الفهرس 
التحوط الاستراتيجى فى السياسات الخارجية للدول الضغرى - دراسة حالة سلطنة عمان
فهرس المحتوياتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 226 |  |  |
| | | from | 226 | | |
المستخلص
تناولت الدراسة استراتيجية التحوّط فى السياسات الخارجية للدول الصغرى: باعتبار أن هذا السلوك وُضع أساسًا لتفسير سلوكيات تلك الدول: و اتخذت من سلطنة عمان دراسة حالة لها: حاولت من خلالها توظيف هذه النظرية الحديثة فى العلاقات الدولية لتفسير سياسة السلطنة الخارجية تجاه السعودية و إيران و التى قامت بشكل أساسى على التحوّط الاستراتيجى. تمثل التساؤل الرئيسى للدراسة فى: لماذا تتبع سلطنة عمان استراتيجية التحوّط التى تتبعها الدول الصغرى فى سياساتها الخارجية؟: و ركزت الدراسة على الفترة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011: حتى عام 2019: الذى كان بمثابة نهاية حكم السلطان العُماني قابوس بن سعيد الذى استمر ما يقرب من خمسين عاما وضع خلالها الأساس الحديث لسياسة السلطنة الخارجية. لكن الدراسة لم تقف عند حد محاولة فهم محددات و دوافع اتباع السلطنة لاستراتيجية التحوّط: بل عمدت إلى استكشاف كيفية تطبيقها لهذه الاستراتيجية التى تجمع مزيجا من التعاون و الصراع فى آن واحد: و ما إذا كانت قد نجحت في تطبيقها و الإلمام بعناصرها و معاييرها الإجرائية أم لا: فضلًا عن استكشاف مكاسب السلطنة و الخسائر التى تحملتها جراء اتباعها للتحوّط الاستراتيجى. توصلت الدراسة إلى أن استراتيجية التحوّط هى بالفعل طريق ذكي يمكن للدول الصغرى أن تتبعه للتحايل على إمكانيتها: فهى بمثابة ”استراتيجية تأمين” تسعى من خلالها الدول المتحوِّطة إلى تقليل المخاطر المحيطة بها و زيادة حرية المناورة: لكنها مع ذلك استراتيجية مرهقة تحمل الدول الصغرى الكثير من التكاليف. و قد نجحت سلطنة عّمان فى تطبيق هذه الاستراتيجية فى سياستها الخارجية تجاه كل من السعودية و إيران: حيث قللت التهديدات المحيطة بها و تجنبت الصدام المباشر مع الدولتين: و حافظت على قدر من الاستقلالية فى سياستها الخارجية: الأمر الذى زاد ثقلها الإقليمى و الدولى و مكنها من الحفاظ على استقرارها السياسى رغم مختلف الاضطرابات التى مرت بها منطقة الخليج العربى