Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التخطيط لجامعات العمر الثالث في مصر على ضوء خبرات بعض الدول الأجنبية /
المؤلف
مفتاح، أسماء مسعود عبد التواب.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء مسعود عبد التواب مفتاح
مشرف / يوسف عبد المعطي مصطفى
مشرف / حسنية حسين عبد الرحمن
مشرف / نهله سيد حسن أبو عليوة
الموضوع
مصر. جامعات العمر الثالث.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
280ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/4/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية التربية - التربية المقارنة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 309

from 309

المستخلص

يعد التعلم مدى الحياة أساسا للمعرفة ومثالا للمجتمع الشامل، فهو يعمل على تهيئة بيئة تساعد جميع الأفراد على اكتساب المعارف والخبرات وتطوير المهارات. ولتحقيق أهداف التعلم مدى الحياة؛ يجب على جميع الأطراف من حكومات ومؤسسات ومنظمات تحمل المسؤولية تجاه ذلك. ومن أبرز التحديات التي يواجهها التعلم مدى الحياة التكيف مع متطلبات كبار السن في كل جانب من جوانب التعلم وعلى كافة المستويات، حيث يشكل كبار السن أسرع قطاعات السكان نموًا في أغلب دول العالم، ومع ذلك نجد أن السياسة العامة للدول لا تزال تنظر إلى تعليم كبار السن على أنه مجرد رفاهية وليس له أي علاقة بالتنمية البشرية. ولتلبية احتياجات التعلم لهذه الفئة المهمشة، فقد اتجهت بعض الدول إلى وضع مجموعة متنوعة من النماذج التعليمية التي توفر التعلم مدى الحياة لتلبية الاحتياجات الخاصة للسكان المسنين ومن أهم هذه النماذج جامعات العمر الثالث. وقد ظهرت جامعات العمر الثالث لأول مرة في تولوز بفرنسا عام 1972، وذلك لتحسين نوعية الحياة لكبار السن. ووفقًا للنموذج الفرنسي؛ ترتبط جامعات العمر الثالث بالجامعات والكليات التقليدية، وتستفيد من مواردها. وفي عام 1982 تم تأسيس النموذج البريطاني من جامعات العمر الثالث في كامبريدج، يعتمد هذا النموذج على ”المساعدة الذاتية” وهي جامعات تتمتع باستقلال ذاتي وتعتمد كليًا على جهود المتطوعين ولا تنتمي إلى مؤسسات التعليم التقليدية.
ويعد تعليم الكبار ـــــ وخاصة المسنين ــــــ في مصر من الخدمات المهمشة والمتواضعة، والتي يتم التخلي عنها في كثير من الأحيان دون توجيه الاهتمام الكافي لها في مقابل تغطية احتياجات المراحل الأساسية من التعليم للأطفال والشباب بالمدارس والجامعات. كما أن برامج تعليم الكبار في مصر تركز على محو الأمية الأبجدية، وبالتالي فهي لا تلبي احتیاجات الكبار، وخاصة المتقاعدین، مما دعا إلى دراسة خبرات بعض جامعات العمر الثالث في بعض الدول الأجنبية، وإمكانية الاستفادة منها في وضع نموذج مقترح لتوجيه الجامعات المصرية نحو جامعة العمر الثالث.
مشكلة الدراسة:
في مصر ووفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة في عام 2021عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، يظهر أن هناك ارتفاعا في أعداد المسنين من عمر 60 سنة فأكثر، إذ بلغت نسبة المسنين فى مصر7,9% من إجمالى عدد السكان، مقارنة بنسبة 6.7% في احصاء عام 2017. والزيادة الملحوظة في أعداد هذه الفئة العمرية تستدعي أن نولي هذه الفئة عناية خاصة مثل ما يحدث حاليا في أغلب دول العالم، مما يحتم على واضعي السياسات الأخذ في الاعتبار ضرورة توفير سبل التعلم مدى الحياة لهذه الفئة، وتعد جامعات العمر الثالث نموذجا يحتذى به في هذا المجال، ولذا ينبغي توجبه الجامعات المصرية للنظر في هذا الاتجاه، والسعي لوضع نموذج لجامعات العمر الثالث في مصر. وفى محاولة للبحث في هذه المشكلة حاولت الدراسة الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:
كيف يمكن التخطيط لجامعات العمر الثالث في مصر على ضوء خبرات بعض الدول الأجنبية؟ ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما الأسس النظرية لجامعات العمر الثالث في الأدبيات التربوية المعاصرة؟
2. ما أهم الملامح الأساسية لجامعة تولوز للعمر الثالث في فرنسا على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة ؟
3. ما أهم الملامح الأساسية لجامعة كامبريدج للعمر الثالث في المملكة المتحدة على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة ؟
4. ما أوجه التشابه والاختلاف بين كل من جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث ؟
5. ما الجهود المبذولة لتعليم ورعاية الكبار في مصر على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة؟
6. ما النموذج المقترح لإنشاء جامعات العمر الثالث في مصر على ضوء الإفادة من خبرة جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث، وبما يتفق مع أوضاع المجتمع المصري؟
أهمية الدراسة:
أ‌- الأهمية النظرية:
1- قد تمثل هذه الدراسة إضافة للأدب التربوي باللغة العربية في مجال التعلم مدى الحياة وخاصة فئة كبار السن، وما يرتبط بذلك من مفاهيم وآليات ونماذج في هذا المجال.
2- قد توفر الدراسة نظرة متعمقة لصانعي القرار حول أهمية تعليم المسنين، و دوره في تحسين حياتهم، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بشكل أفضل وأكثر فعالية.
ب‌- الأهمية التطبيقية:
1- قد تسهم الدراسة في تحقيق وتطوير نموذج جيد لجامعات العمر الثالث في مصر.
2- قد تسهم هذه الدراسة في تقديم بعض التصورات التى يمكن أن يستفيد منها المسئولون التربويون لتطوير برامج التعليم المستمر للمسنين وفقًا للاتجاهات المعاصرة.
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى:
1- تعرُف الأسس النظرية لجامعات العمر الثالث في الأدبيات التربوية المعاصرة.
2- التعرف إلى أهم الملامح الأساسية لجامعة تولوز للعمر الثالث في فرنسا على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة.
3- التعرف إلى الملامح الأساسية لجامعة كامبريدج للعمر الثالث في المملكة المتحدة على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة.
4- الكشف عن أوجه التشابه والاختلاف بين كل من جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث، على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في كل جامعة، وفي ضوء بعض مفاهيم العلوم الاجتماعية المرتبطة بالموضوع.
5- رصد الجهود المبذولة لتعليم ورعاية الكبار في مصر على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة.
6- وضع نموذج مقترح لإنشاء جامعات العمر الثالث في مصر على ضوء الإفادة من خبرة جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث، وبما يتفق مع أوضاع المجتمع المصري.
حدود الدراسة:
أ- حدود موضوعية: اقتصرت الدراسة الحالية على موضوع جامعات العمر الثالث.
ب- حدود مكانية: اقتصرت الدراسة على واقع برامج تعليم الكبار في مصر، وكذلك خبرة كل من جامعة تولوز وجامعة كامبريدج للعمر الثالث.
مصطلحات الدراسة:
التخطيط: عملية تتضمن تحديد مجموعة من الإجراءات والقرارات بهدف الوصول إلى غايات محددة، على أن يتم ذلك على مراحل معينة، وخلال فترات زمنية مقررة، بشرط استخدام كافة الإمكانات المادية والبشرية والمعنوية المتوافرة حاليا ومستقبلا بأكبر كفاءة ممكنة.
وتعرفه الدراسة إجرائيا على أنه: وضع مجموعة من الخطوات والإجراءات الللازمة لإنشاء جامعة أو جامعات للعمر الثالث للمسنين في مصر، خلال فترة زمنية محددة، من خلال تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الإمكانات المادية للجامعات المصرية، والإمكانات البشرية المتمثلة في كبار السن أنفسهم.
جامعة العمر الثالث: هي مؤسسة مصممة لتوفير فرص التعلم لكبار السن من المحالين للتقاعد أو قبل التقاعد، وهدفها هو: تحسين ظروفهم المعيشية وخلق فرص للتنمية الشاملة من خلال توفير فرص التعلم مدى الحياة لهذه الفئة العمرية.
وتعرفها الدراسة إجرائيا على أنها منظمة نوعية تقدم خدمات تعليمية وترفيهية لكبار السن المتقاعدين، لتحقيق مبدأ التعليم مدى الحياة، وتحسين جودة الحياة بالنسبة لهم، مع الاستفادة من خبراتهم.
منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة المنهج المقارن، من خلال وصف نماذج جامعات العمر الثالث في كل من تولوز وكامبريدج، وتفسير هذه الخبرات على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في كل بلد، من أجل تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الجامعتين، كمحاولة للتوصل إلى وضع نموذج مقترح لإنشاء جامعات العمر الثالث في مصر على ضوء الإفادة من خبرة جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث، وبما يتفق مع أوضاع المجتمع المصري
خطوات الدراسة:
سارت الدراسة وفقا للخطوات التالية:
الخطوة الأولى: الإطار العام للدراسة ويتضمن (مقدمة- مشكلة الدراسة- أهمية الدراسة- أهداف الدراسة- حدود الدراسة- مصطلحات الدراسة- منهج الدراسة- الدراسات السابقة- خطوات الدراسة.
الخطوة الثانية: الأسس النظرية لجامعات العمر الثالث في الأدبيات التربوية المعاصرة.
الخطوة الثالثة: عرض خبرة جامعة تولوز للعمر الثالث في فرنسا على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة.
الخطوة الرابعة: عرض خبرة جامعة كامبريدج للعمر الثالث في المملكة المتحدة على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة.
الخطوة الخامسة: إجراء تحليل مقارن وعرض أوجه الشبه والاختلاف بين كل من جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث، في ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة في كل جامعة، وفي ضوء بعض مفاهيم العلوم الاجتماعية المرتبطة بالموضوع.
الخطوة السادسة: رصد الجهود المبذولة في مجال تعليم ورعاية الكبار ورعاية المسنين في مصر على ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة
الخطوة السابعة: وضع نموذج مقترح لإنشاء جامعات العمر الثالث في مصر على ضوء الإفادة من خبرة جامعتي تولوز وكامبريدج للعمر الثالث، وبما يتفق مع أوضاع المجتمع المصري.
نتائج الدراسة:
يمكن تلخيص نتائج الدراسة فيما يلي:
1- وجود اهتمام عالمي بفئة كبار السن وخاصة بعد الزيادة السريعة في أعدادهم.
2- أهمية برامج التعلم مدى الحياة في تعزيز الشيخوخة النشطة وتحسين جودة الحياة للمسنين.
3- جامعات العمر الثالث من أهم المؤسسات التي ثبت نجاحها في توفير برامج التعلم مدى الحياة للمسنين حول العالم.
4- وجود العديد من النتائج الإيجابية التي عادت على المسنين نتيجة مشاركتهم في أنشطة جامعات العمر الثالث، وخاصة فيما يتعلق بتحسين الصحة النفسية والعقلية للمسنين، وتحقيق الاندماج في المجتمع.
5- تساعد جامعات العمر الثالث المسنين على تحقيق ذواتهم والاستفادة من خبراتهم.
6- وجود نماذج متعددة لجامعات العمر الثالث حول العالم، ولكنها في الأساس نابعة من نموذجين رئيسين، هما النموذج الفرنسي والنموذج البريطاني.
7- تنتمي جامعات العمر الثالث وفقا للنموذج الفرنسي إلى جامعة تقليدية، وتستفيد من مواردها وتقع تحت إشرافها، ويتسم النموذج البريطاني لجامعات العمر الثالث بالاستقلالية والاعتماد على الجهود الذاتية والعمل التطوعي.
8- توجد بعض الجهود المبذولة لتطوير برامج تعليم الكبار في مصر، إلا أنها محدودة ولا تناسب كبار السن.
9- اقتصار تعليم الكبار في مصر على برامج محو الأمية الأبجدية، إلى جانب عدم ملاءمة مناهجها لكبارالسن.
واقترحت الدراسة إنشاء مؤسسة لتعليم المسنين من فئة العمر الثالث في مصر تسمى ب (مراكز العمر الثالث)، تبني نموذج هجين بين نموذجي جامعة تولوز وجامعة كامبريدج للعمر الثالث، للاستفادة من مميزات كل نموذج والتغلب على السلبيات التي لا تناسب تطبيق التجربة في مصر؛ وبناء على هذا النموذج ترتبط مراكز العمر الثالث بالجامعة التقليدية، ولكنها تقوم على الجهود التطوعية للتغلب على ضعف المستوى الاقتصادي للدولة، وقلة الموارد المادية في الجامعات، وتعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بإتاحة الفرصة لكل المسنين للالتحاق بهذه المؤسسات بغض النظر عن مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، بالإضافة لتوفير وحدة خاصة لمحو الأمية لكبار السن.