الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص اهتمّ البحث بدراسة التناصّ بين النقد الغربيّ وإشكاليّة التلقّي، على الرغم من تعدّد الدراسات حول نظريّة التناصّ؛ وذلك لعدم توافر رؤيةٍ واضحةٍ حول النظريّة يمكن الالتفاف حولها، ولميل كثيرٍ من الدراسات للأخذ من بعضها دون الرجوع إلى النظريّة في مصادرها الأصليّة، فأصبحت تكرارًا غير منتجٍ، وزاد من الإشكاليّة تطبيق النظريّة قبل استقرارها، على عددٍ كبيرٍ من الأعمال الأدبيّة عمومًا، والشعريّة خصوصًا، وفي خصوص التلقّي برزت إشكاليّات أخرى، لم تلقَ من العناية ما تستحقّ، وأصبحت عرفًا بين السواد الأعظم من الدراسات العربيّة؛ كان من أبرزها السعي لاستحضار نماذج من التراث النقديّ العربيّ، لجعلها موازيًا لنظريّة التناصّ الغربيّة، وغلب عليها الجنوح نحو اختيار السرقات الشعريّة لذلك. وتميّزت الدراسة بمقاربة النظريّة من مصادرها المعتمدة، وبتقسيم مسار النظريّة إلى مراحل ثلاث، هي: مرحلة النشوء، ثمّ مرحلة الاعتماديّة والتوسّع على يد النقاد الغربيّين؛ وأخيرًا مرحلة الانتشار والعالميّة؛ التي تناولت الدراسة فيها التلقّي العربيّ أنموذجًا، ورصدت الدراسة؛ بتتبّع هذا التقسيم، التغيّرات التي أُدخلت على النظريّة، في المرحلتين الأخيرتين، وكشفت نتائج الدراسة عن دائرةٍ مفاهيميّة، تشكّلت في إطار نظريّة التناصّ، وتوصّلت إلى أنّ نظريّة التناصّ نشأت في ظروفٍ خاصّةٍ، ونتجت عن روافد معرفيّة تختلف عن العوامل التي برزت في ضوئها مفاهيم أخرى؛ كمفهوم السرقات الشعريّة، وانتهت الدراسة بمجموعةٍ من النتائج المهمّة والتوصيات المقترحة، لتوفير رؤيةٍ أوضح للدرس النقديّ العربيّ، وفهم النظريّة وجعلها أكثر استقرارًا، وأخذ النقد العربيّ نحو مقاربة النظريّة النقديّة الغربيّة بموضوعيّة، بعيدًا عن الافتتان بها دونما مبررٍ، أو الإشاحة عنها عن تعصّب؛ بما يؤهّل إلى فتح آفاقٍ أرحب أمام النظريّة النقديّة العربيّة. |