Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحرب الأهلية في كمبوديا (1970-1975م) /
المؤلف
دياب ، غادة السيد موسى محمد .
هيئة الاعداد
باحث / غادة السيد موسى محمد دياب
مشرف / سعيدة محمد حسنى
مشرف / نجلاءفتحي عبد الجواد
مشرف / محمد محمد شركسى
الموضوع
الحرب الاهلية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
156ص. - :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
11/9/2021
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 167

from 167

المستخلص

تقع كمبوديا() في جنوب شرق آسيا، وتحدها تايلاند شمالاً ولاوس من الشمال الشرقي وفيتنام شرقاً وخليج تايلاند من الجنوب، فهي تعد جزءًا من وحده الهند الصينية (فيتنام - كمبوديا– لاوس)(1)فهي أصغر هذه الدول مساحة وسكاناً، إذ تبلغ مساحتها 181,000 كم2(2)ويصل تعداد سكانها إلى 8,1 ملايين نسمة حسب إحصائية عام”1975م”(3)وتعد مدينة بنوم بنه (Phnom Penh) عاصمة كمبوديا، وهي المدينة الأولى وأكبر مدنها من حيث المساحة، حيث إنها المركز الاقتصادي والصناعي والتجاري الرئيسى فى كمبوديا`يعتمد الاقتصاد الكمبودي على حرفتي الزراعة، وصيد الأسماك حيث يعمل بالزراعة 88 % من السكان وتشتهر كمبوديا بزراعة الأرز، فضلاً عن محاصيل أخرى مثل الذرة، والبقول، والقطن، والمطاط، وتبلغ نسبة الزراعة فى الاقتصاد بنسبه 40 %(4)
أما الصناعة فتمثل فى الاقتصاد الكمبودي نسبه 2,9%، والتجارة تمثل 20 % حيث بيع الأسماك (5)، وتعد باقي النسبة متمثلة في التعدين.
ومن أهم الأنهار والبحيرات التي تطل عليها مملكة كمبوديا نهر الميكونج أو النهر العظيم، وبحيرة تونل ساب، وتتميز بأنها بحيرة مياه عذبة( ).
ويتألف الشعب الكمبودي من قوميات وأعراق عدة أهمها الخمير (Khmer) حيث تبلغ نسبتهم 95 % من مجموع السكان، وتشكل العدد الأكبر من سكان كمبوديا، ومعظمهم يقطنوا العاصمة الكمبودية بنوم بنه، ويوجد أيضًا داخل المجتمع الكمبودي عناصر فيتنامية ونسبتهم 5 % من مجموع السكان، فضلًا عن ذلك هناك أقلية صينية تصل نسبتهم إلى 1 %( )، وأقليات من قوم تشام ((Cham وغالبيتهم مسلمون من أصل ماليزي ويزيد تعدادهم على (200 ألف) مسلم، وتوجد أقلية لبعض العناصر التي جاءت من فيتنام واستقرت في كمبوديا( ).
يعتنق حوالى 95 % من سكان كمبوديا الديانة البوذية( )، ويتحدث معظم الكمبوديين اللغة الخميرية والتي تعد اللغة الرسمية للبلاد، وكانت تستعمل اللغة الفرنسية (خلال فترة الاحتلال الفرنسي من 1863م حتى 1953م) في المدارس والمعاهد، ثم استخدمت للمعاملات التجارية، وتعد اللغة الفيتنامية ثالث اللغات استخداماً في كمبوديا( ).
فعند قراءة التاريخ الكمبودي نلاحظأنه تعاقب على كمبوديا فترات عديدة اختلفت كل فترة عن الأخرى من حيث الازدهار والتوسعات ومن القوة إلي الضعف والاضمحلال والتعرض للاعتداءات من قبل الممالك القوية خلال تلك الحقبة، وصولًا إلى الاحتلال الفرنسي، ومن ثم السعي إلى الاستقلال ومع توالي العديد من التطورات السياسية والأحداث التى تعاقبت على تاريخ كمبوديا خاصة فى الفترة (1953-1970م) وتلك الأحداث التي ستقوم دراستنا هذه بإيضاحها خلال سنوات الحرب الأهلية فى الفترة(1970-1975م) وما نتج عنها من تغيير في ملامح السياسة فى كمبوديا وإعلان الجمهورية والتخلص من الحكم الملكي.
وهناك العديد من المصادر والمؤلفات التي تناولت تلك الفترات في تاريخ كمبوديا سوآءا كانت الفترة التي نشأت وترعرعت في جنوب شرق آسيا، وتأسيس حضارة كمبوديا العريقة قبل الاحتلال الفرنسي و كيف كانت أوضاع كمبوديا تحت الحكم الفرنسي، وصولًا إلى يومنا هذا هناك العديد من المؤرخين المهتمين بتدوين كل ما يخص التاريخ بشكل عام و الآسيوي بشكل خاص لكشف حقائق وخبايا عن ممالك وقري وسياسة حكام لم نعرف عنها شيء.
وخلال هذه الدراسة سوف نقوم بعرض مقتطفات من هذا التاريخ العريق، و نتناول أهم الأحداث المهمة في فترة الاحتلال الفرنسي لكمبوديا، لأن كان بها جذور ما حدث بكمبوديا من حرب أهلية، وسيطرة شيوعية على حكم كمبوديا واعتداءات من جارتيها سواء كانت فيتنام أوتايلاند فى تلك الفترات من التاريخ الكمبودي( )
- كمبوديا من الاحتلال الفرنسي إلى الاستقلال(1863-1953م)
لقد تعرضت كمبوديا للعديد من الاعتداءات المتتالية من جارتيها فيتنام وتايلاند، وكانت تعمل كل دولة منهما جاهدة على أن تدعم أمير من أمراء كمبوديا وذلك كي تستخدمه في دعمها ضد الدولة الأخرى.
كما عاشت كمبوديا فى الفترة من (1650إلى 1850م) في حالة من العزلة عن العالم الخارجي إلا أنها كانت تمارس دورًا بسيطًا فى ميدان التجارة الخارجية؛ ففي عام 1790م فقدت كمبوديا إحدى مناطقها المهمة مثل باتمبانج Battambang))()و(سيم ريب)()Siem Reap، فقد وقعوا تحت سيطرة تايلاند( )، مما أثار هذا الأمر القلق لدي الملك الكمبودي نورودوم(Norodom))الذي كان يعمل دائماً على الحفاظ على وحده أراضي مملكته وسلامتها من الاعتداءات.
ونتيجة لما كانت تمر به كمبوديا من ضغوطات أخذ الملك الكمبودي نورودوم يبحث عن حليف له بالفعل، ووجد ضالته في فرنسا، التيكانت تعمل على تعزيز وجودها فى منطقة جنوب شرق آسيا وذلك بعد أن تمكنت من مناطق مهمة فى فيتنام( ).
ولذلك طلب الملك الكمبودي نورودوم الحماية الفرنسية لمملكته وجاء ذلك الطلب على طبق من ذهب إلى الفرنسيين حيث إنهم لم يفكروا كثيرًا فى أخذ هذا الأمر، فقد رحبوا بهذا الطلب وتبلورت مظاهر تلك الحماية من خلال عقد معاهدة بينهما في 11 أغسطس 1863 م، وقد تحولت كمبوديا بموجب هذه المعاهدة إلى محمية فرنسية تخضع كل شؤونها الخارجية تحت تصرف فرنسا التام.
وكان لاندلاع الحرب العالمية الثانية( )، تأثير مهم جداً على الوضع فى كمبوديا وإدارةالمستعمرات هناك تحت إدارة حكومة فيشي الفرنسية( ).