Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النماذج الإنسانية في المجموعة القصصية مخاوف نهاية العمر لعادل عصمت :
المؤلف
بياو، فاتح تشانغ.
هيئة الاعداد
باحث / فاتح تشانغ بياو
مشرف / ناهد أحمد الشعراوي
مناقش / محمد عبد الفتاح النجار
مناقش / رانيا جمال
الموضوع
الأدب العربي - تاريخ ونقد - مصر. القصص العربية - تاريخ ونقد - مصر. الحيكة الروائية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
109 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
14/5/2022
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 112

from 112

المستخلص

يرجع اختيار الكاتب ”عادل عصمت”ومجموعته القصصية: مخاوف نهاية العمر، موضوعًا للبحث وللدراسة إلى كونه قاصًا بارزًا وروائيًا صادقًا، استطاع من خلال كتاباته التعبير عن هموم محيطه على المستويين المحلي والعالمي؛ وهو ما أهَّله أن يترشح للجائزة العالمية للرواية العربية.
- وفي الفصل الأول من للدراسة: تناولت دراسة المجموعة بشكل عام؛ من حيث أوردتُ تعريفًا سريعًا بالقصة وإبراز عناصرها المختلفة، وطرق السرد المتنوعة، والتركيز على البناء البلاغي، والمراد المخفي خلف الكلمات التي أوردها الكاتب قاصدًا شيئًا آخر.
وقد قصد إلى استخدام تقنيات الأسلوب السردي المختلفة: الوصف، والحوار، والمنولوج الداخلي، وغيرها الكثير. وكذلك تناول الوصف ودوره في تأكيد المعنى المراد من الحكاية التي يسردها الكاتب على لسان الراوي. ويعد الوصف عنصرًا محوريًا في النسق الفني، وطريقًا ملائمًا للوصول للهدف الدرامي المنشود، ووسيلة لمعرفة الشخصيات والبيئة المحيطة بها، معرفةً دقيقةً تعكس كل ما يحتاجه القارئ. وهو أسلوب موضوعي حيادي يأتي من الخارج، ولذلك يتيح للكاتب الهروب من فخ الذاتية والإفراط فيه.
”وأصبحت مهمة الكاتب حينئذ أن يصف ذلك الوجود، محاذرًا أن يسقط عليه شيئًا، أو أن يمنحه قناعًا من تلك الأقنعة القديمة، التي تتستر وراء الاستعارة، أو الغلالة التي تلقى على الكون، فتجعله ذا دلالات إنسانية غريبة عنه.”
- وجاء الوصف معبرًا عن رؤية ”الراوي”، وليس رؤية شخصيةٍ من الشخصيات، ولذا جاء الوصف مفتوحًا ليؤول وفقا للمتلقي بنوافذ مختلفة، وطرق متشعبة متعددة بتعدد المعاني، التي تتيح للمتلقي إمكانية التفسير والتأويل، وتفكيك اللوحة إلى عناصرها الأولى، فحينما يصف نجيب محفوظ البيت والشارع لا يصفه اعتباطًا وإنّما يقدم انطباعه ودلالته عنده وعند من يعاصره. فالأوصاف الواردة ”كالنور الداخلي” يضيء دون أن يعشي.”
وفي الفصل الثاني: تناولت الدراسة الشخصيات وعلاقتها ببعضها البعض، وكذلك العلاقة بينها وبين الواقع المحيط والحيز المكاني والزماني. ويختار ”عادل عصمت”شخصياته الفنية بعناية فائقة؛ فهي تنتمي إلى الواقع الحقيقي بل وقد نصادفها في الحياة؛ فهي تفكر مثلما تفكر وتسقط وتعلو وترتقي وتتدنى في السلم الاجتماعي.
ولا شك أن ”عادل عصمت”يولي اهتمامًا كبيرًا للشخصية وملامحها وكيفية التقديم لها؛ فهو لا يقدم الشخصية إلا من خلال فعل يعبر عنها، وعن مكنوناتها. فهي مفعمة بالحياة ومسكونه بسحرها، فهي حقيقية في كل شيء، غير أنّها توجد على الورق مثلما نوجد نحن على الأرض!
- ولم تكن الشخصية في قصص المجموعة كلها صورة لفرد بعينه، بل أصبحت نموذجًا يلتقي به في العام، وتتمحور حوله القضايا، ويدور في فلكه المجتمع. صحيح أنها شخصية خيالية، لكنها وإن لم تكن واقعية مائة في المائة، فهي تتوازى معها. فالشخصية عند ”عادل عصمت”أصبحت كائنا متكونًا كاملًا، وليست مشاركًا، فهي التي تصنع الأحداث وتتفاعل معها حتى وإن كانت ثانوية، ولو كانت مهمشة؛ لأن ”كل شخصية تستطيع أن تكون فاعلًا لمتوالية من الأفعال الخاصة بها.”
ويضع ”عادل عصمت”شخصياته في اختبارات حقيقية ليكشف عن حقيقتها واختياراتها المتباينة والمفاجئة فتصبح علامة على تطورها أو ثبوتها المفجع. وتكتسب الشخصية عند ”عادل عصمت”دلالاتها في نظام متداخل من الأنساق الثقافية والاجتماعية والفكرية والجمالية، كما أنها تتخذ لها صورة في كل العناصر المادية والمجردة، الجلية والخفية، وهي ظاهرة لا يتميز بها كاتب دون غيره، إلا من حيث كثافتها وأسلوبية تصويرها، إذ أنها بالإضافة إلى مظهرها النثري والجمالي، فإنها تتمحور كذلك في الاجتماعي والتاريخي، وتتمثّل في كل الأشياء والموجودات. فعلى سبيل المثال لا الحصر: شخصية ”عم نسيم” في قصة الفجر والتي نراه متجسدًا أمامنا وعلاقته بمن حوله وبما حوله، وكذلك شخصية ”زينب فخر الدين” والتي لسطوتها وقوة حكايتها أخذت القصة اسمها؛ فهي الفاعلة في ثوب المفعول، والضحية في ثوب الجاني. وأيضا شخصية ”الست عنايات” ومعاناتها التي ترفض أن تنهيها بنفسها وتترك الأمر لكلمة القدر.
كل هذه الشخصيات الحية تؤكد رؤية ”عادل عصمت”لقيمة تقديم الشخصية بالشكل الذي يليق بها؛ فهي السبب والمحور للكتابة بكل أشكالها. فلماذا يكتب الكاتب؟ لأن شخصية قابلها أو قرأ عنها استوقفته بمكنونها وملامحها وسماتها الفريدة.
وفي الفصل الثالث: تناولت الدراسة حضور الموت والفناء والمآسي في المجموعة بقصصها المتنوعة. وقد يكون هذا المدخل هو أيسر محاور الدراسة؛ لأن هذه الفكرة هي التيمة المسيطرة على كتابات ”عادل عصمت”سواء كانت الروائية أو القصصية. ففكرة الزوال والتبديل والتغير تشغله ويقف أمامها كما قال عن نفسه: ”مثل الطفل” وتغمره الدهشة ويحيره السؤال دون إجابة. وتظل رؤية ”عادل عصمت”هي بناء الإنسان الجديد حتى يمكن له الصمود أمام التحديات الجديدة التي تواجهه، والتغيرات الكثيرة الملحوظة على نمط الحياة الذي تعود عليه؛ فأصبحت قضية بناء الشخصية من القضايا المهمة في أعماله، وربما ليجد الطريق لنفسه ومعرفة كيفية العيش وسط هذا التحول الرهيب لأشكال الحياة.
- وتتباين طرق تقديم ”عادل عصمت”لفاجعة الموت، وحال شخصياته أمامها. ففي قصة الفجر لا نجد للموت وحشته الموجعة أو شكله الموحش، أما في قصة ”زينب فخر الدين” نراه يكشر عن أنيابه ويصيب الجميع بالخرف والذهول والوجع. وفي قصة ”الوطن” نراه منقوصًا وحائرًا، وقصة ”لن أتذكرك أبدًا” نجده خائفًا يترقب ويلتمس الذكرى. وتتنوع أساليب الكاتب وكذلك التقديم واختيار النغمة المناسبة والأوصاف التي تلائم فضاء الحدث والشخصيات.
”والتجربة القصصية لا بد فيها من صدق الكاتب... فليس ضروريًا أن يكون القاص قد عاناها بنفسه، بل يكفي أن يلاحظها ويؤمن بها.” ونجد، هنا، أن ”عادل عصمت”عايش الموت وفاجعته في والده وأخيه، ولايزال يرفض التصديق حتى الآن وتحيره الأسئلة التي بغير إجابة.
والفصل الأخير: وهو بيئات القصص والتنقل بين القرية والمدينة. وتناولت الدراسة هذا الجزء بالفحص والتدقيق وتعقب الدلالات المكانية في القصص المختلفة؛ فالمكان عند ”عادل عصمت”ليس مجرد فضاء روائي؛ ولكنه عنصرًا جوهريًا في الحدث. ويعمل الكاتب على خلق حالة بين الشخصية والمكان الذي ترتبط به: سواء كان البيت، أو الشارع، أو المدينة كلها والقرية كذلك؛ يخلق ”وجداناً وشعوراً بين الإنسان والمكان ويشعل فتيلاً من الحب والتعاضد بينهما.”