الفهرس 
ابن سينا الطبيب والحكيم والفيلسوف
الطب عند ابن سينا ومصادرهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 243 |  |  |
| | | from | 243 | | |
المستخلص
قبل سطوع شمس الإسلام على العالم كانت هناك حضارات قديمة لها شأن فى المعرفة الطبية مثل الحضارة الفرعونية واليونانية والفارسية وكذلك العرب الجاهلية وقد كان الطب قديماً بدائى إلى أن ظهر الإسلام وظهر معه درب جديد من الطب عُرف بالطب النبوى وهو الطب المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم, يتمل على مجموعة من الآحاديث النبوية التى تتناول بعض العلل. ثم بعد ذلك شهدت العلوم الطبية تطوراً كبيراً عند المسلمين العرب وهذا راجع للدين الإسلامى الذى كان يحث فى العديد من آياته القرآنية وأحاديثه على ضرورة الرعاية والوقاية. ونجد من أهم الإنجازات التى حققتها الحضارة الإسلامية هو نظام التخصص فى الطب وهذا يعود لكثرة الأطباء فى العالم الإسلامى, فهناك من تخصص فى العمليات الجراحية وآخرون تولوا علاج وتجبير العظام ومنهم من مارس طب العيون وكذلك طب النساء والأطفال والطب النفسى والعقلى. لقد كان هناك علوم ذات علاقة وطيدة بعلم الطب كعلم النبات وعلم الكيمياء, فقد اهتم العرب المسلمين بالنباتات وصنعوا منها العقاقير الطبية كذلك بحثوا فى التفاعلات الكيميائية والفيزيائية التى تنتج عن تأثير الدواء فى الجسم. لقد كان للأطباء مكانة عالية لا تُطال ومن هؤلاء الأطباء نجد (أبو على الحسين بن عبد الله بن على بن سينا) الملقب بالشيخ الرئيس, وقد تميزت شخصيته بالذكاء والفطنة وقد ألف فى جميع فروع العلم والمعرفة كالطب والفلسفة وغيرها. لقد استقى ابن سينا طبه من السابقين عليه إلا أنه عمل على تطويره, فنجد أن الأساس النظرى فى طب ابن سينا مستقى من نظرية أنباذوقليس فى العناصر الأربعة ونظرية العلل القديمة فضلاً عن نظرية جالينوس فى الأخلاط. من بين أهم الإنجازات التى توصل لها ابن سينا أنه وصف الإلتهاب السحائى وصفاً صحيحاً, كما فرق بين الشلل الناتج عن سبب داخلى فى المخ والناجم عن سبب خارجى, ووصف السكتة الدماغية عن كثرة الدم وكشف عن مرض الإنكلستوما قبل أن تعرفه أوروبا بنحو تسعمائة عام, وقد قدم تشخيص كامل لمرض الجمرة الخبيثة وما ينتج عنها من حُمى سماها بالحمى الفارسية بالإضافة إلى العديد من الإنجازات الآخرى. لقد تُرجم العديد من المؤلفات الطبية إلى اللغات الأوروبية وتركت أثرأ كبيراً فى عالم الطب وظلت خلال عدة قرون المصادر الرئيسية التى يرجع إليها طالبوا العلم, وقد إستفاد الغربيون من الؤؤلفات العربية فى الطب بعد أن تُرجمت إلى اللاتينية وانتقل هذا العلم إلى البلاد الأوروبية عن طريق ثلاث معابر رئيسية هى: الأندلس وصقلية والحروب الصليبية. لقد كان لابن سينا دوراً كبيراً فى نهضة الغرب وأعترف الكثير من الغربيين بجهوده ولا سيما فى مجال الطب ومن هؤلاء نذكر المستشرقة الألمانية هونكه زيغريد وجورج سارتون وغيرهم. خلاصة القول أن طب ان سينا ليس وليد الصدفة, بل هو نتاج مشترك بين علوم سابقة دون أن يكون عالة على الماضى إذ أن دور ابن سينا يكمن فى تطويرهذه العلوم وسيرها نحو التقدم.