Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المعالجة الدرامية لقضية الهجرة في المسرح النوبي
دراسة تحليلية لنماذج مختارة/
المؤلف
قورة، أسماء محمد علي سليمان محمد.
هيئة الاعداد
مشرف / شيماء فتحي عبدالصادق
مشرف / أمينة عامر بيومي
مشرف / أمينة عامر بيومي
مشرف / أمينة عامر بيومي
الموضوع
المسرح الجوانب الاجتماعية المسرح والهجرة
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
228ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اعلام تربوى
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - فنون مسرح
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 251

from 251

المستخلص

يرتبط المسرح بالحياة اليومية ارتباطًا كبيرًا من ناحية التعبير عن قضاياها ومشاكلها، فله دور مهم من خلال طرحه للعديد من القضايا التي تهم المجتمع وتشغل باله، حيث تمثل قضايا المجتمع مادة خصبة للكتاب المسرحيين، لذلك لا يمكن للعاملين بالمسرح أن يكونوا في عزلة عن الحياة المعاصرة والمشكلات الاجتماعية اليومية التي توجد في الحياة.
وتعد المسرحيات أشد قربًا للواقع عن طريق قدرتها على إعادة بناء الواقع بشكل درامي مصنوع، وما يمنحها فنية ويزيد حيويتها هي معالجتها للمشكلات المعاصرة وتدقيق البحث فيها، فيعبر المسرح عن القضايا الاجتماعية والواقعية والتاريخية، ويجسد ويترجم نصوصًا أدبية أمام المشاهدين باستخدام مزيج من الكلام، الإيماءات، الموسيقى، فهو انعكاس لقضايا اجتماعية وسياسية، لذلك فقد اتجه الكتاب للأخذ من الظواهر الإنسانية، فظهرت العديد من الأعمال المسرحية التي استقت أعمالها من الواقع.
تمثل قضية الهجرة قضية محورية، اهتم بها الكثير في مجال البحث الاجتماعي والأدبي إلى حد ٍ سواء؛ لتأثيرها على الشكل الديمغرافي للسكان وتغيير خصائصهم الاجتماعية، فهي ظاهرة عالمية، حيث أن كثير من البلدان والدول تتعرض لها، بل إن هناك بعض الدول تعتبرها أداة مهمة للتنمية الاقتصادية ووسيلة لنهضة ورقي البلاد
لذا شكلت قضية الهجرة في النوبة مصدرًا فكريًا لبعض من كتاب المسرح، مثل حجاج أدول، شاذلي فرح، حازم شحاتة، ذلك لأنها مشكلة ما زالت قائمة بالفعل، لذلك تتأثر رؤية الكُتاب الفنية بالمتغيرات السياسية والاجتماعية التي مر بها المجتمع عبر السنوات.
وتتمثل مشكلة الدراسة في أنها تنبع من انتشار الهجرة في معظم دول العالم، مما دفع الباحثة للبحث في المراجع العربية والأجنبية للوقوف على أسبابها وأنواعها والآثار المترتبة عليها، كظاهرة تتميز بالاستمرارية، حيث أكدت الدراسات أن قضية الهجرة كانت إحدى القضايا التي شغلت الرأي، فكانت لابد أن تنعكس صورتها في المسرح، لذلك نجد أن هذه الدراسة تطرح قضية أساسية وهي ضرورة إلقاء الضوء على كيفية استخدام الكتاب النوبيين لقضية الهجرة في مؤلفاتهم.
كما تكمن أهمية الدراسة في شقين نظري وتطبيقي، فالأهمية النظرية تتمثل في:- ندرة الدراسات المتعلقة بقضية الهجرة في المسرح إلى حدٍ ما، إلقاء الضوء على أنواع الهجرة وأسبابها والآثار المترتبة عليها، معرفة أصول وتاريخ النوبة، معرفة التغيرات النفسية التي لازمت النوبيين عند الهجرة، دراسة التغير الثقافي والاجتماعي للمهاجرين.
أما الأهمية التطبيقية تتمثل في:- الكشف عن الأساليب الفنية التي استخدمها الكُتاب في معالجة هذه القضية، إلقاء الضوء على نوع الهجرة التي تعرضها المسرحيات ”عينة الدراسة”، طرح العادات والتقاليد والموروثات النوبية التي تتناولها النصوص عينة الدراسة.
كما تهدف الدراسة إلى: الكشف عن القوالب الدرامية في الأعمال المسرحية ”عينة الدراسة”، كشف الفوارق الزمانية أو المكانية لدى الكُتاب خاصة أن هناك كتابات تعود لمرحلة التسعينيات وكتابات أخرى في وقتنا الحالي، تحديد جماليات اللغة في المسرحيات (عينة الدراسة)، رصد العادات والتقاليد التي كانت سائدة في النوبة قبل بناء السد العالي، معرفة التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع النوبي، التعرف على كيفية توظيف كُتاب المسرح لقضية الهجرة في مؤلفاتهم.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها ما يلي:
1- إن ما حدث مع أهالي النوبة في مصر لم يكن تهجيرًا بالمعنى السياسي للكلمة، وإنما كانت هجره شبه قسرية، فكان قرارًا تاريخيًا شديد الأهمية لهذه البقعة من الأرض تحديدًا ولشتى الأماكن في مصر، حيث مثل السد حجر زاوية وركن أساسي كان لابد منه حيث الحفاظ على الماء واستخدامه في الزراعة وتوليد الكهرباء، لذلك كانت الهجرة قرار اقتصادي مهم أفاد الجميع، فجغرافيا المكان هو الذي سَّبب قضية الهجرة، فخزان أسوان قد احتجز أطنان هائلة من المياه ارتفعت رأسيًا بشكل متوازن مع مواسم الفيضان، ثم امتدت أفقيًا لتأكل الأرض وتغرق النخل وكأنها طوفان، فكان لابد من الرحيل سواء كانت هجرة أو تهجير، فإن المشروع المائي الضخم كان في مصلحة مصر الوطن الأم، والرحيل الاختياري عن طريق الهجرة ، أو الرحيل القسري عن طريق التهجير كان في مصلحة أهالي النوبة.
2-بناء الأوطان يحتاج إلى تضحيات كبيرة ولكل نهضة العديد من السلبيات، ولكن مصلحة الوطن الكبرى هي التي تحدد الأهمية، فأرض النوبة التي غرقت ورحل أهلها قد أضاعت على مصر آلاف الأفدنة الخصبة وملايين النخيل المثمرة وكم هائل من الآثار.
3- قامت الدولة في مراحل التهجير المختلفة منذ عام 1922 وحتى التهجير الأخير عام 1963م بحصر أراضي النوبة وتعداد السكان وإعداد كشوف الممتلكات، بالإضافة إلى أعداد النخيل، وتم تعويضهم عن كل نخلة وكل شبر أرض بالإضافة إلى إعطائهم منازل بديلة، كما جاء على لسان (عادل) في مسرحية دهيبة للكاتب شاذلي فرح.
4- المواطن النوبي في جميع المسرحيات عينة الدراسة يجيد استخدام اللغة العربية باللهجة الصعيدية أو باللهجة العامية وتبقى اللهجة النوبية ثقافة خاصة ولغة تواصل بين النوبيين، ولكنهم في الأحاديث الرسمية والتعليم الحكومي ولغة التواصل فإنهم عرب ومصريون.
5- قضية الهجرة في المجتمع النوبي قضية اجتماعية قديمة، فالنوبيين كانوا يفضلون الهجرة إلى الشمال للبحث عن فرص عمل بديلة أملًا في الثراء وكسب المال؛ لأن المجتمع النوبي مجتمع بسيط محصور بين مياه النيل وزراعة النخيل ورعي الأغنام؛ ولذلك فإن الشباب النوبي كان يُهاجر دائمًا لسنوات طويلة إلى القاهرة والاسكندرية وغيرها من المحافظات، وبعد الثورة حينما ظهرت ممالك البترول في الخليج العربي تسابق شباب النوبة إلى الهجرة والعمل لدى الكفيل العربي لنفس السبب السابق وهو البحث عن الأموال كما في مسرحية ليل الجانب للكاتب شاذلي فرح.
6 - للمرأة مكانة كبيرة في المجتمع النوبي فمنها البداية وإليها النهاية، حتى أنه في مسرحــية دهــيبة للكاتب شاذلي فرح نجد الفتاة الجميلة (دهيبة) هــي الــنوبة نفســها، لنـستنـتج أن الـمرأة في المجتــمع النوبي هــي الــوطن، وكـــذلك فـإن الفــــتاة (آشا أشري) في مسرحية ناس النهر للكاتب حجاج أدول تمثل النوبة نفسها مما يؤكد أن المرأة تمثل الوطن عند النوبيين.
7- هناك ثنائية غريبة عند النوبيين، فالنوبي ولد ليهاجر بحثًا عن الرزق أو الجندية في سلاح الحدود أو الحياة أكثر رفاهية، ولكن النوبي حينما يُهاجر يظل حنينه إلى الوطن الأم وإلى الأرض السمراء يجذبه بقوة حتى يعود إلى نفس الأرض وإلى