Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاغتراب فى شعر أحمد شاملو :
المؤلف
العدل، سهام الحسينى يوسف ابراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / سهام الحسينى يوسف ابراهيم العدل
مشرف / دعاء على عبداللطيف
مناقش / ناصر السيد محمود حجي
مناقش / أحمد عبدالعزيز مصطفى بقوش
الموضوع
الشعر العربي - تاريخ ونقد. الشعر العربي. الأدب العربي - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (344 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللسانيات واللغة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - اللغات الشرقية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 344

from 344

المستخلص

يُعد موضوع الاغتراب من المواضيع الهامة التى نالت حيزاً واسعاً في الدراسات الأدبية ؛ فظاهرة الاغتراب لصيقة بالوجود الإنساني وملازمة له، ولذلك نلاحظ انعكاسها في الأعمال الأدبية، وفى الشعر تحديداً؛ لما يحمله من خصوصية ؛ إذ أنَه يظل ترجمانًا للإحساس والعواطف والأفكار، وميدانًا رحبًا لهواجس الإنسان، وتعبيرًا أصيلًا عن خلجات النفوس، كما أنَه يبقى أكثر قدرة من النثر على عكس تجارب الشاعر الحزينة والمؤلمة بشكل صاف، ولأنَ الشعر كان ولايزال وسيبقى تجسيدًا أو استجابة إنسانية لرؤية العالم؛ فقد كان أكثر صلة بظاهرة الاغتراب، وأفصح في التعبير عنها وأدق فى تصويرها.
انطلاقًا من هذا كله فقد قامت هذه الدراسة كمحاولة لإماطة اللثام عن ظاهرة الاغتراب في شعر أحمد شاملو، وذلك من خلال كتاب ””مجموعهء آثار احمد شاملو”” (مجموعة آثار أحمد شاملو)، وهو كتاب واحد مكون من مجلدين، يشمل معظم مجموعات شاملو الشعرية، في محاولة مني للتعرف على الشاعر من خلال أعماله الشعرية، الغوص في مكنون هذه الشخصية المؤثرة المتمردة، وما حدث لها من صدام مع الواقع المعاش ؛ لبيان وتجلية ظاهرة الاغتراب لديه، ومعرفة ما مر به من تجارب مؤلمة، وخطوات وطيدة حزينة، وكما هدفت الدراسة إلى معرفة ما إن كان اغترابه إيجابيًا واجهه بالتمرد والعصيان ؟ أم أن اغترابه كان سلبيًا فاض به إلى الانعزال والانقطاع عن الحياة؟، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج ””الوصفي التحليلي، مع الاستعانة بالمنهج النفسي، وتحقيقًا للأهداف المرجوة من هذه الدراسة، وفي ضوء المنهجية السابقة، اقتضت طبيعة البحث أن يخرج في شكله الحالي مكونًا من مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة. التمهيد، كان بمثابة التوطئة للدخول في الدراسة، تناولت فيه ثلاثة عناصر، العنصر الأول قدمت فيه نبذة عن سيرة أحمد شاملو وحياته، وهو عرض موجز عن شخصية الشاعر،أما العنصر الثاني وهو ماهية الاغتراب، وأوضحت فيه مفهوم الاغتراب لغةً واصطلاحًا، وأيضًا إبراز الفرق بين الغربة والاغتراب، بينما العنصر الثالث تناولت فيه بواعث ظاهرة الاغتراب في شعر أحمد شاملو. جاء الباب الأول تحت عنوان : أنواع الاغتراب في شعر أحمد شاملو، والذي تألف من خمسة فصول، تناولت في الفصل الأول الاغتراب الاجتماعي، وأما الفصل الثاني فقد تناولت فيه الاغتراب السياسي، وجاء الفصل الثالث عن الاغتراب النفسي، وفى الفصل الرابع عن الاغتراب المكاني، وبينما جاء الفصل الخامس عن الاغتراب الزماني. أما الباب الثاني : جاء تحت عنوان طرق مقاومة الاغتراب في شعر أحمد شاملو، وقد صدرته بتوطئة عن طرق التعويض التي لجأ إليها الشاعر ليتجاوز الشعور بالاغتراب، وتخطى مشاعر القهر والعجز، وقد تألف هذا الباب من خمسة فصول، تناولت في الفصل الأول التمرد، وأما الفصل الثاني تناولت فيه السخرية، والفصل الثالث عن الهروب إلى الحب، وأما الفصل الرابع فقد تناولت فيه اللجوء إلى الطبيعة، بينما جاء الفصل الخامس عن التطلع إلى مستقبل أفضل. وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج أوجزها فيما يلي : إن ظاهرة الاغتراب في شعر أحمد شاملو، تبدو متشابكة ذات طابع إنساني، تداخلت فيها جميع ظروفه السياسية والاجتماعية والثقافية مع طبيعته النفسية وعقليته الصعبة، كان أكثر شعراء عصره رفضًا للوضع المعاش بمختلف مجالاته، لكنه أثبت من خلال شعره على قدرته العالية من الاستفادة من تجاربه غربته تلك ليجسدها فى معجم شعرى غزير جعل الخيال معيارًا أساسيًا فيه لتصوير غربته بكل ما يصاحبها من مشاعر صادقة عميقة إلى أن لقى حتفه. إن مفهوم الاغتراب لا يقف عند البعد والنزوح عند الوطن، وإنما يتعداه إلى أبعد من ذلك؛ فيتجلى داخل الوطن وسط الأهل بحيث يتطور إلى الانفصال عن الذات، والانفصال عن المجتمع؛ ليخلف فى الفكر والوجدان والروح قلقًا واضطرابًا. إن شعر الاغتراب عند شاملو يثير الشجن والألم خاصة أن الشاعر جسد معاناة الإنسان بصفة عامة، ومعاناته الشخصية بصفة خاصة؛ فلم يكتف بتصوير همومه واغترابه فقط، بل كان إحساسه أعمق من ذلك بكثير، إذ عمد إلى وصف اغتراب أبناء مجتمعه وهمومهم ومعاناتهم، ولعل هذا الوصف أو الإحساس من أهم ما تميز به شاملو عن غيره من شعراء عصره. إن هذه الظاهرة فى شعر أحمد شاملو لم تُشَكِل حالة مرضية، فلم يكن اغترابه اغترابًا سلبيًا، وإنما اغتراب إيجابيًا، فهو صوت احتجاج حر على الواقع الأليم، وطموحًا مثاليًا يتوق إلى اتصال رفيع المستوى ؛ فيسعى إلى هدم النقائض وسد الفجوات وإعادة تشكيل الوافع؛ فهو لم ينغلق، بل كان النص ملامسًا لأوجاع الروح وتطلعاتها إلى السلام.