Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النبوءات وتاثيرها على الاحداث والشخصيات فى ملحمة الانيادة لفرجيليوس /
المؤلف
محمد، مصطفي البدري محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد مصطفي البدري محمد
مشرف / صالح رمضان رضوان
مشرف / احمد فھمي عبدالجواد حسن
مشرف / عبدالعزيز إمام محمود أحمد
مناقش / علي عبدالتواب علي
الموضوع
الأدب اللاتيني - تاريخ ونقد. ملحمة الانيادة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني (235 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الدراسات اليونانية واللاتينية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 235

from 235

المستخلص

تحدثت الدراسة عن النبوءات ومدى تأثيرها على الأحداث والشخصيات عند الرومان, وذلك من خلال ملحمة الإنيادة لفيرجيليوس, وقد تناولت الدراسة دور النبوءات في تغيير مسار آينياس وتوجيهه من قبل الآلهة التي كان لنبوءاتهم دور كبير في تحديد مصير البطل وخاصة نبوءات كبير الآلهة يوبيتر ثم الإله أبوللو من بعده, فقد تنبأ يوبيتر بمستقبل عظيم لآينياس ثم ابنه أسكانيوس من بعده, أما نبوءات أبوللو فقد كان لها دور كبير في تحديد المناطق والمدن التي سيزورها آينياس بالترتيب, فقد كان أبوللو هو المرشد الرئيس لآينياس ورفاقه في رحلته إلى إيطاليا. ولم تكن نبوءات أبوللو مباشرة لآينياس, ولكنه أمده بهذه النبوءات من خلال الكهنة وخاصة هيلينوس, الذي كان بدوره مرشدًا وناصحًا لآينياس وخير داعم له, ولكن الربة يونو كانت تقف عائقًا لهيلينوس عن تحقيق ما يصبو إليه بالنسبة لآينياس؛ لأنها كانت ترى أن آينياس ورفاقه الطرواديين سيستولون على مدينتها قرطاجة.جاءت بعد ذلك نبوءات العرافة سيبولا, التي كانت خير عون لآينياس في رحلته إلى العالم السفلي وملاقاة والده. ثم بعد ذلك النبوءات ونشاة روما التي تنبأت بمستقبل عظيم لروما , وجاءت على رأس هذه النبوءات, نبوءة يوبيتر التي ارتكزت على ابن البطل أسكانيوس الذي سيؤسس مدينة الألبالونجا بعد ذلك, أما نبوءات شبح أنخيسيس فجاءت مبشرة ومحفزة, فقد تناولت أبطال روما الحقيقين وعلى رأسهم أغسطس, الذي تأسست مدينة روما على يديه. ثم تحدثنا عن درع آينياس, الذي صور عليه فولكانوس, إله النار والحدادة, الأحداث التي ستمر بها روما, فقد كان هذا الدرع هو الداعم الحقيقي لأهم النبوءات المتعلقة بروما ونشأتها. وفي نهاية الدراسة جاءت ردود أفعال آينياس والطرواديين على النبوءات, فقد كانت نبوءات هذا الفصل تحمل في طياتها الشرور لآينياس ورفاقه, وظهر ذلك من خلال نبوءة كيلاينو كبرى الهاربيات, التي كانت تطارد آينياس ورفاقه بنبوءاتها المزعجة, ولكن استطاع آينياس ورفاقه أن يتخطوها, وأثبتوا في النهاية أنها مجرد مزحة. ثم لعنة ديدو التي توعدت آينياس بنهاية حزينة في نهاية مطافه. جاءت بعد ذلك نبوءات الموتى, أصدقاء آينياس الذين لاقوا حتفهم ولم يعلم آينياس شيئًا عنهم, فقد جاءت ردود أفعاله سريعة في التعامل مع جثثهم ودفنها. أما نبوءة فاونوس في نهاية مطافه فقد كانت متعلقة بزواج آينياس من لافينيا ثم ولادة ابنه يولوس وتحقيق مستقبل مشرق لروما على يديه. وفي نهاية الدراسة تحدثنا عن ردرود أفعال آينياس ورفاقه على نبوءات أشباح الأشخاص التي لم تكن سوى تحفيز وتشجيع لآينياس على مواصلة رحلته وتحقيق هدفه الذي كان يصبو إليه. وفي النهاية رأينا أن نبوءات الملحمة قد حدث فيها تطور كان له أثر عميق في ردود أفعال بطلها ورفاقه أمام هذه النبوءات التي كان يتلقاها بشغف كبير, وقد انزعج آينياس من النبوءات التي كانت تتعلق به أو بابنه أسكانيوس, وذلك لأن هذه النبوءات كانت تخص ذريته بعد ذلك, ولكنها لعبت دورًا كبيرًا في إخبار آينياس برؤى مستقبلية, كما أنها كانت تتوافق مع مشيئة الآلهة حتى تصبح نبوءة مشروعة؛ لأن الآلهة هي من تستطيع معرفة المستقبل والتنبؤ به. وقد اتضح لنا أن تقوى آينياس كما وصفها فيرجيليوس في ملحمته, جعلته مقربًا من الآلهة والكهنة. كما أن تفضيل آينياس للواجب المكلف به جعلته قائدًا شجاعًا منذ بداية رحلته وحتى نهايتها. لاحظنا أيضًا أن الآلهة لا تمنح نبوءاتها للبشر العاديين, لكنها تحتاج إلى كهنة لتمرير النبوءات إلى هؤلاء البشر؛ حتى يفهمها البشر بطريقة صحيحة. قد تصبح نبوءات الآلهة غامضة إلى حد ما؛ مما يجعل العرافون يفسرونها قدر الإمكان, حتي يتمكن البشر من فهمها فهمًا صحيحًا. كان السبب الرئيس في عداء يونو لآينياس هو خوفها الشديد على مدينتها ”قرطاجة” التي كانت تخشى عليها من احتلال الطرواديين لها يوما ما. لم يستمر عداء يونو لآينياس حتى النهاية فقد أعلنت استسلامها بعد ذلك لتلك الذرية التي سيطرت على روما ومجدها. كانت نبوءات شبح أنخيسيس لآينياس محفزة ومبشرة بمستقبل عظيم لروما, وظهر ذلك في تجاهل شبح أنخيسيس للأحداث السلبية الخاصة بالتاريخ الروماني. صور فولكانوس على درع آينياس جاءت لتصور الأقدار التي ستحدث في المستقبل، لذلك كان هذا الدرع الداعم الحقيقي لأهم النبوءات المتعلقة بمستقبل روما. لم تتحقق نبوءة كيلاينو بالمعنى الذي كانت تقصده, لكنها سببت قلقًا شديدًا لآينياس ورفاقه. لم يفهم الطرواديون نبوءة كيلاينو إلا بعد أن فسرها أسكانيوس فتحولت النبوءة من خوف وحزن إلى طمأنينة وسعادة. إن اهتمام فيرجيليوس العميق بالشباب, الذي يتجلى بشكل جديد في حالة أسكانيوس لا يعطي حيوية جديدة للملحمة فحسب, بل إنه يتوافق مع أحد أغراضه الأساسية في كتابة الملحمة وهو تمجيد روما وأغسطس.اعتبر الشاعر لعنة ديدو نبوءة لأنها جاءت متشابهة مع نبوءة يوبيتر التي ذكر فيها: ”أن آينياس سيحكم ثلاثة أعوام ثم يصعد إلى السماءاعتبر الشاعر لعنة ديدو نبوءة لأنها جاءت متشابهة مع نبوءة يوبيتر التي ذكر فيها: ”أن آينياس سيحكم ثلاثة أعوام ثم يصعد إلى السماء”. اتفقت لعنة ديدو مع نبوءة يوبيتر في الشكل الظاهري, لكن في الواقع أن نبوءة يوبيتر تعطينا الجانب الإيجابي لآينياس, وهو أنه سيصعد إلى السماء, بينما لعنة ديدو فتعطينا الجانب السلبي وهو أن آينياس سيموت في النهاية دون دفن. أرادت ديدو من لعنتها أن تنشر الفوضى والخوف في قلب آينياس, لكن ردود أفعال آينياس كانت قوية, ولم يهتم بلعنتها, وأكمل رحلته. كانت ردود أفعال آينياس سريعة بشأن نبوءات أصدقائه الذين لاقوا حتفهم دون علمه, فقد سارع بدفن جثة ميسينوس, كما أقام قبرًا لبالينوروس. كان لدى آينياس شكوك حول نبوءة أبوللو بشأن عودة بالينوروس سالمًا إلى إيطاليًا, بعد أن علم بغرقه, ولكن بالينوروس ذكر الحقيقة كاملة لآينياس في العالم السفلي موضحًا له صحة نبوءة أبوللو. تحققت نبوءة يونو بشأن الحرب بين الطرواديين واللاتين, والتي كان سببها الرئيس هو زواج آينياس من لافينيا, على غرار ما حدث بين باريس وهيليني مما أدى إلى اندلاع الحرب بين الإغريق والطرواديين. معظم النبوءات في ملحمة الإنيادة كانت تدور حول مستقبل آينياس بصفة خاصة ومستقبل الرومان بصفة عامة, فكما ورد في نبوءة يوبيتر لفينوس في الكتاب الأول أن يوبيتر لم يضع حدودًا لإمبراطورية الرومان وأنها منحت حكمًا بلا نهاية.وقد تحققت نبوءات يوبيتر سواء الخاصة بمستقبل آينياس وذريته أو بمستقبل روما إلى حد كبير, فقد سيطر الرومان على البحر المتوسط إلى حد كبير. وانقسمت النبوءات في ملحمة الإنيادة إلى قسمين: القسم الأول, وهو المتعلق بالنبوءات قصيرة الأجل وهي النبوءات التي تنبأت بأحداث سوف تجري في أحداث الملحمة, والقسم الثاني: المتعلق بالنبوءات طويلة الأجل, وهي النبوءات التي تنبأت بأحداث تتعلق بنشأة روما ومستقبلها, وجدير بالذكر أن النبوءات في الملحمة قد حدث فيها تطور كان له أثر عميق في ردود فعل بطلها آينياس ورفاقه أمام هذه النبوءات التي كان يتلقاها بشغف كبير وقد انزعج آينياس من النبوءات التي كانت تتعلق به أو بابنه أسكانيوس, وقد وقف آينياس حائرًا, حيث أن هذه النبوءات تخص أحفاده. وهي وإن كانت كذلك فإنها لعبت دورًا مهمًا في إخبار آينياس برؤى مستقبلية؛ وهي أيضًا من الضروري لها أنها كانت تتوافق مع مشيئة الآلهة حتى تصبح نبوءة مشروعة، فالآلهة فقط هي من تستطيع معرفة المستقبل بشيء من اليقين.وهي كذلك كانت تحتوي على نبوءات يسودها التفاؤل ونبوءات تدعو إلى التشاؤم, وكان من الطبيعي أن ينشأ بينهما صراع يحتدم في نفوس مستقبلي هذه النبوءات ولكن أهم من هذه وتلك كانت تلك النبوءات التي تدعو أو تحث إلى عدم التقاعس وتحفز البطل على إنجاز مهامه التي كانت تأخذ صفة المهام المقدسة. وفي هذا الشأن تلقى آينياس نبوءات تخبره بأن عليه إكمال مهامه حتى تتحقق من خلالها المشيئة الإلهية, تلك المشيئة التي جاءت إليه عن طريق النبوءة, وقد جاءت نبوءات الحث أو التشجيع هذه في النصف الأول من الملحمة, والذي وصل آينياس ورفاقه في نهايته إلى إيطاليا. وعند ذلك يأتي دور النبوءات طويلة الأجل التي تنبأت بنشأة روما ومستقبلها, وقد أشارت هذه النبوءات إلى بروز دور أسكانيوس وليس آينياس في مستقبل روما.