Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التغريب اللُغوي والمواطنة والتدين والمُفارقة القيمية كمنبئات بالاغتراب الثقافي لدى الشباب /
المؤلف
علي، ميار حمدي فتحي.
هيئة الاعداد
باحث / ميار حمدي فتحي علي
مشرف / طارق محمد عبد الوهاب
مشرف / سيد أحمدالوكيل
مشرف / سيد أحمدالوكيل
الموضوع
التغريب اللُغوي. المواطنة. التدين والمُفارقة القيمية. الاغتراب الثقافي لدى الشباب.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
237ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس الاجتماعي
تاريخ الإجازة
1/12/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 237

from 237

المستخلص

مُلخص الدراسة:
يُعد اغتراب الشباب عن ثقافتهم الأم ونفورهم منها أمرًا مثيرًا للانتباه خصوصًا عدم مغادرة الأفراد محيطهم الثقافي، وبدراسة الثقافة ومكوناتها والعوامل المؤثرة عليها نجد أن اللُغة المصاحبة للثقافة عامل مهم في الحفاظ على الثقافة، فأكدت عدديد من الدراسات أن حفاظ الأفراد على لُغتهم الأم والاعتماد عليها في الحديث والاستخدام يُعد عاملًا مهما في الحفاظ على الثقافة المصاحبة لتلك اللُغة، ونلاحظ في عصر العولمة إنحسار استخدام اللُغة العربية من قبل أبنائها في مقابل توسع سريع ومثير للانتباه وإعطاء الأولوية لاستخدام اللُغات الأجنبية خاصة الإنجليزية، ووصم اللُغة العربية من قبل أصحابها بأنها لُغة قديمة في مقابل وصف اللُغات الأجنبية بأنها اللُغات المرموقة، وفي المقابل أشار البعض إلى أن الدور المنوط للُغة قد يكون مبالغًا فيه، وأنه قد تكون هناك عوامل أخرى
وتُعد المواطنة من العوامل المهمة في حفاظ الأفراد على ثقافاتهم لما تتضمنه من مكونات مهمة في الحفاظ على ثقافة الأفراد، فأشار البعض إلى أن الاغتراب الثقافي لا يوجد إلا في بيئة ضعفت فيها الانتماء للمجتمع وقل فيها فرص الحصول على الحقوق العادلة وعدم الوعي بالواجبات المطلوبة.
وأشار البعض إلى أن الدين من المُحددات الرئيسة في الثقافة التي تؤثر على سلوك الفرد إلا أن الدراسات التجريبية التي دعمت العلاقة بين التدين وبين حفاظ الفرد على الثقافة كانت قليلة؛ فأشارت عدد من الدراسات إلى وجود علاقة سالبة بين التدين والاغتراب خاصة في بُعد (عدم الالتزام بالمعايير السلوكية السائدة)؛ فكلما زاد التدين زاد الالتزام بالمعايير السلوكية السائدة في المجتمع وبالتالي انخفضت اللامعيارية، وكلما زاد تمسك الأفراد بقواسمهم المشتركة الثقافية بما فيها الدين، زاد التزامهم وتمسكهم بمعايير وقواعد الحياة الجماعية.
وجدير بالذكر أن التناقض القائم بين ما يؤمن به الشخص وما يؤمن به الأفراد المحيطين قد يخلق لدى الفرد بأنه شعور بالغربة عن أقرانه في المجتمع أو أن المجتمع والثقافة التي يعيش فيها مختلفة عنه وعن ما يؤمن به.
لذلك هدف البحث الحالي إلى التعرف على كل من التغريب اللُغوي، والمواطنة، والتدين، والمُفارقة القيمية كمنبئات بالاغتراب الثقافي لدى عينة الدراسة من الشباب، ومحاولة الكشف عن أفضل نموذج بنائي يُفسر العلاقات السببية بين متغيرات الدراسة لدى الشباب، وحاولت الدراسة الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بإمكانية التنبؤ بالاغتراب الثقافي (بوصفها متغير استجابة) من خلال كل من التغريب اللُغوي، والمواطنة، والتدين (بوصفهم متغيرات منبئة)، كذلك هل يوجد فروق في درجات الاغتراب الثقافي ترجع إلى (المرحلة العمرية، والجنس، التخصص في دراسة اللُغة الإنجليزية من عدمه).
وللإجابة عن الأسئلة صممت الباحثة مجموعة من المقاييس التي تحققت من الكفاءة السيكومترية لها وهي: مقياس الاغتراب الثقافي إعداد الباحثة وتكون من أربعة أبعاد (الاغتراب عن الثقافة العامة، الاغتراب عن قيم المجتمع، الاغتراب عن المعايير السلوكية، التغريب الثقافي)، ومقياس التغريب اللُغوي إعداد الباحثة وتكون من بُعدين (التغريب اللُغوي السلوكي، والتغريب اللُغوي الإنفعالي)، ومقياس المواطنة إعداد الباحثة، وتكون من أربعة أبعاد ( الانتماء، الواجبات، والحقوق، والمشاركة الاجتماعية الفعالة)، ومقياس التدين مبني على أبعاد ألبوت للتدين وهما ( التدين الجوهري، والتدين الظاهري)، ومقياس المفارقة القيمية إعداد Bernared et al (2006) .
واعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي الارتباطي، وتم الحصول على العينة من داخل جمهورية مصر العربية، وتراوحت أعمارهم من(18-33 عامًا)، وينتمون إلى مستويات تعليمية واجتماعية مختلفة، ومن العاملين وغير العاملين، ومن الكليات الأدبية والعلمية، ومن الدارسين بمدارس اللُغات الأجنبية، والدارسين بالمدارس العربي، ومن المتخصصين في دراسة اللُغات الأجنبية في الكليات.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن المتغيرات (الاغتراب الثقافي، والتغريب اللُغوي، والمواطنة، والتدين) كونت نموذجًا يُوضح التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لدى عينة الدراسة، كما وُجدت علاقة موجبة دالة بين الاغتراب الثقافي وكل من التغريب اللُغوي والتدين الظاهري، بينما أشارت النتائج إلى وجود علاقة سالبة دالة بين الاغتراب الثقافي وكل من المواطنة والتدين الجوهري، في حين أشارت النتائج على عدم وجود علاقة دالة بين الاغتراب الثقافي والمفارقة القيمية، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق في درجات الاغتراب الثقافي ترجع إلى المرحلة العمرية، في حين وُجدت فروق بين الدارسين باللُغات الأجنبية والدارسين باللُغة العربية على بُعد التغريب الثقافي، بينما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في درجات الاغتراب الثقافي باستثناء بُعد الاغتراب عن المعايير السلوكية وكانت الفروق في اتجاه الذكور، وأخيرًا كشفت النتائج أن40% من تغير درجة الاغتراب الثقافي (بوصفه متغير استجابة) يمكن أن يُفسر باستخدام العلاقة الخطية بين التغريب اللُغوي والمواطنة والتدين بنمطيه (بوصفها متغيرات منبئة).
وبناءً على النتائج السابقة توصي الدراسة بتوجيه الوعي إلى أهمية الاعتماد على اللُغة العربية في ظل اتجاه أولياء الأمور إلى تعليم اللُغات الأجنبية على حساب اللُغة العربية، مما ولد شعورًا بالنقص والقصور لدى الأطفال تجاه لُغتهم العربية، فالحفاظ على اللُغة الأم قضية أمن قومي.
كذلك تعزيز الانتماء للمجتمع والثقافة المصاحبة منذ الصغر من خلال النشاطات المختلفة، وكذلك إتاحة فرص متكافئة للجميع وتحقيق العدالة، أيضًا توعية الشباب بما عليهم من واجبات ومسئوليات تجاه الوطن وتشجعيهم للانخراط والمشاركة الفعالة في المجتمع وتفعيل دورهم النشط داخل المجتمع، كذلك قيام دور العبادة بنشر قيم وتعاليم الدين والتأكيد على أهمية تطبيقها في الحياة اليومية وتوجيها للسلوك، وليس مجرد الاستفادة منها لتحقيق مصالح شخصية.