الفهرس 
Chest UltrasoundOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 151 |  |  |
| | | from | 151 | | |
Abstract
يُعتبر فشل عضلة القلب واحد من أهم الأسباب التي تُسبب اعتلال الجسم وتؤدي إلى الوفاة. ويُعَد الفشل الحاد في عضلة القلب واحداً من أهم الأسباب لدخول المرضى كبار السن في المستشفيات للعلاج ويرتبط أيضاً بزيادة نسبة الوفيات.
و يحتاج فشل القلب الحاد إلى التقييم العاجل وما يَتْبَعه من العلاج المكثف من أدوية عن طريق الوريد أو إجراءات تداخلية. ولقد ظلت طرق التشخيص الأولية لمرضى فشل القلب الحاد دون أي تغيير جوهري طيلة العقود الماضية. كما أن هذه الطرق تأثرت بالسلب من عدة عوامل مثل نقص حساسية الفحص الإكلينيكي، وعدم دقة رسم القلب، وعدم الموثوقية في نتائج الأشعة على الصدر.
وتُعتبر الأدوية المُدِرَّة للبول عن طريق الوريد هي حجر الزاوية في علاج مرضى فشل القلب الحاد. و هذا بالرغم من عدم وجود الدراسات الكافية التي تُحدد الجرعات المناسبة، والتوقيت المناسب لبدء العلاج بها، وأيضاً طرق إِعْطَائها للمرضى. وقد تتسبب الجرعات العالية من الأدوية المُدِرَّة للبول بعض الآثار الجانبية ومنها التنشيط العصبي الهرموني واضطرابات الأملاح بالجسم مما يؤدي إلى نتائج أسوأ.
ولقد تمت البَرهَنة على أن الموجات الصوتية على الصدر آداة صالحة لتقييم الارتشاح الرئوي. ولذلك فإن استخدام الموجات الصوتية على الصدر في مرضى فشل القلب الحاد قد يساعد على التشخيص المبكر للحالات وما يترتب عليه من بدء العلاج المناسب. أيضاً استخدام الموجات الصوتية على الصدر لمتابعة الارتشاح الرئوي قد يُفِيد في ضبط جرعات الأدوية المُدِرَّة للبول خلال الساعات الأولى من بدء العلاج. ومن العوامل التي تُسهل استخدامها هي كونها بسيطة، بجوار المريض لا تحتاج لنقله، يمكن إعادتها، غير تداخلية، ولا تُعرض المرض لأي إشعاع.
الهدف من الدراسة:
أما عن أهداف هذه الدراسة فهي تقييم أداء الموجات الصوتية على الصدر مقارنة بالطرق التقليدية أولاً في تشخيص الارتشاح الرئوي في مرضى فشل عضلة القلب الحاد، ثانياً في متابعة تحسن الارتشاح الرئوي أثناء العلاج، وثالثا في ضبط جرعات الأدوية المُدِرَّة للبول لتجنب الجرعات العالية وما يترتب عليها من آثار جانبية.
المرضى وطرق الدراسة:
تم عمل الدراسة على مائتين من مرضى فشل القلب الحاد وكفاءة عضلة القلب اقل من ٤٠٪ والذين تم علاجهم في قسم القلب بمستشفى بنها الجامعي في الفترة من سبتمبر ٢٠٢٠ وحتى فبراير ٢٠٢١.
معايير الاشتمال:
١. جميع المرضى الذين يعانون من فشل القلب الحاد مع انخفاض كفاءة عضلة القلب (EF <40٪) والذين يكون استخدام مدرات البول مناسبًا لهم.
٢. المرضى البالغين> 18 سنة.
٣. استوفى معايير التشخيص لفشل القلب الحاد (NYHA CLASS III or IV) .
٤. عرض واحد على الأقل من أعراض فشل القلب الحاد أثناء الراحة.
معايير الاستبعاد:
١. المرضى الذين يعانون من مرض القصور أو الفشل الكلوي.
٢. مقاومة الجسم لمدرات البول.
٣. فشل متعدد الأعضاء ، حالة الصدمة ، والحاجة إلى إنعاش بالسوائل عن طريق الوريد.
٤. فشل القلب مع الحفاظ على كفاءة عضلة القلب (HFpEF) ، متوسط المدى (HFmrEF).
٥. الالتهاب الرئوي ، وتليف الرئة ، ومتلازمة تصلب الرئة.
خطوات العمل:
خضع كل المرضى إلى نفس الإجراءات وهي معرفة التاريخ المرضي كاملا، الفحص الإكلينيكي، متابعة العلامات الحيوية، تصنيف كيليب، وقياس ضغط الأذين الأيمن. كما تم عمل التحاليل والفحوصات وتضمنت مستوى الهيموجلوبين بالدم، وظائف الكلى، مستوى الأملاح بالدم، رسم القلب، أشعة عادية على الصدر، موجات صوتية على القلب، موجات صوتية على الصدر، ومؤشر انكماش الوريد الأجوف السفلي.
وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين هما مجموعة الحالات ومجموعة الضبط. أما مجموعة الحالات فقد تمت متابعة الارتشاح الرئوي وضبط جرعات الأدوية المُدِرَّة للبول باستخدام الموجات الصوتية على الصدر. وأما مجموعة الضبط فقد تم استخدام الطرق التقليدية بدلا من الموجات الصوتية على الصدر.
و تمت مقارنة المجموعتين في أول ٤٨ ساعة منذ بدء العلاج من حيث التحسن الاكلينيكي. كما تمت مقارنتهم أيضاً خلال خمسة أيام منذ بدء العلاج من حيث تأثير الأدوية المُدِرَّة للبول على وظائف الكلى، مستوى الأملاح بالدم، و حدوث اضطرابات في ضربات القلب. كما تمت متابعة ومقارنة المرضى بعد ذلك من حيث مدة الإقامة للعلاج بالمستشفى ومن حيث حدوث الوفاة أيضاً.
نتائج الدراسة:
أظهرت النتائج دور الموجات الصوتية على الصدر في تشخيص الارتشاح الرئوي في مرضى فشل القلب الحاد. فقد كانت هناك علاقة متوسطة بين مقياس الموجات الصوتية على الصدر و الدلالات الإكلينيكية والإشعاعية للارتشاح الرئوي في خلال فترة العلاج للمرضى. فقد كانت هناك علاقات بين مقياس الموجات الصوتية على الصدر و نسبة الأكسجين بالدم، معدل التنفس، ضغط الأذين الأيمن، معدل انكماش الوريد الأجوف السفلي، و مقياس الاشعة على الصدر. والموجات الصوتية على الصدر - كَوْنها متوفرة، سهلة النقل، دقيقة، وسهلة الاستخدام - تُعَدُ أداة موثوق بها لتشخيص الارتشاح الرئوي. وعلى الرغم من ذلك، فإن دمج نتائج الموجات الصوتية على الصدر مع نتائج الفحص الإكلينيكي والفحوصات الأخرى سوف يوفر تشخيص أكثر دقة للارتشاح الرئوي.
أما عن دور الموجات الصوتية على الصدر في علاج مرضى فشل القلب الحاد، فقد أظهرت النتائج أن استخدام الموجات الصوتية على الصدر في علاج مرضى مجموعة الحالات أدى إلى تقليل جرعات الأدوية المُدِرَّة للبول المستخدمة في علاجهم مما أدى بالتبعية إلى تقليل حدوث الآثار الجانبية لهذة الأدوية مثل نقص مستوى السوائل بالجسم، اضرابات الأملاح بالدم، عدم انتظام ضربات القلب، و القصور الحاد في وظائف الكلى. و قد انعكس ذلك على مدة إقامة مرضى مجموعة الحالات في المستشفى للعلاج مما أدى إلى تقليل هذه المدة. فضلاً عن ذلك، فقد كانت الآثار الجانبية للأدوية المُدِرَّة للبول أكثر حدوثاً في مرضى مجموعة الضبط.
التوصيـات:
تم التوصل إلى استنتاج من هذه الدراسة وهو أن الموجات الصوتية على الصدر تُقدم أداة مُفيدة لتشخيص وعلاج مرضى فشل القلب الحاد. كما أن دمج هذه الأداة مع طرق التشخيص الأخرى يُزيد من دقة التشخيص. ويُمْكن بهذه الأداة أيضاً متابعة مستوى الارتشاح الرئوي أثناء فترة علاج المرضى.
وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام هذه الأداة في ضبط جرعات الأدوية المُدِرَّة للبول مما يساعد في تقليل الجرعات المستخدمة في العلاج وأيضاً تقليل الآثار الجانبية الضارة للأدوية ومنها نقص مستوى السوائل بالجسم، اضطراب مستوى الأملاح بالدم، اضطرابات ضربات القلب، وارتفاع وظائف الكلى.
و لحين أن تُصبح الموجات الصوتية على الصدر أداة شائعة الاستخدام في الممارسة الطبية اليومية، فلا زلنا بحاجة لدراسات أكثر لتحديد أفضل الطرق لاستخدام هذه الأداة.