد العزيز؛( ) حيث توصلت دراستها إلى أن الصور التعبيرية جاءت على رأس أنواع الصور على مستوى المجلات والكتب مجتمعة؛ حيث تلجأ كل هذه المطبوعات إلى الصور التعبيرية لتوضيح المضمون المراد توصيله للطفل أكثر من الصورة الشخصية.
سادسًا- أهم توصيات الدراسة:
هناك مجموعة من التوصيات التي تتطلع إليها الدراسة، من أهمها:
1- على الكاتب المعني بأدب الأطفال -على مختلف أجناسه الأدبية- أن يتمرد على الصورة الذهنية التقليدية الموروثة للآخر المختلف في اللون، أو العرق، أو الدين، أو التكوين الجسدي (ذوي الاحتياجات الخاصة)؛ وأن يقدم صورًا ذهنية جديدة ومغايرة؛ تكون أكثر واقعية، وأكثر اتساقا مع الرؤى الدينية والأخلاقية والحضارية الواعية للإنسان.
2- أغلب القصص والكتب الموجهة للطفل لا تحدد الفئة العمرية المستهدفة، لذلك يجب ألا يتم التصريح بالطباعة أو النشر لأية قصة أو كتاب إلا بعد أن يتم تحديد الفئة العمرية المستهدفة.