الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان لعلماء مدينة القدس وشيوخ الصوفية والقضاة ومتقلدي المهن التعليمية والدينية دور سياسي واضح في قول الحق في وجه السلاطين وكف المظالم عن الناس ورد الحقوق من بعض نواب المدينة ونظارها ممن بخسوا الحقوق. ظهرت مدينة القدس في أبهى صورها العمرانية خلال العصر المملوكي نتيجة لعناية السلاطين ومختلف الطوائف السكانية بإعمارها وكثرت أعمال البر والخير وزادت الأوقاف التي أثَّرت بدورها على ازدهار العمران وعلى المؤسسات الدينية وقاطنيها. تكشف لنا الوثائق المتعلقة بالمعاملات التجارية للمقيمين في القدس من المسلمين والنساء بصفة خاصة وأهل الذمة عن العقلية التجارية وعنايتها بالاستثمار وتحقيق الربح: حتى إن البسطاء كانوا يستثمرون أموالهم في شراء جزء من أسهم المنازل ويشترون محصول الحاكورة ليعيدوا بيعه: والجدير بالنظر أن أصحاب المهن الدينية والتعليمية كانوا يستثمرون أموالهم في شراء العقارات أو غراس الأراضي لإعادة بيعها. كان للمرأة المقدسية دور حضاري بارز وشخصية حرة مستقلة؛ فقد شاركت في الحياة العلمية والعملية حيث تعددت المهن التي عملت بها: كما شاركت في الأنشطة التجارية وساهمت بصورة واضحة في وقف الأوقاف وإنشاء المؤسسات الدينية: بل كانت تمتلك المنشآت المدنية. أصدر المؤرخون اليهود والنصارى بأنفسهم حكما بأن أوضاع أهل الذمة في القدس المملوكية لم تكن سيئة: بل اتسمت بالأمن والاستقرار إلى حد كبير: بل كانوا يلجأون في مظالمهم إلى قضاة المدينة لإنصافهم وفق مبادئ الشريعة العادلة. كان لأهل الذمة مشاركة واضحة وقوية في الأنشطة الحضارية بصورة عامة: فكانوا يشغلون بعض المهن مثل المسلمين تمامًا: كما شاركوا في الأعمال التجارية. |