Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أنماط التربية الوالدية وتأثيرها
على التنشئة السياسية لطفل الروضة
=
المؤلف
عبد الحميد، مروة ابراهيم محمد.
هيئة الاعداد
باحث / مروة ابراهيم محمد عبد الحميد
مشرف / ابراهيم خربوش
مشرف / شيرين البغدادى
مشرف / حنان غنيم
مشرف / هاله الجروانى
الموضوع
التربية - طفولة .
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
200 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية التربية للطفولة المبكرة - العلوم الاساسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 154

from 154

المستخلص

طفل اليوم هو صانع التقدم فى المستقبل للمجتمع الذى يعيش فيه، وهو مصدر الثروة الحقيقية للبلاد، فالاهتمام برعاية الطفل وتنشئته وتحقيق أمنه أمر حيوى يحدد معالم المستقبل.
أكد سعيد إسماعيل على (2008) أن فترة ما قبل المدرسة من أهم الفترات في تشكيل ملامح شخصية الطفل المستقبلية وتحديد معالم سلوكه الاجتماعى، والذي يؤثر بالطبع على سلوكه السياسى مستقبلاً، والتنشئة السياسية عملية هامة في تشكيل السلوك السياسى للطفل، حيث أنها تتم عبر مراحل العمر المختلفة وتتحدد أهمية وخطورة هذه التنشئة فيما تحمله من مواقف وقيم سياسية تحدد سلوك الطفل المستقبلى تجاه الحياة السياسية والمجتمع بوجه عام.
(سعيد إسماعيل على، 2008، 11،61)
وأفادت زينب على محمد (2005) أن التنشئة السياسية للطفل تبدأ في سن الثالثة أى قبل التحاقه بالمدرسة وأن خبرات التنشئة المبكرة تؤثر بدرجة كبيرة على النزعات والميول الأساسية لشخصية الفرد وتؤثر فيما بعد على سلوكه السياسى، فالتنشئة السياسية للطفل من أهم مقومات تكوين شخصيته فهى التى تحدد علاقته بالمجتمع وتعينه على استيعاب واقعه وتجعله يتكيف مع المجتمع ويتقبل قيمه. (زينب على محمد، 2005، 2،60)
ويضيف سمير خطاب (2004) أن اكتساب الثقافة السياسية للأطفال فى المراحل المبكرة من العمر عبر عملية التنشئة السياسية، فالأطفال يتعلمون المواقف السياسية فى وقت مبكر من حياتهم، حيث يكون تعلمهم لها بشكل عام وبعد ذلك تأخذ الخبرات التى تعلموها فى الظهور، فالأسرة هى الخلية الأولى للمجتمع، وهي المجتمع الإنسانى الأول الذى يمارس فيه الطفل أولى علاقاته الإنسانية والانفعالية ويكون التفاعل بين الأسرة والطفل أشد كثافة وأطول زمنا، فهى من أهم عناصر التنشئة الاجتماعية بصفة عامة والسياسية بصفة خاصة. (سمير الخطاب، 2004، 44،48)
كما أكد إسماعيل عبد الفتاح (2001) أن الطفل يتعرض منذ ميلاده إلى العديد من المؤثرات التي تلعب دورا كبيرا في تكوين اتجاهاته نحو العمل والمشاركة السياسية وذلك عبر جميع المؤسسات التي ينخرط فيها كالأسرة والحضانة ورياض الأطفال فجميع هذه المؤسسات هي مؤسسات سياسية بشكل أو بآخر، يلعب نمط السلطة فيها وطريقة اتخاذ القرارات، وطبيعة العلاقة بين أفرادها دوراً كبيراً في التنشئة السياسية. (إسماعيل عبد الفتاح، 2001، 67)
فقد اتفق كلاً من { إسماعيل عبد الفتاح (2001)، سمير خطاب (2004)، زينب على محمد (2005)، سعيد إسماعيل على (2008) } فى أن التنشئة السياسية للطفل تبدأ فى المراحل المبكرة من العمر وتحدد أهمية وخطورة هذه التنشئة فيما تحمله من مواقف وقيم تحدد سلوك الطفل والميول الأساسية لشخصيته وتؤثر فيما بعد على سلوكه تجاه الحياة السياسية والمجتمع بوجه عام.
وأفاد عبد الله عويدات (1997) أن شخصية الطفل التى تتشكّل خلال السنوات الأولى من عمره، قد تتعرض إلى العديد من المؤثرات الداخلية والنفسية الخاصة بالطفل ذاته، وأخرى خارجية ترتبط بالعوامل التي تحيط به وأولها الأسرة وطريقة معاملة والديه له، كما أنها ترتبط بالمناخ الاجتماعي والنفسى المحيط بالطفل والذى يعكسه مدى التوافق الأسرى بين الوالدين وطبيعة العلاقة بينهما وأثرهما على صحة الأبناء النفسية والاجتماعية خلال مراحل نموهم المختلفة.
(عبد الله عويدات، 1997، 36)
كما يوضح فؤاد البهىّ السيد وسعد عبد الرحمن (1999) أن العلاقات التفاعلية بين الأبوين والطفل تعتبر الأساس في تنشئة الطفل، بالإضافة إلى عوامل متعددة قد تتداخل معها مثل المستوى الاقتصادى والاجتماعى والثقافى للوالدين، كما أنها قد تتأثر بجنس الطفل فضلاً عن عدد الأبناء.
(فؤاد البهى السيد وسعد عبد الرحمن، 1999، 86)
كما أكد دينتر (2004) على أثر المعاملة الوالدية خلال عملية التنشئة واعتبارها أهم عامل في تطوير شخصية الطفل، من خلال قوة تأثير الآباء فى الأبناء، بحيث يصبحون مشابهين لهم تماما.
(Denter, 2004, 6)
ومن هذا المنطلق يؤكد (O’Neil, 2005) أن الأسرة كانت ولا زالت هى المؤثر الحاسم فى بلورة شخصية الطفل وتنشئته، إذ يقضى الطفل معظم وقته فيها، فهو يتشرب اتجاهاتها وأفكارها وقيَمها، وهى التى تهذب معتقداته واتجاهاته. (O’Neil, 2005, 3)
وقد اتفق كلاً من { عويدات (1997)، فؤاد البهى السيد وسعد عبد الرحمن (1999)، Denter (2004)، O’Neil (2005) } على أن العلاقات التفاعلية بين الأبوين والطفل تعتبر الأساس فى تنشئة الطفل و تؤثر على صحة الأبناء النفسية و الاجتماعية وأن الأسرة هى المؤثر الحاسم في بلورة شخصية الطفل وتنشئته.
ويضيف سبوك (1998) فى ترجمة سبوك أنه بعد مرور العام الثالث على الطفل فإنه يبدأ فى محاولة التشبّه بوالديه، هذه المرحلة تسعد الطفل، وهنا نرى أن بصمة الأب تصبح واضحة على الابن، وتصبح البنت مرآة لأمها، وأن ذلك التقليد والرغبة فى تقمص شخصية الكبار يعدِّل فى شخصية جميع الأطفال. (سبوك ، ترجمه منير عامر، 1998، 194)
كما ذكرت فاطمة المنتصر الكتانى (2000) أن الطفل يكتسب المعرفة الاجتماعية وأنماط السلوك التي يقبلها مجتمعه من خلال اتجاهات والديه وذلك من خلال الأساليب التربوية التي يستخدمها الآباء مع أبنائهم فى المواقف اليومية التي تجمعهم. (فاطمة المنتصر الكتانى، 2000، 71)
وقد ذكر فتحى جروان (2008) أن الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة ما بين 3-6 سنوات يحاولون الاستقصاء عن المعرفة من خلال اللعب والتجريب، وأن أى معالجة لا تستند إلى طريقة إيجابية فى المعاملة الوالدية لها أثرها البالغ في الحد من قدرات الأطفال وشخصياتهم.
(فتحي جروان، 2008، 65)
ويرى عصام الدين على هلال (2005) أن الوالدين يقع على عاتقهما تربية الاطفال وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السياسية السليمة وإكسابهم القيم والاتجاهات المجتمعية، وكان جان جاك روسو يرى أن تربَّى الأطفال على قيم المحبة والعدل والحرية والمساواة.
(عصام الدين على هلال، 2005، 13)
مما سبق يتضح أنه لا تقتصر مسئولية الوالدين تجاه أبنائهما على مجرد مراعاة النمو الجسمى بتغذيته والحفاظ على صحته، وإنما هما مسئولان كذلك عن تكوين شخصياتهم بما يكفل لهم امتلاك شخصية متكاملة متوازنة، وأهمية دور الأسرة في تشكيل وبناء شخصية الطفل بما يتناسب قوانين الأسرة ومعايير وضوابط المجتمع الذي تنتمى إليه؛ لذلك أصبح من الضرورى أن نتعرف على مدى فاعلية أنماط التربية الوالدية فى بث القيم السياسية المرغوبة بما يتفق مع أهداف المجتمع.
أولاً: مشكلة الدراسة:
نظراً للأحداث التي حدثت فى الآونة الأخيرة في الوطن العربى وفى مصر على وجه الخصوص وافتقار المجتمعات للقادة الذين يصلون بالأمة إلى الأمان والاستقرار، فوجدت الباحثة أنه على الآباء زرع القيم السياسية فى نفوس أطفالهم والتى تكون بمثابة البذرة الأولى نحو تكوين شخصيات سوية قادرة على الالتزام بقيم العدل والمساواة والنظام والعمل والتعاون والانتماء والمبادأة والإيجابية وتحمل المسئولية واحترام الممتلكات لكى يعبروا بالأمة إلى بر الأمان.
ولقد أكد عبد البارى محمد داود (1999) على أهمية التنشئة السياسية التى تعد مظهراً من مظاهر تنشئته المتكاملة جسمياً وعقلياً وانفعالياً وحسياً واجتماعياً وذلك من خلال غرس القيم الديمقراطية وتنميتها لدى الطفل منذ صغره كالحرية، العدالة، المساواة، الانتماء، المشاركة الجماعية، واتخاذ القرار والشورى في الرأى، وأن اتجاهات الفرد نحو العمل السياسى والمشاركة السياسية تبدأ فى التبلور من داخل الأسرة، متأثرة بطبيعة العلاقة بين أفراد أسرته ونمط السلطة الأبوية فيها، وما تحمله تلك السلطة من احترام وتقدير لأفكار وآراء مختلف أفراد الأسرة، وآليات صناعة القرار داخل الأسرة نفسها، وقد أشار أيضا إلى عدم اهتمام الوالدين بإكساب أطفالهم بعض القيم السياسية وتدعيمها في نفوسهم في سنوات الطفولة المبكرة مما أدى إلى انتشار بعض السلوكيات غير المرغوب فيها وأهمها: [عدم تحمل المسئولية - البعد عن المشاركة الجماعية - عدم الانتماء - الانسحاب والسلبية - البعد عن القيادة - عدم تقبل الآخر]. (عبد البارى محمد داود، 1999، 31،44،45)
وأكد عصام الدين على (2005) أن التنشئة السياسية للطفل لن تأتى إلا تحت مظلة الحقوق والواجبات الأسرية واكتساب المفاهيم التي تمكنه من ممارسة هذه الحقوق والواجبات.
(عصام الدين على، 2005، 89)
كما أشار محمد محمد سيد (2009) إلى أن نتائج الأبحاث الميدانية توضح أن غالبية الأسر فى المجتمع المصرى تميل إلى الأساليب التقليدية فى تنشئة الأبناء والممثلة في القسوة والحرمان والإهمال والتدليل والتسيب ،فهذه الأساليب يقل فيها المناقشة والأقناع والتوجيه والإرشاد، ويرجع ذلك إلى انخفاض الوعى الوالدى بما تحدثه الأساليب الخاطئة فى سلوكيات الأبناء من آثار غير سوية وبُعدٍ عن الالتزام بالقيم الإيجابية. (محمد محمد سيد، 2009، 381)
كما أكدت دراسة (Donofrio Marie,2004) أهمية القيم السياسية لدى الأطفال وأنها تمثل الأساس فى بناء شخصية الطفل السياسية كما دعت إلى ضرورة الاهتمام بتربيتها فى المراحل المبكرة من العمر وذلك بالمعايشة الفعلية للقيم.
ونجد أنه اتفق كلاً من { عبد البارى محمد داود (1999)، محمد محمد سيد (2009)، عصام الدين على (2005)، (Donforio Marie, 2004) { على عدم اهتمام الوالدين بإكساب أطفالهم بعض القيم السياسية وتدعيمها فى نفوسهم فى سنوات الطفولة المبك