Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تقابلية للظواهر الصوتية في اللغتين الكورية والعربية /
المؤلف
عبد الغني، إيناس عبد الغني محمد.
هيئة الاعداد
باحث / إيناس عبد الغني محمد عبد الغني
مشرف / جونج يونج ان
مشرف / هناء كامل علي
مشرف / فاتن محمد محمد علي
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
230ص. :
اللغة
الكورية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغة الكورية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 230

from 230

Abstract

1- أهمية البحث وهدفه:
اللغة هي الأداة الأهم في عملية التواصل بين البشر، ولهذا يساعد إتقان اللغة على تسهيل عملية التواصل. وتتجلى أهمية إتقان اللغة في التواصل بين الشعوب باستخدام اللغات الأجنبية، فالأخطاء قد تتسبب في توصيل معنى مختلف عما يقصده المتكلم، وبهذا قد تتعرض عملية التواصل للفشل. والظواهر الصوتية وإتقانها يحتاج إلي جهد كبير من متعلم اللغة الأجنبية؛ لأنها من الأشياء التي يسهل وقوع الخطأ فيها بسبب طبيعتها التبديلية؛ لذا وجب على متعلم اللغة الأجنبية أولًا فهم طبيعة تلك الظواهر وإدراكها بصفة عامة، وثانيًا فهم خصائصها المختلفة في لغته الأم واللغة التي يسعى إلي تعلمها بصفة خاصة، وذلك حتى لا يخلط بين اللغتين.
والظواهر الصوتية فرع من فروع علم الأصوات، تهتم بدراسة التبدلات الصوتية والمقطعية التي تنشأ من تجاور أصوات بعينها، وهي تحدث في كل اللغات تقريبًا، وإن اختلفت طبيعتها وأسبابها في كل لغة، وذلك الاختلاف إنما ينشأ عن اختلاف النظام الصوتي للغات واختلاف المعايير التي تحدد فونيمات كل لغة، لكن على الرغم من ذلك لا يمكن القطع بأن الاختلاف بين الظواهر الصوتية في اللغات المختلفة حتمي وأكيد، وذلك لأن اللغات الإنسانية تشترك بطبيعة الحال في عدد من الخصائص الصوتية وغيرها، ويمكن القول أيضًا بأن هناك قوانين لغوية كبرى تحكم اللغات جميعها، إلا أن انعكاسات هذه القوانين وطرق تطبيقها تتباين في كل لغة عن الأخرى.
وهذه القوانين اللغوية الكبرى كانت من ضمن القضايا التي لطالما اختلفت حولها الدراسات التي تبنت النظرية النحوية التوليدية وما تلاها من دراسات أخرى، فالنظرية التوليدية تزعم اشتراك جميع اللغات الإنسانية في خصائص عالمية، وقد انشغلت الدراسات اللغوية بدراسة أكبر عدد من اللغات الإنسانية للوقوف على مدى تشابهها أو اختلافها ومن ثم إمكانية الوصول لهذه القوانين الحاكمة للغات، لكن وبطبيعة الحال، ظهور بعض التميزات في بعض اللغات لطالما وقف حائلًا دون تحقيق هذا الهدف. وبناءً على ذلك قسمت تلك الخصائص العالمية إلي خصائص عالمية مطلقة (absolute universals)، وخصائص عالمية إحصائية (statistical universals). فالخصائص العالمية المطلقة تطلق على الخصائص المشتركة التي يجب أن تتوافر في أي لغة إنسانية بشكل إلزامي، أما الخصائص العالمية الإحصائية فتطلق على التوجهات اللغوية أو الخصائص المشتركة في أغلب اللغات الإنسانية.
ومن جهة أخرى، لا تسير الظواهر الصوتية في اللغة الواحدة على وتيرة واحدة دائمًا، وإنما قد نلحظ عدم وقوع الظاهرة على الرغم من توفر الشروط اللازمة لحدوثها، وعليه يجب أيضًا التفريق بين إلزامية وقوع ظاهرة ما من عدم إلزاميتها، حتى يتحقق الهدف الأكبر وهو إتقان اللغة المعنية، ومن ثم تسهيل عملية التواصل.
وتهدف هذه الرسالة إلي دراسة أسباب صعوبات اكتساب الدارسيين العرب وبالأخص المصريين، للظواهر الصوتية الكورية وتحليلها، وذلك عن طريق؛ أولًا، مقابلة الظواهر الصوتية في اللغتين الكورية والعربية والوقوف على أوجه التشابه والاختلاف التي قد تقف وراء تلك الصعوبات، وثانيًا دراسة الخصائص التصنيفية للظواهر الصوتية الكورية ومناقشة مدى قربها أو بعدها من الخصائص التصنيفية العالمية (Typological Universals)، وما ينتج عن هذا الاقتراب أو الابتعاد من زيادة درجة صعوبتها وبالتالي صعوبة تعلمها. وفي هذا الصدد، تحاول الرسالة الترجيح بين فرضيات: التحليل التقابلي (Lado, 1957)) (، وتمايز مراتب الشيوع) ( (Eckman,1977)) (، وتشاكل التركيب) ( ((Eckman, 1991)( ، حيث تذهب فرضية التحليل التقابلي إلي أن صعوبات تعلم اللغة الأجنبية تنشأ من وجود اختلاف بين اللغة الأجنبية واللغة الأم للمتعلم، وتذهب فرضية تمايز مراتب الشيوع إلي أن الاختلاف في حد ذاته لا يشكل صعوبة إنما الفارق بين مستويات الشيوع ومستويات الصعوبة بين عناصر اللغتين هو ما قد يسبب عائقًا في تعلم اللغة الأجنبية، فتكون العناصر اللغوية في المراتب الأقل شيوعًا أصعب في التعلم من العناصر اللغوية في المراتب الأعلى التي قد لا تشكل صعوبة من أي نوع لسهولتها النسبية ولاشتراكها في عدد أكبر من اللغات، وقد تعرضت الفرضتان لانتقادات لتركيزهما فقط على الاختلافات بين اللغة الأم واللغة الهدف، مما دعا الباحث إيكمان Eckman إلي بحث فرضية أخرى أطلق عليها فرضية تشاكل التركيب، وهي تذهب إلي أن درحة صعوبة العناصر اللغوية في اللغات البشرية الطبيعية تنطبق أيضًا على اللغة البينية التي تعكس استراتيجيات اكتساب اللغة الثانية في ذهن المتعلم.
وترى الباحثة أن صعوبات تعلم اللغة الثانية واكتسابها لا تنشأ بسبب عامل واحد من العوامل وإنما تنشأ من تداخل عوامل كثيرة، أي أن الاختلافات والتشابهات بين اللغة الأم واللغة الهدف، وتمايز مراتب الشيوع للعناصر اللغوية في اللغة الهدف، وغيرها من العناصر تتداخل مسببة صعوبة في التعلم. كما أن مدة الدراسة وتمايز مهارات المتعلمين في الاستماع وغيرها من العوامل غير اللغوية قد تؤثر أيضًا في عملية التعلم.
2- منهج البحث:
تتبع الرسالة المنهج التقابلي التحليلي؛ حيث تتناول أولًا، كل ظاهرة من الظواهر الصوتية المختلفة في اللغة الكورية وتشرح مفهومها العام وأسباب حدوثها، وخصائصها، ومدى إلزاميتها، ومدى تأثيرها...إلخ، وتنتقل ثانيًا إلي اللغة العربية وتدرس الظواهر فيها على المنوال نفسه. بعدها تقابل بين الظواهر الصوتية في اللغتين لبيان أوجه التشابه والاختلاف بين اللغتين في هذا المجال. ثم تنتقل إلي دراسة الخصائص التصنيفية للظواهر الصوتية الكورية لمعرفة مدى ارتباطها أو ابتعادها عن الخصائص العامة المشتركة بين اللغات الإنسانية كافة، ومن ثم تحديد مرتبة الشيوع ودرجة الصعوبة المتوقعة لكل منها.
ويلي هذه الدراسة النظرية، دراسة تطبيقية بتحليل أخطاء نطق الطلاب المصريين في قسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس للظواهر الصوتية الكورية، للوقوف على أسبابها ومناقشة تلك الأسباب، ومن ثم التأكد من مدى إمكانية تطبيق الفرضيات السابق ذكرها.
3- الدراسات السابقة:
فيما يتعلق بالظواهر الصوتية الكورية ومقارنتها بغيرها من اللغات، تناولت الباحثة هبة محمد (2016)، أخطاء نطق عدد من الدارسيين المصريين لثلاث ظواهر صوتية كورية هم: إبدال الأصوات الشديدة العادية إلي أصوات شديدة قوية ودمج صوت /h/ مع الأصوات الشديدة العادية وإبدال الأصوات اللثوية الانفجارية إلي أصوت حنكية مركبة وقارنت بين أخطاء دارسي المستوى المتوسط ودارسي المستوى المتقدم، كما تناول الباحث هو يونج (2012) أخطاء دارسي اللغة الكورية من جنسيات متعددة مثل الإسبانية والصينية والإنجليزية واليابانية، وتوصل إلي أن على الرغم من اختلاف اللغة الأم لكل منهم فقد سجلوا أخطاء متشابهة، وأرجع هو ذلك إلي تدني مراتب الشيوع للظواهر محل الأخطاء. وقابل الباحث كانج شيك جين (2010) بين الظواهر الصوتية في اللغتين الكورية والصينية، وبناء على نتائج المقابلة حدد الظواهر المحتملة لوقوع أخطأء أثناء تعلمها لاختلافها بين اللغتين، وحللت كوان سو را (2020) أخطاء متعلمي اللغة الكورية الفيتناميين لنطق الظواهر الصوتية الكورية، وانتهت إلي أن سبب تلك الأخطاء يرجع إلي الاختلاف في مدى إلزامية الظواهر الصوتية بين اللغتين الكورية والفيتنامية.
أما فيما يتعلق بالظواهر الصوتية العربية، فقد أفادت الباحثة من كتاب (الأصوات اللغوية) للدكتور إبراهيم أنيس ، وكتاب (التطور اللغوي) للدكتور رمضان عبد التواب، وكتاب (مناهج البحث في اللغة) للدكتور تمام حسن، وكتاب (دراسة الصوت اللغوي) للدكتور أحمد مختار عمر. وعن الدراسات التي تناولت الظواهر الصوتية في اللغة العربية بالبحث والتحليل، راجعت الباحثة عددًا من الباحثين مثل: وحيد صفية (2008) الذي تناول التبدلات الصوتية في اللغات السامية ومن ضمنها اللغة العربية، وعباس جودة وهشام عبد الله وعلى جميل (1986) الذين قابلوا الظواهر الصوتية العربية والإنجليزية، وصلاح الدين سعيد (2009) الذي تناول الظواهر الصوتية العربية من مستويات تركيبية متعددة كالمقطع والكلمة والجملة، وأحمد مبارك وحوراء راحي (2017) اللذين تناولا ظاهرة زيادة حركة بين السواكن المتتابعة عند ربط المقاطع وغيرهم.